الأقباط متحدون - ايلي عمير: أحن إلي نهر دجله
  • ١١:٢٧
  • الأحد , ٧ مايو ٢٠١٧
English version

ايلي عمير: أحن إلي نهر دجله

محرر الأقباط متحدون

إسرائيل بالعربي

٣٣: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ٧ مايو ٢٠١٧

 الروائي ايلي عمير
الروائي ايلي عمير

كتب : محرر الأقباط متحدون
قال موقع المغرد أن عشية تكريمه بإيقاده شعلة في عيد الاستقلال الاسرائيلي، يقول الروائي ايلي عمير : “إذا كان بإمكاننا زيارة العراق، لم تكن لدينا الحاجة بالكتابة عن هذا البلد”

فاجأ الروائي ايلي عمير، الذي كان صبيا لدى وصوله إلى إسرائيل من العراق خلال الهجرة الجماعية عام 1950، الحضور عندما تحدث عن اهتمام العراق بالمكون اليهودي المفقود: “غادرنا العراق كلاجئين وألان أصبحنا ملوكا هناك. بعد طردنا من العراق في بداية الخمسينات, أمسى اليوم ملف يهود العراق موضوعا مثيرا للاهتمام لدى شريحة واسعة من الكتاب والصحفيين العراقيين الذين لم يعيشوا مع اليهود في حياتهم. كما  يُدرس هذا الملف في الجامعات العراقية وتظهر بالعراق بشكل شبه يومي مقالات عن المكوِّن اليهودي ومساهمته في الدولة العراقية الحديثة”.
ايلي عمير في مقابلة مع الكاتبة تسيونيت فتال كوبرفاسر في مركز التراث البابلي عشية تكريمه بايقاد شعلة في عيد الاستقلال
وتحدث عمير عن قراره الكتابة إلى جانب الوظائف التي شغلها: “كان هدفي تخليد جيل الآباء  وتعاطيهم مع الواقع الصعب الذي واجهوهُ أثناء السنوات الأولى لقيام الدولة. ورغم هذه الصعوبات, نجح جيل الآباء بتحقيق طموحه عبر جيل الأبناء الذي أكمل دراساتهُ الثانوية والجامعية وأحتل مناصب عُليا بالدولة”. وأكد عمير: “المجتمع الإسرائيلي يسمح لكل إنسان طموح إنهاء دراساته بنجاح ويقوم بالعمل الدءوب أن يتقدّم ويرتقي إلى أعلى المستويات” .

الهوية الإسرائيلية والحنين إلى مسقط الراس
الروائي، ايلي عمير وباسمه العراقي، فؤاد الياس خلاصجي، يعتز بهويته الإسرائيلية ولم يقم بإخفائها حتى في مقابلاته مع الإعلام العربي خارج البلاد. هذه الكتابة عكست الحنين إلى مسقط الرأس، إلى الإحياء والمناظر التي ترعرع فيها، وخصوصا إلى نهر الدجلة وأكلة السمك المسكوف (سمك مشوي).

وبهذا الصدد يتساءل عمير ما هو السبب الذي يدفع يهود الشتات العراقي في إسرائيل بالكتابة عن العراق وأحيائهِ وشوارعه؟ ويردّ بمنتهى البساطة: “إذا كان بإمكاننا زيارة العراق، لم تكن لدينا الحاجة بالكتابة عن هذا البلد على غرار ما يحدث مع باقي يهود الشتات الذين يزورون مسقط رأسهم. حدثنا بالعربية عن اشتياقه لزيارة العراق”.

أسلوب سلس مُتبَّل بمصطلحات عربية
تتسم كتابة عمير بمبدأ الندية، بأُسلوب خالٍ من التعالي والغطرسة. وتُعتبر التريلوجيا – الثلاثية، مطير الحمام ديك الفداء وياسمين من أبرز إبداعات عمير. تتناول الرواية الأولى أوضاع يهود العراق في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات والأحداث المؤسفة التي أضطر في أعقابها اليهود مغادرة العراق والتنازل عن جنسيتهم العراقية بموجب قرار ال”تسقيط” الذي تبناه البرلمان العراقي. ومن المفارقة ان في فترة حكم البعث قام الأمن العراقي بترجمة هذه الوراية الى العربية!

وكرس الرواية “ديك الفداء” لرحلة شاب يهودي عراقي قدم من العراق وانتقل إلى الكيبوتس (قرية تعاونية) والتحديات التي تواجهه في التأقلم في البيئة الجديدة وثقافة اقرب الى الغرب منها الى الشرق. فلا عجب انها ترجمت الى عدة لغات في العالم باعتبارها نموذجا لما يصادفه المهاجر او المهجر.

أمّا الرواية “ياسمين” فهي قصة حب بين شاب يهودي وشابة فلسطينية,  وتدور القصة في مدينة أُورشليم القدس عقب حرب الأيام الستة (1967).
تعكس كتبه المجتمع الإسرائيلي بكامل أطيافه، والصعوبات التي واكبت القادمين الجدد أثناء إستيعابهم في الوطن الأم. وأوضح عمير بهذا الخصوص: “إختار القادمين الجدد من الدول العربية عدم الغرق في الماضي وإجتياز الصعوبات التي رافقت أيّامهم الأولى في الدولة، والمضي قدما في حياتهم بهدف الإرتقاء  والتفوُّق”.

ويقول بمنتهى الحزم: “لا يوجد أسلوب كتابة شرقي أو غربي، توجد كتابة بأُسلوب جيد أو غير جيد. هذا يجب أن يكون المعيار الوحيد الذي تقاس بموجبه كل الإبداعات”.

الجهل وراء المعاملة الخاطئة
ينفي عمير بشكل قاطع النغمات التي تُسمع بين الحين والأخر عمّا يُسمّى ب”سياسة التمييز بين يهود الشتات الأوروبي ويهود الشتات العربي” ويقول: “صحيح أنّ المجتمع الذي قام باستيعاب يهود الدول العربية كان مجتمعا أوروبيا لم يعلم كيفية معاملتنا، وكان ينظر إلى الثقافة العربية بالاستهزاء في وقت خاضت فيه الدولة مواجهة على كافة الأصعدة”.

يعتبر هذا المبدأ أحد الثوابت في أجندة عمير السياسية حيث يقول: “في مجتمع متعدد الثقافات كالمجتمع في بلادنا، علينا أن نبدي انفتاحا تجاة الأخر وإحدى الوسائل لتحقيق هذا الهدف هو معرفة اللغة والثقافة العربيتين”.

ويؤكد عمير بهذا الخصوص: “يجب على كل مواطن إسرائيلي التعرف على الأدب والشعر العربي للتعرف على الشعوب العربية  ولتقريب وجهات النظر بين الطرفين, ممّا يمهد الطريق لتحسين العلاقات وتعميق التفاهم مع الشعوب المجاورة”.

الكلمات المتعلقة