الأقباط متحدون - الطيب الغير طيب والكذب علي العالم
  • ٠٥:٢٧
  • الأحد , ٢٣ ابريل ٢٠١٧
English version

الطيب الغير طيب والكذب علي العالم

فاروق عطية

مساحة رأي

٤٧: ٠٦ م +02:00 EET

الأحد ٢٣ ابريل ٢٠١٧

الشيخ أحمد الطيب
الشيخ أحمد الطيب

فاروق عطية
عندنا أمثال كثيرة نرددها منها: اللي كنا نفتكره موسي طلع فرعون، الكذب ملوش رجلين، تذكرت هذه الأمثال عندما سمعت إجابة الشيخ الطيب الغير طيب علي سؤال وجه له من أحد الصحافيين في ألمانيا. كان السؤال: لماذا لا يسمح دينكم بزواج المسلمة لمسيحي أو يهودي ؟ والإجابة الصريحة التي كلّنا نعلمها وبالقطع الشيح الطيب يعلمها أكثر منا لأنه ببساطة يُدرّسها في مناهج المعاهد الأزهرية من الإعدادي للثانوي وهي كما جاءت في كتبه الدراسية أن الدين الإسلامي هو خانم الديانات وأصحها والإسلام يعلو ولا يعلي عليه. لكن شيخنا الغير طيب لا أدري لماذا فضل الكذب في إجابته واتبع أسلوب التقية، أهو خجل أن يقول الحقيقة أم خجل أن يبوح بما تحتويه مناهج أزهره من تعاليم لا يقرها دين أو عرف ؟ وحين يجتمع الكذب مع الفضيلة في شخص واحد يا صاحب الفضيلة أكيد نكون نحن أمام معايير أخلاقية مختلفة ومختلّة.



قال لا فُض فوه أن الزواج في الإسلام ليس مشروعا مدنيا وإنما هو عقد ديني وأن القرآن الكريم استخدم في وصفه أنه الميثاق الغليظ، ميثاقا غليظا أخذته النساء من الرجال. فالزواج مشروع ديني من المقام الأول. يحِلّ للمسلم أن يتزوج مسيحية لأنه يعترف بدينها فلو لم يؤمن بدينها يكفر بالقرآن، وإن لم يؤمن بعبسي عليه السلام يكفر بالقرآن، وإن لم يؤمن بإنجيلها يكفر بالقرآن، نفس الكلام بالنسبة لليهودية، فإن لم يؤمن بموسي يكفر بمحمد، وإن لم يؤمن بالتوراة يكفر بمحمد.

  يا شيخنا مناهجكم الأزهرية توضح أن الزواج عقد ذكوري منفعي وليس دينيا لأن الزواج الديني يكون فيه الزوجين من دين واحد، فإذا كان الزواج دينيا من الطراز الأول فلماذا تتزوج بكافرة ؟ وتعريفه في مناهج أزهركم: أمساك بمعروف وتفريق بإحسان، ويطلق عليه نكاحا، والنكاح يشمل واحدة أو إثنتين حتي أربعة إضافة لما ملكت أيمانكم (العدد في الليمون)، أما الزواج لا يشمل سوي امرأة واحدة فيكونا إتنين أي زوج من البشر يربطهما زواج مقدس معترف به ولا تفريق بينهما، فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان. حين خلق الله آدم خلق له حواء من ضلع له لتكون أنيسة وشريكة له في الحياة ولم يخلق له إمرأتان أو ثلاث.

    جاء بكتاب شرح أبو الحسن علي الرسالة في الفقه المالكي المقرر علي الصف الثاني الإعدادي( ص 16 باب النكاح): النكاح لغة هو مطلق العقد، واصطلاحا هو عقد يبيح التمتع بأنثي غير محرّمة علي الرجل، حكمه هو الندب لراغب فيه قادر علي المهر والنفقة. وجاء في كتاب آخر يدرس في الأزهر،  كتاب تيسير الروض المُربِع لشرح راحة المُستقنِع في الفقه الحنبلي (للصف الثانوي ص 227 كتاب النكاح)  النكاح هو سُنّة  وفعله مع الشهوة أفضل من نوافل العبادات ويجب علي من يخاف زنا بتركه. تعريفه هو لغة الوطء بالجمع بين الشيئين، وشرعا هو عقد يعتبر فيه لفظ النكاح أو تزويج في الجملة والمعقود عليه منفعة الاستمتاع. والسؤال الذي لم أجد له إجابة من الشيخ الغير طيب: لماذا خجل أن يذكر للألمان أن الزواج عقد استمتاع المعقودعليه المنفعة، والشهوة فيه أفضل من نوافل العبادات كما نصت عليه كتب أزهره وذكر أنه ميثاق غليظ رغم عدم ذكر ذلك في كتبه التعليمبة ؟!!

   يقول أيضا لا فُض فوه: المسلم يتزوج المسيحية لأن المسلم يعترف بدينها والزوجة بالنسبة له عنده شيئ من تقديس دينها، تقديس نبيها فشيئ طبيعي أن يحافظ عليها. ولكن لو عكسنا الأمر وأصبح الزوج مسيحيا والزوجة مسلمة، معلوم أن الزوج المسيحي لا يعترف بمحمد، فإذا اعترف بمحمد صار مسلما أهلا وسهلا به، أما إذا لم يعترف هل يمكن في الزواج الديني هل يمكن أن أضع زوجة في دين مع زوجا لا يعترف بهذا الدين، أعتقد أن هذا تعريض للزوجة ولدينها أووو(تلجلج) لا توجد مساواة. ولدي سؤال بريئ لشيخنا الطيب الغير طيب: هل فضيلتك تؤمن بالكتاب المقدس الذي بين أيديها أم تؤمن بأنه كتاب محرّف كما تدرّسون لطلبتكم دون أن تقدموا دليلا واحدا علي تحريفه ؟ وهل تؤمن بيسوع الذي صلب من أجل خلاص البشرية أم أنت تؤمن بعيسي المختلف تماما عن يسوع والذي تقولون عنه أنه ما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم، رغم ورود آية أخري في القرآن الكريم تقول: سلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أُبعث حيا، لماذا خجلت أن تقول للألمان أننا نؤمن بالكتاب المقدس الحقيقي الغير محرف ونؤمن بعيسي الذي لم يصلب ولم يمت ولم يبعث حيا. فإذا كنت لا تؤمن بالكتاب المقدس الذي بين يديها ولا تؤمن بصلب وموت وقبر وقيامة المسيح وهي صُلب العقيدة المسيحية فهي في نظرك كافرة ولا يجوز احترامها أو محبتها أو الحفاظ عليها. الحقيقة التي خجلت فضيلنك من ذكرها هي أن الزواج بالسيحية هوموضوع ذكوري بحت لا علاقة له بزواج ديني  ولا بتقديس دينها أو نبيها. والسقطة التي جعلتك تتلجلج في كلامك حين ذكرت أن الزواج الديني بين زوجة علي دين وزوجها علي دين آخر فيه تعريض للزوجة ولدينها، لا توجد مساواة. ألا ينطبق ما قلت تماما علي زوجة من دين مسيحي والزوج من دين آخر أليس في ذلك تعريض لها ولدينها كما هو الحال في زواج المسلمة من زوج علي دين آخر، مما جعلك تتردد وتتلعثم وتتلجلج خجلا، أم أنك تكيل بمكيالين يا رجل غير طيب.. !

   ثم يقول بغير خجل: أما في الحالة الأولي عندما يتزوج المسلم بمسيحية، جاء الشرع وجاء الإسلام وأمر الزوج المسلم بأن يذهب بزوجته إلي الكنيسة وينتظرها حتي تصلّي، لأنه يؤمن بالمسيحية ويؤمن بالمسيح ويؤمن بالكنيسة، والكنيسة دخلت في القرآن الكريم كبيت من بيوت العبادة، وأيضا كلف المسلمين بأن يحرسونها مثل ما يحرسون المساجد، هناك رباط، الإسلام يحترم لأنه جاء مؤخرا، يعني الأخ الصغير فهو معترف بالأخ الأوسط والأخ الأكبر، لكن إذا عكسنا الآية هنا مغامرة لأن نضع دين مسلمة في مهب الريح، في  بيت ربما يعرض عقائدها إلي مهب الريح. عندما سمعت هذا المقطع ضحكت حتي استلقيت علي قفاي. يا شيخنا الطيب هل أنت جاد فيما قلت ؟ هل هناك في بلادنا مسلم متزوج من مسيحية يذهب بها إلي الكنيسة وينتظرها حتي تنتهي من صلاتها ؟ قطعا أنك تمزح ولن أقول أنك تكذب ربما كنت تتجمل !

وهل أنت تقول صدقا أن أخوتنا المسلمون يحرسون الكنائس كما يحرسون المساجد ؟ يا شيخنا الطيب كنا نتمني أن يوافقوا فقط علي بقائها وبلاها حراسة، وأنت تعلم حقيقة ما يحدث للكنائس في مصر من حرق وتهديم وتفجير يتم  بناء علي ما جاء في كتب مناهجكم من تحريم لوجود الكنائس في ديار الإسلام، فقط أذكركم بإجابة مفتي الديار المصرية وعضو هيئة علماء الأزهر فى هذه الفترة، الدكتور عطية صقر على سؤال طُرح عليه عام 1997 حول حكم الدين فى بناء بيوت العبادة لغير المسلمين فى بلاد الإسلام  قائلا: روى ابن عدى عن عمر بن الخطاب عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تبنى كنيسة فى ديار الإسلام ولا يجدد ما خرب منها"، وروى البيهقى عن ابن عباس قال: كل مصر مصَّره المسلمون لاتبنى فيه بيعة ولا كنيسة ولا يضرب فيه ناقوس ولا يباع فيه لحم خنزير.  كما صرح الدكتور شوقي علام في 31 مارس 2017 إن دار الإفتاء اكتشفت وجود 3 آلاف فتوى تحرّض على هدم الكنائس وترفض التعايش المشترك، موضحا أن 70% منها تحرم التعايش و20% لا تحبذ التعايش مع الأقباط. يا شيخنا أحباؤنا المسلمون يهدمون الكنائس ويحرقونها ويفجرونها ليس في مصر فقط بل في سوريا والعراق وليبيا وكل بلاد الإسلام. ولا يتم بناء أو إصلاح للكنائس إلا يشق الأنفس وأنت تعلم أن ذلك نتيجة ما تعلمونه للشباب في مدارسكم الأزهرية. أين الكنائس التي كانت بجزيرة العرب وقد كان هناك 27 بلدة مسيحية تعج بالكنائس قبل ظهور الإسلام ؟. أذكركم أيضا بجواب اللجنة الدائمة للإفتاء بجزء من فتوي مطولة ردا علي سؤال عن حكم بناء الكنائس والمعابد في بلاد الإسلام (الإسلام سؤال وجواب): قال شيخ الإسلام أن من يعتقد أن أن الكنائس بيوت الله وأن الله يُعبد فيها أو أن ما يفعله اليهود والنصاري عبادة لله وطاعة لرسوله، أو أن ذلك يحبه ويرضاه، أو أعانهم علي فتحها وإقامة دينهم أوأن ذلك قربه أوطاعة فإنه كافر، ومن اعتقد أن زيارة أهل الذمة كنائسهم قربة لله فهومرتد، وإن جهل أن ذلك محرّم عُرِّف ذلك، فإن أصرّ صار مرتدا. يا شيخنا بهذه الإجابة من أحد مشيخ الإسلام أنت نفسك بناء عليها كافر أومرتد.

   يا شيخنا الطيب الطبيب المستشيخ ياسر برهامي يقول أن الإسلام يحرّم الزواج بالنصرانية أواليهودية لأنها كافرة، عكس ما تقول.



كما أفتي بأن المسلم إذا تزوج نصرانية يجب ألا يحبها أو يلقي عليها السلام، ويعاملها كمغتصبة، ومأمور بأن يبغضها لأجل دينها.



   وأعتقد أن ياسر برهامي يقول الحقيقة التي تعلُمها من مناهج كتبكم الأزهرية وخُطب أإمتكم خريجي ألأزهر، وزادها بتلقي أسس الضلالات الوهابية السعودية وأموالها، فهو صريح لا يكذب ولا يخجل أو يتجمّل ويستحق الاحترام لصراحته، أما أنت يا شيخنا الطيب الغير طيب آثرت الكذب وصرحت بما لا تؤمن أو خجلت أن تقول الحقيقة التي تؤمن بها فكيف بالله عليك لنا بعد اليوم أن نحترمك..!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع