الأقباط متحدون - صمت القبور..
  • ١٣:٢٤
  • الثلاثاء , ٢٥ ابريل ٢٠١٧
English version

صمت القبور..

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٣: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٥ ابريل ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

ران على قلوبهم الصمت، لم يعد مهضوماً الصمت الرسمى المصرى عما يثار ويمس هيبة الدولة ويبدد رصيدها ويصم حكومتها بالتفريط أو الإذعان أو التسليم.

لم يعد مقبولاً الصمت على مجريات قضية سجن وبراءة وتسفير «آية حجازى» إلى واشنطن، والزعم الأمريكى بأنها ما عادت إلى وطنها الأمريكى إلا باتفاق، ما يمس استقلالية القضاء المصرى، وعلى المجلس الأعلى للقضاء أن يرد غائلة المتطاولين، ويمس استقلالية القرار المصرى وعلى الخارجية المصرية أن تلقم المتقولين حجراً.

من حق ترامب أن يستثمر قضية «آية حجازى» فى تجميل وجهه أمام شعبه، يبضعونها بضاعة رخيصة، كسب نقطة داخلية، وتغريدة جديدة، وصورة متلفزة ترويجية للعائلة، التربح على حساب المصريين، أخشى أننا نخسر كثيراً بالصمت، لماذا نخسر مجاناً وفى كل مرة ويربح آخرون؟.

لو كانت هناك مكاسب خفية متحققة فالإشارة إليها واجب، أقله نوقف نزيف الخسارة، النزف يكلفنا ما لا نحتمل، نعانى نزفا سياسيا متواصلا.

ومن الكبائر الوطنية الصمت عندما تتعرض المؤسسة العسكرية وهى تؤدى مهمتها بشرف فى حماية البلاد، لهجمة إخوانية عقورة تستهدف وصم المؤسسة العسكرية بما ليس فيها، وتؤلب عليها المنظمات العالمية فى حملة مدفوعة من استخبارات قذرة، فإن الصمت مثل الحزن ما بقالهوش جلال يا جدع !.

الصمت للأسف يغرى بالمزيد، والتوقعات بالمزيد فى الطريق، ولن يتركوا المؤسسة العسكرية تظفر بنصرها الأكيد فى معركة التحرير الثانية فى سيناء، عملية حق الشهيد شارفت بلوغ أهدافها مخضبة بدماء الشهداء.

نعم لا تسمح لعدوك أن يختار وقت ومكان المعركة، ولا تندفع وراء ما يخططون فى أقبيتهم المسحورة، وليس من الحكمة الانجرار وراء شرائط الجزيرة الحقيرة، هكذا جرى عليه العرف سياسيا وإعلاميا، لكل حدث حديث، ولكل مقام مقال.

قال بلى ولكن ليطمئن قلبى، قلوب المصريين معلقة بالغر الميامين، بخير أجناد الأرض، ولا يطيقون إن مسهم غريب أو قريب، ويتطلعون إلى رد صارم يخرس العابثين، ويسحقهم تحت البيادة، ويدفنهم فى رمال صحراء الجزيرة.

صمت الدولة المصرية على كثير من العبثيات السياسية التى تتحدث عنها وسائل التواصل الاجتماعى والفضائيات القطرية والتركية، والصحافة الإسرائيلية، على كذبها وتهاويها معلوماتياً، يكبد مصر كثيراً من الخسائر، وترك الحبل على الغارب لثعالب الفيس بوك العقورة لتنهش فى لحم الدولة المصرية يكلفنا ما لا نطيقه على مصرنا الحبيبة.

لم يعد الأمر مجرد فيلم مفبرك أو خبر مضروب أو تتويتة فارغة أو تغريدة مزعجة، تواتر الأفلام، وتوالى المقالات، والزيادة المطردة فى الأخبار الماسة بالأمن القومى تؤشر بيقين على أن الحملة الممنهجة على الدولة شعباً وجيشاً ورئيساً دخلت أعنف مراحلها المعلنة، وستزداد ضراوة مع اقتراب حسم المعركة على الحدود، واقتراب الانتخابات الرئاسية.

وعليه حتماً ولابد من الأخذ بناصية الأمر، وتشكيل خلية أزمة حية تعمد إلى مواجهة كل ما يصدر داخلياً وخارجياً ودراسته وتحليل مضمونه، وبحث خلفياته، والرد ليس بالصمت، متى كان الصمت رداء واقيا، بل التوقى بالمعلومات اليقينية، التى لا تهمل حرفاً فور نشره، بثقة واقتدار وبيان وإيضاح، الشعب يستحق أكثر مما يتحصل عليه بالصمت.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع