الأقباط متحدون - إلى أبانا الحبيب الذي في الكنيسة
  • ٠٨:١٥
  • الجمعة , ١٤ ابريل ٢٠١٧
English version

إلى أبانا الحبيب الذي في الكنيسة

مدحت بشاي

بشائيات

١٨: ١٠ م +02:00 EET

الجمعة ١٤ ابريل ٢٠١٧

مدحت بشاي
مدحت بشاي

مدحت بشاي
يرتبط  الكاهن روحياً وإنسانياً بشعب كنيسته منذ اليوم الأول لوجوده في وسطهم ، ولا ينسون مشهد طقس استقبال كاهنهم الجديد عند ترديد تلك الصلوات فرحاً بقدومه :

- عظموا الرب معى ، ولنرفع اسمه معاً . كالنعمه التى قبلتها : يا أبانا القس ) فلان )
- الساهر علينا بصلواته : ليحرسنا من العدو الشيطان : فننعم بالسلام والتهليل...
حسنا أتيت إلينا  اليوم : أيها القس (فلان) : وعزيتنا بكلامك : المملوء حياة ..

هذا عن الكاهن العادي البسيط ، فما بالنا لوكان صاحب رأي ، ويمتلك رصيداً روحياً ومعرفياً كحال القس ابراهيم عبد السيد ، الذي كنا ننتظر مقالاته بشغف في جريدة الأخبار ، فهو الكاهن الي قرر أن يخترق محددات نظم حكومات الرهبان ومحاذيرها بكل جرأة وصدق وتناول علمي وروحي بديع ....وأذكرمن بعض أفكاره الإصلاحية :

- لماذا يتعجبون من طرح الأمور الكنسية للمناقشة ، ويستنكرون مواجهة الحقائق ويطالبون بالحفاظ على سرية ما يجرى في الكنيسة داخل الإطار
الأسري المنغلق ؟

- حين تتناول الصحف الشئون الكنسية مشكورة فهي لا تقحم نفسها في إقطاعية خاصة أو تسبح نحو جزيرة منعزلة في محيط أو تتخطى أسلاكاً شائكة أو مكهربة محيطة بمنطقة مليئة بالألغام ..

- ونخطئ يقيناً حين نعتقد أن الكنيسة مؤسسة ثيؤقراطية لها أسرارها التي ينبغي ألا تُذاع ، أو أن يناقشها غير بنيها ، فهي في الحقيقة شريحة من نسيج الوطن ، وليست مجرد أشخاص مصيرهم حتماً إلى زوال مهما طالت بهم الأيام ، ومن ثم فلا يعتبر في نقدهم أو المطالبة بتصحيح تصرفاتهم مساس بعقائدهم وإيمانياتهم ، فالصحافة مرآة للشعوب ، وبدلاً من تحطيم المرايا علينا أن نواجه الحقائق بشجاعة ..

- الأديان السماوية تؤمن بالديمقراطية كما أن المعارضة سمة من سماتها ، فلا تسفه عقيدة مخالفة ولا تقيد رأياً معارضاً ولا تصادر فكراً مغايراً وقبول الرأي الآخر سمة حضارية .. وحين استشرت انحرافات باباوات روما ومظالمهم وصكوك الغفران ومحاكم التفتيش في العصور الوسطى ظهر مارتن لوثر وجون كلفن وأولرخ زونجلي دعاة للإصلاح احتجاجاً على ما عاصروه من أخطاء ، ونمت حركتهم البروتستانتية وتفرعت إلى مئات الطوائف التي تؤمن بحرية الفكر عقيدة لا بديل لها ..

- وفي الأجواء الديموقراطية تنتشر موجات النقد لكبار القادة على كل المستويات ..والمعارضة داخل الكنيسة ليست بدعة ، وقد سبق أن اختلف البابا الحالي مع البابا الأسبق يوساب الثاني ومع البابا السابق كيرلس السادس مما اضطره إلى معاقبته بإبعاده إلى ديره قبل أن يعفو عنه وبعد أن دافع عته محبوه ..الكنيسة المصرية كنيسة وطنية شامخة لم يقف دورها عند إرساء أسس العقيدة المسيحية الأصيلة فحسب بل تجاوزه على مر الدهور لأن تظل قلعة للديمقراطية والاستنارة ..

وبمناسبة الإصلاح ، كنت قد كتبت مُغتاظاً  عندما شن القس أنسيموس راعى كنيسة مارجرجس بميت غمر، الحرب على الكنيسة الإنجيلية، فى مقطع فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، وقال القس أنسيموس فى الفيديو: «اللى يروح عند البروتستانت لأى سبب ترتيلة مش ترتيلة كلام فاضى من ده ، فهو محروم هو وأولاده من سر التناول داخل الكنيسة»، مضيفًا: «أن مسيحنا غير مسيحهم، وأن إيماننا غير إيمانهم، وإحنا بنقول: باسم الأب والابن والروح القدس وهما ما يعرفوش دى ولا يرددونها، فكيف نذهب وراءهم، ونبيع مسيحنا بسبب هدية أو شىء آخر ، لا حِل ولا بركة ولا يُسمح لأى واحد يروح عندهم؟».وأشرت إلى جانب من تعليق أحد مستنيرينا الأرثوذكس حول كلام الكاهن ، قال   : مسيحنا.. مسيح العالم كله.. رسالة إلى أبى الحبيب القس أنسيموس سامحنى يا أبى وأسمح لى أن أُعلق على الفيديو المنتشر لقداستك على صفحات التواصل الاجتماعى عن بعض التنبيهات فى الكنيسة والتى أثارت لغطاً شديداً، نعم من حق قداستك أن تُلقى التنبيهات على أولادك وشعبك، نعم من حق قداستك أن تحاول الحفاظ على أولادك وشعبك من انتشار تيارات مختلفة عن إيمان الكنيسة ، نعم من حق قداستك أن تنصح أولادك وشعبك وترشدهم لنمو حياتهم الروحية، كل هذا من حقك كمؤتمن على رعاية هذه الكنيسة وشعبها. ولكن الذى ليس من حقك أبدا أن تُقسم المسيح إلى مسيح لك ومسيح مغاير للآخرين فمسيحنا واحد لا ينقسم هو مسيح العالم كله. مسيحنا الذى نناديه فى تسبحتنا «ربى يسوع المسيح مخلصى الصالح»، وفى قداساتنا «أيها المسيح إلهنا القوة المخوفة التى لله الآب الجالس فوق العرش الملتهب الشاروبيمى والمخدوم من القوات النارية، من أجل تنازلك غير الموصوف ومحبتك للبشر لم تحرق الدافع الغاش عندما دنا منك، بل قبلته قبلة المصاحبة، جاذباً إياه إلى التوبة» مسيحنا هذا هو مسيح العالم كله هو مسيح كل المسيحيين الذين يعبدونه ويحبونه ويخدمونه ، وهو مسيح الوثنيين الذين يضطهدونه، وهو نفسه مسيح بولس الذى أنار عينيه وطريقه ليصبح رسول يسوع المسيح، وهو مسيح الإرهابيين والداعشيين الذين يقتلون أولاده من أجل اسمه، هو من فتح أحضانه لديماس اللص اليمين على الصليب فاستجاب ديماس وسمع الصوت أنه يكون معه فى الفردوس، وهو من فتح أحضانه ليهوذا بعد أن باعه بثلاثين من الفضة بل وقبله قُبلة المصاحبة. نفس المسيح الذى لا يفرض إرادته على أحد مع أن إرادته أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون.. مسيحنا مسيح العالم كله مسيح واحد لا ينقسم كما قال معلمنا بولس الرسول «هل انقسم المسيح؟ ألعل بولس صُلب لأجلكم، أم باسم بولس اعتمدتم ؟». صلى لأجل ضعفى»..
وللحديث بقية في مقالات قادمة على صفحات موقعنا الرائع " الأقباط متحدون " ..