الأقباط متحدون - الصعيد..مسقط رأس 10 مشايخ للأزهر ومعقل 3 تنظيمات متطرفة
  • ١٨:٠٨
  • الاربعاء , ١٠ مايو ٢٠١٧
English version

الصعيد..مسقط رأس 10 مشايخ للأزهر ومعقل 3 تنظيمات متطرفة

أخبار مصرية | الوطن

٥١: ٠٤ م +03:00 EEST

الاربعاء ١٠ مايو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 أخرج صعيد مصر على مدار التاريخ العديد من أعلام الفكر والدين، فقد اختص الصعيد بـ10 مشايخ للأزهر، هم إبراهيم الفيومى، وأحمد بن عبدالجواد السفطى الشافعى، وحسونة بن عبدالله النواوى، وعبدالرحمن القطب النواوى، وعلى بن محمد الببلاوى ومحمد مصطفى المراغى، ومصطفى عبدالرازق، وعبدالرحمن تاج، ومحمد سيد طنطاوى، والدكتور أحمد الطيب، وهؤلاء ضمن 48 إماماً، تولوا إمامة الوسطية والاعتدال بالعالم السنى، فى المقابل خرج من الصعيد أكبر الجماعات الدينية تطرفاً فى تاريخ مصر، خاصة خلال العقود الأخيرة، فمنه خرجت جماعات التكفير والهجرة، والجهاد، والجماعة الإسلامية، الأمر الذى يوضح مدى التشدد الذى انتشر بالإقليم فى العقود الأخيرة.

 
ناجح إبراهيم: ترك الصعيد ليصبح مفرخة للإرهاب أمر خطير... و«عيد»: البيئة هناك شديدة التحفظ ما يسهل الاستقطاب
وأعاد اكتشاف أن انتحاريى كنيستى طنطا والإسكندرية من صعيد مصر إلى الأذهان الجماعات الإسلامية التى خرجت من صعيد مصر فى حقبة الثمانينات وأحدثت حالة من الخلخلة المجتمعية قبل أن تقبل المراجعات الفكرية والعودة لصفوف المجتمع.
 
الدكتور ناجح إبراهيم، أحد القيادات السابقة للجماعة الإسلامية، حذر من خطورة ترك الصعيد ليصبح مفرخة للإرهاب، وقال لـ«الوطن»، إن «الصعيد يولد موجة جديدة من التطرف والإرهاب، فللأسف نهزم التنظيمات عسكرياً، ثم نترك الفكر منتشراً ونترك كل الأسباب لإعادة إنتاج هذا الفكر، فالدولة لم تصنع شيئاً فى هذا المثلث ولم تهتم بالاستثمار فيه، وكل الطرق تؤدى لأن يصبح الشاب إما إرهابياً أو تاجر مخدرات»، وأضاف: «من يعش فى قرى الصعيد يكاد يشعر أن الدولة غير موجودة تماماً من ناحية الخدمات باستثناء الأمن، ورغم ذلك يضج الصعيد بترسانة أسلحة لم تضبط حتى اليوم، كذلك ينتشر الفقر والجهل والبطالة والمخدرات بالقرى والمدن، ومساجد الأوقاف ميتة دعوياً ومراكز الشباب تحولت إلى أماكن لرعى الأغنام، وتغيب المكتبات ومراكز الثقافة»، وأوضح أن الصعيد كان أحد أهم مناجم الإبداع المصرى، حيث خرج منه العديد من العباقرة أمثال الأخوين، محمد ومحمود صديق المنشاوى، وعبدالباسط عبدالصمد، وأحمد الرزيقى فى قراءة القرآن، ومكرم عبيد، وعمر مكرم، وجمال عبدالناصر، ونبيل العربى، وبطرس غالى فى السياسة، والعقاد والمنفلوطى، وأحمد بهاء الدين، ومحمد حسين هيكل، وطه حسين، ورفاعة الطهطاوى فى الآداب والفنون والصحافة.
 
وقال سامح عيد، الباحث فى الإسلام السياسى، إن الانتماء للجماعات فى الصعيد ينتشر بين القبائل الأقل قوة ونفوذاً، فالقبائل الكبرى تغنيهم قوة القبيلة عن الانتماء للتنظيمات المتطرفة، وأضاف أن الصعيد بيئة شديدة التحفظ وهو ما يسهل عملية الاستقطاب والانتماء للأفكار السلفية المحافظة، التى تعد المدخل الأهم للتطرف، فالصعيد تتحكم به كافة الجماعات المتطرفة، وبه ظهر تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية وغيرهما من الجماعات، وأوضح أن الجماعات المتطرفة تستغل حماسة الشباب وطاقات الغضب والكراهية والثأر المنتشرة هناك لتوجيهها ضد المجتمع، فالشاب هناك لديه أرضية عنف هم يستغلونها ويوجهونها ضد الدولة، وأن الحل ذو أشكال مختلفة يجمعها ضرورة البدء فى بناء دولة مصرية حديثة ملهمة وإلا سيظل الجميع يبحث عن البديل، كذلك لا بد من إصلاح التعليم فيمكن الوقاية عبر التعليم، وتنشيط الدعوة للأفكار الوسطية، فالأزهر خارج الخدمة فى طول مصر وعرضها وأصبح مخترقاً بشكل واسع، وبيان هيئة كبار العلماء الأخير يوضح مدى العنف الذى انتشر بين قياداته وسكن فى أكبر هيئة به، ويوضح مدى اختراق الإخوان للأزهر ونجاح الجماعة التى دعت أبناءها فى السبعينات لدخول الأزهر بالأمر المباشر ليستولوا عليه بعد وقت، هى الآن تحصد نجاحات كبيرة بسيطرة بعض أتباعها على مجريات الأمور بالمشيخة والمؤسسة كلها.
 
وقال أحمد بان، الباحث فى الإسلام السياسى، إن خطر الإرهاب لم يستثن بقعة جغرافياً فهو فى سيناء والدلتا كما فى الصعيد، وأضاف: أرفض تفسير الأمر بالفقر، فدول مثل السنغال أفقر من الصعيد ومصر ولم ينتشر بها التطرف رغم أنها دولة إسلامية، ولكن غياب التنمية والتعليم الجيد والثقافة وفرص العمل، فأسباب التطرف فى الصعيد مثل كل مصر تراجع مؤسسات التنشئة والثقافة وسوء الخطاب الدينى الرسمى الذى أصيب بحالة من الترهل جعلته غير مؤثر فى قطاعات واسعة وزاحمته الكيانات الجماعاتية والحركية وأضفت على الدين ما ليس فيه من مفاهيم العنف والتطرف.
 
وقال وليد البرش، الأمير السابق للجماعة الإسلامية: «انتشار التطرف فى صعيد مصر يأتى بسبب انتشار الممارسات الفقهية الخاطئة التى ترسخت عبر قرون حتى ظنها الناس ديناً، فهناك فهم خاطئ لنصوص القرآن وإخراجها عن سياقها وإفراغها من مضمونها ودلالاتها أدى إلى نتائج خطيرة أولها أن الدعوة إلى الله لهداية الخلائق بكل ما تحمله الدعوة من معان عظيمة وقيم كلية نبيلة إنما هو مرتبط بمرحلة استضعاف المسلمين حين يواجهون خصماً قوياً أو يعانون من قلة عدد، أما حال القوة وتغير الموازين فى صالح المسلمين فلا مجال للدعوة، فالطريق لهداية الخلائق هو الجهاد، وثانيها، تقسيم العالم إلى قسمين دار إسلام ودار حرب وإنزال أحكام ما أنزل الله بها من سلطان»، وأضاف: «وساعد على نشر هذه الممارسات الفقهية الخاطئة وجود الجماعة الإسلامية بكل ما تحمله من دموية وغض الدولة الطرف عنها فى فترة السادات والعشر سنوات الأولى من حكم مبارك، ووجود قيادات الجناح العسكرى للجماعة الإسلامية فى الصعيد وانتشارهم بعد 25 يناير 2011 وأبرز تحركاتهم كان تنظيم العرض العسكرى للجماعة فى مدينة أسيوط فى مارس 2013 تحت شعار اللجان الشعبية، وسيطرة الجماعة الإسلامية والإخوان على مساجد الصعيد مما سمح بنشر الخطاب العدائى التحريضى خاصة أثناء حكم المعزول، وانتشارالسلاح وثقافة الثأر توافقت مع الممارسات الفقهية الخاطئة واعتبروا التطرف والإرهاب ديناً يتعبد به إلى الله، وغياب دور الأزهر والأوقاف الفاعل فى حياة الصعايدة حيث تسيطر الجماعات الدينية على المشهد الدينى هناك وأوضح مثال مفتى الجماعة الإسلامية عبدالآخر حماد الذى يفتى الناس فى مساجد أسيوط دون رقابة ودون حصوله على حق الإفتاء».
 
من جهة أخرى أعلنت وزارة الأوقاف عن خطوات جديدة لإحكام السيطرة على المساجد بمحافظات الصعيد خاصة، حيث كثفت الوزارة حملات التفتيش على الزوايا الموجودة بتلك المحافظات وعلى رأسها قنا وسوهاج والمنيا، بعدما تبين أن أحد انتحاريى الكنيستين شيد مسجداً بقرية الظفرية بمدينة نجع حمادى محافظة قنا، واستغله فى نشر الأفكار التكفيرية إلى عدد من الشباب الذين تأثروا به، واستبعدت حملات التفتيش بمديريات الأوقاف بالصعيد خلال الأسابيع الماضية 820 كتاباً ومؤلفاً وكتيباً تدعو للتشدد وتبث أفكاراً تدعو للفتن، منها كتب للشيخ حسن البنا والقرضاوى وسيد قطب ومحمد حسان وأبوإسحاق الحوينى وياسر برهامى، وغيرهم من أصحاب الفكر المتطرف.
 
وعقد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اجتماعاً عاجلاً، مع وكلاء الوزارة على مستوى الجمهورية، بهدف إحكام السيطرة على جميع المساجد، وإبعاد المتشددين عن المنابر، وشدد خلاله على عقد اجتماع أسبوعى للقيادات الدعوية لمتابعة أوضاع المساجد، وعقد ندوات فى مراكز الشباب والأندية لجميع الشباب، وتكثيف القوافل الدعوية بالقرى والنجوع.
 
وأكد الوزير ضرورة تطهير مكتبات المساجد من الكتب التى تحمل أفكاراً متشددة، وإغلاق الزوايا التى تقل مساحتها عن 80 متراً، واستبعاد أى إمام يثبت انتماؤه لأى جماعة إذا كان معيناً بالأوقاف، وسحب التصريح منه إذا كان يعمل خطيباً بالمكافأة، حيث خولت لوكلاء الوزارة اتخاذ الإجراءات دون الرجوع للقطاع الدينى.
 
وأكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالأوقاف، أن الرقابة على المساجد عامة ستزداد وأنه تم إعداد خطة محكمة لمساجد محافظات الصعيد، خاصة التى تقع فى القرى والنجوع، والتى ثبت مؤخراً أنها مصدر الجماعات المتطرفة، وأضاف أن الوزارة وضعت خطة محكمة لجميع محافظات الصعيد خلال الفترة المقبلة، وأنها ستحرص على زيادة عدد المفتشين الذين لهم صفة الضبطية القضائية، لإحكام القبضة أكثر على المساجد، وأن الدكتور وزير الأوقاف قام بحركة تنقلات محدودة بين قيادات الأوقاف بالمحافظات، للتصدى للفكر المتطرف.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.