أجيب منين؟!
مقالات مختارة | بقلم : محمد أمين
٢٢:
٠٦
م +02:00 EET
الاثنين ١ مايو ٢٠١٧
هذه هى المرة التى كنت أريد أن يتحدث فيها الرئيس من قلبه، ولا يلتزم بالخطاب المكتوب.. وكنت أريده أن يرد على الذين قالوا «المنحة يا ريس» فيقول لهم: «منين»؟.. «إنتوا مش عارفين إن إحنا فقرا أوووى».. وكنت أريده أن يسألهم عن أخبار الإنتاج أولاً.. وأن يقول لهم: تعالوا نتصارح.. هل يُعقل أن نستورد الكبريت والفلايات؟.. وكنت أريده أن يعلنها صراحة «من خد الأجرة، حاسبه الله على العمل»!
ويا سلام لو سألهم الرئيس بوضوح: هل هذا هو إنتاج عمال مصر؟.. هل «نستحق الاحتفال» بعيد العمال؟.. هل أنتم راضون عن الإنتاج؟.. فلم أكن مع الرئيس حين ابتسم وقال «حاضر».. قد يحتاج العمال إلى منحة، أو علاوة، لمواجهة ارتفاع الأسعار.. ولكن هل يستحقون فعلاً؟.. الفارق كبير بين أن تحتاج منحة، وأن تستحق منحة.. فهل كل عامل يقدم ما يستحق عليه المنحة فى عيد العمال السنوى؟!.
نحن للأسف لا ننتج بالقدر الذى نستحق عليه المرتب.. قد نذهب لنوقع فى دفتر الشغل، ثم نسرح فى الملكوت، إما إلى عمل خاص، أو إلى «القهوة».. وفى كل الأحوال يذهب العمال إلى الصلاة، عند سماع الأذان.. يصلون أثناء العمل.. أعجبنى مدير شاب، جمع الذين كانوا يصلون وقت العمل، وينامون وقت الراحة، وقرر حرمانهم من «الحافز».. قال إنه لا يمنعهم من الصلاة، ولكن فليصلوا «وقت الراحة»!.
وبالطبع لا يستطيع الرئيس أن يفعل، كما فعل «المدير الشاب».. ربما لأسباب سياسية أو انتخابية.. ولا يستطيع أن يقول منحة إيه؟.. لا يستطيع أن يقول إن إنتاج العمال، هذا العام، لا يجعله يحضر الاحتفال بعيد العمال، أو تكريم النقابيين ومنحهم الأوسمة.. إنتاج مصر لا يستحق أن تقيم له احتفالاً، ولا يستحق أن تعمل له عيداً، ولا يستحق منح الأوسمة.. هذه هى الحقيقة بعيداً عن التوازنات السياسية!.
فلا أتخيل أن تستورد مصر نصف طعامها.. ولا أتخيل أن نستورد الكبريت، ولا أتخيل أن نستورد لعب الأطفال.. أين العمال وأين الإنتاج؟.. ولماذا نحتفل بالعيد؟.. «أين الإيدين الشقيانة والناس العرقانة؟».. من الذين يبذلون الجهد والعرق والدموع من أجل مصر؟.. وما الذى سوف نتركه للأجيال القادمة؟.. ولماذا نحرص سنوياً على الاحتفال بعيد العمال؟.. ألا يستدعى ذلك أن نقول هذا العام: لا نستحق الاحتفال؟!.
بالتأكيد نحتفل سنوياً تقديراً للعمل.. ونحتفل تقديراً للإنتاج.. ويبقى السؤال: أين العمل والإنتاج؟.. فى بعض المناسبات الأدبية والثقافية والشعرية نقول إن العمل المقدم لا يستحق جائزة.. وبالتالى نقول شكراً.. ونمتنع عن منح الجائزة.. ولو فعلنا هذا مرة واحدة ربما تكون رسالة للعمال.. هل تعرف أن المؤسسات الخاسرة يتظاهر عمالها للحصول على منحة؟.. هل تعلم أنهم يطالبون بالأرباح السنوية أيضاً؟!.
أعرف أن الظروف صعبة للغاية.. وأعرف أيضاً أن البعض لا يستحق مرتبه، وبالتالى لا يستحق الأرباح.. فقد كنت أستغرب أن مؤسسات حكومية كبرى تتظاهر للحصول على الأرباح.. مع أن هذه المؤسسات خاسرة، ومع أنها فاشلة.. فكيف نصرف الأرباح فى حالة الخسارة؟.. كيف يحدث هذا بذمتكم؟!.
نقلا عن المصرى اليوم