الأقباط متحدون - تكلم يا فضيلة الإمام!
  • ٠٤:٢٣
  • السبت , ٦ مايو ٢٠١٧
English version

تكلم يا فضيلة الإمام!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٧: ٠٩ ص +02:00 EET

السبت ٦ مايو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

وبالمثل، لو وصف أحدهم الدكتور أحمد حسنى، القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، بالخارج عن الملة، ثم اعتذر، هل يعد هذا رجوعاً إلى الحق، واستبصاراً للصواب، وعفا الله عما سلف.

المرء مخبوء تحت لسانه، وقد فسر «ابن حجر» حفظ اللسان بالامتناع عن التكلم بما لا يسوغ فى الشرع، مما لا يحوج الإنسان للمتكلم به، كما أن «النووى» يشير إلى ما يساعد المتكلم لحفظ لسانه، فيقول: ويجب لمن أراد التكلم بكلمة أو الكلام أن يتدبر نفسه قبل نطقه، فإن وجبت المصلحة تكلم، وإلا فأمسك، والضابط الرئيسى لحفظ اللسان هو الحذر من التسرع فى الكلام، والتدبر قبل النطق به.

راجعت اعتذار الدكتور أحمد حسنى، القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، مرات، لعلى أقف على رد شبهة الخروج من الملة التى كالها لإسلام بحيرى، لم أتبين حرفا، وجدته اعتذاراً للأزهر وليس لإسلام، يبعد الشبهة عن الأزهر لا عن إسلام، خلاصته لا يأبه بإسلام وقد سلمه لمن لا يرحم بهذا الحكم المتسرع والمتعجل بلسانه، هلا شققت عن قلبه؟!.

لا تحدثنا عن الأمانة والموضوعية فى اعتذارك الموجه لفضيلة الإمام تسترضيه، وقد خاصمته وهو لم يكفر «داعش»، وطفقت تكفر وتطعن فى «إسلام». لقد جنيت جنايتك، وقد حكمت بردة إسلام فى واقعة داعشية بامتياز، وتركت فتواك تسعى بين الناس، تكفر إسلام ثم تعتذر من الأزهر الشريف تجلية لمنهجه، نصاً يقول: «وما جئت يخالف منهج الأزهر الشريف، الذى يقضى أنه لا يخرج المرء من الإسلام إلا جحد ما أدخله فيه».

وعلى رأى القائل، وأنا استفدت إيه، كفّرت الرجل واستحللت دمه وأشرت إليه بلسانك ثم عدت تعتذر فقط حتى لا يظن أحدهم الظنون بالأزهر الشريف، لا يخالجنا شك فى سلامة المنهج الأزهرى، ولكنك خرجت عليه، مثلك الذى يكفّر لا يجوز له أن يتبوأ موقعه على رأس الجامعة الأزهرية دقيقة واحدة، وإذا لم تتنح طواعية، فعلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، وحفاظاً على منهج الأزهر الشريف من اللمم (الصغائر) أن يستقيلك فوراً وبلا إبطاء.

إذا كنت أنت رأس الجامعة الأزهرية وعنوانها، فماذا ينتظر من طلاب وخطباء ودعاة يتخرجون تحت يديك، أخشى عليهم منك، وأتحسب من أمثالك الذين يستسهلون التكفير، لماذا الصمت الأزهرى عن هذا المكفراتى وقد خالف منهجاً مستقراً فى الأزهر، لماذا الإبقاء عليه ليحكم على إيماننا ويشق عن قلوبنا ويرسل رسائله الداعشية لمسرور السياف؟!.

أتحكمون فينا فقهكم؟ فإذا ما فزعت العصافير فى أعشاشها تعتذرون! كفوا عنا أذاكم، لا نريد اعتذاركم، نريد تطبيقاً للمنهج الأزهرى الذى تتشدق به، هذا منهج بحق يلفظ المكفراتية والداعشية من بين صفوفه، أنتظر تصرف الإمام الأكبر بعد تبين لفضيلته جرم ما صدر عمن اختاره على عينه قائماً بأعمال رئيس جامعة الأزهر، وإن اعترف واعتذر!!

اعتذار الدكتور حسنى لا يغير من حكمه شيئا. لقد حكمت على مسلم موحد بالردة علانية، ولم تعتذر من إسلام، وأحلت أمره للقضاء، وليس للعلماء باعتبارك عالماً من العلماء.

وهل بعد التكفير ذنب تخشاه، هذا اعتذار لا يغفر خطيئة، لماذا نقبل منك اعتذاراً، ولماذا يصبر عليك إمامك؟! خلاصته دم إسلام وصاعدا فى رقبتك، اعتذارك غير مقبول وإن قبله الإمام!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع