الأقباط متحدون - واحد جنسية وبطاطس وحاجة ساقعة!
  • ٠٣:٠٨
  • الثلاثاء , ٩ مايو ٢٠١٧
English version

واحد جنسية وبطاطس وحاجة ساقعة!

مقالات مختارة | غادة شريف

١٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٩ مايو ٢٠١٧

غادة شريف
غادة شريف

شوف يا حمادة، ولكى تكون على نور، أنا ليس لدىَ أدنى مانع إننا نبيع الجنسية، وأدينى باقولهالك من أولها أهو.. يعنى بِعنا الكلاوى وبِعنا العيال وبِعنا العفش وبِعنا الهدوم هتيجى على الجنسية ونقاوح؟!.. المهم أن نكون على نور ونعرف ما هو نصيبنا فى هذه البيعة بالصلاة على النبى؟.. مهم جدا أن يعرف كل واحد حقه ومستحقه، ولا نصبح فرجة للأجانب مثلما يحدث الآن فى مجلس النواب على قانون الاستثمار!.. بالصلاة على النبى بقى، الجنسية ناويين تبيعوها بالمتر ولّا بالكيلو؟.. أصل كل وحدة قياس لها سعر مختلف.. لو بالكيلو لها سعر، وعلى حسب لو حتة واحدة أو متقطعة إسكالوب..

ولو بالمتر فالجنسية أم العرض عرضين تفرق عن أم عرض واحد!.. ولازم برضه نعرف إحنا هناخذ كام على كل رأس داخلة البلد.. وياريت يا حمادة لو تستفسر منهم هل البيع هيكون جملة أم فردانى؟.. يعنى هل ممكن كل واحد يبيع جنسيته بدل ما نكلفهم جنسيات جديدة، أم أن الحكومة ستدبر الجنسيات من برة وبرة وتقرطسنا كالعادة وتروح علينا السبوبة؟!.. فى النهاية ومن مجمل وتفاصيل كل هذه المشروعات بالقوانين التى يطلع بها علينا البرلمان، اتضح بما هو معلوم بالضرورة أن العقل المفكر لهؤلاء القوم هو واحد مبسوط حبتين ومروق ترويقتين.. لكن يبدو أن آخر ترويقة كانت فى العلالى!.. إنما قولى بقى يا ضنايا، اللى هيشترى الجنسية منك هيشتريها على مالك ولا على جمالك ولا على برلمانك ولا على حكومتك؟!.. أم ربما على تصريحات وزرائك؟.. على أساس إنهم كائنات نادرة وكده.. احتمال!.. الأكيد المؤكد أن البيع والاقتراض استفحش فى الفترة الأخيرة، ومع هذا الاستفحاش زادت التصريحات التى تهبط بقيمة جنسيتك فى بئر غويييطة ليس لها قرار!.. عندما يكون وزير تعليمك شارى دماغه من تسريب الامتحانات، بل يصرح بذلك فى الإعلام وتتناقلها الصحف العالمية لأنه شخصية دولية، ألا يتسبب هذا فى زيادة اليقين أمام دول العالم بأن التعليم عندك لا أمل فيه؟.. وزير التعليم لديه مشكلة حقيقية فى التعامل مع الإعلام، بداية من تهافته عليه وانتهاء بعدم تركيزه فى التصريحات مما ينتج عنه الكثير من الهفوات التى لا يصح أن تصدر منه!.. لما يكون «شاومينج مش فى دماغه» كما صرَح فالمفروض هيكون فى دماغى أنا مثلا؟.. أروح أنا وإنت يا حمادة ندور عليه؟.. مشكلتنا فى الكوادر التى نختارها أننا محصورون بين نوعين.. إما كوادر فاشلة مثل الوزير السابق، وإما كوادر شديدة النبوغ مما يجعلها تتعالى على الغرض الأساسى من توزيرها، فتتوهم أنها ستخترع لنا تعليما من أول وجديد!!.. لا يا سيدى.. أنا أطالب بعودة المناهج التى كانت موجودة أيام الملك فاروق ومن قبله!.. هذه هى المناهج التى خرَجت لنا أجيالا من العظماء.. أما ما تلا ذلك من مبادرات لتطوير التعليم، فلم ينتج عنها سوى الأجيال الممسوخة التى نراها الآن!..

كفانا خزيا أن أولياء الأمور يطالبون بأن تكون امتحانات آخر العام بالعربى، رغم أن المواد تدرَس بالإنجليزية!.. أليس هذا دليلا كافيا على أن حتى الأهالى لا يريدون لأبنائهم تعليما متميزا، ولا يريدون اختبارا حقيقيا لمهارات أبنائهم؟.. عايزينهم ينجحوا وخلاص ومش مهم الشطارة!.. هذه نبذة عن العك المفضوح عالميا فى تعليمك الذى ليس فيه ما يرفع من شأن جنسيتك أمام الأجانب.. لن أحرجك يا حمادة وأحدثك عن فراخك ولحمتك وحميرك وأسعار سلعك حتى لا تقرر إنك تتبرع بجنسيتك مجانا، أو حتى لا أجدك تقرر إنك تخلعها وتركنها جنب الرصيف.. مشكلة الحكومة والبرلمان أنهم بلا رؤية.. ناس عايزة تجيب فلوس من تحت الأرض وخلاص!.. لذلك فهم يقلدون الغرب تقليدا أعمى يفتقد المنطقية!..

ولا واحد ممن تشمللوا واقترحوا بيع الإقامة أو الجنسية سأل نفسه عن الإغراءات التى ستحلَى بيع الجنسية كبضاعة فى أعين الشارى؟.. لو كان واحدا منهم فقط فكر نصف فكيرة لأدرك أن وجود قانون استثمار محترم، والقضاء على الفساد الإدارى هما العنصران القويان لجذب أى مستثمر جاد.. معاملتك للمستمثرين المحليين، واستقرار أسواقك، فلا تكون السلع كل يوم بسعر هو ما سيجذب المستثمر الجاد.. باقولك إيه يا حمادة، سيبك خالص من بيع الجنسية لأن عوامل الجذب هذه غير متوفرة عندك، بل عكسها تماما هو الذى يحدث، فالمستثمرون يأتون إليك متفائلين، فإذا بهم يطفشون طفشةَ رجلٍ واحد.. هذا الرجل الذى هرب من عروسه ليلة الدخلة لما شافها بعد ما غسلت وشها!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع