الأقباط متحدون | حــلـــو وكــــــدَّاب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٦ | الثلاثاء ٢٢ فبراير ٢٠١١ | ١٥ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣١٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حــلـــو وكــــــدَّاب

الثلاثاء ٢٢ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : هيام فاروق
ثورتنا تكلم عنها العالم كله وسُميت بـ "الثورة البيضاء" و "ثورة اللوتس" وكان لها أعظم إنجاز فى إسقاط النظام والفساد الذى دام سنوات حتى كاد من المستحيل حتى أن يخطر على بالنا التخلص من كل هذا الفساد الذى استشرى فى كل شبر من أرجاء المحروسة . ونٌسِبَ الفضل لصمود الشعب فى هذه الفترة العصيبة وركز الإعلام المصرى والفضائى على الشباب وأعطاهم كل أنواع البطولات الحقيقية والزائفة بالرغم أنها فعلا بدأت بالشباب ، لا أنكر هذا ولكن سرعان ما تحولت إلى ثورة شعب من الأطفال وحتى الشيوخ . وبرغم أننا مازلنا ثائرين ومتخوفين من عدم وضوح الاتجاهات والتيارات الكثيرة الآن من تيارات دينية إلى تيارات حزبية إلى تيارات مدنية أو علمانية .. ليس واضحا حتى الآن ، ولكن يبدو أن تركيز إعلامنا على الشباب كان مبالغ فيه إلى الدرجة التى جعلتنا نواجه مشكلة لا يستهان بها فى تقويم هؤلاء الشباب الذين بدأوا فى الظهور على الفضائيات فى حوارات مع بعض الإعلاميين وإذ بالشاب أو الفتاة لا يضع أى أدبيات أو ذوقيات أو حدود أو حتى بروتوكول إعلامى يجب أن يظهر فيه .. ويبدو أنه حتى الإعلاميين فشلوا فى توجيه هؤلاء الشباب ، أعلننا مطالبنا كشعب وإذ بالشباب يخلق مطالب أكثر وكلما قدمت الحكومة تنازلا كلما زاد الشباب مطلبا جديدا .

أعلم طموح الشباب وأشجعه ولكنى أيضا لا أشجع الوقاحة و( قلة الأدب ) ، حتى ترى الشباب اليوم فى الشارع المصرى طائح فى الصغير والكبير  بل ومتطاول حتى على الإعلامى الذى يستضيفه !!!! عجبى !!!! ناهيكم عن خلق تسمية جديدة لكل "جمعة" من جمعة غضب لجمعة رحيل لجمعة إنتصار ... و هلم جر حتى أنى أطالب بإلغاء يوم الجمعة من الأيام .
إعتصامات ، إحتجاجات ، وقفات ، تظاهرات ، على ( الفاضية والمليانة) ، ومن أغرب ما سمعت عن الإحتجاجات كانت لموظفى البنوك ! يا سلام !!!! يتقاضون ما يقرب من 4000 إلى 5000 جنيه فى المتوسط شهريا ومعترضين !!! أليس هذا شعب فرعونى ؟ وقد سمعت قصة رواها الإعلامى اللامع جابر القرموطى فى برنامجه "مانشيت" عن الكاتب العظيم "أنيس منصور" أثناء زيارته إلى أحد المصانع فى الخارج ورأى إحدى العاملات تربط شارة على ذراعها وسأل ماذا تعنى هذه الشارة فأجابوه أن لها شكوى خاصة بها ، فعندما يمر مديرها أو صاحب العمل ويرى هذه الشارة فإنه سينظر فى الحال إلى مشكلتها ليقوم بحلها فورا .. ولكن فى الواقع لو فعل هنا أى عامل هذا التصرف لرأيت جميع العمال حتى المدير نفسه رابط شارة على ذراعه .. نحن شعب حلو وصاحب فكاهة ولكنه شعب كداب .

أعود مرة أخرى وأقول يجب أن نتوقف يا سادة ويا شباب الجيل الصاعد .. لا تنسوا أننا مثلما صرخنا فى وجه الفساد والفاسدين ولكننا أيضا مفسدين ومشتركين فى منظومة الفساد هذه بسوء سلوكياتنا كشعب مصرى إعتاد الشكوى وهو صانعها .. مثل الذى يكذب الكذبة ويصدقها

على سبيل المثال نشكو من الغلاء ولم نفكر فى حل شعبى كافِ فى مواجهة هذا الغلاء ألا وهو الإنقطاع التام والجاد عن شراء السلعة وخاصة الغذائية التى تؤرق ميزانية شعب بأكمله وليس أدل على هذا من تجربة ربات بيوت إنجلترا حينما إمتنعن عن شراء الأسماك نهائيا لفترة كانت كافية لتعفن كل شحنة الأسماك عند التجار وبعدها أذعن التجار لضرورة تخفيض أسعارها حتى أقل من النصف . هذا لأنه شعب منظم .. متعاون يعرف كيف يواجه أزماته بدون فوضى .

أيضا نشكو من إرتفاع فواتير الكهرباء و إذ بك تجد جميع حجرات المنازل مضاءة ليلا ونهارا بلا داعى ولكن لمجرد إعتياد سلوك وليس من يوجه .

نشكو من إرتفاع فواتير المياه وإذ بك تجد إنفلاتا فى معظم البيوت والمرافق العامة والخاصة .. ناهيكم عن شكوانا الدائمة من التكدس السكانى والزحام  ونحن صناعه وبجدارة فائقة ليس لها نظير فى العالم .. تجد الشابة التى كانت حديثة الزواج وإذ بها بعد بضع سنوات قليلة تجدها منهكة تبدو فى مرحلة كهولة مبكرة وهى مازالت فى ربيع العمر ليس لسبب إلا لأنها تحولت إلى مكنة تفريغ وزوجها الذى كان شابا فى مقتبل العمر تنظر فى وجهه لتراه حزينا بائسا متجهما إما من كثرة مصاريف ومتطلبات أسرته الكثيرة العدد أو من مشكلاتهم التى تثقل كاهل أعتى خبير فى حل الأزمات . وطبعا هذا بفضل دعاة الفضائيات وأئمة المساجد الذين يدعون إلى الإنجاب بالكم و ليس بالكيف .. وعليه تترتب الأزمات المرورية وظاهرة أطفال الشوارع والتحرشات وسوء الخلق وننسى أنهم تربيتنا ، وانتشار المخدرات نتيجة عدم مراعاة من أب أو من أم فكيف يتابعا كم كبير من الأبناء مع متابعة أعمالهما داخل البيت وخارجه ومتابعة الحياة اليومية من أخبار وإقتصاد وغيره .. لا يتسع الوقت لكل هذا حتى وإن اتسع المال وغطى هذه المطالب . وفى نفس الوقت لم أرى حكومة تفرض قوانين مثلا برفع الدعم عن الطفل الثالث وما يليه أو فرض مصاريف زائدة عليه ولو قليلا فى مراحل التعليم المجانى لوقف هذه الأزمة التى تتزايد يوما بعد يوم مع عدم التناسب فى قلة عدد الوفيات حسب آخر الإحصائيات .

يا شعب مصر العظيم نطالب بالكثير من الإصلاحات ونحن نفتقر إلى الكثير من السلوكيات التى تساهم فى هذه الإصلاحات .
كلمة أخيرة أوجهها إلى شباب مصر العظيمة والحبيبة .. نحن نحبكم ونفخر بكم وبثورتكم وبإصراركم وصمودكم وكفاحكم فى تحرير بلدكم ولكن صبرا ، وهدوءا ، وأدبا ، واحتراما لمن أنشئوكم و علموكم  ، وسهروا عليكم الليالى ، وكافحوا ، وعانوا الأمرين  ، وحُُرموا من أبسط متع الحياة لكى تشبوا أنتم على هذه الصورة الجميلة . أنتم صنعتم الثورة وآبائكم صنعوكم أنتم ، فلا تكونوا ناكرين لجميل الكبار بل إجلسوا تحت أقدامهم وتعلموا منهم الحكمة والحنكة السياسية التى تدعون أنكم أعلم بها منهم حتى وإن كان ، ولكن فقط إسمعوا وتعلموا أن تحترموا الكبير وتعلموا فن الحوار وثقافة قبول الآخر وسعة الصدر التى احتويناكم بها وأنتم صغارا ومازلنا نحتويكم كبارا . لكم خطوط حمراء لا تتجاوزوها وإلا ستصنعون ثورة أخرى من الكبار والمسئولين والسلطات التى ستحول كل مطالبكم للديمقراطية إلى ديكتاتورية لكى يكبحوا جماح عنفوانكم وثورتكم التى تخطت كل الألوان والحدود . 

نحن الآن أمام حكومة جديدة يقودها المجلس الأعلى للقوات المسلحة والتى غير معلومة توجهاتها حتى الآن فى وضع مسئولين لنا عليهم بعض التحفظات ، و لكن أيضا هناك رجل أراه من وجهة نظرى "رمانة الميزان" وهو الفريق "أحمد شفيق" والمشهود له بتاريخ عظيم ومشرف ويعمل بمنتهى الدقة والشفافية والأمانة فلماذا لم نتوقف ونصمت قليلا لكى نترك لهم حرية الإدارة الصحيحة بدون ضغوط وإثقال  . إهدؤا قليلا يا شعب مصر.  
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :