البدو المليونيرات في إسرائيل
محرر الأقباط متحدون
الأحد ٧ مايو ٢٠١٧
كتب : محرر الأقباط متحدون
قال موقع المغرد ضم منتدى “آفاق” 32 رجل أعمال بدوياً تعود عليهم معاملاتهم بمكاسب مالية كبيرة تبلغ عشرات مئات ملايين الشواكل ويعملون أعضاء المنتدى في ساحات مختلفة للارتقاء بالوسط البدوي عامة ودفع الأعمال فيه بشكل خاص
قد لا يعلم الكثيرون أن هناك عدداً من الأثرياء من المواطنين البدو المقيمين في إسرائيل. ويشارك بعضهم في منتدى “آفاق” الذي يضم 32 رجل أعمال بدوياً تعود عليهم معاملاتهم بمكاسب مالية كبيرة تبلغ عشرات مئات ملايين الشواكل. وتضم هذه المجموعة أصحاب العقارات ومقاولين لمشاريع البناء، إعادة التدوير والبنى التحتية وأصحاب شركات للنقل والمواصلات.
ومن رجال الأعمال هؤلاء يعقوب أبو القيعان المقيم في بلدة حورة في النقب الشمالي الشرقي. ويسكن أبو قيعان في منزل فخم حيث تتدلى ثريات الكريستال والذهب من السقف العالي فيما يغطي الذهب أيضاً الأثاث الخشبي الفخم والمزيَّن في الصالون إضافة إلى كون الأباريق على عربة الشاي مرصَّعة بالذهب وكذلك الأمر بالنسبة للستائر في المنزل. ويستلهم هذا التصميم الفاخر بـ”قصر أردني” إلا أن معظم القطع الفخمة قد تم استيرادها من مصر. ويتمتع القصر بمسبح خاص وأرائك “ملكية”. وقد بلغت تكاليف إنشاء هذا المنزل الفخم ما لا يقل عن 3 ملايين دولار.
ويبلغ أبو القيعان 42 عاماً من العمر وهو صاحب شركة مقاولات تنجز مشاريع بناء للمنازل والمباني العامة في التجمعات السكنية البدوية. كما يملك أبو القيعان شركة للقوى العاملة في مجالات البناء والتنظيف والزراعة. ويتمتع أبو القيعان أيضاً بعلاقات جيدة في مجال الاستثمار والأعمال مع السلطة الفلسطينية. وقدر بعض زملائه حجم أعماله بما يقارب 100 مليون شيقل سنوياً.
وكان أبو القيعان يقيم قبل انتقاله إلى “القصر” في حورة في بلدة ميتار اليهودية المجاورة الراقية التي تستقطب في السنوات الأخيرة السكان البدو ميسوري الحال أيضاً. أما الآن فأصبح أبو القيعان يتنقل بين ميتار حيث يحظى أولاده، حسب كلامه، بتعليم جيد وبين بلدة حورة حيث يتسنى الحفاظ على هويتهم البدوية العربية. وأكد أبو القيعان، في حديث لصحيفة “كلكاليست” الاقتصادية الإسرائيلية، أنه يريد الاستفادة من “الخير” في المجتمع اليهودي والابتعاد عن مظاهر “الشر” في المجتمع البدوي. غير أنه أكد أنه لم يكن ثرياً طيلة حياته بل كان يعايش “حياة الوسط البدوي” على امتداد فترة طويلة حيث “كنت أسكن في خيمة وأعيش الحياة البدوية، وعليه لا أنسى أصولي”.
ويعمل أعضاء منتدى “آفاق”، الذي يشارك فيه أبو القيعان، في ساحات مختلفة للارتقاء بالوسط البدوي عامة ودفع الأعمال فيه بشكل خاص. ويسعى المنتدى للمضي قدماً بمشاريع إنشاء مناطق صناعية وتجارية في التجمعات السكنية البدوية والحصول على هِبات وقروض ميسَّرة فضلاً عن وضع سياسة قائمة على منح التبرعات للمجتمع البدوي ودفع الأعمال الخاصة فيه. وبالتالي يتواصل المنتدى مع وزارة الاقتصاد ولجنة الاقتصاد التابعة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي) والسلطات المحلية وجهات أخرى ذات صلة بالأعمال. ويعكف المنتدى على الانخراط بمناقصات ومسح أراضٍ قد تناسب المناطق الصناعية بالإضافة إلى عقد اجتماعات متكررة مع ممثلي السلطات والدوائر المختلفة المعنية بتطوير الأعمال. وكان المنتدى قد تأسس وتلقى تمويله من قبل سلطة تطوير النقب وهيئة “ماعوف” وهي الذراع التنفيذي لوزارة الاقتصاد الإسرائيلية المعنية بدفع الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
ومن أعضاء المنتدى الآخرين فهمي العُبرة (53 عاماً) وهو من سكان مدينة رهط الذي يملك شركة لنقل المنتجات الزراعية يبلغ حجم أعمالها 12 مليون شيقل سنوياً. وأشار العبرة إلى أن وصول عدة شركات إلى رهط خلال السنوات الأخيرة أسهم في تحقيق تراجع ملحوظ في نسبة البطالة في المدينة (التي انخفضت من 21% عام 2010 إلى 12% عام 2016). وقد بذل العبرة مؤخراً جهوده بالتعاون مع زميليْن له سعياً لإنشاء مركز تجاري كبير في رهط. ومن أبرز أعضاء المنتدى الآخرين خضر الشيخ الذي يسعى الآن لإنشاء أول شركة بدوية متخصصة في التقنيات العالية. كما أنه يحلم في إطلاق مشروع سياحي كبير يشمل خيم الضيافة والجمال والخيل وكرم للزيتون.
غير أن أعضاء المنتدى يواجهون صعوبات كثيرة تتعلق بعضها بعدم تسوية قضية ملكية الأراضي في التجمعات السكنية البدوية حيث تتنازع عائلات مختلفة هذه الملكية مما يزيد من صعوبة إنجاز مشاريع البناء عليها. كما تشكل حالة النزاعات والشكوك التي تخيّم عامة على العلاقات بين العائلات والعشائر البدوية عائقاً آخر بالنسبة لرجال الأعمال البدو المنحدرين منها.