الأقباط متحدون - هولوكوست شمال أفريقيا
  • ١٠:٠٧
  • الأحد , ٧ مايو ٢٠١٧
English version

هولوكوست شمال أفريقيا

محرر الأقباط متحدون

إسرائيل بالعربي

٣٥: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ٧ مايو ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كتب : محرر الأقباط متحدون
قال موقع المغرد أنه بخلاف الاعتقاد السائد، لم تحدث الهولوكوست (المحرقة النازية) داخل حدود أوروبا فحسب، فقد عانى يهود شمال أفريقيا، الذين عاشوا تحت الحكم الاستعماري، من ويلاتها في دولهم أيضا

بعد سقوط فرنسا بيد النازيين في شهر حزيران 1940، نصبت حكومة فيشي التي بسطت نفوذها في الجزائر وتونس والمغرب، الأمر الذي وضع يهود هذه البلدان أيضا ضمن دائرة الخطر الوجودي، رغم أنهم لم يكونوا في أوروبا ذاتها. عاشت كثير من الجاليات اليهودية في مختلف أنحاء شمال أفريقيا منذ عصور قديمة، وقد تم توثيق إحدى أكبر الجاليات اليهودية الموجودة في المنطقة في تونس.

في المغرب، على سبيل المثال، وعلى الرغم من معارضة الملك، يقدّر عدد اليهود الذين قتلوا في الهولوكوست بما بين 4,000 إلى 5,000 يهودي. “لو لم تقم دول التحالف بطرد الألمان من القارة الأفريقية عام 1943، قبل سقوط ألمانيا النازية بسنتين، لكانت الجاليات اليهودية التي بلغ عمرها في ذلك الحين 2,000 سنة، في كل من المغرب، ليبيا، الجزائر وتونس، قد انقرضت على ما يبدو”، كما يشرح روبرت ستلوف، المؤرخ والصحافي المتخصص في دراسة الشرق الأوسط.

على الرغم من أن اليهود في كافة مناطق شمال أفريقيا عانوا من القوانين والإحكام المعادية للسامية، فقد كانت تونس الدولة العربية الوحيدة الواقعة تحت الحكم النازي الكامل خلال فترة الهولوكوست في ألمانيا وأوروبا. وبحسب “ياد فاشيم”، المؤسسة الرسمية المعنية بتخليد ذكرى الكارثة في إسرائيل، فقد أجبر يهود تونس على تعليق شعار “نجمة داوود” صفراء اللون، كما صودرت أملاكهم، وأُرسل أكثر من 5,000 منهم إلى معسكرات العمل حيث عُذب وقتل قسم منهم، وأجبر قسم آخر منهم على بناء سكة الحديد للقطار. وجرى تحويل الكنيس الكبير في تونس إلى اسطبل للخيول، وهناك عُذب اليهود نساء ورجالا على حد سواء.

في ليبيا، أرسل آلاف اليهود إلى معسكرات الاعتقال النازية، حيث قتل كثير منهم أو أنهم أهلكوا جوعاً، في حين تم السطو على الحي اليهودي في بنغازي وجرى نهبه بالكامل. في الجزائر، سحبت الجنسية من اليهود وطلب منهم ارتداء علامة فارقة، وعانوا الكثير من القيود والتحديدات في مجالات التعليم وحرية الحركة في الدولة. وعلى الرغم من معارضة ملك المغرب، إلا أن هذه القيود كانت سارية أيضا على يهود بلاده.

برغم معاناة يهود بلاد شمال أفريقيا، كان هنالك كثير من العرب الذين حاولوا إنقاذهم، مثال ذلك خالد عبد الوهاب من تونس الملقب بشاندلر العرب والمتوفى عام 1997، والذي علم بأمر امرأة يهودية كان مخطط خطفها، فقام بتحذيرها وتحذير عائلتها وأسكنهم في مزرعته إلى حين قام البريطانيون بطرد النازيين من تونس بعد ذلك بعدة أشهر. كان عبد الوهاب أول عربي حظي بلقب أحد “الصالحين بين الأمم” من قبل مؤسسة “ياد فاشيم”.

الكلمات المتعلقة