الأقباط متحدون - هل جربت اللجاجة!؟
  • ١٠:٥٤
  • الخميس , ١٣ ابريل ٢٠١٧
English version

هل جربت اللجاجة!؟

سامية عياد

مع الكرازة

٥٩: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ١٣ ابريل ٢٠١٧

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس

عرض/ سامية عياد
هل جربت اللجاجة؟ هل تصلى باستمرار دون ملل أم أنك تصلى مرة لأجل أمر ما وانتهت الحكاية؟ اللجاجة صورة رفيعة من صور الصلاة الحقيقية لأنها مصحوبة بقوة الإيمان ..

يذكرنا قداسة البابا تواضروس الثانى بالمرأة الكنعانية كمثالا حيا للصلاة بلجاجة، ابنتها يسكنها الشيطان ويفقدها العقل وتصير مجنونة ، يمكن أن نقيس أنفسنا بما فعلته تلك المرأة فهى فتشت عن السيد المسيح لمجرد أنها سمعت عنه ، فهل نفتش نحن عن يسوع هل نلجأ إليه وقت الضيق فقط أم نعتمد عليه دائما ليلا ونهارا ، المرأة الكنعانية لجأت للرب بصراخ ودموع ، صرخت المرأة للرب بلجاجة وحينما لم يجيبها بكلمة استمرت فى إلحاحها ، احيانا لا يستجيب الله ولابد أن هناك غرضا لهذا، كررت المرأة طلبتها وغمستها فى دموعها وسجودها وقلبها المنكسر ، هنا تظهر لجاجة الإنسان الذى يطلب ويكرر المحاولة تلو الأخرى وهى هنا تعلمنا الصلاة كل حين وليس مجرد تكرار لكلمات بلا معنى ، وليس الوقوف أمام الله فى الأزمات فقط ، فالوقوف أمام الله هو تعبير حب ومن هنا تأتى نعمة الله كل حين.

لقد ظهر إيمان المرأة الكنعانية فى إصرارها على الطلبة وهذا دليل أنها آمنت بشخص المسيح حتى وأن أهملها ، أيضا ظهر اتضاع تلك المرأة حين قال لها السيد المسيح "ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب" أجابته "نعم يا سيد ! والكلاب أيضا تأكل من الفتات الذى يسقط من مائدة أربابها!" ، جيد أن نصلى بإيمان وثقة ولكن جيد أن نغلف تلك الصلاة ثياب الاتضاع ، ولذلك كل نعمة يعطيها الله للإنسان لا يمكن أن تثمر إلا بالاتضاع الذى هو حارس كل نعمة ، يقول القديس باخوميوس أب الشركة "اقتن لسانا متضعا ، فيكون الكل صديقك".

إن الاتضاع يعطى قوة فى الإيمان، الانسحاق والقلب المنكسر لا يرذله الله مهما تأخرت استجابة الرب ، بل كلما تتأخر استجابة الله تكون أمامك فرصة لكى ما تقتنى فضائل أكثر وفى النهاية تنال ما تريده ، ، هذه الأيام المقدسة فرصة لتصحيح مسيرتنا الروحية ، واقتناء قوة الإيمان وقوة الاتضاع فننال مديح الله ..