الأقباط متحدون - القتلة ليسوا أزهريين.. ولكن!
  • ٢١:١٠
  • الاثنين , ٢٤ ابريل ٢٠١٧
English version

القتلة ليسوا أزهريين.. ولكن!

مقالات مختارة | اسامة غريب

٢٤: ١١ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٤ ابريل ٢٠١٧

اسامة غريب
اسامة غريب

مع كل جريمة إرهابية تقع فى بلادنا تنشط ماكينات الإعلام موجهة اتهامها إلى الأزهر وشيخه والمناهج الدراسية بمدارسه ومعاهده وكلياته بقدر من المسؤولية عن العمل الإجرامى. فى الوقت نفسه، تقوم ماكينات دعائية مضادة بنفى الاتهام عن الأزهر، وتأخذ فى إحصاء عدد خريجى الأزهر من بين الذين قاموا بعمليات إرهابية، لتثبت أن الأغلبية الساحقة ممن أقدموا على عمليات انتحارية تسببت فى موت الأبرياء لم يدرسوا فى الأزهر ولا تربطهم به أى صلة، ويزيدون بأن جانباً كبيراً من الإرهابيين عبارة عن خريجى طب وهندسة، وهى الكليات التى يسميها المصريون كليات القمة، أى أنهم متفوقون دراسياً فى كليات عملية لا تدرس بها الشريعة أو الحديث أو الفقه أو أى من علوم الدين.

والحقيقة أن المرء حتى يدلى بدلوه فى هذا الأمر يحتاج من القراء أن ينحّوا جانباً الحساسية فى مناقشة هذه الأمور ويتحلوا بالمرونة. صحيح أن الإرهابيين اللذين فجرا الكنيستين فى طنطا والإسكندرية من الممكن ألا يكونا من خريجى الأزهر، وصحيح أن معظم العمليات التى راح مدنيون أبرياء ضحية لها كان مرتكبوها بعيدين عن الدراسة فى المؤسسات الدينية، لكن الصحيح أيضاً أنهم وإن كانوا أطباء أو مهندسين أو عمالا أو فلاحين فقد جلسوا واستمعوا فى الراديو وشاهدوا فى التليفزيون أحاديث ودروسا وخطبا لشيوخ أجلاء قالوا كلاماً شديد الغرابة لم يراجعهم فيه أحد على خطورته،بافتراض أنه كلام السماء. من هذا مثلاً حديث مشهور للشيخ الشعراوى منتشر على الإنترنت يسأله فيه السائل عن حُكم من يصوم دون أن يصلى. لقد أجاب فضيلة الشيخ على السؤال إجابة مروعة. قال: إن تارك الصلاة كسلاً يستتاب ثلاثة أيام ثم يُقتل!.. والحقيقة أن معظم من استمعوا لهذا الكلام ولا يداخلهم أى شك فى وجوب قتل تارك الصلاة لم يقل أحدهم لنفسه إنه لا إكراه فى الدين، وإنّ من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وإن الله قال لرسوله: أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، وقال له أيضاً: لست عليهم بمسيطر. كل هذا سينسونه وينسون أيضاً أن من يقتل تارك الصلاة لم يَدَع شيئاً لرب العباد يقوم به تجاه عبده العاصى، وسوف يتجاهلون أننا فى زمن لا يختار الناس فيه أديانهم لكنهم يرثونها ويجدون دينهم مسجلاً فى شهادة الميلاد وفى البطاقة الشخصية دون إذن منهم ودون أن يسألهم أحد إن كانوا يوافقون على هذا أم لا.. فكيف نقتل شخصاً لأنه لم يقم بأعباء دين فُرض عليه ولم يختره؟.

فى التليفزيون، يمكن للمشاهد أيضاً أن يطالع الدكتورة سعاد صالح وهى تفتى بأنه فى الحرب مع العدو يحق للرجال منا أن يستولوا على النساء والفتيات من الأعداء، ويقوم القائد بتوزيعهن على الجنود ليمارسوا معهن الجنس بكل حرية!. ولكل هذا، فإن المستمع لمثل هذه الفتاوى سيظن أن سبب خيبتنا أننا لا نطبق شرع الله، ولا نقتل تارك الصلاة، وسيقتنع أيضا بصواب حكم الدواعش الذين يقطعون رؤوس العصاة ويحملون الفتيات الإزيديات إلى المخادع حيث يفعلون بهن ما حدثتهم عنه أبلة سعاد!.

ليس ضرورياً أن يكون القاتل أزهرياً.. يكفى أن يستمع إلى بعض الأزهريين
نقلا عن المصري اليوم!.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع