نذر أزمة مفتوحة تخيّم على علاقات برلين التاريخية مع تل أبيب!
أخبار عالمية | روسيا اليوم
٠٠:
١٢
ص +02:00 EET
الخميس ٢٧ ابريل ٢٠١٧
خيّمت نذر أزمة على علاقات ألمانيا بإسرائيل، وبلغ التوتر السياسي بينهما مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من نصف قرن، بسبب إصرار حكومة تل ابيب على سياسة الاستيطان ومهاجمة كل من ينتقدها.
وألغى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اجتماعا الثلاثاء مع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال بسبب تمسك الاخير بلقاء ممثلي اثنين من المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية التي توجه انتقادات محرجة لحكومة نتنياهو.
وقال الوزير الالماني: "يؤسفني هذا كثيرا" وما كنا لنفعل ذلك لو قرر نتانياهو اثناء زيارته لبرلين لقاء معارضينا".
وتساهم هذه السقطة الدبلوماسية في تشويه "العلاقات الخاصة"، وفق تعبير باللغة الألمانية، التي تربط ألمانيا باسرائيل بعد 70 عاما على الإبادة الجماعية لأكثر من 6 ملايين يهودي ابان الحقبة النازية، والتي استغلت لحبك روابط وثيقة بين البلدين بعد تحمل برلين مسؤولية المحرقة اليهودية على أيدي النازيين.
وقد تشكل الأزمة الراهنة بين تل أبيب وبرلين نقطة تحول في العلاقة التي لم يعد يمليها فقط وخز الضمير الألماني.
وكتبت مجلة "دير شبيغل" الأربعاء تقول، إن "المعاملة الخاصة لإسرائيل لأسباب تاريخية بلغت حدها مع حكومة نتانياهو".
واضافت أن "خطأنا التاريخي لا يمكنه أن يدفع ألمانيا إلى قبول ابتعاد الحكومة الإسرائيلية اكثر فاكثر عن القيم التي كانت مشتركة حتى الأن".
ويعبّر إلداد باك، مؤلف كتاب "ميركل وإسرائيل واليهود" عن اعتقاده "بأن الاتجاه في المانيا منذ عشرين عاما يميل نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، و"التطبيع" يعكس عموما دلالة إيجابية، لكنه هنا يعني العكس، أي إنهاء وضع العلاقة الفريدة من نوعها مع إسرائيل".
ويقول هذا الخبير في العلاقات الألمانية الإسرائيلية، إن الامر يتعلق بتغيير عميق في المجتمع الألماني، وخصوصا جيل الشباب الذي "يريد إنهاء هذه الشوائب التي تمنعه من أن يكون أمة مثلها مثل غيرها".
وغداة الحرب العالمية الثانية، كانت الدولة اليهودية الشابة قررت مقاطعة ألمانيا الغربية إلى حين توقيع "اتفاق التعويض الاقتصادي" في عام 1952 ثم إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين في عام 1965.
واقيمت في الذكرى الخمسين لهذه العلاقات عام 2015 احتفالات في برلين وتل أبيب . وكانت مناسبة لألمانيا كي تجدد دعمها الراسخ لدولة اسرائيل التي قالت أنغيلا ميركل عام 2008 إن وجودها "جزء من اسباب وجود الدولة الألمانية!".
وظهرت بوادر التصدع الأولى في يناير/كانون الثاني الماضي عندما أعربت وزارة الخارجية الألمانية للمرة الأولى عن "شكوكها" في رغبة نتانياهو في تحقيق حل الدولتين بعد تصويت الكنيست على قانون يسمح لإسرائيل بتملك أراض فلسطينية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وفي أعقاب ذلك، أعلنت حكومة ميركل في فبراير/شباط ألغاء المشاورات السنوية بين الحكومتين بذريعة "رسميا" هي وجود مشاكل في التوقيت.
وقال فولكر بيك، وهو رئيس لجنة برلمانية ألمانية حول العلاقات مع إسرائيل، انه لأسباب دبلوماسية، "تم تأجيل مشاورات الحكومة باعتباره مشكلة فنية، هناك رغبة في عدم السماح بتصعيد التوتر".
من جهته، قال خبير الشؤون الالمانية موشي زيمرمان من الجامعة العبرية في القدس إن "ميركل حاولت أن تكون مهذبة، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تلتقط الاشارة" ابدا.
وفي الوقت عينه في داخل ألمانيا، تعرض إصرار وزير الخارجية الألماني على لقاء ممثلي منظمات اسرائيلية غير حكومية مثيرة للجدل لانتقادات أيضا من لوبي ألماني مؤيد لإسرائيل.
وكتبت صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" المحافظة الأربعاء: "عندما نكون في زيارة فإننا نلتقي منظمات غير حكومية معارضة في ظل حكم استبدادي، وليس في ديمقراطية حليفة"، وتعني إسرائيل.
وحتى إذا كانت العلاقة بين البلدين متعثرة على المستوى السياسي، فإن التعاون العملي ما يزال مستمرا.
وكان السفير الاسرائيلي لدى ألمانيا ياكوف هداس- هاندلسمان قد ادعى في حديث الاسبوع الحالي لوكالة ألانباء الألمانية أن "النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ليس في صلب العلاقات الألمانية الإسرائيلية".
وأضاف: "هناك تعاون اقتصادي وتجاري وفي مجال البحوث، وهو استثنائي".
وعلى سبيل المثال، فإن إسرائيل على عجلة من أمرها لتوقيع مذكرة تفاهم، تم تاجيلها مرارا، لشراء ثلاث غواصات دولفين من ألمانيا، تحسم لها برلين من سعرها ثلث تكلفة الإنتاج وتقدمه لها على شكل مساعدات عسكرية ، هذا عدا المساعدات والتقديمات والتعويضات السخية الأخرى التي حصلت عليها تل أبيب من ألمانيا طوال الخمسين سنة الماضية.
الكلمات المتعلقة