الأقباط متحدون - من ترامب للسيسي
  • ٠١:٣٩
  • الاربعاء , ٣ مايو ٢٠١٧
English version

من ترامب للسيسي

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٨: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٣ مايو ٢٠١٧

السيسي, ترامب
السيسي, ترامب

د. مينا ملاك عازر
صدمات المصريين مع المئة يوم، لا تبدأ من يومنا هذا، فقد بدأت منذ وعد مرسي الرئاسي بالحساب بعد مئة يوم، وحاسبناه وأسقطناه بعدها بمئتين وخمس وستين يوماً من الحساب.

أما وأن الحساب أمريكياً خالصاً، لكن واحد من بنود  تصفية الحساب، وقد مس بالمصريين، فكان المس مؤلماً، كمن كف عصب ضرسه وشرب سوائل ساخنة وساقعة معاً، كأننا نتحدث عن عدم ضرورة سفر آية حجازي على طائرة عسكرية لوطنها أمريكا من وطنها مصر التي كانت مسجونة فيه، وكأننا نداري على فكرة تدخل السلطة التنفيذية في السلطة القضائية، وكنا نحاول أن ننسى ما فعله ذات المجلس العسكري الذي كان يحكم وقتها - بتفويض من مبارك- في الأجانب في قضية التمويل الأجنبي، لكن فضيحة صدمتنا عندما أحرجنا ترامب الصديق الصدوق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حينما أضاف ترامب لرصيد حسابه وانتقص من رصيد حساب الرئيس المصري، والذي لم يكن يتحمل تلك العمليات المنتقصة من الرصيد، إذ أعلن عن ضغوطه للإفراج  الفوري عن الأمريكية المصرية آية حجازي، وقد كان بحكم محكمة، صحيح ترامب كذب عندما قال أنها كانت مسجونة في حكم يصل لعشرين عام سجن، وهذا غير صحيح، ما يجعلني أشكك في ضغوطه، لكن صمت الرئيس السيسي وعدم نفيه يجعلني أشك وأنا الذي كنت أشك من البداية.

كان يجب على الرئيس السيسي هنا، أن يعلم ولو متأخراً أنه ليس مكتوم إلا وسيعلن، ولا خفي إلا وسيعرف، فليكاشف شعبه بالحقائق كلها في كل المجالات وعلى رأسها الوضع الاقتصادي الذي يجدد الرئيس وعده بانتهاء مدة الانتظار كل مرة من سنتين ثم بزيادة سنة أخرى ثم لست أشهر ثم لنهاية المدة الرئاسية، وفي النهاية كل شيء سيعرف بالقروض بالمنح العربية والعالمية والدولية وغيرها، أين ذهب؟ وكيف أهدر؟ ومن دفع شحنات السلاح التي اشتريناها؟ ولماذا؟ والعاصمة الإدارية من أين تمول؟ والمشروع السياحي عند جبل الجلالة؟ ولماذا لم يتم القضاء على الإرهاب قضاء لوجستي حتى الآن، ولماذا نتوانى في القضاء عليه فكرياً؟ ولماذا نتنازل عن تيران وصنافير؟ ولماذا التسرع في إصدار قانون السلطة القضائية؟ كل شيء سنعرفه وأكثر إن عاجلاً أو آجلاً، كما عرفنا عن مبارك وفترة حكمه الكثير واكتشفنا أننا ظلمناه في أشياء وكنا محقين في أخرى وهكذا، فصارحنا يا سيادة الرئيس.

نعم صارحنا، وكاشفنا بهمنا ومصابنا، ولا تخجل أن تعترف بما أخطأت به إن أخطأت، ذلك سيزيدك في عيوننا، ودعنا نبدأ صفحة جديدة نختار فيها مستقبلنا بأيدينا ولسنا مجبرين ومضطرين على الصبر على ما لا نعرفه، لماذا نصبر؟ ولمتى نصبر؟
المختصر المفيد حمد لله على سلامة آية.