الأقباط متحدون | الفساد والفقر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:١٤ | الأحد ٢٠ فبراير ٢٠١١ | ١٣ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣١٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الفساد والفقر

الأحد ٢٠ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: فاضل عباس
الإحتجاجات الشعبية في العديد من الدول العربية، سببها الفساد والفقر الذي ينخر في تلك المجتمعات. والمؤسف أن الأنظمة العربية في الكثير من الأحيان ترعى الفساد والفقر!! هذه الدول تمارس القمع ضد مؤسسات المجتمع المدني لكي لا يتم الكشف عن الفساد الذي ينخر النظام، فيشاهد المواطن أقطاب النظام وقد امتلأت كروشهم بالمليارات، بينما تعيش الغالبية في فقر، أو تحت خط الفقر، أو في عشوائيات!!!

والغريب أن بعض الأنظمة لا تخجل من أن تطلب من الشعب أن يربطوا الأحزمة تحت مبررات الأزمة المالية العالمية، لكنها في نفس الوقت لا تربط الأحزمة حول رجال النظام أو تحاول وقف فسادهم! لذلك يزداد الفقير فقرًا بينما يزداد الغني غني، وهي معادلة تؤدِّي في نهاية المطاف إلي حاله من اليأس من إمكانية الإصلاح، ولذلك تقتنع الجماهير بأن التغيير الثوري هو الحل، فتكون الثورة التي تطيح بالنظام.

وأشكال الفساد متعدِّدة في المجتمع.. فكيف للمواطن أن يصبر وهو يسمع أن رئيس الجمهورية أو الملك يمتلك مليارات، بينما مرتَّبه معروف؟! فكيف حصل على كل هذه المليارات؟! وهنا يقتنع المواطن أن سرقة المال العام هي طريق هذه المليارات، وهذا ينطبق على أقطاب النظام، ولذلك تتولَّد حالة من الغبن الاجتماعي لدي المواطن، ونوع من الرغبة في رفض هذا الواقع الذي يفقر الغالبية من المجتمع.

وهنا لابد للعديد من الأنظمة العربية العمل بشكل جاد وحقيقي لوقف الفساد، ومحاربة الفقر بإجراءات عملية يقتنع ويصدِّقها المواطن لوقف طوفان الثورة القادم. ففي الوقت الراهن، معظم الأنظمة بحاجة إلي إجراءات فورية وسريعة ليست متأخرة للقيام بإصلاحات سياسية، ووقف الفساد، وتحسين المستوي المعيشي للمواطن، والتقليل من خطر الفقر. لذلك لا يمكن الانتظار حاليًا لخطط خمسية أو عشرية أو غيرها لعمل هذه الإصلاحات، فنحن بحاجة إلى إعادة الثقة أولًا بين الأنظمة والشعوب، وهذا يتطلب إجراءات سريعة وفورية.

الثقة المفقودة في رئيس الجمهورية أو الملك؛ لعدم تصديق الشعب العربي لوعود الأنظمة العربية، وهذا ناتج لقيام تلك الأنظمة بوعود كثيرة دون تنفيذ، هي مسألة تُفقد العديد من الأنظمة المصداقية. وقد شاهدنا كيف أطلق الرئيس المخلوع "زين العابدين بن علي" الوعود قبل سقوطه ولكن لم يصدِّقه الشعب التونسي؛ نظرًا لحالة انعدام الثقة في النظام، وهي حالة إذا وصل إليها الشعب فهذا يعني أن النظام في مراحله الأخيرة.. فهل تعي العديد من الأنظمة العربية الخطر القادم قبل حدوثه؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :