الأقباط متحدون - المركوبين إخوانياً!
  • ٠٢:٠٨
  • الثلاثاء , ٩ مايو ٢٠١٧
English version

المركوبين إخوانياً!

مقالات مختارة | حمدي رزق

١٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٩ مايو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

بدون تقبيح وجوه، وتقطيع هدوم، وتلقيح جتت، تعدد المرشحين فى الانتخابات الرئاسية المقبلة ضرورة وطنية واجبة، نريدها انتخابات وليس استفتاءات، زمن الاستفتاءات ولّى، هذا زمن المناظرات البرامجية بين المرشحين، كلٌّ يعرض برامجه ونحن كشعب نختار، وثقة سنحسن الاختيار.

أقول قولى وأتمنى مخلصاً على أبناء مصر المخلصين كل من يجد فى نفسه شجاعة الترشح فليتقدم، ويعلن برنامجه، ويجول به بين الناس، وبمجرد انتهاء فترة الطوارئ المستقطعة من عمر الوطن لثلاثة أشهر، أن يعلن كل تيار مرشحه، وطوبى للمستقلين. وقبل أن تحلو السلطة فى أعين البعض، نعم ترشحكم حق لكم، حق لكل مواطن مصرى، على شرط واجب، إعلان موقفك من الإخوان، بوضوح وبدون مراوغات ولا تمويهات ولا تسويفات ومماطلات، وتلاعب ممجوج بالألفاظ، وتبضع أصوات فى سوق النخاسة، قل لى موقفك من الإخوان أولاً قبل أن تلقى بياضك، وتسمى نفسك مرشحاً.

السيسى عندما وقف أمام الاحتلال الإخوانى لم يكن يسعى إلى الحكم، وما قبل الأمانة إلا بإرادة شعبية عبرت عن نفسها خير تعبير فى الخروج الوطنى المعتبر فى 30 يونيو، وترشح بمطالبات وطنية عبرت عنها منابر وطنية رفضت إرهاب الإخوان والتابعين.

جل الشعب المصرى كان وراء هذا الرجل وفوضوه ولايزالون، فى مواجهة إرهاب هذه الجماعة التى خرجت على الوطن خروجة الأعداء ولاتزال تقتات على الدماء، وتروع الآمنين، وتكلفنا ما لا طاقة لنا به من الأرواح والأموال، وخلّفت أزمة اقتصادية رهيبة خنقت الوطن وأثرت على مقدراته، ما نعانيه نتيجة مباشرة لإرهاب الإخوان الضارى.

لماذا هذا الشرط الواجب؟ لأن الشعب المصرى الذى تحمّل الغرم صابراً على البلاء، لن يقبّل أيادى تمتد لمصافحة الإخوان، ولن يغفر لمن تحالفوا مع الإخوان ولم يتطهروا فى الموج البشرى الهادر رفضاً للإخوان، وإن تكذبوا فقد كذب مرشحون كثر من قبلكم، وافتضح أمرهم.

الشعب المصرى يرفض أن يعطى صكاً بالترشيح لمن يروم أصوات الإخوان والتابعين ويسعى إلى نيل رضاء المرشد، أو يمكن للإخوان فى الأرض مجدداً، أو يمنحهم قبلة الحياة، أو يفترض إمكانية مصالحة مستحيلة، أو ينفذ رغبة أمريكية معلنة فى إعادة الإخوان إلى المشهد.

كل واحد عارف نفسه، ونحن عارفين وراصدين لتوجهات المرشحين جميعاً، يا أَيُّهَا المرشحون المتأخونون، لا أَعتقد فيما تعتقدون، الإخوان لن يحكموا مصر بالوكالة، أو بمرشح من الخلايا النائمة، أو مرشح قادم من وراء الغمام، محملاً بالرسالة الأمريكية، وعلى هؤلاء المركوبين إخوانياً أن يبتعدوا عن طريق الشعب، لقد دفعنا من دماء أولادنا ثمناً باهظاًً.

الشهداء حاضرون فى المشهد لم يغادروه، وأرواحهم ترقبنا.. هل ضيعتم حق الشهداء؟!.. هل تصالحتم على الدماء، وصافحتم القتلة الإرهابيين، وحديث الشهداء ليس حديثاً عابراً، بل حقاً مستحقاً من يضيعه بالتصويت لمرشح الجماعة آثم قلبه؟!، ومن ترشح بإيعاز من الإخوان ستصيبه لعنتهم، وليس له مكان فى قائمة المرشحين المحتملين لرئاسة، وطن قال فيه الإخوان قولاً بغيضاً «طز فى مصر»، وأقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون.

ترشحوا تصحوا، وليصح ترشحكم حتماً ولابد من الإعلان صراحة وابتداء عن موقف المرشح من الإخوان، وسيكون هذا سؤال المشهد الانتخابى، ولا يروغ أحدهم من السؤال، وإذا المرشح رأيتـه مـتـمـلـقـاً للإخوان فهو العـدو، يعطيك من طرف اللـسـان حـلاوةً ويروغ منك كما يروغ الـثـعـلـب.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع