الملك سلمان وولده جابوا ورا ليه؟
د. مينا ملاك عازر
الجمعة ٥ مايو ٢٠١٧
د. مينا ملاك عازر
كتبت مقال في ما قبل كان عنوانه كيد الملوك ورقص الحكومات، تحدثت فيها عن المشهد الراقص الذي قدمه الملك الكهل الملك سلمان وهو يرقص في استقبال أمير قطر نكاية في الحكومة المصرية المبطئة في تسليم مقلتي عين الملك وولده جزيرتي تيران وصنافير، الملك سلمان كاد الحكومة يمكن، لكنه كشف عن وجهه للشعب المصري الذي يهمه أرضه أكثر من أي شيء آخر، إذ يختلف الشعب المصري عن حكومته، يختلف الوضع الآن أيضاً بين استقبال راقص من الملك الكبير سناً ومقاماً للأمير القطري وتجاهل حالي من ذات الملك لذات الأمير، فها هو تميم يزور السعودية ولا يستقبله الملك لا راقصاً ولا واقفاً بل هو ليس في استقباله أساساً.
يتزامن هذا مع مهادنة مشروطة من ولي ولي العهد، إذ أخذ يؤكد على أن الإعلام الذي يوقع بين مصر والسعودية هو إعلام إخواني، مظهراً الأنياب للإخوان، ومن ورائهم مثل قطر، هذا يجري مشروطاً، إذأكد في نفس المقابلة على سعودية الجزيرتين، وكأن السعودية اعتادت أن تبتلع الجزر من كل جاراتها حتى مصر.
العرش السعودي الذي اعتاد أن يقف أمام العرش المصري وهو جالس، كان يرقص لقدوم أمير قطر، الآن يحجم عن استقباله بعد أنباء عن انقلاب بقطر لعودة الأمير الأب، وها هي الأمور تتضح، الأمير القطري الأب جاء لزيارة السعودية، ما أسفر عن تكشير السعودية لأنيابها للأمير الحالي لقطر تميم، وكله في مصلحة مصر.
الملك السعودي يقدر للمصريين أن مخابراتهم حمت عرشه لمصلحة نجله الذي يخطط لجلوسه خلفاً لأبيه، المصريون الذين كنت تكيدهم حموك وولدك، فكففت عن الرقص للأقزام، شكراً لك وشكراً للمصريين الذي أعادوا لك هيبتك.
الملك سلمان ونجله حيموتوا على الجزيرتين المصريتين، محمد بن سلمان يؤكد على سعودية الجزيرتين ولا يؤكد في قلبه حتى على أهمية مصر، لا ينسى الجزيرتين لكن ينسى كل ما فعلته مصر لبلاده، وينسى أن وقت أن كانت مصر ترسم خرائطها كان أجداده يحاربون ليبقوا على قيد الحياة.
لماذا تراجع سلمان؟ هل لظروف قطر الداخلية أم لضغوط ترامب؟الراضي عن مصر لإفراجها عن حجازي، ولتوافق المواقف المصرية مع الرؤى الأمريكية اللهم إلا فيما ندر، خاصةً الشأن السوري، هل السعودية أدركت خطر الغضب المصري بعدما رأته من قدرات المصريين القتالية؟ هل الإمارات مارست دورها في رأب الصدع؟ هل الكويت؟ هل كل هذا معاً؟
العلاقات المصرية السعودية باتت اليوم علاقات طبيعية وليست علاقات دافئة، وهذا يعني أن الدولتين خسرت كثيراً، والسعودية وإن أخذت الجزيرتين ستبقى خاسرة، كما ستخسر الحكومة المصرية، وخسارة الاثنين المشتركة رضا الشعب المصري عنهما، وهي خسارة لو تعلمون خسارة كبيرة، وإن لم تأخذ السعودية الجزيرتين ستكون قد خسرت مصداقيتها أمام شعبها، وكسبنا احترام قضائنا، وستبقى الحكومة المصرية خاسرة في كل الأحوال، حتى وإن عادت المياه لمجاريها على حساب الجزيرتين أو على حساب قطر، المصريون لا ينسوا رقص الملوك.
المختصر المفيد " في السياسة لا شيء يحدث بالصدفة، وإن حدث يمكنك المراهنة أنه خطط له لكي يحدث على ذلك النحو"توماس جيفرسون.