الأقباط متحدون - الطوارئ في سيناء لتحريرها
  • ١٨:٢٩
  • الاربعاء , ٢٦ ابريل ٢٠١٧
English version

الطوارئ في سيناء لتحريرها

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٥: ١٠ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢٦ ابريل ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
ما حررت الطوارئ شعباً، ولا حررت أرضاً، هذا ما أؤمن به وما آمنت به بعد ما تابعت ما يجري بأرضنا الغالية سيناء، وغلاوة سيناء تأتي من ذكرياتها الحزينة ومن انتصاراتنا المفرحة اللتان جرتا على أرضها من نهر دماء صافي غسل الأرض وطهر الرمال، وشربته الأرض أحياناً وأبقته أحياناً أخرى، لتبقى سيناء مصرية رغم أنف الحاقدين، سيناء بكل تفاصيلها جزرها ورمالها وجبالها وسهولها وأوديتها.

الطوارئ التي سبق أن أشرت أنه في كنفها يتحارب القبائل والدواعش على سيارات تهريب السجائر لغزة التهريب الذي ما توقف رغم حرب الأنفاق وإغراق الأرض من تحتها بماء البحر، ولا أعرف كيف؟ لا أشكك في جهود القوات الهندسية لكن أندهش من قدرات القبائل على استمرار نقل السجائر للغزاويين، فما بالنا بالسلاح؟

لم يتحرر الشعب المصري بالطوارئ من قبضة الإرهاب، بل رأيناه يستشري وينتقل من نقطة لنقطة، ومن جيل لجيل على أرض مصر، برعاية الحكومة وبعض المؤسسات ولم تعقه الطوارئ طوال ثلاثين سنة، بل لم تمنع ثورة اتهمت بالتمويل الخارجي، والدعم الأجنبي، والتوجيه المخابراتي، لذا أشك دائماً وأبداً في قدرات الطوارئ على إعاقة خطر للأسف.

 يتزكى ذاك الشعور المحبط حينما أرى أرض سيناء التي تعيش أطول فترات الطوارئ وحظر التجول تحتضن أشد العمليات الإرهابية فتكاً، ولكنها وفي غياب الطوارئ شهدت أنبل المعارك العسكرية غرضاً، فاستعدنا سيناء بحرب نبيلة صادقة جادة لم نكن بحاجة أثناءها لفرض الطوارئ، بل كنا بحاجة للجدية والمسؤولية والبذل والتفاني، وكانوا متواجدون، ففعلنا ما أردنا واستعدنا وحررنا الأرض، فهل نستغني عن الطوارئ بمقابل العمل بنفس الجدية والتفاني والبذل لنحرر العقول من الأفكار الدموية والتوجهات الإرهابية والعمليات القذرة التهريبية حتى ولو كان تهريب سجائر، أظنه السبيل الوحيد الصادق والآمن لتنفيذ مراد الجميع لتحرير باقي الأرض من براثن الإرهاب والمسلحين الذين يعيشون على أرض سيناء متعاونين ومتواطئين مع من يدفع أكثر، ومع من يستفيدون منه سواء مهربين أو إرهابيين أو قوات إنفاذ القانون وقتما أرادوا وكله في سبيل مصلحتهم الخاصة آسف وأنا أقول هذا، إذ ودون أن أدري أشكك في فصيل مصري به شرفاء لا جدال لكنه به المعوجين، وللأسف المتعاونين مع العدو بشتى صفاته واسمائه.

من الآخر، سيناء في ايدينا، فهل نحكم قبضتنا عليها ونطهرها أم ننهي عليها ونضيعها؟ هذا سؤال لا تجب عنه كلمات ولكن أفعال، فلنترك تأريخ المستقبل يشهد على عملنا ويشهد لنا أو علينا.

المختصر المفيد المجد لدماء شهداء ومصابي مصر على مر التاريخ، المبذولة والمسفوكة لتحرير الأرض وإبقائها تحت السيادة المصرية.