الأقباط متحدون - قداسة البابا بين الإنتقاد و الإنتقام
  • ٠٠:٢٠
  • الاربعاء , ١٩ ابريل ٢٠١٧
English version

قداسة البابا بين الإنتقاد و الإنتقام

أوليفر

مساحة رأي

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٩ ابريل ٢٠١٧

البابا تواضروس الثاني- ارشيفية
البابا تواضروس الثاني- ارشيفية

Oliver كتبها
قداسة البابا هو الأب الأكبر فى الكنيسة.هو المسئول الأول و يا لها من مسئولية شاقة تئن تحت وطأتها الجبال.يحمل آلام و آمال الكنيسة أفراد و شعب.يتلقى الأوجاع و الطعنات من داخل و من خارج و هو مطالب بالتماسك و التصرف بحكمة و الصمود و الثبات و التفكير في كل صغيرة و كبيرة.فصلوا لأجله لأنه لا يستطيع إنسان مهما بلغت روحانياته أن يحمل هذا العبء إن لم نسنده بصلواتنا جميعا و يعضده الرب بقوة نعمته و روح حكمته.فلا تكفوا عن الصلاة لأجله  قبل أن تطالبوه بشيء لأنه لا يمكن أن يجتاز أى أمر إلا بالصلاة و النعمة.نحن علينا الصلاة و الله يهب النعمة.
كل الضربات تدق على الرأس.البابا هو رأس الكنيسة الأرضى و يوجد من يتفنن فى تحويل كل المتاعب إلى تُهم يتهم بها البابا.و البعض ينفلت لسانه و هو يكتب أو يتكلم.و البعض يتجنى و يفترى و هو لا يعلم.و على البابا أن يظهر محبة من القلب لكل هؤلاء فكيف يتسنى له ذلك من غير صلاة و نعمة.و بالصلاة يبطل الرب إفتراءات البعض و يكشف تجنيهم.و بالنعمة يتجاوز البابا بالكنيسة المواقف المعقدة التي يتشدق البعض بأنه يعرف دهاليزها و هو لا يعرف شيئاً.

البابا في الكنيسة الأرثوذكسية غير معصوم من الخطأ و لا هو فوق النقد لكن  النقد يبنى إذا إستخدم اللغة التي تليق بالأب الأول في الكنيسة . و الكلمات المناسبة لقيمة و مكانة خليفة مارمرقس و قيمة من يمثلهم من شعب و تاريخ و مكانة لكنيستنا الأرثوذكسية.ليكن نقدنا توضيحاً لا تجريحاً.بمحبة و لياقة لأن النقد البناء يساعد البابا و يساعد الكنيسة كلها و يدعم الأفكار البناءة التي تفيد الجميع.أما الجدل العقيم و المطالبات غير المنطقية و الكلام غير المحسوب فهو يصنع إنشقاقات و يخلق عثرات لهذا أدعو من يريد أن ينتقد أن يبني و ينمى و يضع فكره و صلواته و مشاعره مع الكنيسة و لأجل كل من فيها قبل البدء في الكتابة أو الكلام.

نحن نعرف أن لدور البابا الروحى ضوابط و حدود يشاركه فيها المجمع المقدس.و لدوره الوطني أو قل السياسي و هما مختلطان معاً سقف محدد يقتضى حكمة الموازنة بين المطالب و بين الممكن.و إذا كان أصغر قبطي يعرف ما يعانيه الأقباط في مصر فكم يكون الأمر واضح لدى قداسة البابا.لكن هناك تغلغل للدولة فى أمور الكنيسة من خلال قوانين و تشريعات و تحكمات و سياسات و سلطة .هذه المداخل التى تراكمت عبر مائة عام من علاقة الكنيسة بالدولة ليست وليدة اليوم و لا يمكن التهوين منها أو التخلص منها بسهولة كما يظن البعض.لأن الجميع يعرف أن الكنيسة عند الدولة هى ورقة سياسية في العلاقات الخارجية و الداخلية.صحيح أن هذا أمر سيء لكنه موجود و قديم.كل ما يمكننا قوله أنه يلزم أن يكون للكنيسة تأثير بمكانتها على أى قرار.

نحن نعرف أنه يوجد من يحترف التجاوز أو يغلبه الإنفعال و يظن أن كل ما يقوله صحيح و أن كل ما يفعله البابا خاطئ فرفقاً بأنفسكم و بالبابا فهو بشر و ليس إله.و له عندنا حق المحبة و التقدير لكي نعاونه فى خدمة شعبه.

الذين تغلى صدورهم من الضيق يطالبون البابا بإستخدام سياسة الصدام مع دولة رسمية و أخري عميقة متجذرة فى التطرف.و هؤلاء لا يحسبون لشيء بل فقط ينفثون عن غضبهم و ضيقهم من الأحداث.لكن من في موقع مسئولية لا ينقاد بالإنفعالات و لا يصطدم وقت الأزمات.فلا تحسبون كل صمت ضعف.و لا تترقبون ما هو معلن فقط فالكثير من المناقشات غير معلن و الكثير من التفاهمات لا ينشر.و سوف يرى هؤلاء أن الله يعمل مع كل خادم يضعه فى مسئولية الرئاسة الكنسية و نعمته تكمل كل نقص.

فى الأوجاع علينا أن نتحد.لنكن حكماء و نؤجل المجادلات حتى تجف دماء الشهداء و تندمل جراحات المعترفين المصابين.لا يصح أن ينجح الإرهابيون في قتل شعبنا ثم نتركهم ينجحون في سلب الحكمة من صدورنا.فلنغلبهم بإتحادنا بالصلاة و المؤازرة.و تقديم ما يمكننا من دعم لشعب كنيستنا لكى نهون من عبء المسئولية التى لا يتصورها عقل عن ملايين النفوس التي سيطلبها الله من يد البابا.

كل من في منصب قيادى رفيع لا يمكنه أن يرضى الجميع.حتي المسيح له المجد لم يرض الجميع مع أن محبته باقية لتشمل الكل لكن فى كل زمن يوجد مقاومين كما يوجد متسلقين . هذا يدعي أنه مستشار الكنيسة و ذاك محامي الكنيسة و آخر متحدث بالكنيسة و هكذا يصرحون و يؤلبون الشعب و يوجعونه و هم متسلقون فحسب.كما يوجد الخائنون الذين لهم إسم المسيح و هم أموات روحياً لا تشبعهم إلا الأضواء و التليفزيونات يسترسلون فيها في هجوم على كل تصريح و تصرف للبابا و كأنه عدوهم.

كذلك بعض من طوائف أخرى يتجاوزون فى ألفاظهم فلا هم يعبرون عن محبة و لا إنتماء للمسيح بل يشترون شهرة مجانية بمهاجمة البابا و يكشفون عن أحقاد طائفية في الوقت الذى يطلبون فيه الوحدة و هم يشقون الصفوف.

أخيراً أقول نعم نحتلف كثيراً مع  تصريحات أو تصرفات فى الأمور التي تمس علاقة الكنيسة بالدولة.و نرى في هذه العلاقة ثغرات كثيرة و مساوئ يجب أن تعالج.لكن حين نتصدى لهذا كله لا ننسي أننا نكلم بطريرك أعظم كنيسة في العالم.و نخاطب رتبة هى أعلى رتبة كنسية.و نرى أن أفضل حل (نظرياً) هو فصل الكنيسة عن السياسة .لكن هذا عملياً يتطلب بديل غير موجود للدور الوطني و السياسي للقيادة الكنسية.ببساطة قولوا لنا من سيقوم بدور سياسي وطني للأقباط فى وقت ليس لهم مجلس أو كيان أو لوبى يقوم بهذا الدور.فإطلبوا ما شئتم لكن قدموا بديلاً على أرض الواقع قبل أن تتشاحنوا على ما هو واقع.الرب يملأ كل الكنيسة بروح الحكمة من صغيرها إلى كبيرها .يوحد القلوب بالمحبة.و يجعل قلوبنا متسعة لجميع الأفكار.و يهبنا روح الصلاة بعمق و غيرة لأجل خلاص كل إنسان في العالم.و يعطنا فهماً و إشفاقاً و لطفاً نتعامل بهم و نتكلم بهم و نكتب بهم لكى يؤيدنا روح الله بقوته فلا نخزى.الرب يكلل بطريركنا المحبوب بملء النعمة.