الأقباط متحدون - هيفاء جلباب وفانوس وحشيش!
  • ٠٣:٣٧
  • الاثنين , ٨ مايو ٢٠١٧
English version

هيفاء جلباب وفانوس وحشيش!

مقالات مختارة | طارق الشناوي

٢٤: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ٨ مايو ٢٠١٧

طارق الشناوي
طارق الشناوي

عندما تذهب للسوق الشعبية فتجد الباعة يتصارعون بصوت مزعج على جلباب أطلقوا عليه هيفاء، رغم توفر العديد من النساء المثيرات، فهل صارت الأنوثة والإغراء تساوى فقط هيفاء؟!، رمضان على الأبواب فيصبح لديك فانوس يهدد صيامك وهو يغنى لك أنا هيفا، أو يحمل اسمها نوعا معتبرا من البلح، آخر من انضم للقائمة هم أصحاب المزاج العالى، حشيش (غير مضروب) جلبوه من لبنان (لو كان حلال أدينا بنشربه، لو كان حرام أدينا بنحرقه) يشربوه أو يحرقوه كل على حسب نيته ومزاجه، لماذا احتلت هيفاء هذه المساحة على مائدة إفطار رمضان وفى ليالى الأنس والصهللة؟.

لو سألتنى ما هو تعريف (الكاريزما)؟، ستأتى إجابتى لديك نموذج صارخ هيفاء، الجاذبية لا يمكن إحالتها إلى أسباب مادية مباشرة، قد يلخصه البعض فى الإغراء الجسدى الذى تمنحه هيفاء للجمهور وبكرم زائد، إلا أن هناك عشرات ممكن أن يظهرن ما هو أكثر، يتوجه الناس لا شعورياً إلى شراء فانوس يحمل اسم شخصية أحبوها أو يرتفع سعر نوع من البلح، ونكتشف فى شهر رمضان أن كل محال الياميش أطلقت على صنف من البلح اسم هذا الفنان أو لاعب الكرة أو حتى رجل السياسة!!.

إنها ظاهرة تستحق دراسة اجتماعية واقتصادية وسياسية، بل وسيكولوجية أيضا، بالتأكيد البلح والفانوس والجلباب، وأخيرا الحشيش، ليست حكرا على اسم واحد فقط، إليسا كان لها نصيب فى نفس الصفقة التى تم ضبطها وهى فى طريقها من لبنان إلى مصر، كما أشارت أمس جريدة (المصرى اليوم)، ولها نوع من الحشيش، وورقة السوليفان المغلف به تحمل اسمها.

الكرة والسياسة والفن والمزاج العالى، أربعة مؤثرات تراها عادة فى السوق، (أبو تريكة) كان يحتل مركزا متقدما، فهو اللاعب الأغلى سعرا فى سوق البلح، وذلك قبل أربع سنوات، أوباما حقق فى بداية ولايته وبعد الخطاب الذى ألقاه فى جامعة القاهرة حالة واضحة من الإعجاب، عبرت عن نفسها فى سوق البلح باسم وسعر مميز، والناس تعبر أيضا عن غضبها، وهكذا تضاءل سعر أوباما تدريجيا ثم اختفى تماما، وأظن أن ترامب باعتباره الشخصية الأكثر حضورا عبر (الميديا) سيصبح له (شوال) يحمل اسمه، ولكن من أردأ أنواع البلح (أبوسوس)، فى بداية تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى حُكم مصر، بل ومنذ ثورة 30 يونيو، وهو له فانوس وبلح يحظى بالمركز الأول، ولكن ومع زيادة معاناة المواطنين من الغلاء هل سيؤثر ذلك سلبا فى رمضان القادم على سعر البلح والفانوس اللذين يحملان اسمه؟!.

الظاهرة بدأت فى الثمانينيات، كانت صفية العمرى تقدم دورها الأثير «نازك السلحدار» فى «ليالى الحلمية» فأطلقوا على أفخر أنواع البلح «نازك هانم» أو بلح «صفية»، بل امتدت أيضاً إلى واحد من أنواع السيارات «عيون صفية»، ثم تغير الحال بفعل قانون الزمن، وهو ما حدث مثلا مع «اللمبى» محمد سعد عام 2002، حيث أطلقوا اسم بلح «سعد» وبلح «اللمبى» قبل أن ينزوى من الأسواق فى الأعوام العشر الأخيرة، بسبب هبوط إيرادات أفلامه.

تسأل عن أسماء الكتاب والمفكرين وما هى حظوظهم فى الأسواق؟ أقول لكم لكل مقام مقال، وهؤلاء تباع أقلام تحمل أسماءهم فى بعض المكتبات، ليس فقط فى رمضان، لكن فى كل شهور العام، أعلى الأقلام سعراً هى تلك التى تحمل أسماء نجيب محفوظ ونزار قبانى ويوسف إدريس، لكنها لا تدخل فى منافسة طبعا مع حشيش هيفاء!!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع