الدولة المصرية فين؟ المسلحين أهم
د. مينا ملاك عازر
الخميس ٢٠ ابريل ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
"حرب السجائر" التي اندلعت على مدار اليومين الماضيين، بين أعضاء تنظيم داعش وأبناء قبيلة الترابين، على خلفية إحراق التنظيم لشاحنتي "سجائر" حاول أبناء القبيلة تهريبها عبر الحدود إلى غزة حيث يستخدمون طريقي "أبو حلوة" و"الطايرة" وسط وجنوب رفح، لتهريب البضائع للقطاع.
المعركة بدأت بقيام "الدواعش" من غير أبناء سيناء، والقادمون من باقي المحافظات إلى شبه الجزيرة، والذين يتحكمون في قيادة التنظيم بنسبة ٩٠٪، بكسر الاتفاق الضمني مع القبائل حول مرور البضائع المهربة، عندما أشعلوا النيران في شاحنتي "السجائر" وخطفوا اثنين من أبناء قبيلة "الترابين" وقاموا بجلدهم، كما تعقبوا شحنة بضائع أخرى على طريق "الحكل"، في الكيلو ١٧ جنوب رفح، واستولوا على السيارات، وعندما أطلق شاب من "الترابين" النار في اتجاههم، رد الإرهابيون بإطلاق الرصاص على "المقعد" أو المجلس العربي لعائلة "الحكي" التابعة للقبيلة.
وقامت عائلة "الحكي" بالاستغاثة بأبناء العمومة من قبيلتهم "الترابين"، فاستقلت عناصر مسلحة من أبناء القبيلة ١٢ سيارة دفع رباعي، وقاموا بمحاصرة سوق البرث السوق الأسبوعية، ومشطوا السوق تمشيطا دقيقاً، لمعرفة هوية كل من بداخله، وألقوا القبض على اثنين من العناصر الإرهابية، وبحوزتهما جهازي اتصال، قبل اقتيادهما إلى وسط سيناء. بينما دفعت "داعش" بنحو ١٠٠ من عناصرها، استقلوا سيارات دفع رباعي، وحاولوا دخول قرية البرث التي تفصل بين قبيلتي السواركة والترابين، إلا أن أبناء "الترابين" ردوا بهجوم مماثل، مما جعل التنظيم المسلح يلوذ بالفرار. و أفراد من قبيلة الترابين قاموا بالتحقيق مع العنصرين المسلحين، اللذين اعترفا بقيامهما بعمليات خطف وقتل ضد أبناء القبيلة، والتي كان آخرها مقتل شخصين الشهر الماضي، في قرية البرث.
شفت بقى عزيزي القارئ، إن الموضوع سهل إزاي؟ قبائل تهرب السجائر لغزة رغم الحرب المعلنة على الأنفاق والهدم المستمر لها، وهذا يعبر عن مصلحة القبائل في بقاء الأنفاق أو على الأقل في بقاء طرق مفتوحة أيا كان مكانها تحت أو فوق الأرض لإبقاء التهريب مستمر، فكيف يعاونون الجيش لوقف التهريب؟ وهنا أقصد تهريب كل شيء ليس السجائر فقط بين القطاع المحتل من حماس والجانب المصري.
ثانياً كيف لمائة مسلح من الإرهابيين يتجهون ناحية قبيلة الترابين ولا تأتي طائرة مقاتلة أو قاصفة لتقصفهم فتقصف عمرهم أو يحاصرون ويقبض عليهم من قبل إنفاذ القانون قوات كيف يتركون إلى أن يتصدى للهجوم مسلحين من قبيلة الترابين؟ وهنا يأتي دور مسلحي قبيلة الترابين، أليسوا هؤلاء مصريين ينطبق عليهم القانون المصري؟ إذن لماذا لم يقبض عليهم الأمن بتهمة حمل سلاح غير مصرح بحمله وهو بالمناسبة واضح أنه سلاح يتوازن مع سلاح الإرهابيين لأنهم أفزعوا الإرهابيين، وجعلوهم يفرون وكل ذلك في غياب أمني كامل إذ لم يقبض الأمن على الإرهابيين ولا المسلحين القليلين، وكأن هذا عادي جداً.
الأغرب من هذا كله إعلان هذا في الإعلام المصري، وكأنه خبر عادي، ولا يعبر عن انفلات الأوضاع من كل جوانبها من يد الدولة المصرية في شمال سيناء، ما يعني مثلاً أن لو الأقباط المهجرين من العريش مثلاً كان لهم ظهير قبلي ما تجرأ عليهم أحد مثلاً يعني، أو أن القبيلة أياً كانت أقوى من التواجد الأمني للدولة، ويعني أن هناك على الأقل مائة مسلح إرهابي مطلقي الصراح وعصابات مسلحة تسمى قبائل تحكم الواقع على الأرض في شمال سيناء والمصيبة الأفجع أن كل هذا يحدث تحت راية حالة الطوااااااااااارئ!.
المختصر المفيد مافيش مختصر مفيد لأن مافيش أي حاجة.