الأقباط متحدون - خرطوش الملك خوفو!!
  • ١٣:٢٦
  • الاربعاء , ٢٦ ابريل ٢٠١٧
English version

خرطوش الملك خوفو!!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٥٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٦ ابريل ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

حاميها حراميها، وقل ما تشاء وما شاء لك الهوى فى وصف ما جرى لهرم الملك خوفو على أيدى حُرّاسه المؤتمنين على سلامته، المكلفين بحمايته، خانوا الأمانة، كل حراسك خانوك يا خوفو!

سطور إحالة النيابة الإدارية لدستة من أشرار منطقة الهرم الأثرية، من مفتشين وموظفين وحراس، إلى المحاكمة التأديبية، تشكل بتفاصيلها المحزنة واحدة من أقذر الجرائم التى لحقت بالهرم الأكبر طوال تاريخه.

الملك خوفو يستصرخ ضمائركم، المحاكمة التأديبية للخونة لا تُغنى أبدا عن محاكمتهم جنائيا، هذه ليست قضية إدارية فحسب، بل جنائية ودولية، وإذا كان لصوص الآثار الألمان خارج نطاق النيابة الإدارية، فإن الإنتربول عبر المطالبة الجنائية لن يعجز عن جلبهم ومحاكمتهم دوليا، هربوا بغنيمتهم ولم يتخفوا، ونشروها على «يوتيوب».

ما لحق بالهرم الأكبر ليس خربشة سائح ضالّ يحفر اسمه للذكرى الخالدة، بل سرقة علمية تخصصية قامت عليها عصابة دولية استخدمت معدومى الضمائر من المصريين، ممن أُسندت إليهم حماية الأثر الخالد.

تفاصيل خطيرة فى سياق تحقيقات المستشارة رشيدة أنور فتح الله، مديرة المكتب الفنى لرئيس هيئة الرقابة الإدارية، المستشار على رزق، كل تفصيلة تشكل جريمة، وسلسلة من الجرائم الأثرية، التى لم تلفت نظر الصحافة المشغولة بحديث الجن والعفاريت، وتشكر «بوابة الأهرام» التى توفرت على إيراد بيان أسباب الإحالة.

المجرمون سمحوا لأفراد الفوج الألمانى، الذى زار الهرم الأكبر يوم 17 إبريل 2013، بالاستيلاء على عينات من سقف وجدران حجرة الدفن الرئيسية للملك خوفو، والموجودة داخل الهرم الأكبر، وذلك باستخدام آلة حادة تسببت فى إحداث بعض الخدوش والكشط بالسقف والجدران.

ليس هذا فحسب، بل مكَّنوا اللصوص الألمان من الاستيلاء على عينات من المداد الأحمر المكتوب به اسم الملك خوفو على أحد الجدران، والذى يُعرف بمصطلح «خرطوش الملك خوفو»، وذلك باستخدام آلة حادة أحدثت بعض الخدوش التى تلاحظ وجودها، مما أضر بالأثر الخالد.

ودبروا بليل للعصابة الألمانية دخول الحجرات الخمس، التى تعلو غرفة الدفن الرئيسية، والتصوير بداخلها دون وجود تصريح بذلك، وهو ما ترتب عليه تصوير عملية أخذ العينات من الجدران والأسقف داخل الهرم ونشرها على موقع «يوتيوب».

ومكَّنوا لأفراد الفوج الألمانى- حال زيارته «مقبرة الطيور» الكائنة بالجبّانة الغربية لمنطقة آثار الهرم- الاستيلاء على عينات من أحد جدران المقبرة باستخدام آلة حادة، مما تسبب فى إحداث كسر بالحائط.

وبلغ الفُجر مبلغه بقيام (المتهم الثالث)- مكلفا من رؤسائه المباشرين- بإدخال سلم داخل الهرم، والذى استخدمه أفراد الفوج الألمانى فى الصعود عليه فى غرفة الدفن الرئيسية والحجرات الخمس، ما مكَّنهم من الاستيلاء على عينات من سقف وجدران حجرة الدفن الرئيسية للملك خوفو، والموجودة داخل الهرم الأكبر، وكذلك الاستيلاء على عينات من المداد الأحمر المكتوب به خرطوش الملك خوفو.

كل سطر فى بيان الإحالة الوافى يؤشر على حالة الفوضى التى تضرب المناطق الأثرية، وإسناد الأمر لغير أهله، وشيوع عمليات السلب والنهب والتشويه فى آثارنا الخالدة.

إذا كان هذا حال منطقة الهرم الأثرية فى حضن وزارة الآثار وعلى مرمى حجر منها، عجبا يؤمّها اللصوص الألمان، ويُمَكِّنهم حراسها من سرقتها جهرة، فما حال بقية المناطق الأثرية فى الصحارى والواحات والوديان بطول وعرض البلاد.. ما خفى يقينا كان أفدح.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع