ياأبتاه أغفر لهم
هاني عزيز الجزيري
الجمعة ١٤ ابريل ٢٠١٧
هانى الجزيرى
ست مالهاش لازمة . لاهى طبيبة ولا مهندسة ولاأستاذة فى الجامعة ولاحتى عضو مجلس النواب اللى فوجئنا بهن نائبات . بغض النظر عن المعروفات لدينا
لاتملك من الدنيا إلا القليل . كل ميزتها أنها مسيحية
تلك السيدة البسيطة خرجت من فمها كلمات عبقرية أكبر من إستيعاب البشر والبشرية .
هى زوجة حارس كنيسة المرقسية ( عم نسيم ) قالت هو فى السماء حيعيد مع المسيح فى القيامة .
أثبتت أنه لم يمت
وقالت أيضاً هؤلاء المغيبون ربنا يسامحهم !
يعنى بعد كل اللى عملوه فيكى مافيش فى قلبك إلا التسامح !!
ربنا يسامحك
هم يفعلون ذلك كى تكرهى وتتمردى وتتلفظى وتتشنجى وتسبى وتلعنى .
ولكن لم يحدث ذلك . وأفسدتى المخطط . مخطط الكراهية والحقد .
تلك السيدة البسيطة الطيبة المصرية علمتنا الدرس . الكل يقف مذهولاً أمام بساطتها وحبها .
مشاعر فوق مشاعر الإنسانية . فوق مشاعر البشر
أحبوا أعدائكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم
وهذا مايطلبه المسيح صاحب شريعة الكمال
ولكن من هو الذى يستطيع تحقيق ذلك ؟
هذا هو الفارق !
وليفهم القارىء
وللحقيقة فقد رأيتها من قبل فى والدة مريم نبيل ومريم أشرف ( حادث الوراق )
وفى أمهات شهداء ماسبيرو .
وفى امهات وأهالى البطرسية
من أين أتوا بكل هذا التسامح والحب ؟
من تعاليم دينهم
المسيح طلب منهم ذلك
عرفوا ذلك من الإنجيل الذين يتهموه بالتحريف
ماأجمل هذا الكتاب الذى يعلمنى أن أسامح وأن أغفر فى أصدق لحظات ألمى
نحن نصلى ( وأغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا )
نحن نهزمهم بإيماننا . بثباتنا . بقوة عقيدتنا .
إنهم يصغرون ونحن نكبر .
كل زغروطة تنطلق مع إسم كل شهيد تزلزل كيانهم .
كلمة ربنا يسامحك تقتلهم . تجعلهم أشلاء .
إبتسامتنا تفقدهم أعصابهم وتجعلهم يتسائلون من أنتم ؟
أتحدى أن تجد مسيحى قريب شهيد دعى على قاتل أو حتى قال ربنا ينتقم منهم
لأن المسيح علمنا ذلك حتى وهو على الصليب قال
ياأبتاه أغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون