الأقباط متحدون - ممدوح حمزة والحركة الجديدة
  • ٠٦:٥١
  • الخميس , ٤ مايو ٢٠١٧
English version

ممدوح حمزة والحركة الجديدة

مقالات مختارة | سوزان حرفي

٤٠: ٠٩ م +02:00 EET

الخميس ٤ مايو ٢٠١٧

سوزان حرفي
سوزان حرفي

ليس من العسير القول إن مصر تمر بظرف حرج على جهات عدة، فهى تخوض حرباً ضد إرهاب الإخوان وأتباعهم، وتواجه تربص دول عربية وإقليمية بها، وتعانى وضعا اقتصاديا خانقا بدرجة باتت أكثر من محسوسة.

لكن بين كل هذه التحديات المصيرية تبقى إدارة أجهزة الدولة لهذه الأزمات هى الأزمة الأكبر، فلا يوجد بينها مَن يؤدى ما عليه بما يليق وحجم ما تمر به البلاد من مخاطر.

وكالمعتاد، تسجل الأحزاب السياسية التقليدية وتلك التى تأسست بعد ثورة يناير فشلاً لا يضاهيه فشل، فتراها وكأننا فى حالة من الركود، بل الجمود الذى لا يتوافق أبدا مع تسارع الأحداث وتلاحقها، وهو عامل فى زيادة حالة الاحتقان الشعبى وتغذيتها.

هذا الوضع دفع بعدد من الناشطين للعمل على تكوين «حركة»، «تيار»، «جبهة»، «تحالف» أو أى اسم كان، وذلك لملء فراغ سياسى يزداد يوما بعد آخر، ولخلق توازن مطلوب بين الحكم والمعارضة السياسية الغائبة.

فى هذه الأجواء ذهبت لتجمّع دعا إليه المهندس «ممدوح حمزة» فى شم النسيم بمزرعته بقرية «العطف» (خمسين كيلومترا جنوب القاهرة)، وذلك بصحبة الرائعة «نور الهدى زكى» رئيس تحرير جريدة «العربى» سابقا، أرملة الراحل المميز «محمد السيد سعيد»، والراقية الدكتورة «راوية كرشة»، مسؤول تنسيقية نساء مصر، زوجة السياسى البارز والوزير الأسبق الدكتور «حسام عيسى».

كان الحضور سياسيا بامتياز، من مرشح سابق لرئاسة الجمهورية، إلى رموز المعارضة لنظام مبارك، وعدد من شباب الثورة ورؤساء أحزاب، إلى جانب رجال أعمال وإعلاميين وكتاب، جميعهم كان جزءا من تحالف «30 يونيو»، ثم فرقت بينهم المواقف من الرئيس السيسى وأولويات نظامه وإدارته للتحديات.

اليوم مرّ احتفاليا بين إفطار وغداء بمصاحبة فرقة الفنان «أحمد إسماعيل»، بينما انشغل حمزة وزوجته الرقيقة «سالى فياض» بمتابعة تفاصيل ومستلزمات الضيافة، ولم يكن فى وسعهما طوال الوقت إلا حوار قصير هنا وابتسامة هناك، وجلسة على السريع أو كلمات على الواقف مع هذه المجموعة أو تلك.

لكن عودة هذا الطقس بعد توقف قرابة أربع سنوات، على إثر هجوم أتباع «محمد مرسى» فى الذكرى الأولى لإسقاطه على فيلا حمزة وإحراقها، جعلت الربط بين هذا الجمع وحركة معارضة جديدة يسعى «ممدوح حمزة» لتشكيلها أول ما يخطر فى الأذهان.

وبغض النظر عمن يرغب ومَن يفعل، فإن التحرك فى هذا الاتجاه يواجه بعدة عوائق، ليس أولها رفض الناس آلية «الشارع» بعد تجربتهم القاسية مع 25 يناير وما تلاها من فوضى وغياب الأمن، ولا آخرها الخلاف الذى قسّم النخبة السياسية ووصل لحد القطيعة داخل التيار الواحد، وبين التيارات المختلفة.

وتماشيا مع هذا الواقع فليس بوسع أى حركة قادمة إلا أن تكون عبارة عن تجمع «ضمير»، يصدر البيانات ويعقد المؤتمرات انتظارا لحدوث خلخلة بالوضع السياسى العام، أو تحول دراماتيكى غير محسوب، مع تمثيل محدود لمختلف التيارات السياسية تعبيرا عن «الإجماع الوطنى» المفقود.

أما الموعد الأقرب للإعلان عن أى «حركة» فهو «يونيو» القادم، بالتزامن مع ذكرى سقوط «حكم المرشد»، وكذلك نجاح السيسى فى انتخابات الرئاسة وتوليه حكم مصر، ليبقى ذلك الوقت سقفا لمن سينجح من المتحركين فى تسجيل الحضور المبكر.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع