مرصد ايام الرئيس ترامب فى الحكم (21)
مقالات مختارة | جهاد عودة
الثلاثاء ٢٥ ابريل ٢٠١٧
أكد جهاز المخابرات في ليتوانيا، 4-4-2017، أن روسيا طوّرت القدرة على شن هجوم على دول البلطيق في غضون 24 ساعة، ما يقلّص خيارات حلف شمال الأطلسي لتقتصر على القوات العسكرية المرابطة بالفعل في المنطقة.
وضم الاتحاد السوفييتي في أربعينيات القرن الماضي ليتوانيا ولاتفيا واستونيا، لكنها الآن جزء من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وتشعر هذه الدول بقلق متزايد منذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014.
وقالت مخابرات ليتوانيا، في تقريرها السنوي لتقييم التهديدات، إن روسيا طورت جيشها في منطقة كاليننغراد العام الماضي، لتقلص المهلة الزمنية اللازمة لشن أي هجوم ما قد يعرقل قدرة حلف الأطلسي على إرسال تعزيزات. وشمل التطوير العسكــــري الروسي مقاتـــلات سوخوي من طراز سو-30 ونظم صواريخ تتيح استهداف السفن في أي مكان تقريباً في بحر البلطيق.
وقال وزير دفاع ليتوانيا رايمونداس كاروبليس للصحافيين، على هامش عرض التقرير: «هذه إشارة لحلف الأطلسي لتحسين سرعة اتخاذ القرار، استجابة حلف الأطلسي ليست بالسرعة التي نريدها». ورفض الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف المخاوف، وقال إنها استعراض للمشاعر المناهضة للروس. وقال للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف: «هذا رهاب الروس تماماً، يستمر رهاب الروس بطريقة هستيرية». وأضاف: «دائماً ما تدعم روسيا العلاقات الجيدة مع دول البلطيق». وينشر حلف الأطلسي هذا العام قوة قوامها نحو ألف جندي في كل دولة من دول البلطيق وبولندا، علاوة على وحدات أصغر من القوات الأميركية الموجودة بالفعل في المنطقة. وقال كاروبليس إن «القوة ملائمة على المدى القصير، لكن من منظور الأجل المتوسط نريد قدرة إضافية، وليس قوات برية فقط، ولكن أيضاً دفاعات جوية وقدرات على التصدي لأي حصار».
وصل غاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، إلى العراق الإثنين 3 أبريل 2017، مع الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة؛ ليتعرف بنفسه على تقييم المعركة ضد تنظيم داعش من القادة الأميركيين على الأرض وليلتقي المسؤولين العراقيين. وبالنسبة لكوشنر، الذي لم يزر العراق من قبل، تأتي الرحلة في وقت حرج فيما يدرس ترامب سبل تصعيد حملة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ويقول مسؤولون أميركيون وعراقيون إنها ناجحة إلى حد كبير حتى الآن في مساعي استئصال داعش من العراق وسوريا. وبدا أن الزيارة توضح الصلاحيات الواسعة التي أُسندت لكوشنر (36 عاماً) أحد أفراد الدائرة المقربة من ترامب؛ إذ مُنح مسؤوليات واسعة النطاق محلياً وخارجياً، بما في ذلك العمل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. وقال الجنرال دانفورد إنه دعا كوشنر ومستشار الأمن الداخلي في البيت الأبيض توماس بوسرت لمرافقته؛ ليسمعوا “بأنفسهم دون أي تعديل” من المستشارين العسكريين عن الوضع على الأرض والتواصل مع القوات الأميركية. وقال دانفورد: “قلت في المرة القادمة التي أذهب فيها للعراق: إذا كنتما مهتمَين فرافقاني وسيكون الأمر جيداً”، مضيفا أنه قدم تلك الدعوة قبل أسابيع. وتابع قائلاً إن ذلك المستوى من الدراية بمجريات الحرب على الأرض يساعد على اتخاذ قرارات استراتيجية، وأضاف أن ذلك هو السبب الذي يدفعه لمغادرة واشنطن لزيارة العراق بانتظام. وقال: “كلما زاد تقديرك لما يحدث بالفعل على الأرض زادت معلوماتك عندما تبدأ في الحديث عن القضايا الاستراتيجية”.
وعلى الرغم من أن تقارير إعلامية قالت الأحد، إن كوشنر ودانفورد كانا في العراق مطلع الاسبوع، فإنهما لم يصلا إلا بعد ظهر الإثنين. وكان مراسل رويترز ضمن مجموعة صغيرة من الصحفيين سافرت مع الوفد الأميركي. ولم يتحدث كوشنر، المتزوج بإيفانكا ابنة ترامب، للصحفيين خلال الرحلة إلى العراق. وقال المتحدث باسم دانفورد، جريج هيكس، الضابط في البحرية برتبة كابتن، إن كوشنر سافر للعراق نيابة عن ترامب؛ للتعبير عن دعم الرئيس والتزامه بالحكومة العراقية والقوات الأميركية التي تساعد في قتال “الدولة الإسلامية”. ولم يعلن ترامب بعد، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بهزيمة “الدولة الإسلامية”، أي تغيير كبير في استراتيجية الحرب. تأتي زيارة العراق في وقت تخوض فيه قوات الأمن العراقية معركة شرسة من منزل لمنزل لاستعادة السيطرة على الموصل، آخر معقل كبير لـ”الدولة الإسلامية” في العراق والمدينة التي أعلن منها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي دولة “خلافة” قبل نحو 3 سنوات.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 290 ألفاً فروا من المدينة هرباً من القتال. وعلى الرغم من أن خسارة الموصل ستمثل ضربة كبرى لـ”الدولة الإسلامية”، يستعد مسؤولون أميركيون وعراقيون لخوض معارك أصغر حتى بعد استعادة المدينة ويتوقعون لجوء عناصر التنظيم إلى العمل السري وخوض حرب عصابات. وما سيحدث للدور العسكري الأميركي في العراق بعد استعادة الموصل، لا يزال غير واضح. وكان رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر، قد دعا من قبلُ الحكومة العراقية لإصدار أمر بسحب القوات الأميركية والقوات الموالية لها من البلاد بعد انتهاء معركة الموصل. وقال دانفورد إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يتفهم الحاجة لدعم أميركي عسكري مستمر. وأضاف: “ليس من رأينا أن العراقيين سيصبحون قادرين على الاكتفاء الذاتي بعد معركة الموصل. والأهم أنه ليس تقييم رئيس الوزراء العبادي أيضا”.
بدأت كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة 3-4-2017 مناورات بحرية مشتركة تهدف إلى التصدي لخطر صواريخ استراتيجية بحر-أرض يمكن أن تطلقها كوريا الشمالية من غواصات، على ما أعلنت وزارة الدفاع الكورية الشمالية. وتجري هذه المناورات العسكرية الثلاثية التي تستمر ثلاثة أيام ويشارك فيها 800 عسكري، بعدما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن استعداده لـ»تسوية» مشكلة كوريا الشمالية وحده بدون مساعدة الصين.
أفادت صحيفة أميركية أن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون أعدم ما لا يقل عن خمسة من كبار المسؤولين بوزارة أمن الدولة باستخدام مدافع مضادة للطائرات. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن تقرير قدمه جهاز المخابرات التابع لكوريا الجنوبية إلى نواب البرلمان، أن الإعدامات جاءت وسط مزاعم من سول أن حكومة الجارة الشمالية في بيونغ يانغ ضالعة في حادثة اغتيال الأخ غير الشقيق لكيم جونغ أون في ماليزيا تنفيذا وتنسيقا. ففي جلسة مغلقة في البرلمان بالعاصمة سول 1-4-2017، وصف لي بيونغ هو مدير مخابرات كوريا الجنوبية مقتل كيم جونغ نام في وضح النهار بغاز أعصاب فتاك بمطار كوالالمبور الدولي يوم 13 فبراير/شباط الجاري بأنه “إرهاب دولة من تدبير كيم جونغ أون”. ولم يبين لي بيونغ هو كيف حصلت مخابراته على تلك المعلومة.
وقالت الصحيفة الأميركية إن جهاز مخابرات كوريا الجنوبية يخطئ أحيانا في تقديراته للتطورات داخل كوريا الشمالية “الدولة الأكثر انغلاقا في العالم”، لكنها غالبا ما أثبتت صحتها. وقال إن المسؤولين الخمسة الذين أُعدموا بمدافع مضادة للطائرات كانوا يعملون تحت إمرة وزير أمن الدولة السابق في البلاد، كيم وون هونغ، الذي يخضع حاليا للإقامة الجبرية. وزعم مدير المخابرات أن جميع الكوريين الشماليين المتورطين في حادثة الاغتيال يعملون لدى وزارة أمن الدولة أو وزارة الخارجية أو لشركات حكومية ببلادهم، وهم من قام بتجنيد المرأتين اللتين نفذتا جريمة القتل. وأحد هؤلاء، ويُدعى ري جونغ تشول، محتجز لدى السلطات الماليزية بينما لا يزال الباقون مطلقي السراح.
وصلت الى مطار عدن الدولي، مساء الإثنين 3 أبريل 2017، 4 طائرات شحن عسكرية أميركية، تحمل العتاد العسكري والأسلحة، وفقا لمصدر أمني في المحافظة. .إدارة ترامب تنظر في دور أكبر للولايات المتحدة في اليمن. وذكر المصدر لوكالة “سبوتنيك” أن 4 طائرات شحن عسكرية من نوع “سي 130″، تحمل كميات كبيرة من العتاد والأسلحة المتنوعة، هبطت في مطار عدن وسط استنفار أمني، حيث رافق وصولها تحليق مكثف لمقاتلات ومروحيات تابعة للتحالف.
رتبت إدارة البيت الأبيض شؤون إدارة الصراع في سوريا وفق حسابات أميركية خاصة معنية بكيفية توزيع جهودها العسكرية وتنسيق خطوطها بين كافة مؤسسات الأمن والعسكريين لصالح العنوان الرئيسي الذي أعلنه ويكرره الرئيس دونالد ترامب: هزيمة تنظيم داعش. تحت سقف هذا العنوان تخاطب واشنطن عواصم العالم، وحول هذا الشأن يتداول ترامب مع المتوافدين صوب البيت الأبيض. وللمراقب أن يستنتج أن إدارة الرئيس الجديد التي تتوسل تموضعا نهائيا داخل حقبة ما بعد أوباما، وجدت عنوانين يحظيان بإجماع، هما مكافحة تنظيم داعش وتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة. وبين هذا وذاك، وعلى الرغم من عناد “الدولة العميقة” لهوايات ترامب الروسية، يبقى خيار التفاهم مع موسكو خيارا عتيدا وإن تبدلت أدوات مقاربته. ولن يخفى على المتأمل لعلاقة البيت الأبيض بالكرملين منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، أن واشنطن وموسكو حافظتا على تعايش يميل نحو الإيجابية، بمعنى أن ما صدر عن الإدارة الأميركية ضد موسكو لا يتجاوز الخطوط القصوى التي وصلت إليها إدارة أوباما، وأن الكرملين لم يلمس، كما بقية الأطراف المعنية، مصداقية تصاحب انتقادات المنابر الدبلوماسية الأميركية للسياسة الروسية في أوكرانيا، ولم يجد ما هو لافت في تجديد واشنطن إدانتها لموسكو ضم شبه جزيرة القرم.
ولن يخفى على المتأملين أيضا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورغم الملفات الأميركية التي تتهم روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية سابقا والتدخل في الانتخابات الفرنسية والألمانية لاحقا، بقي متمسكا بلهجة هادئة في التعامل مع “الاستفزاز” الأميركي، وكأنه بذلك يعبر عن تضامن مضمر مع الرئيس ترامب وعن تفهّم للظروف التي تكبل يد نظيره في البيت الأبيض في مسألة الاندفاع نحو ما وعد به أثناء حملته الانتخابية من تعاون مع روسيا وودّ مع رئيسها. وفي ما رشح من التكتيكات العسكرية الجديدة للولايات المتحدة في العراق وسوريا، وفي ما صدر عن وزارة الخارجية الأميركية وحركة وزيرها ريكس تيليرسون، وفي ما يصدر عن الناطق باسم البيت الأبيض كما عن سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، ما يكشف خارطة شفافة لدبلوماسيي واشنطن وأمنييها وعسكرييها. وتلتقي خطوط تلك الخارطة داخل هدف القضاء على داعش مع ما يستلزم ذلك من تفاهمات مع حكومة حيدر العبادي في العراق ومع قوات سوريا الديمقراطية الكردية (العصب) في شمال سوريا مع السعي إلى عدم القطيعة مع تركيا أردوغان وإهمال أي جهد قد ينافس تلك الحصرية التي تتمتع بها موسكو في إدارة ملف الصراع بين نظام ومعارضة في سوريا.
على خلفية ورش الانتصار على داعش وتقويض نفوذ إيران في المنطقة ترسم واشنطن أولوياتها، وعلى خلفية هذين الهدفين تعيد الإدارة الأميركية رسم تحالفاتها العربية. سبقت زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأولى إلى واشنطن (فبراير 2017)، والتي شكّلت أول لقاء للرئيس ترامب بزعيم عربي، تصريحات أدلى بها (ديسمبر 2016) رئيس هيئة الأركان المشتركة، الفريق الركن محمود فريحات يعلن فيها أن الأردن لم يدعم المعارضة ضد نظام دمشق وأن جهود الأردن في التعامل مع تلك المعارضة لا يتجاوز هدف محاربة داعش. وفيما فهم من رسائل فريحات إعادة تموضع أردني قريب من الاستراتيجية الروسية في الشأن السوري، فهم من عدم تغير هذا التموضع بعد عودة الملك عبدالله الثاني من واشنطن بأن الأجواء في البيت الأبيض ليست بعيدة عن أجواء الكرملين في مقاربة هذا الملف. ويرشح من اجتماعات ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن عزم على تأكيد التحالف التاريخي التقليدي بين الرياض وواشنطن من جهة، وعلى تفعيل الحلف الإسلامي ضد الإرهاب من جهة ثانية، وعلى توسيع التحالف الأميركي الروسي باتجاه القاهرة.
وعلى قاعدة ذلك يستقبل الرئيس الأميركي الرئيس الفلسطيني محاولا العزف على وتر “المسألة الفلسطينية” في ترتيب إيقاعات المشهد الكلي. لكن من تقاطع واشنطن والرياض تتقدم أولوية تجبّ أي أولوية أخرى: ضرب التمدد الإيراني في المنطقة. وعليه فإنه يصحّ إسقاط أولويات أخرى. وبناء على فلسفة الأولويات الأميركية التي تقودها روح عسكرية يمليها وزير الدفاع الأميركي جيس ماتيس، تعلن واشنطن أن رحيل الأسد ليس أولوية في خططها وأن مصيره “يقرره الشعب السوري”. لا يتخلى هذا الإعلان عن هدف سابق ولا عن استثمار واعد. فلم تَعِدْ واشنطن أوباما بإسقاط الأسد ولم تعمل على ذلك، ولو كانت جدية في ذلك لكان مصير نظام الأسد هو مصير ذلك في أفغانستان- طالبان والعراق- صدام ويوغسلافيا- ميولوفيتش وليبيا-القذافي، إلخ.
على ذلك يبدو الإعلان الحدث، الذي يظهر في قراءة متعجلة وكأنه باكورة تحوّل في موقف واشنطن، متّسق تماما مع سياسة قديمة سلّمت لواشنطن مقاربة الملف السوري في الشأنين العسكري والدبلوماسي، وبالتالي يعيد تمديد الوكالة التي منحتها واشنطن إلى موسكو في هذا الملف عشية الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الأميركي لروسيا والتي ستشكّل أول اتصال رسمي على هذا المستوى بين إدارة ترامب وإدارة بوتين منذ الاتصال الهاتفي البروتوكولي للزعيمين في نوفمبر2016. تود واشنطن ترتيب أوراقها الدولية من خلال حسن ترتيب أوراقها مع موسكو. ولا يستطيع دونالد ترامب الذهاب بعيدا في مواجهته للصين دون أن يعرف أين سيكون موقع روسيا من تلك المواجهة. تبدو الإدارة الأميركية الجديدة عازمة على وأد عقيدة أوباما وعلى العودة بقوة وحيوية إلى المشهد الدولي العام وإلى الشرق الأوسط خصوصا.
من أفغانستان إلى ليبيا، يشعر مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بقلق متزايد إزاء تصاعد النشاط العسكري والدبلوماسي الروسي الذي يعتقدون أنه يهدف إلى تقويض الولايات المتحدة وحلف الشمال الأطلسي (ناتو). وهم بهذا المعنى يرون أن طموحات الكرملين الروسي فيما يتعلق بالشرق الأوسط تمتد إلى أبعد من سوريا. بعض الإجراءات التي اتُهمت موسكو بالمشاركة فيها، تشمل إرسال عناصر لدعم فصيل مسلّح في ليبيا وتوفير الشرعية السياسية، بل ذهبت التقارير حد القول إن موسكو أنشأت قاعدة عسكرية في مصر على الحدود مع ليبيا. وقال الجنرال، جوزيف فوتيل، الذي يشرف على القوات الأميركية في المنطقة، في تصريحات أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا الشهر: «من وجهة نظري إنهم يحاولون زيادة نفوذهم في هذا الجزء الجوهري من العالم».
القادة والمحللون العسكريون الأميركيون يعتقدون أن جهود موسكو تسعى إلى الاستفادة من الاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط لإعادة بناء روسيا كلاعب رئيسي في المنطقة والساحة العالمية. ومن هؤلاء بيل روجيو، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات التي يقع مقرها في واشنطن، الذي اعتبر أن «روسيا تعمل على توسيع نفوذها ومحاولة إعادة تشكيل نفسها كقوة عظمى». الـ«سي إن إن» قالت في تقرير لها أخيراً إن عمليات أميركية للاستطلاع الجوي لاحظت في الآونة الأخيرة وجود طائرات نقل روسية وطائرة دون طيار روسية كبيرة قرب قاعدة جوية في مصر بالقرب من الحدود الليبية. وقال الجنرال والدهاوزر بشهادته في مجلس الشيوخ الأميركي: «روسيا تحاول التأثير في القرار النهائي حول الكيان الذي سيصبح مسؤولاً عن الحكومة داخل ليبيا». وسأله السناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، عن الروس، قائلاً: «هل يحاولون فعل في ليبيا ما يقومون به في سوريا؟»، ليرد والدهاوزر: «نعم، هذه صيغة مناسبة لوصف ذلك».
الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف نفى علمه بمسألة الطائرات دون طيار والقوات الروسية الخاصة في مصر. وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أدلى بتصريحات طالب فيها بمنع «الدب الروسي» من «غرس مخالبه في ليبيا»، وردّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، محذّراً لندن من «التحرش بالدب»، ليعود فيتهكم على الشعار الرسمي البريطاني، وهو الأسد، عبر وصفه بـ «القطة». وقال شويغو، وهو يبتسم: «جميع الأسود قطط، لكن ليس جميع القطط أسوداً.. ولا نظن أن وحشاً نشأ في حديقة الحيوانات التابعة لهم قادر على فرض إملاءاته على دب الغابة». من المعروف أن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر زار أخيراً حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنيتسوف بعد مغادرتها الساحل السوري. وعقد حفتر مؤتمر عبر الأقمار الصناعية مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو. وسواء كان النفي الروسي صحيحاً أم لا، فما من شك أن الانغماس الروسي في ليبيا هو امتداد لسياسة موسكو في الشرق وشمال إفريقيا.
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية الثلاثاء 4 أبريل 2017 إن الإمارات العربية المتحدة نظمت اجتماعاً سرياً في يناير/كانون الثاني الماضي بين إريك برينس، مؤسس شركة بلاك ووتر، ومصدر روسي مُقرَّب من الرئيس فلاديمير بوتين، وأتى هذا الاجتماع في إطار جهودٍ واضحة لإنشاء وسيلة تواصل غير رسمي بين موسكو والرئيس المنتخب دونالد ترامب، وذلك وفقاً لمصادر رسمية عربية، وأميركية، وأوروبية. وقالت مصادر رسمية إن هذا الاجتماع عُقد في حوالي 11 يناير 2017، أي قبل 9 أيامٍ من تنصيب ترامب، في جُزر سيشل الواقعة بالمحيط الهندي، وذلك وفقاً لما جاء في الصحيفة الأميركية. ووافقت الإمارات على الوساطة في هذا الاجتماع، رغم أن جدول أعمال الاجتماع ليس واضحاً بصورةٍ كاملةٍ بعد، لتستكشف إمكانية إقناع روسيا بقطع علاقاتها مع إيران، بما في ذلك تدخلها في سوريا، ومن المُرجَّح أن هدف إدارة ترامب يتمثل في طلب تنازلاتٍ كبيرة من موسكو، مقابل إلغاء العقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة، حسب الصحيفة الأميركية.
ورغم أنّ برينس لم يكن له دور رسمي في حملة ترامب أو فريقه الانتقالي، فقد قدَّم نفسه كمبعوثٍ غير رسمي لترامب أمام المسؤولين الإماراتيين، حسبما أكدت المصادر الرسمية التي رفضت ذكر هوية الشخص الروسي. وكان مؤسس بلاك ووتر مناصراً متعصباً لترامب، فقد تَبرع بـ250 ألف دولار لحملة ترامب، والحزب الوطني، وإحدى لجان العمل السياسي البارزة المؤيدة للرئيس الأميركي. وقالت مصادر رسمية أميركية إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يُحقق منذ فترة في اجتماع سيشل ضمن إطار حملة تحقيقات موسعة في مدى التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، وجهات الاتصال المزعومة بين أشخاصٍ مُقربين من بوتين وترامب. ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على هذا الأمر. ويأتي اجتماع سيشل، الذي قال مصدر رسمي إنّه استمر على مدار يومين، ضمن شبكةٍ موسعة من الاتصالات بين روسيا وأشخاص أميركيين على علاقةٍ بترامب، وهي اتصالات لطالما رفض البيت الأبيض الاعتراف بها أو تفسيرها إلا أن تكشفها جهات إعلامية. وقال شون سبايسر، المتحدث باسم البيت الأبيض، لسنا على درايةٍ بأي اجتماعات، وبرينس لم يكن له دورٌ في الفريق الانتقالي”.
المتحدث باسم برينس يعلق. المتحدث باسم برينس علَّق في بيانٍ نشره قائلاً: “لم يكن لبرينس دورٌ في الفريق الانتقالي، هذا تلفيقٌ تام. ولم يكن للاجتماع علاقة بالرئيس ترامب. لماذا تعكف منظومة الوكالات التي يُطلق عليها مجازاً اسم استخباراتية، والتي تفتقر إلى المعلومات الكافية، على العبث بشؤون المواطنين الأميركيين ومراقبتهم، في حين ينبغي عليها مطاردة الإرهابيين؟”. وعُقد اجتماع سيشل بعد سلسلةٍ من المباحثات الخاصة المنفصلة في نيويورك بمشاركة ممثلين رفيعي المستوى لترامب مع موسكو والإمارات. وكان البيت الأبيض قد اعترف بأنَّ هناك اجتماعاتٍ عُقدت بين مستشار الأمن القومي السابق لترامب، مايكل فلين، وصهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، وبين السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، سيرجي كيسلياك، في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني أو بداية ديسمبر 2016. وكان مايكل فلين وجاريد كوشنر قد شاركا ستيف بانون في اجتماع منفصل مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، الذي ذهب بعد ذلك إلى نيويورك في زيارةٍ غير مُعلنة في ديسمبر/كانون الأول 2016، وذلك وفقاً لمسؤولين أميركيين، وأوروبيين وعرب، رفضوا ذكر أسمائهم في مناقشة مثل هذه القضايا الحسَّاسة.
وفي خرقٍ غير معتاد لبروتوكول الزيارات الدبلوماسية، لم تخبر دولة الإمارات إدارة أوباما بالزيارة قبل إجرائها، ومع ذلك، اكتشف المسؤولون أمرها بسبب ظهور اسم ابن زايد على قائمة إحدى الرحلات الجوية. وقال مسؤولون إن الشيخ محمد بن زايد وشقيقه، مستشار الأمن القومي للإمارات، نسَّقا عقد اجتماع سيشل مع مسؤولين حكوميين روس بهدف إنشاء وسيلة تواصل غير رسمية بين ترامب وبوتين، بحسب ما تقول الصحيفة الأميركية. وقال مسؤولون أيضاً إن الشيخ محمد بن زايد أراد أن يكون متعاوناً مع الرئيسين، اللذين تحدثا عن تعزيز العلاقات الثنائية بينهما، وهي غايةٌ سياسية لطالما دعا إليها ولي العهد. وحملت الإمارات التي ترى إيران واحدةً من ألد أعدائها، نفس اهتمام فريق ترامب بدق إسفينٍ بين موسكو وطهران. وكان الشيخ محمد بن زايد قد التقى بوتين مرتين في العام الماضي، 2016، وذلك وفقاً لمصادر رسمية غربية، وحث الرئيس الروسي على تعزيز التعاون مع الإمارات والمملكة العربية السعودية، وذلك في سبيل عزل إيران. وفي الوقت الذي عُقِدَ فيه اجتماع سيشل، وبعد ذلك بأسابيع، اعتقدت الإمارات أنَّ برينس كان يحظى بمباركة الإدارة الجديدة للتصرف كممثل غير رسمي لها.
وكان الطرف الروسي في هذا الاجتماع شخصاً كان الشيخ محمد بن زايد يعرف أنّه مقربٌ من بوتين من خلال علاقاته مع كلا الرجلين، حسبما جاء على لسان مسؤولين رسميين، وفقاً للواشنطن بوست. وحين عُقِدَ اجتماع سيشل، كانت جهات اتصال رسمية بين أعضاءٍ في إدارة ترامب المقبلة ومسؤولين من الحكومة الروسية قد وُضِعَت تحت مجهَر المحققين الفيدراليين، ومجهَر الصحافة. وقبل عقد اجتماع سيشل بأقل من أسبوع، نشرت وكالات استخباراتٍ أميركية تقريراً يتهم روسيا بالتدخل سراً في انتخابات عام 2016 لمساعدة ترامب في الفوز برئاسة البيت الأبيض. ورفض يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات في واشنطن، التعقيب على هذا الأمر، حسب تقرير الصحيفة. وقال مسؤولون حكوميون بسيشل إنَّهم لم يكونوا على علمٍ بأي اجتماعات عُقدت بين أطراف على علاقةٍ بترامب وبوتين في حوالي 11 يناير/كانون الثاني 2017.
ولكنهم قالوا إن المنتجعات الفاخرة في الجزيرة تُعَد مكاناً مثالياً لعقد اجتماعاتٍ سرية على شاكلة هذا الاجتماع الذي ذكرته مصادر رسمية أميركية، وأوروبية، وعربية. وكان ترامب قد أدان التحقيقات في دور روسيا في الانتخابات واصفاً ذلك بأنَها “أخبار كاذبة” و”تصيُّد”. ويبدو أن مستوى التحفُّظ حول اجتماع سيشل “استثنائي” في ظل الاجتماعات التي تكررت بين كبار مستشاري ترامب، بما فيهم مايكل فلين، وجاريد كوشنر وبين مسؤولين روس في الولايات المتحدة، ومنها اجتماعات في برج ترامب الشاهق بولاية نيويورك.
وذكرت مصادر رسمية أميركية، سواءً حالية أو سابقة، أنَّه بينما امتنع برينس عن لعب أي دورٍ مباشر في الفريق الانتقالي لترامب، ظهر اسمه مراراً وتكراراً في مناقشاتٍ داخلية، والتي بدا من خلالها أنّه مستشار خارجي تحظى آراؤه بتقدير كبير في العديد من القضايا، بما في ذلك خطة لإصلاح منظومة الاستخبارات الأميركية. وقبل أيامٍ من الانتخابات التي أُجريت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ظهر برينس في برنامج ستيف بانون، وقال آنذاك إنَّ لديه “مصادر موثوقة” داخل شرطة نيويورك أكدت له أنَّ الشرطة تُحضِّر لشن حملة اعتقالات على خلفية التحقيق في قضية اتهام أنتوني وينر، عضو مجلس النواب الأميركي الأسبق، والمترشح لانتخابات منصب رئيس بلدية نيويورك عام 2013، بتبادل صورٍ جنسية مع فتاةٍ قاصر.
وكان مايكل فلين قد كتب تغريدةً بها رابط تقرير موقع بريتبارت عن هذا الادعاء. ولم يُقبَض على أي شخص. واستمر برينس في تأكيداته التي لا تستند على أي دليل، بأن إتلاف المواد المستعادة من حواسيب أنتوني وينر كان سيورّط هيلاري كلينتون ومستشارتها المقربة، هُما عابدين التي كانت متزوجةً من أنتوني وينر. ووصف برينس هُما بأنَّها “عميلةٌ لها نفوذ، ومتعاطفة جداً مع الإخوان المسلمين”. وكان برينس قد وقَّع عقوداً مُربحة مع الحكومة الإماراتية، والتي دفعت لشركته في إحدى المرات 529 مليون دولار، حسبما أفادت بعض التقارير، لتسهيل إحضار مقاتلين أجانب إلى الإمارات للمساعدة في تكوين قوة داخلية شبه عسكرية قادرة على حماية المنشآت الإماراتية من الهجمات الإرهابية، بحسب الصحيفة الأميركية. يبدو أنَّ فِكر إدارة ترامب والإمارات مشغولة بالقضية ذاتها، وهي إيران. وذكرت مصادر رسمية أميركية، سواءً حالية أو سابقة، إن تركيز مستشاري ترامب تمحور طوال الفترة الانتقالية حول إيجاد طرق لجعل موسكو تقطع علاقتها مع طهران. وقال مسؤول استخباراتي سابق في إدارة أوباما كان قد التقى مسؤولين بالفريق الانتقالي لترامب: “كان الفصل بين روسيا وإيران قضية رئيسية مشتركة، لم يبدُ أنهم درسوا القضية جيداً.
بل كان الأمر سابقاً لأوانه. لقد كان واضحاً أنَّ لديهم موقفاً سياسياً محدداً جداً، وهو ما رأيته شيئاً غريباً نظراً إلى أنهم لم يكونوا حتى قد تولوا زمام الامور، ولم يدرسوا أبعاد القضية مع الخبراء في الحكومة الأميركية لاكتشاف إيجابيات هذه الطريقة وسلبياتها”. وعقب اجتماع نيويورك بين المسؤولين الإمارتيين ومساعدي ترامب، اتصل برينس بالشيخ محمد بن زايد، وأخبره أنَّه مخوَّل للتصرف كنائب غير رسمي عن الرئيس المنتخب، وذلك وفقاً لما ذكرته مصادر رسمية، بحسب صحيفة واشنطن بوست. وطلب برينس من الشيخ محمد بن زايد التنسيق لعقد اجتماعٍ مع أحد الأشخاص المقربين من بوتين، فوافق محمد بن زايد واقترح أن تكون سيشل هي مكان المقابلة نظراً إلى الخصوصية التي ستمنحها لكلا الطرفين. وقال مصدرٌ رسمي عن محمد بن زايد: “لقد أراد أن يكون مُتعاوناً”. ويترك أثرياء روس وأفراد من العائلة الملكية الإماراتية بصماتٍ كبيرة لهم على هذه الجزر تحديداً. إذ تُكتَب لوحات إعلانية عن رحلات صيد في أعماق البحر بالحروف السيريلية (التي يستخدمها الروس والأوكرانيون والبلغاريون).
ومنح الإماراتيون مئات الملايين من الدولارات لدولة سيشل في الأعوام الأخيرة لعدة أسباب، من بينها تحسين الصحة العامة، وتوفير مساكن بأسعارٍ معقولة. وبحسب واشنطن بوست فإن الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، يمتلك حصةً من أسهم فنادق فور سيزونز بسيشل، وهي مجموعة من الفيلات الخاصة المنتشرة على جانب التل الخصب فوق الساحل الجنوبي الرئيسي للجزيرة، وتطل على المحيط الهندي، وذلك وفقاً لما ذكره مصدر رسمي بدولة سيشل. ويقع الفندق في مكانٍ مختف عن الأنظار على شاطئ خاص، وبعيد عن أقرب طريقٍ عام.
وذكرت مصادر رسمية أميركية، سواءً حالية أو سابقة، ممن عملوا عن كثب مع الشيخ محمد بن زايد، إنَّ تكوين شخصيته يستبعد تنسيقه الاجتماع الذي عُقِد في 11 يناير 2016 دون حصوله على الضوء الأخضر قبل ذلك من كبار مساعدي ترامي وبوتين، إذا لم يكن من الرئيسين نفسيهما. وقال رجل أعمال أميركي: “محمد بن زايد شخصٌ حذر جداً، لا بد أنَّه حصل على الموافقة قبل ذلك”، ورفض الرجل الإفصاح عن هويته نظراً إلى حساسية القضية، بحسب واشنطن بوست.
واعتبرت الإمارات وروسيا اجتماع سيشل مثمراً، ولكن استُبعِدَت فكرة التنسيق لعقد المزيد من الاجتماعات بين برينس وأشخاص مقربين من بوتين، حسبما ذكرت مصادر رسمية. وقال مسؤولون إنَّه حتى وسائل الاتصال غير الرسمية بين أشخاصٍ مُقرّبين من ترامب وبوتين صارت محفوفة بالعديد من المخاطر السياسية.
سجّل قطاع صناعات الدفاع والفضاء في تركيا ارتفاعاً ملحوظاً في حجم الصادرات خلال الربع الأول من العام الجاري 2017. وبحسب بيان أصدره مجلس الصادرات التركية، فإن صادرات قطاع الصناعات الدفاعية والجوية، في الربع الأول من هذا العام ارتفع إلى 370 مليون و274 ألف دولار. وأشار البيان إلى أن الصادرات التركية من قطاع الدفاع والفضاء إلى أمريكا بلغت 167 مليون و251 ألف دولار خلال الربع الأول من العام الجاري.
كما قامت رواندا باستيراد منتجات قطاع الدفاع التركي بمبلغ قدره 10 ملايين دولار خلال الثلاثة الأشهر الماضية. فيما استوردت البحرين أسلحة دفاعية تركية بمقدار 7 ملايين دولار خلال الربع الأول. من العام الحالي. يذكر أن نسبة صادرات الصناعات الدفاعية والجوية ارتفعت الى الضعفين في السنوات الخمس الأخيرة، حيث بلغ نسبة الصادرات خلال هذه الفترة 7.6 مليار دولار، وحلت الولايات المتحدة الامريكية على راس البلدان المستوردة من تركيا في قطاع الصناعات الدفاعية والجوية.
فى عهد الحرب الباردة كان للاتحاد السوفييتي وجود مهم في منطقة الشرق الأوسط، حتى وإن لم يتعلق الأمر بمساحات ذلك التواجد. فمصر جمال عبد الناصر كانت حليفاً وثيقاً لموسكو، وسوريا كذلك، وكان اليمن الجنوبي دولة اشتراكية حليفة استراتيجية للسوفييت، وبدرجة أقل قليلاً كان الروس على علاقة وثيقة مع ليبيا والجزائر. لكن الوجود السوفييتي تعرّض لانتكاسة بعد رحيل الزعيم المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وقرار سلفه أنور السادات طرد المستشارين السوفييت من بلاده عام 1972، والتحوّل بالتالي إلى أمركة سلاح الجيش المصري، ومن ثم التحالف مع الولايات المتحدة واتخاذها راعياً للمفاوضات مع إسرائيل والتوقيع تالياً على اتفاقية كامب ديفيد. مطلع التسعينيات انهار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية، الأمر الذي اعتبره مراقبون نهاية لثنائية القطبية وتتويجاً لأميركا زعيمة للعالم. لكن بعض المحللين دأبوا على استخدام كلمة «مؤقتاً» كلّما تحدثوا عن العالم أحادي القطبية، ما يعني توقّعهم عودة روسيا للندية مع أميركا. وبعهد فترة من الضعف والضياع تحت قيادة العجوز بوريس يلتسين، صعد الشاب الرياضي فلاديمير بوتين إلى سدة السلطة وتغيّر بعدها كل شيء وعلى نحو متحرج سريعاً. ومنذ البداية بدا أن بوتين يقترب من تجسيد من شعار الدولة الروسية وهو النسر ذو الرأسين المتقابلين، أحدهما يتجه شرقاً والآخر غرباً، تعبيراً عن مسارات السياسة الخارجية، بمعنى أن السياسة الروسية لا تتأثر بنظام الحكم، إن كان قيصرياً أم شيوعياً أم رأسمالياً. استعادة الدور الإمبرطوري روسيا، عبر عنه الرئيس بوتين في خطاب حالة الاتحاد الروسي في إبريل 2005 حين قال إن انهيار الاتحاد السوفيتي أكبر صدمة جيوبولتيكية للتاريخ الروسي في التاريخ الراهن. بعض المحللين في الغرب وقفوا عند ذلك التصريح باهتمام أكبر بكثير مما فعل السياسيون الذين تأخروا كثيراً حتى تنبّهوا لدلالاته.
وفي حين كانت الولايات المتحدة تنشغل بأفغانستان والعراق وإدارة الصراع العربي الإسرائيلي من دون حله، وتعمل على التأثير في الأوضاع السياسية الداخلية لدول المنطقة، كانت روسيا تعيد بناء جيشها وتعيد النظر في عقيدة الحرب القتالية، وبدا واضحاً سعي بوتين إلى إعادة فرض هيبة روسيا في العالم، ونجح في ذلك إلى حد ملحوظ، بحيث تمدّد الدب الروسي العائد ليحتل مناطق نفوذ جديدة. ولقد وصل الأمر في منطقة الشرق الأوسط إلى حد أن دولاً حليفة تقليدياً لأميركا، بدأت تضع في حساباتها المصالح والأهداف الروسية.
التوجه الروسي الشرق أوسطي في عهد بوتين يأتي في هذا السياق، طارداً للنزعة التغريبية التي سيطرت على إدارة دفة السياسة الروسية الخارجية، حين أقام يلتسين علاقات شراكة استراتيجية مع الغرب بدا فيها تابعاً أكثر مما كان شريكاً. ولم يكن بوتين وحيداً في تبني التوجّه الجديد «العودة»، ذلك أن زحف حلف شمال الأطلسي نحو الشرق، واستبعاد تدخّل روسيا في الشأن البلقاني، عوامل إلى جانب عوامل داخلية أخرى، ساهمت في تقوية تيار أكثر نزوعاً نحو الشرق، وهو تيار اعتبر أن آسيا الوسطى والقوقاز مناطق حيوية لروسيا، تجب حمايتها ولو بالتدخل العسكري. وبالفعل، فقد أنهت روسيا التمرّد في الشيشان وتدخلت روسيا في عسكرياً في جورجيا ولاحقاً ضمت أو (استعادت) شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. ولا شك في أن العودة الروسية إلى الشرق الأوسط لا تخرج عن التوجّه العام في عهد بوتين لدرجة أن مجلة فورين بوليسي الأميركية قالت إن بوتين يتحدى الولايات المتحدة كقوة عظمى. وتساءلت: لماذا تعود روسيا إلى الشرق الأوسط الآن؟ وقالت إن بوتين يريد أن يتحدى فكرة أن النظام العالمي يسير بقيادة أميركا، وإنه يريد التشجيع على عودة العالم المتعدد الأقطاب. واستدركت فورين بوليسي بالقول إن موسكو تدعم الأنظمة في دمشق والقاهرة وطبرق (ليبيا) تحت عنوان مناهضة انتشار «الإسلام المتطرف»، إلى أن بوتين دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة. واستنتجت الصحيفة أنه «بات يتعين على الغرب أن يتعامل مع وضع صعب لدولة عضو بالناتو تلتقي الفلسفة السياسية لرئيسها أردوغان بقواسم مشتركة مع فلسفة بوتين».
أخذت العلاقات الروسية المصرية بعد ثورة 30 يونيو عام 2013، شكلًا من أشكال التقارب العميق ووصلت حدوداً غير مسبوقة، حيث اتسمت العلاقات بين الطرفين عقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، منصب الرئاسة بالتعاون الوثيق في المجالين العسكري والسياسي، ناهيك عن تبادل الزيارات بين حين وآخر. وفي عام 2014، وقّعت مصر مع روسيا أول صفقة أسلحة كبيرة منذ الحرب الباردة، ومن اللافت تقارب وجهات النظر المصرية والروسية فيما يخص الشأن السوري، إذ أعلن السيسي صراحةً أن استقرار سوريا يرتكز على دعم الأسد، كونه رجلاً قوياً. صحيفة واشنطن تايمز نشرت مقالاً للكاتب هيربت لندن أن روسيا ومصر عقدتا اتفاقاً نووياً جنباً إلى جنب مع صفقة أسلحة روسية إلى القاهرة، ما يعني عودة روسيا إلى مصر للمرة الأولى منذ أربعة عقود، وأشار إلى أن موسكو تخطط للبقاء في المنطقة فترة طويلة، خاصة في ظل اتفاقاتها النووية مع مصر والأسد، حيث تخطط موسكو لبناء منشأتين نوويتين في سوريا. وأشارت إلى أن روسيا كانت أُجبرت على الخروج من الشرق الأوسط في حرب أكتوبر 1973، لكنها الآن تعود بكل قوتها إلى المنطقة، خاصة عقب الاتفاق مع إيران وتراجع الدور الأميركي في المنطقة. وأضافت إن بوتين أشار في أكثر من مناسبة إلى أن تفكيك الاتحاد السوفييتي كان أمراً مهيناً، وبالتالي فإن بوتين يرى أنه يمكنه استعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية مجدداً، وذلك من خلال تقويض الدور الأميركي المهيمن على الساحة العالمية، خاصة في ظل سياسة الإذعان للأمر الواقع التي يمارسها الرئيس الأميركي باراك أوباما. وبدا واضحاً أن التحول الكبير بدأ مع التدخل الروسي في سوريا، منذ أواخر سبتمبر 2015، الأمر الذي اعتقد كثير من المحللين الغربيين، بل العرب، أنه لن يدوم طويلًا، وأنه غير فعال، وسيعود بالضرر على الجيش الروسي، لكن ما حدث أن روسيا حققت من هذا التدخّل أهدافاً مهمة، أولها أنها أكدت صدقها في مساندة حلفائها، عكس الولايات المتحدة كما في نظر عدد من حلفائها. ووصل التأثير إلى حد أن روسيا أجبرت حلفاء مهمّين للولايات المتحدة، كتركيا وإسرائيل، على اللجوء إليها والتنسيق معها في الشأن السوري، هذا بالإضافة إلى تحالف بوتين مع إيران، الأمر الذي شكَّل إزعاجاً للعديد من دول المنطقة، وأربك حسابات عدة. ولا يزال التدخل العسكري الروسي في سوريا يثير جدلاً واسعاً في الأوساط الإقليمية والدولية، وسط تساؤلات عن الأهداف الكامنة، خاصة بعد نشر صواريخ متطورة وأسلحة ثقيلة في البلاد.
في هذا الإطار، تحدثت صحف أميركية وبريطانية عن النيات الروسية وراء تعزيز قوتها العسكرية في سوريا، وعن الدور الذي يريد الرئيس بوتين أن يلعبه على المستوى الدولي، وذلك من خلال نفوذه في سوريا والمنطقة. فقد نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالًا للكاتب هيربت لندن أشار فيه إلى أهداف موسكو في الشرق الأوسط، وقال إن الهدف الواضح الأول لروسيا من وراء هذا التعزيز العسكري يتمثل في عزم موسكو دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بوصفه النظام الذي حافظ على الوجود البحري الروسي في شرقي البحر المتوسط. الكثير من المحللين والخبراء الأميركيين يعترفون بأن روسيا في حال صعود في أرجاء المنطقة، والولايات المتحدة في تراجع، وأنه إذا كان أحد أهداف بوتين بوجوده بالشرق الأوسط هو إذلال الولايات المتحدة، فإنه قد تحقق له هذا الهدف، وأن الرئيس السابق باراك أوباما يكون قد فتح الباب في الشرق الأوسط لبوتين على مصراعيه. وإذا كان أوباما متّهماً بذلك، فإن الرئيس الأميركي الجديد متّهم بما هو أكثر. وحتى لو لم يثبت هذا الاتهام فإن المعلن في سياسة ترامب يشير إلى عدم استعداده لمواجهة طموحات بوتين.
لاقت الدعوة الصادرة من عضو قيادي بارز في حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، المسيحي الديمقراطي، بإصدار قانون ينظم وضع الإسلام في ألمانيا على غرار “قانون الإسلام” بالنمسا، رفضا من جانب الحزب الاشتراكي الديمقراطي واتحادات إسلامية بألمانيا. وكان ينس شبان القيادي البارز في حزب المستشارة ميركل قد طالب في حوار مع DW بسن قانون في ألمانيا على غرار “قانون الإسلام” في النمسا، يلزم الأئمة بإلقاء مواعظهم بالألمانية وأن تخضع المساجد لمراقبة أكبر لمعرفة ما يحصل فيها بدقة.
وفي رد فعله على هذا الإقتراح، قال أولاف شولتس، نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والذي يشغل أيضا منصب عمدة هامبورغ، في تصريحات خاصة لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية، ستنشر غدا الاثنين (الثالث من أبريل 2017): “لا يمكننا إصدار قانون لأجل طائفة دينية فحسب”. ولكن شولتس دعا لتحديد التزامات واضحة للمسلمين الذين يعيشون في ألمانيا، مؤكدا أن ذلك لا يستلزم دائما إصدار قانون.
وقال السياسي الاشتراكي الديمقراطي البارز: “بالتأكيد يتعين علينا دعم تدريب أئمة في ألمانيا. كما أنني أرى أنه من المهم أن يستخدم الأئمة لدينا اللغة الألمانية للدعوة والوعظ”. ومن جانبه أكد رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، أن إصدار “قانون إسلام” ألماني ليس متوافقا مع القانون الأساسي بألمانيا. وقال مزيك في تصريحات لصحيفة “نويه أوزنابروكر تسايتونغ” الألمانية في عددها الصادر غدا الاثنين: “إننا نسعى للحق في المساواة استنادا إلى القانون الأساسي (الدستور)، ليس أكثر ولا أقل”. لكن دعوة ينس شبان عضو مجلس رئاسة حزب ميركل، إلى سن “قانون إسلام” لاقت دعما داخل حزبه، وقالت يوليا كلوكنر نائبة رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في تصريحات لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد: “إن قانون الإسلام يمكن أن يحدد حقوق المسلمين والتزاماتهم في ألمانيا بناء على قاعدة قانونية جديدة”. وأضافت أنه لابد من تحديد الحالة القانونية للمنظمات الإسلامية والجمعيات المسؤولة عن مساجد داخل هذا القانون على نحو ملموس. أصدرت وزارة الداخلية في ولاية هيسن الألمانية أمرا بمنع نشاط جمعية المدينة الثقافية الإسلامية في مدينة كاسل، وقالت الوزارة إن هذا القرار هو الأول من نوعه الذي ينص على وقف نشاط جمعية سلفية في الولاية. ذكر فولكر كاودر السياسي البارز في حزب ميركل أن “المسلمين جزء من ألمانيا وليس الإسلام”، وذلك خلال مقابلة مع DW. وأشار كاودر إلى أن “حرية الاعتقاد هو أمر وجودي للحرية بحد ذاتها. ولا توجد حرية معتقدعندما تنعدم الحرية”. ومن جانبه دعم كارستن لينمان، رئيس رابطة الشركات متوسطة الحجم التابعة للاتحاد المسيحي بزعامة ميركل بالبرلمان الألماني “بوندستاغ”، فكرة القانون، وقال: “يجب ألا تستمر الأفكار الراديكالية- الإسلامية في الانتشار.
إننا بحاجة لقواعد واضحة في هذا الشأن، لذا لابد من إدراج قانون الإسلام داخل البرنامج الانتخابي للاتحاد”. ومن جهته ذهب روبرشت بولنتس الأمين العام السابق للحزب المسيحي الديمقراطي، إلى وصف فكرة”قانون إسلام” بـ” الفكرة الشعبوية المجنونة”. جدير بالذكر أن الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل يتكون من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا ويشكل مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ما يسمى بالائتلاف الكبير، الحاكم في ألمانيا. ويخوض الاتحاد المسيحي الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أيلول/ سبتمبر القادم بترشيح ميركل مجددا لمنصب المستشارة، فيما يخوض الحزب الاشتراكي الانتخابات بترشيح رئيسه الجديد مارتن شولتس لهذا المنصب. ويذكر أن شولتس كان يشغل حتى مطلع العام الجاري منصب رئيس البرلمان الأوروبي.
لا يزال هذا المسجد قيد الإنشاء، وسيصبح أكبر مساجد ألمانيا بمساحة تبلغ 16500 متر مربع ويتسع لأكثر من 1200 شخص. اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB)، وهو أكبر جمعية إسلامية مسجلة رسمياً، قرر بناءه ليكون المسجد الرئيسي للاتحاد في ألمانيا. مساحة المسجد الكبيرة واحتواؤه على منارتين كبيرتين ارتفاعهما أكثر من 50 متراً أثار ردود أفعال مختلفة في ألمانيا، معظمها رحب ببنائه في حين رفضه آخرون.
يقع أقدم جامع في ألمانيا في منطقة فيلمرسدورف بمدينة برلين، ويعتبر مقر العبادة الرئيسي للطائفة الأحمدية. انتهى بناء المسجد سنة 1928 ويحتوي على منارتين عاليتين يصل ارتفاعهما إلى ما يقارب 32 متراً وويبلغ قطر قبته عشرة أمتار. يقع هذا المسجد في مدينة هامبورغ وشيدته الطائفة الأحمدية سنة 1957، وهو بالتالي يعتبر أول مسجد يبنى في ألمانيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وهو ثاني أقدم مساجد البلاد. ولفترة من الزمان، بقي هذا المسجد مكان العبادة الوحيد لكل المسلمين في منطقة هامبورغ وضواحيها، ولهذا استخدمته الطائفة الأحمدية كمكان للتواصل بين المذاهب الإسلامية المختلفة. يقع في حدائق قصر شفيتسنغين في ولاية بادن– فورتمبيرغ جنوب غرب ألمانيا. أراد كارل تيودور، أمير منطقة فالز– بافاريا، بناء حديقة كبيرة في أواخر القرن الثامن عشر تحتوي على رموز للتسامح والتعايش الديني، فقرر بناء هذا المبنى على شكل مسجد إسلامي بمنارتين كبيرتين ليرمز إلى الإسلام.
استخدم المبنى عدة مرات كمسجد للصلاة كان آخرها في القرن الماضي. يعتبر المبنى من الرموز المعمارية المهمة في بادن– فورتمبيرغ. قام اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB) بتشييد هذا المسجد، وتسميته نسبة إلى سنان، أشهر المهندسين المعماريين في الإمبراطورية العثمانية. يقع هذا المسجد على الضفة الغربية من نهر الإلتس في مدينة موزباخ بولاية بافاريا، على مساحة 875 متراً مربعاً. الطابع المعماري للمسجد مستقى من الطراز المعماري للمنطقة القريبة من سلسلة جبال الألب. تم افتتاح هذا المسجد سنة 1993. يعتبر هذا المسجد أحد أكبر المساجد في ألمانيا ويتسع لأكثر من 1200 مصلٍ.
يحتوي المسجد على منارة يبلغ ارتفاعها 34 متراً وتم تشييده سنة 2008. تحتوي مدينة برلين وحدها على أكثر من 80 مسجداً وعشرات المصليات. ويعتبر مسجد سيتليك (مسجد الشهداء بالعربية) للجالية التركية، الذي تبلغ مساحته نحو 800 متر مربع، هو أكبر مساجد العاصمة الألمانية وثاني أكبر مسجد في ألمانيا ويقع بالقرب من مقبرة الأتراك بالمدينة، التي تحمل نفس الاسم. ويتسع المسجد لأكثر من 1500 شخص. هذا المسجد هو ثاني أكبر مسجد في برلين ويقع في ضاحية كرويتسبيرغ. اكتمل بناء المسجد سنة 2008 ويتسع لأكثر من ألف مصلٍ. وهو مسجد المركز الإسلامي في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا. المركز الإسلامي في هامبورغ هو أقدم مؤسسة إسلامية في أوروبا، ويعتبر المسجد مركزاً للطائفة الشيعية في ألمانيا. وقد شيد في ستينيات القرن الماضي ويتسع لأكثر من ألف شخص. قام اتحاد الجمعيات الإسلامية التركية في ألمانيا (DITIB) في مدينة إيسن غرب البلاد بتشييد هذا المسجد ليكون مركزاً إسلامياً للجالية التركية الكبيرة في المدينة. يتميز المسجد بطرازه المعماري الجميل وبمنارته العالية التي تتجاوز 30 متراً.
أكدت باكستان أنها ستنضم للتحالف الإسلامي العسكري بقيادة المملكة، وذلك في إعلان رسمي من قبل وزارة الخارجية الباكستانية اليوم الخميس 30-3-2017. ووفقاً لتلفزيون “جيو” الباكستاني، فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية “نفيس زكريا” أخبر وسائل الإعلام خلال إيجاز صحفي أسبوعي بأن القرار اتخذ بعد دراسة شروط وأحكام التحالف.
وفيما يتعلق بالجنرال “رحيل شريف” القائد السابق للجيش الباكستاني، أشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن “شريف” أصبح مواطن عادي بعد تقاعده، مضيفا أن التعليق بشأن قراره ليس من ضمن اختصاصات وزارة الخارجية، مشيرا إلى أن الوزارة ليست على علم بتواصل الحكومة السعودية مع قائد الجيش السابق. كان وزير الدفاع الباكستاني “خواجة آصف” تحدث قبل أيام عن أن الحكومة الباكستانية قررت إعطاء تصريح عدم ممانعة لقائد الجيش السابق لقيادة التحالف الإسلامي العسكري، الذي ستقوده المملكة.
أعلنت شركة بوينغ في بيان الثلاثاء 4-4-2017 أن شركة آسمان للطيران الإيرانية وقعت بروتوكول اتفاق لشراء 30 طائرة من طراز 737 ماكس بقيمة 3 مليارات دولار بحسب سعر القائمة. كما ينص العقد على خيار إضافي لـ30 طائرة أخرى من الطراز ذاته، وهو نموذج معدل لطائرة بوينغ 737، بحسب ما أوضحت الشركة مشيرة إلى أنه تم التفاوض على العقد في إطار الاتفاق النووي الموقع بين طهران والدول الست الكبرى. وجاء في بيان الشركة أن “بوينغ تؤكد توقيع بروتوكول اتفاق مع آسمان للطيران الإيرانية، يعبر عن نية الشركة في شراء 30 طائرة بوينغ 737 ماكس بقيمة 3 مليار دولار بحسب قائمة الأسعار”.
وأتاح الاتفاق النووي الموقع في يوليو 2015 بين إيران والدول الست الكبرى وبينها الولايات المتحدة رفع قسم من العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية، ما سمح ببيعها خصوصا طائرات لتجديد أسطولها المتقادم. ولفتت بوينغ إلى أن الاتفاق يبقى خاضعا لموافقة الإدارة الأميركية، في وقت شهدت العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والرئيس دونالد ترامب توترا في الأشهر الأخيرة. وكانت الخطوط الجوية الإيرانية وقعت في ديسمبر 2016 مع بوينغ أكبر عقد تحصل عليه الشركة منذ حوالى أربعين عاما، ينص على شراء 80 طائرة بقيمة 16,6 مليار دولار. كما وقعت الخطوط الجوية الإيرانية مع شركة إيرباص في 22 كانون الأول/ديسمبر طلبية مؤكدة على مئة طائرة بقيمة تقارب 20 مليار دولار. وشركة آسمان مجهزة بشكل أساسي بطائرات صغيرة، و18 من طائراتها الـ36 هي من طراز “فوكر 100” تتسع لـ105 مقاعد. ومنعت العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران غداة الثورة الإسلامية عام 1979، طهران من شراء طائرات غربية مع بعض الاستثناءات.
وزعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، فجر الأربعاء، على ممثلي الدول الأعضاء بمجلس الأمن مشروع قرار حول الهجوم الكيماوي الذي وقع في إدلب أمس، مطالبًا، النظام السوري بأن يقدم للأمم المتحدة معلومات كاملة بشأن جميع العمليات الجوية التي يقوم بها.
وشمل القرار ” جميع خطط الطيران أو سجلات الرحلات المودعة في 4 أبريل/نيسان 2017، وكذلك أسماء جميع الأفراد الذين يقودون أي سرب من طائرات الهليكوبتر، وإتاحة الوصول فورا إلى القواعد الجوية ذات الصلة التي تعتقد آلية التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمائية أنها قد شنت هجمات تنطوي على مواد كيميائية كأسلحة”. كما أشار إلى قرارات مجلس الأمن السابقة التي طلبت من النظام السوري التعاون التام مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، بما في ذلك آلية التحقيق المشتركة. وأدان مشروع القرار بأقوى العبارات “استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ولا سيما الهجوم الذي وقع على خان شيخون في 4 أبريل 2017”. وأعرب مشروع القرار عن “الغضب إزاء استمرار قتل وجرح الأفراد نتيجة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، والتصميم على مساءلة المسؤولين عنها”.
وأكد أن ” استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا يمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين”. ويعقد مجلس الأمن جلسة مفتوحة صباح اليوم الأربعاء في الساعة 10:00 بتوقيت نيويورك جلسة طارئة دعت إليها كل من بريطانيا وفرنسا والسويد لمناقشة الهجوم الكيميائي الذي استهدف بلدة “خان شيخون” في ريف إدلب الجنوبي بسوريا أمس. وقتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، أمس على بلدة “خان شيخون” بريف إدلب، وسط إدانة دولية واسعة. وعد الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل أكثر من 1300 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس 2013. وسبق أن اتهم تحقيق مشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية النظام السوري بشن هجمات بغازات سامة.
ناولت الصحف الأجنبية هذا الأسبوع عدداً من أبرز القضايا الهامة التي تشغل العالم والشرق الأوسط، فتطرقت صحيفة «تلجراف» البريطانية إلى استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره المصري عبدالفتاح السيسي وترحيبه الحار به، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تطوي صفحة البرودة التي طبعت تعامل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وأفادت بأن وضع جماعة الإخوان على لائحة المنظمات الإرهابية ما زال يلقى معارضة داخل الإدارة الأميركية.
وتطرقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في افتتاحيتها إلى القرار الأمني الهام الوشيك الذي ينتظر ترامب، فيما يتعلق بمعاهدة القوات النووية متوسطة المدى، والذي رأت فيه تعبيراً عن نظرة الإدارة الى روسيا، وأفادت الصحيفة بأن انسحاب أميركا من المعاهدة يشكل موقفاً كارثياً، لما تمثله المعاهدة من أهمية في نظام الحد من الأسلحة الدولية التي تحرم الحرب النووية، ولتأثيراتها الهامة على الأمن الأوروبي، داعية ترامب الى توسيع مبادرة أوباما القاضية بوضع قوات أميركية ومن حلف شمال الأطلسي «الناتو» على أساس دوري في دول أوروبية قرب الحدود الروسية، وممارسة ضغوط إضافية وحتى نصب صواريخ إضافية جوية يمكن اطلاقها من البحر لا تغطيها المعاهدة، في وحول أوروبا، وزيادة تمويل برامج الدفاع الصاروخي، للتوصل الى حل دبلوماسي للخلاف على المعاهدة الصاروخية.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، أفاد بن هوبارد ومايكل جوردون في مقالة بعنوان «بصمات الحرب الأميركية تتوسع في الشرق الأوسط، من دون أي نهاية في الأفق»، بأن الجيش الأميركي كان يزيد تدخله في سلسلة من الحروب المعقدة في الشرق الأوسط الذي تفتقر لنهايات واضحة، في تحول في صنع القرار العسكري بدأ بنوفمبر في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، للتسهيل على القادة في الميدان طلب ضربات جوية من دون انتظار الإذن من ضباط أعلى شأناً، وينقل الكاتبان عن الخبراء قولهم إن التدخل العسكري المتزايد منذ تولي ترامب لا يصاحبه تخطيط، وهو ما يجعل انتصارات الولايات المتحدة وحلفائها غير مستدامة، فيما التجربة تفيد «انه اما سيكون على القوات الأميركية التدخل على المدى الطويل، او ان الانتصارات ستتبدد ما ان تغادر»، وهو ما يثير المخاوف من انجرار أميركا الى حروب موحلة، حيث ان سقوط قتلى من المدنيين يغذي مشاعر مناهضة للأميركيين، في وضع يشير الى توسع في التحول نحو التدخل العسكري باتجاه أرث أوباما المركزي المتمثل في الوجود الأميركي المطول في أفغانستان. وفي افتتاحية في 30 مارس 2017تساءلت الصحيفة ما إذا كان ترامب أزال القيود عن كيفية شن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» للحرب، داعية الى استمرار الولايات المتحدة وحلفائها الالتزام بالبروتوكولات الحد من الإصابات بين المدنيين، وإجراء تحقيق والتعويض عن العائلات المنكوبة، مشيرة الى غياب أي استراتيجية للرئيس بصياغة استقرار طويل الأمد ما بعد الحرب، يشي بأن النصر العسكري ضد «داعش» من المحتمل ان يكون قصير الأجل.
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى 3-4-2017 تعليمات لوقف تمويل صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي يقدم خدمات صحية تتعلق بالحمل والولادة وتحديد النسل في أكثر من 150 بلدا، بسبب بعض الإجراءات المعتمدة في تنظيم الأسرة، منها الإجهاض القسري في الصين. أفاد بيان لوزارة الخارجية الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامبقرر وقف تمويل صندوق الأمم المتحدة للسكان بسبب بعض الإجراءات المعتمدة في تنظيم الأسرة، منها الإجهاض القسري في الصين. وجاء في البيان أن ترامب أعطى تعليماته لوزير الخارجية ريكس تيلرسون “باتخاذ كل التدابير اللازمة بما يسمح به القانون للتثبت من أن أموال المكلفين الأمريكيين لن تمول منظمات أو برامج تدعم أو تشارك في إدارة برامج إجهاض أو تعقيم قسري”. وأضاف البيان أن القرار قد يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من العام المالي 2017. ويعود السبب في هذا القرار إلى أن “سياسات تنظيم الأسرة في الصين ما زالت تنطوي على الإجهاض القسري والتعقيم القسري” وأن صندوق الأمم المتحدة للسكان شريك في هذه الإجراءات، بحسب البيان. وسينجم عن هذا القرار حجب 32,5 مليون دولار من موازنة العام 2017 ستحوّل إلى برامج صحية عالمية أخرى. وفي العام 2015 تلقى الصندوق تمويلات بلغ مجموعها 979 مليون دولار، بحسب موقعه الإلكتروني.
وأعرب الصندوق الذي يقدم خدمات صحية تتعلق بالحمل والولادة وتحديد النسل في أكثر من 150 بلدا، عن الأسف من قرار واشنطن حجب التمويل عن برامجه التي “تنقذ أوراحا في العالم كله”. ورفض الصندوق الاتهامات بأنه يساهم في الإجهاض والتعقيم القسري في الصين، ووصفها بأنها معلومات مغلوطة، مشددا على أن عمله يرتكز على “حرية كل شخص في قراراته الشخصية من دون إكراه أو تمييز”.
فاز مجددا، جيمس نولز، اليوم الأربعاء 5 أبريل 2017 بمنصب عمدة مدينة “فيرغسون” بولاية “ميسوري”، بعد 32 شهرا من حدود اضطرابات عنصرية في مدينته إثر إطلاق الشرطة النار على، الشاب الأسمر، مايكل براون. ويوصف نولز بأنه “عمدة العنصرية”، بسبب موقفه المتشدد من الاحتجاجات، التي ضربت المدينة إثر قتل براون في أغسطس 2014 ودفاعه المستميت عن الشرطة، بحسب ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية. مهاجم الكنيسة في تشارلستون أراد إعلان “حرب عنصرية”. وقالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية إنه إعيد انتخاب نولز بمنصب العمدة لمدة ثلاث سنوات مقبلة، بعدما انتخاب تفوق على، إيلا جونز، التي كانت تسعى لأن تصبح أول عمدة للمدينة.
نقلا عن البلاغ