- دبابات ومدرعات الجيش تحاصر دير الأنبا "مكاريوس السكندري" بـ"الفيوم" وتقذف الرهبان بالحجارة
- الجيش يقبض على راهبين من دير الأنبا بيشوي
- القوات المسلحة تصدر بيانًا بخصوص الاعتداء على دير الأنبا بيشوي
- تجمهر حوالي 2000 مسلم لهدم كنيسة "مار جرجس" بقرية "الحريدية القبلية" مركز "طهطا"
- قوات الجيش تغادر دير الأنبا"بيشوي"منذ قليل، واعتقال أحد المحامين المتواجدون بالدير
ارفعى رأسك فأنت من تلك الكنيسة !
بقلم: ماريان جرجس
كانت الكنيسة فى ذلك الصباح الهادئ خالية وساكنة ,يتخلل نوافذها الزجاجية الملونة اشعة الشمس الحكيمة التى كانت تلمع فى وجه كل سطح معدنى بل وايضا فى وجه نقى وقف يتحدث الى الله فى صمت عالى الصوت لا يسمعه كائن ارضى بل يصل الى اعلى طغمات السماء ..ولم تستطع تلك الاشعة الشمسية ان تجفف الدموع التى تلألأت بين تلك الاشعة ولكن اقتطعها صوت ملائكى قائلا فى لغة تثاقل فيها لسانه وكأنها غريبه عليه (مالك ياماما؟ ما هذه الدموع؟) انحنت الام وهى تحاول ان تغير المرارة التى تغلبت على اساريرها النقية باسارير منفرجة قائلة: لقد تذكرت يا مارك ما حدث هنا منذ عشرون عاما عندما كنت طفلة مثلك هكذا قبل ان ارحل من بلدنا ونذهب حيث نقطن نحن الان بعيدا بكثير عن هنا ..
وبالطبع كان سؤال مارك وليد بديهى لما ذكرته امه وتسال :ترى ماذا كان هنا منذ عشرون عاما؟
نظرت الام وهى تحمل يده الصغيرة ومقلتيها تتجولان فى الكنيسة فى انحاء الاركان الاربعة لتستقر عند الباب وتستكمل قائلة :_ اتعرف ما اسم ذلك الشارع؟ قال لها : نعم انه شارع الشهداء فلقد قرأت اللافته المكتوبة بكل اللغات فى بدايته ...قالت: اتعرف من هم هؤلاء الشهداء؟
قال لها :الذين استشهدوا فى الحروب؟ قالت: ربما كانت حرب ولكنهم كانوا لا يعلمون تلك الليلة ان الحرب قد شُنت عليهم فهى كانت ليلة راس السنة فى عام 2011 م عندما انفجرت كل طاقات الحقد والكره والشر امام كنيسنا يامارك وكنت انا واقفه هناك (واشارت بيدها الى عامود من عواميد الكنيسة) وكنت ارى الدماء المسفوكة تحصد تيجان لا حصر لها ولا وصف لها من الجمال والعظمة ..فانحنت رأس مارك الى الارض وكأن الحزن اثقل عليها واحناها : فسريعا ما مسكت ذقنه الصغيرة ورفعتها الى فوق وقالت له (اياك ياصغيرى فانت من تلك الكنيسة)
فأوما براسه فنظر مارك الى المكان الذى اشارت له مسبقا وذهب نحوه واخذ يلمس بيده العامود ذا الطبيعة الرخامية واخذ يستشعره ذهابا وايابا فابتسمت الام ابتسامة حكيمة ونظرة ثاقبة وقالت له
نعم يامارك ان تلك الجملة حفُرت تلك الليلة هنا .. فقرا مارك بصوت عال:_
افرائيل:حامى الاطفال وعلى العامود الاخر : جبرائيل ملاك الله والاخر سارائيل :ملاك الارشاد ...الخ
فتسال مارك وعينيه تلمعان اذن لما لم يحاكم من فعلوا ذلك تلك الليلة ؟
فقالت امه :بالطبع حُكم عليهم بعد ان تغير التاريخ فى ذلك الشهر نفسه واطاح بهم بعد ان كانوا يعتلون مناصب عاليه الا تذكر عندما زرت ذلك الميدان فى اول اجازتنا للقاهرة قبل زيارتنا للاسكندرية ؟ الم تقرا وتشاهد ما حدث لهم بالتفصيل؟
قال مارك بالطبع ياامى اتذكر جيدا ..فقالت له اذن لا تنس ابدا سنعود مرة اخرى ونترك البلد التى ولدت فيها بعيدا عن هنا ببحور ومحيطات ..سنعود يوما ما يامارك وستكون شماسا بتلك الكنيسة كنيستى وكنيستك وكنيسة الشهداء ستكون شماسا او ابا كاهنا تروى لكل من يولد هنا عن تاربخ سطرته دماء ولكن هيا بنا الان فلابد ان نعود يا حبيبى يوما ما - ان كان للعمر بقية- وتوجها الى الباب وعيناهم نحو المذبح وترقرقت دموع كثيرة فى عيناها كست وجهها الذى حاولت اخفائه من ابنها بان تخفضة الى الارض فقال لها مارك مبتسما منتصرا:(
يا ماما ارفعى راسك انت من تلك الكنيسة!!! ) فضحكت وانطلقا الى حيث جاءوا .......
و اتوجه انا ومارك ايضا بقلمى المتواضع ونقول للشعب القبطى ارفعوا رؤوسكم وكفانا قمع وسلبية وهيا بنا نشعر بالواجب الوطنى تجاه بلدنا الغالية نبنى ونشارك سياسيا بكل رقى و اخلاق عرفنا بها التاريخ وننزع من طيات نفوسنا الخوف الذى زرعته السنون
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :