الأقباط متحدون | هيا بنا نبني مصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٤٨ | الثلاثاء ٢٢ فبراير ٢٠١١ | ١٥ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣١٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هيا بنا نبني مصر

الثلاثاء ٢٢ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: جرجس وهيب
أحدثت ثورة 25 يناير التي قام بها مجموعة من الشباب المصري، تغيرات لم تكن تخطر على بال أي إنسان، فاستطاعت هذه الثورة الإطاحة بالنظام السابق، وحل مجلسي الشعب والشورى، وما أعقب ذلك من تعديلات دستورية ستتيح إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وتحت إشراف قضائى كامل، وستقلص صلاحيات رئيس الجمهورية ومدد الرئاسة.. كل ذلك شىء طيب.

ولكن "مصر" لن ينصلح حالها من هذه التغيرات فقط، فلابد أن يشارك الشعب المصري بكل فئاته وقطاعاته في عملية بناء "مصر"، فالفترة الماضية شهدت ما يدعو للقلق والخوف على مستقبل "مصر"، فخلال مظاهرات الثورة إندست بعض العناصر المخربة، فقامت بإحراق العديد من الهيئات الحكومية والمحاكم وأقسام الشرطة؛ طمعًا في نهب أجهزة كمبيوتر أو أثاث، أو سرقة أو حرق أوراق بعض القضايا، أو سرقة الأسلحة الموجودة بأقسام الشرطة، رغم أن أغلب هذه الهيئات هي مملوكة للدولة والشعب وليست مملوكة للأفراد.

وما أن تنحَّى الرئيس "مبارك" حتى اندلعت المظاهرات الفئوية، اختلط فيها الحابل والنابل، ومن يستحق ومن لا يستحق، وإن كان هناك عدد كبير من المطالب مشروعة، فمنهم من يبحث عن شقة أو وظيفة أو زيادة المرتبات، ومنهم من يعمل بعقد مؤقَّت منذ (15) عامًا ويتقاضى ملاليم، وبدون تثبيت أو تأمين صحي أو اجتماعي يضمن لأسرته الحد الأدنى من الحياة الكريمة.. وهذه جميعها مطالب مشروعة. إلا أن بعض الفئات خرجت للي ذراع الدولة عندما أحست بضعف الدولة، فمظاهرات العاملين بالبنوك على سبيل المثال أثارت استياء عدد كبير من المواطنين؛ لأنهم عطَّلوا مصالح المواطنين بعد إغلاق البنوك، ولأن العاملين بالبنوك يتقاضون مبالغ محترمة إذا ما قورنت بالعاملين في المصالح الحكومية الأخرى من حملة نفس المؤهلات. فأحد العاملين بالبنوك يتظاهر لأنه يتقاضى ستة آلاف جنيه ومدير البنك يتقاضى (200) ألف جنيه شهريًا!! كما قام عدد كبير من المواطنين العاديين بالاستيلاء على الشقق السكنية بمختلفة المحافظات، بدعوى إنهم لا يملكون بديلًا. وقام عدد كبير من المزراعين بإقامة منازل داخل الأراضي الزراعية مما يؤدِّى إلى بوار مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي نحن في أمس الحاجة إليها. كما استغل عدد كبير من السائقين الأزمة برفع تعريفة الركوب بمختلف وسائل النقل بدون مبرر، إلا أنهم أحسوا بضعف قبضة الشرطة في الشارع، كذلك التجار الذين قاموا برفع أسعار السلع.

فكل هذه الأمور لن تساهم أبدًا في نجاح الثورة، فيجب على الجميع أن يتحلُّوا بالواطنية، وأن يرتفعوا عن المصالح الشخصية، وأن يوقفوا المظاهرات والاعتصامات، وأن يعطوا مهلة للدولة لإعادة ترتيب أوراقها وحل هذه المشاكل. ويجب على الأحزاب السياسية التحرُّك وسط المواطنين وتحذيرهم من أن هذه الأمور لن تؤدي إلا إلى الخراب والدمار. فالمشكلة ليست في تغيير الرئيس والحكومة، وإنما يجب أن يشارك الجميع في الإصلاح كل في مكانه.

البلد لم تغرق، وستعود أقوى من الأول بإذن الله، وسيحاسب كل منْ تعدَّى على الأرض الزراعية أو خالف أحد القوانين أو عطَّل العمل. 

ويجب أن يعود الجميع إلى أعمالهم ويشاركوا في بناء "مصر" جديدة، عنوانها الأمل والحب والعمل والإخلاص والأمانة والصدق. ولابد أن ينتشر الشباب الذي قاد الثورة والتغيير داخل الشارع المصري لحث المصريين على استئناف العمل الجاد، فالمرحلة القادمة أهم بكثير من المرحلة السابقة، فلا نتمنى أن تعم الفوضى "مصر"، بل تكون دولة متقدِّمة. فـ"مصر" لديها الإمكانيات التي تؤهِّلها لذلك، سواء الإمكانيات البشرية أو الطبيعية، فهي دولة زراعية صناعية سياحية.. فهيا بنا نبني "مصر"، ونقف جميعًا في وجه منْ يحاول الإساءة إليها. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :