العودة إلى التراك!
مقالات مختارة | محمد امين
الاثنين ٢٤ ابريل ٢٠١٧
لا تفسير للحفاوة التى قوبل بها الرئيس السيسى فى السعودية، إلا أنها شىء طبيعى جداً.. فالرئيس حين ذهب إلى السعودية، فقد ذهب إلى وطنه الثانى، وحين التقى الملك سلمان، فقد التقى شقيقه، فلا هو كأى ملك، ولا هو كأى زعيم.. هكذا ينبغى أن تكون العلاقة بين القاهرة والرياض، لا يفسدها خلاف فى الرأى، ولا يعكرها دسّاس من هنا أوهناك.. وهكذا حين يأتى الملك سلمان لمصر أيضاً!.
فلا ينبغى أن نسمح لأحد بتعكير الأجواء بين البلدين.. وللأسف هو شقيق عربى.. يفعل فى العرب أكثر مما تفعله إسرائيل معهم.. يختلق الأشياء ويوغر الصدور، ويخترع المنغّصات.. مع أنه إذا حدث شىء يعكر الصفو بين مصر والسعودية، يتوقف العمل العربى المشترك فوراً.. وآخر جرائم هذا الشقيق العاق أنه يطعن الجيش العربى فى شرفه.. يحاول النيل منه.. ويفبرك له الأفلام «الحقيرة» كالعادة!.
ولا أستبعد أنه فى كل مرة حدثت فيها خلافات، كان هذا العاق وراءها.. وكان يغذى هذه الخلافات فى قناته «الحقيرة».. وأكاد أقطع بأنه يتمزق الآن حين يتابع قمة السيسى- سلمان.. وأتخيل كيف يفكر من الآن لإجهاض مفعولها، سواء من حيث دفع عجلة التنمية والاستثمار، أو من حيث مواجهة الإرهاب.. فلا شك أنه كان وراء التشكيك فى موقف مصر من سوريا، وإحداث الوقيعة وقطع البترول!.
والسعودية تعرف أهمية دور مصر فى الوقت الراهن وعلى مدى التاريخ، ومصر تعرف يقيناً أنها لا يمكن أن تخسر السعودية تحت أى ظرف.. وقد حدث وكانت قمة السيسى- سلمان على هامش القمة العربية فى الأردن.. فقد كانت سهلة بلا رواسب فى النفوس.. وصحبتها دعوة للزيارة، وهى التى تجرى الآن.. وأظن أن الحفاوة التى حدثت كانت لافتة، وكما لو كانت تقول فى صمت: «بلاش عتاب»!،
فالمصريون يعتبرون السعودية وطناً ثانياً، لا دولة جوار أو مصالح مشتركة.. يتابعون القرارات الملكية كأنهم على أرض سعودية.. يفرحون بها ويتأثرون بها، مثل السعوديين تماماً.. يخشون عليها كما يخشون على مصر.. يعرفون أن السعودية هى الجناح الثانى للأمة العربية.. فلا تستطيع هذه الأمة أن تنهض دونها.. ولا تستطيع أن تحارب الإرهاب دونها.. ولا ينسون «وقفتها» فى 30 يونيو إطلاقاً!.
وهذه القمة لها أهميتها فى هذا التوقيت.. أولاً: هى عودة إلى التراك الصحيح.. وثانياً: تضع الملفات الاستراتيجية على طاولة المفاوضات بلا حساسية.. وثالثاً: تأتى بعد افتضاح الذين يتصيدون فى الماء العكر، وقد انكشفوا و«سقطت عنهم الأقنعة».. فليس موقف مصر فى سوريا أو ليبيا أو اليمن فى مواجهة السعودية على الإطلاق.. إنما هو موقف مصرى مبدئى يتطابق مع مقتضيات الأمن القومى!، فحين زار الملك سلمان مصر، لم يكن الاحتفاء به رسمياً فقط، ولكنه كان احتفاء شعبياً.. وتم تكريمه فى أكثر من محفل، وهو شىء طبيعى.. ولكن يبدو أن «إمارة الشر» أرادت أن تضرب الزيارة، فافتكست الأشياء لتثير الرأى العام، ولا أستبعد أن تفبرك أوهاماً جديدة، كى تضرب هذه القمة أيضاً.. انتبهوا يرحمكم الله!.
نقلا عن المصري اليوم