الأقباط متحدون - بعض الأحداث .. أثناء العشــاء الأخيــر ..!
  • ١٢:١٠
  • الخميس , ١٣ ابريل ٢٠١٧
English version

بعض الأحداث .. أثناء العشــاء الأخيــر ..!

نبيل المقدس

مساحة رأي

٣٠: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ١٣ ابريل ٢٠١٧

عشاء الفصح
عشاء الفصح

نبيل المقدس
في لوقا 22 :   14 – 16 " وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ اتَّكَأَ وَالاثْنَا عَشَرَ رَسُولاً مَعَهُ، وَقَالَ لَهُمْ: شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ،لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ   "

عندما جاء يوم الفصح  أرسل يسوع بطرس ويوحنا ليعدا مكان الفصح  , وكان الرب مُجهز كل شيء بعناية  فقال لهما عندما تدخلان المدينة ستجدان شخصا يحمل جرة ماء و يستقبلكما ,إتبعاه حيث يدخل بيتا , وقولا لصاحب البيت أن المعلم يريدك ان تعرفنا المكان حيث يأكل فيها الفصح  , فأخذهما إلي علية كبيرة , مفروشة وهناك أعدا الفصح كما قال لهما يسوع.

لو تأملنا في الأية 14 نجد انه عندما حانت ساعة أكل الفصح أن يسوع "إتكأ ", فقد كان نظام الجلوس في البيوت في هذا الوقت عاي شلت أرضية وعلي كل شلتة يوجد " شلتة صغيرة " خُددية" لكي يستند عليها الجالس , اي أن اللوحة التي رسمها دافنشي وكانت سبب شهرته لا تمثل الواقع , ولم تُصور الحقيقة  , حيث تُظهر اللوحة أن يسوع والتلاميذ جالسين علي كراسي " دِكة" , لكن في حقيقة الأمر هم كانوا متكئين علي " الشلت " وهذا يدحر الكتاب الذي أصدره " دان براون " بعنوان شفرة دافنشي .. والذي يُظهر فيه أمور غير صحيحة عن حياة يسوع.

ولا يفوتنا أن نذكر النزاع أو المشاجرة التي حدثت بين تلاميذ المسيح في بداية ممارسة أكل الفصح .. في الحقيقة لم أجد حدث في سفر لوقا أكثر أهمية وتدعو للإهتمام , مثل هذا الحدث التي جاء في لوقا " 22 : 24 – 30 .. فقد تشاجر التلاميذ  في مَنْ فيهم يكون أولا في الجلوس .. ولكي نفهم معني سبب هذه المشاجرة علينا ان نعرف أن عادة اليهود أن يجلسوا لأكل الفصح بنظام خاص , كان الفرش " المائدة علي الأرض " الذي عليه أكل الفصح علي شكل مربع , تخلوا من جهة من جهاتها الأربع , ثم يجلس المضيف في الوسط في الواجهة الفارغة الأمامية  , ويجلس عن يمينه ضيف الشرف , وعلي يساره التالي في المقام , ويجلس بجانب من عن يمين المضيف مَنْ له المقام الثالث , ويجلس الرابع بجانب مَنْ كان علي يساره , وهكذا يكون الجلوس حول مائدة الفصح , فعليه هذا السبب  تشاحن التلاميذ عن مَنْ يكون الأول , أو علي الأقل مَنْ أقرب الجالسين من المسيح. وهنا أظهر التلاميذ أنهم  لم يتخلصوا من فكرة الملكوت الأرضي , بالرغم أن المسيح شرح لهم أن ملكوته  يختلف عن ملكوت العالم الذي يقوم بالقوة والسيادة .. أما يسوع " فَقَالَ لَهُمْ:«مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هكَذَا، بَلِ الْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَالأَصْغَرِ، وَالْمُتَقَدِّمُ كَالْخَادِمِ. أَنْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ: أَلَّذِي يَتَّكِئُ أَمِ الَّذِي يَخْدُمُ؟ أَلَيْسَ الَّذِي يَتَّكِئُ؟ وَلكِنِّي أَنَا بَيْنَكُمْ كَالَّذِي يَخْدُمُ." لوقا 22 : 25 – 27 " .. ثم أنهي يسوع تحذيره لتلاميذه بالوعد المبارك للذين ثبتوا معه في تجاربه " أجعل لكم كما جعل لي لأبي ملكوتا" .

ولا ننسي  مآساة سمعان .. فبينما كان يمارس مع يسوع العشاء الرباني .. "لوقا 22 : 31 –  34 " قَالَ الرَّبُّ له: "سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ! وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ , فَقَالَ لَهُ:«يَارَبُّ، إِنِّي مُسْتَعِدٌّ أَنْ أَمْضِيَ مَعَكَ حَتَّى إِلَى السِّجْنِ وَإِلَى الْمَوْتِ! فَقَالَ:«أَقُولُ لَكَ يَا بُطْرُسُ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي" .

ولا ننسي هذا المشهد قبل ما يسدل الستار علي مشهد أكل الفصح , لكي يبدا يسوع من بعدها طريق الصليب .. فبينما هم يحيطون بالمائدة وبعد ما كسر يسوع الخبز شكر وأعطاهم قائلا " هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي " وكذلك الكأس أيضا بعد العشاء قائلا " هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ." بعدها تكلم يسوع بكلمات هزت جدران العليا , وبدأ التلاميذ ينظرون لبعضهم البعض , فقد قال لهم " لكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُسَلِّمُهُ . فَنظر التَّلاَمِيذُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ."وبمجرد ما سمع يهوذا كلام يسوع , ورأي يسوع ينظر إليه في لحظة ما تلاقت إيديهما علي صفحة الطبق وعرف أن يسوع كشفهُ, بعد ما غمز يسوع اللقمة واعطاه له قائلا " ما أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ . " قام عن المائدة ووقف لحظة موجها عينيه في إتجاه يسوع فرأي عينيه تتبعهُ , لم يستحمل نظرات يسوع  فهرول خارجا , فكان ليلا  ليقابل الكهنة مما يشير الليل إبتعاد الإنسان عن دائرة نور العالم .. عن دائرة المسيح , ليجري وراء اهوائه وشهواته  . وكانت نهايته الإنتحار بشنق نفسه.  

غاية الأسف والألم أن يكون هناك خائن علي مائدة الرب .. وما أكثر ما يجد يسوع علي مائدته ( الحياة) مَنْ يخونه ومَنْ ينكره .. فنحن يوميا نصلب المسيح بعدم تلاحمنا معه كمؤمنين , ونطعنه بإستمرار في جنبه في التشكيك بعهوده التي هي اصل إيمانا به كفادي و مخلص .. وإن كنا نأخذ العهود علي انفسنا في بيت الله وننكره خارجا نصبح خونة وخائين له .

وخرج يسوع من العليا مع التلاميذ بعد الإنتهاء من عشاء الفصح , متخذا أول خطوة  إلي طريق ألآم الصليب  ليتمم عملية الفداء عليه.

كل سنة وانتم طيبين والرب يحفطنا من الهلاك والإضطهاد .. لكن لنا الوعد الأكيد عندما قال لنا " طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. متي 5 : 10 – 11

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع