- ثروت باسيلي": تشويش "ليبيا" على القنوات الموجَّهة لها سبب انقطاع بث CTV وأغابي
- د."عبد الرحيم على": نبحث عن مليون مصري يريدون الدولة مدنية لا دينية
- الإخوان المسلمون ينشئون حزب "الحرية والعدالة"، وزاخر: فرصة للمواجهة السياسية!
- لا للدولة الدينية نعم لفصل السياسة عن الدين
- سؤال يشغل المصريين: هل ساندت شريهان مظاهرات الإطاحة بمبارك لتورط ابنه علاء في حادثها الشهير
عدالة أم شراء كيلو كوسة؟
بقلم : د. صبري جوهرة
صدراخيرا الحكم النهائى فى قضية نجع حمادى ليلة عيد الميلاد قبل الماضى بعد ان كاد المتهمون ينفقون فى سجونهم بامراض الشيخوخة. تلقى المتهم الاول, المدعو حمام الكمونى, الحكم بالاعدام بينما حكمت المحكمة ببرائة المتهمين الاخرين رغم ان احدهما كان يقود السيارة التى اطلقت منها النيران, مما مكن المتهم الاول من ارتكاب فعلته الدنيئه ثم الهرب السريع كالجرذان. وما كان فى استطاعته "انجاز" هذا الفعل "البطولى" دون "شوفير" يبعده سريعا عن مكان الحادث فور اتمام الجريمة. ليس هناك وصف آخر لماقام به هذا المجرم العاتى سوى المشاركة فى ارتكاب جريمة قتل متعمد و متعدد. اللى عنده تفسير تانى يلحق ويبعته للسيد القاضى الشريف ليضمه الى حيثيات حكمه الغريب ببرائه هذا الجانى. و انا واثق ان سيادة القاضى حيدعيلوه دعوتين يقعدوله.
. اما المتهم الثالث فلا اعتقد انه كان فى معية المجرمين الاخرين ليمنعهما من ارتكاب هذه الفعلة الدنيئة او لمجرد التنزه فى سيارة مجرم عاتى يقتل ابرياء.
فى الحقيقة كنت اتوجس ايضا من ان يفلت الكمونى من العقاب تماما, خاصة فى خضم الفوضى التى اثارتها "قوات الامن" باطلاق سراح المجرمين من السجون للنيل من ثورة الشباب و محاولة الابقاء على حكم اقل ما يقال عنه انه فاقد لكافة قيم الاخلاق تماما. او ربما كان الافلات من تنفيذ حكم الاعدام يرجع لعدم ابداء المفتى رأيه فيه ربما لنسيان فضيلته الامر برمته تحت وقع الاحداث غير العادية التى اجتاحت البلاد.
لن اعيد عرض اسباب تبرئه المتهمين الاخرين بالقول ان اعدام الكمونى انما تقرر لان مسلما كان من بين قتلاه و من ثمة جاء الحكم اعتبارا لقتل مسلم و ليس لاستشهاد سبعة اقباط. ساترك هذا التفسير على ما هو عليه من نذاله و ريبة. انما جال بخاطرى تفسير آخر وهو ان الحكم باعدام الكمونى كان امرا محتما خاصة بعد ان اهتز العالم باسره لبشاعة جرمه و لم يكن هناك مفر من اعدامه اذ لم يكن من المستطاع الحكم عليه باقل من هذا. و ربما اضفنا الى ذلك تلك الرغبة القلقة لبعضهم فى التخلص من القاتل حتى لا يفتضح امر محرضيه من "اكابر" البلاد او انهم يظلون تحت تهديد افتضاح امرهم طالما بقى الرجل على قيد الحياة خاصة "لو قل عقله" و اخذته الشفقة بالنفس و اكتشف كونه كبش فداء لمجرمين اكثر ضراوة منه و ان كانو يحتلون مقاعد السلطة.
اما الشريكين الاخرين فقد تقرر الحكم ببرائتهما لداعى عدم عقاب مسلم لسفك دماء كفرة كما اسلفنا, او ربما للمقايضة او كنوع من "الفصال" الذى نمارسه جميعا فى مصر عند شراء كيلو كوسه من باعة الارصفة. تجرى "المقايضة" "بتنازل" كلا الطرفين عن موقفهما المبدئى ثم الوصول الى حل وسط. فى قصتنا هذه يكون موضوع الفصال هو تخفيف الحكم المنتظر على الغلبان المدعو جرجس بارومى المتهم بالتعدى على مسلمة على قارعة الطريق و فى منتصف نهار صعيد مصر, رغما عما يقال عنه من انه مصاب بما يجعله غير قادر على معاشرة النساء كما اثبتت التقاريرالطبيه, كثمن لتبرئة مسلمي مذبحة نجع حمادى على فعلتهما حيث ان الشريعة السمحاء التى نعيش تحت ظلالها الوفيرة لا تؤاخذهما على سفك دماء كفرة مشركين.
يعنى الموضوع ببساطه يصبح: احنا (الدولة المريضة و قضائها الاعرج الفاسد) نسيبلكم بارومى او نهبده حكم مخفف, و انتم (الاقباط) تديرون انظاركم فى اتجاه آخرعندما نبرىء مجرمي مذبحة نجع حمادى. و ما كانت المماطلة بلا مبرر فى مجرى المحاكمتين الا انتظارا للتوصل الى مثل هذا الحل العبقرى "السعيد" لمأساة انهيار العدالة فى مصر. و جائت ثورة الشباب مواتية "لكلفتة الموضوع" و ارخاء الستار على فصل من احرج ما تعرضت له العدالة المصرية الانتقائية.
و هنا يتنازعنى شعوران: الاول متفائل بأن مثل هذا التلفيق القذر و الاستهانة و التغاضى الكامل عن الاخلاق قد تقرر تحت حكم مخلوع شرم الشيخ و فى لحظات لفظت فيها ادارته النفس الاخير و من ثم, و بالقليل من الصبر, ستتغير الاحوال و تستقيم الامور بعد انتهاء هذا العصر البائس و انبثاق فجر جديد على شعب مصر. اما الشعور الاخرفهو متشائم اسود, ينذر باستمرار عمى القضاء و ضلاله او تسييسه و العبث بشرفه اصرارا على عار التمسك بشريعة فاسدة ظالمة لا ترضى اله حق و حقيقى او بشرسوى متحضر يرنو الى سلام العالم و تقدمه.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :