باحث إسرائيلي : العائلة التقليدية تتعرض لتهديد غير مسبوق
محرر الأقباط متحدون
الجمعة ٢١ ابريل ٢٠١٧
كتب : محرر الأقباط متحدون
قال موقع المصدر أن الباحث الإسرائيلي بروفيسور يوفال نوح هراري هو أحد الأسماء اللامعة عالميا، حظي بمجد كبير بفضل أبحاثه في مجال تاريخ البشرية على مر الكثير من الأجيال وأبحاثه لمعرفة ما الذي قد يحدث للبشرية في المستقبَل القريب. هراري هو مؤرخ يعمل في قسم دراسات التاريخ في الجامعة العبرية في القدس، ألف كتابين وهما "موجز تاريخ الجنس البشري" و "تاريخ الغد"، تطرق فيهما إلى تطور التاريخ البشري منذ وجود البشر على الكرة الأرضية وحتى اليوم الذي سينقرض فيه البشر على ما يبدو.
مقابلة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" حاول هراري أن يوضح كيف ستتقدم الحضارة البشرية، كيف ستؤثر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، كيف ستبدو العائلة في المستقبَل، وهل ستقضي الروبوتات على البشر؟
ما هي التغييرات الجوهريّة الإضافية المتوقع أن تطرأ على البشرية؟
"عرف الإنسان كيف يبني سدا ويقف تدفق مياه النهر ولكن لم يعرف كيف يمنع جسمه من التقدم في العمر. لكن في العقود القادمة سيسمح لنا الفهم الاصطناعي البيو تكنولوجي، للمرة الأولى في التاريخ، أن نبدأ بتغيير عالمنا تغييرا جوهريا. سنتعلم كيف نهندس جسم الإنسان ودماغه مجددا، كيف نعيد كتابة الكود الوراثي في جسم الإنسان، وكيف نصل أدمغة بأجهزة الحاسوب مباشرة. لذا ستكون منتجات الاقتصاد الأساسية في القرن الـ 21 على ما يبدو أجساما وأدمغة وليس وسائل نقل، ملابس، وأطعمة فحسب. سيطرأ التغيير الأساسي في الجسم تحديدا، الدماغ، وفي وعي المخلوقات التي ستسيطر على العالم حينذاك. لن تكون هذه المخلوقات بشرا مثلنا".
كيف ستبدو العائلة في المستقبَل؟
بالطبع ستتغير العائلة في المستقبَل أيضا. طرأت تغييرات على مبنى العائلة على مر التاريخ. يتخيل الأشخاص أحيانا أن هناك للعائلة مبنى طبيعي وأبدي، لا يتغير طيلة عشرات آلاف السنوات، والآن باتت "العائلة التقليدية" تتعرض لتهديد غير مسبوق. هذا غير صحيح. فنحن لا نعرف بالتأكيد كيف كان منبى العائلة البشرية في العصر الحجري، ولكن يبدو أن سكان الكهف لم يعيشوا في عائلة مؤلفة من الأب، الأم، وثلاثة أطفال.
كانت هناك حضارات تحظر الطلاق تماما، وبالمقابل كانت هناك حضارات لم تمارس مراسم الزواج أبدا، واستطاع الزوجان الانفصال في أي وقت وفقا لرغبتهما.
كلما تعلم الإنسان كيف يهندس جسمه ودماغه ويغير قوانين بيولوجية، ستقل الإمكانيات الجديدة المتاحة أمامه لإقامة علاقات جنسيّة، رومانسية، عائلية، يبدو لنا الآن هذا التطور خياليا إلى حد بعيد.
هل هناك خطر أن تبدّل الروبوتات الإنسان إثر تطور التكنولوجيا؟
لا يجب التأكيد على أن المنافسة لن تكون مع الروبوتات بالضرورة، بل مع أجهزة الحاسوب والفهم الاصطناعي تحديدا. لن تكون روبوتات القيادة أو روبوتات طبية هي المنافسة لسائقي سيارات الأجرة والأطباء، بل برمجيات حاسوب ذكية تسيطر على سيارات الأجرة وتسجل وصفات طبية دون الحاجة إلى استخدام اليدين والقدمين. لذا في غضون وقت معقول، من المتوقع أن يتفوق الفهم الاصطناعي على الإنسان في كل مهنة أساسية تستند إلى تحليل المعلومات والتعرّف إلى أنماط معينة.
فيما يتعلق بالسياسة، يبدو أن تعيين روبوتات في منصب وزراء ورؤساء حكومة بعيدا، ولكن منذ وقتنا هذا نشهد عمليات سياسية كثيرة تحددها أجهزة الحاسوب. لا يسيطر المنطق على السياسة، بل مشاعر الإنسان. السياسيون الناجحون في يومنا هذا هم الذين يعرفون كيف يتعرفون إلى مشاعر المواطنين ويؤثرون فيها. في غضون وقت قصير، سيكون الفهم الاصطناعي قادرا على القيام بذلك أفضل من أي سياسي بشري