الحب له علاقة بالروح وليس الشكل
مقالات مختارة | بقلم:بولا وجيه
٢٣:
٠٢
م +02:00 EET
الخميس ١١ مايو ٢٠١٧
بولا وجيه شاب مصرى له تجربة إنسانية ثرية فقد إستطاع بولا أن يتغلب على العديد من الأزمات الصحية التى واجهته فى حياته منذ أن كان طفل صغير والتى يتلخص سببها فى السمنة المفرطة حتى وصل الأمر لعدم قدرته على الحركة لسنوات طويلة وتلك الفترة هى التى قرر الفتى الصغير أن يغير فيها من حياته ويتقبل ظروفه بل ويتمرد عليها ويدرس التمنية البشرية حتى وصل الى محاضر بها له متابعين بالألاف على الفيس بوك ولم يكتفى بذلك إنما خاض تجربة جراحية خطيرة نسبة النجاح بها لاتتجاوز 5% حتى يتخلص من السمنة وبالفعل نجح فى ذلك
ولكن الغريب أنه بعد أن تجاوز كل تلك المشاكل وسافر الى روسيا لدراسة طب الأسنان كتب مؤخرا بوست يشبه نفسه فيه بشخصية حسين أبو الروس التى قدمها نجيب محفوظ فى رواية حديث الصباح والمساء والتى كان يخشى أن يخوض أى تجربة حب أو إرتباط بسبب شكله " الملخبط " وقد تم تشيير هذا البوست بشكل يؤكد على أن الألاف من الشباب والبنات لديهم مثل هذا الشعور .. عن هذا البوست وما الذى دفعه إليه وتفسيره لتشييره بهذا الشكل كان لنا معه هذا الحوار.
معظم بوستاتك تحقق نسبة شير عالية جدا ولكن هل كنت تتوقع أن هذا البوست الذى قلت فيه أن الحب يرتبط بالشكل والظروف يقرأه ويشيره الألاف من الشباب؟
أنا غالبا أكتب ما أشعر به وهذا البوست تحديدا كان يلمس شيئا ما بداخلى ولكنى طبعا لم أتوقع أن يهتم به عدد كبير جدا من الشباب .
أنت نجحت فى تجاوز العديد من الأزمات الصحية والنفسية التى واجهتك فى حياتك فكيف بعد كل هذا النجاح تشبه نفسك بشخصية أبو راسين فى مسلسل حديث الصباح والمساء ؟
أولا دعينى أوضح أن تلك الرواية تحديدا بالرغم من إنها تدور فى زمن قديم إلا أن معظم الفلسفة التى تنطوى عليها خاصة تلك المرتبطة بالحب والنصيب لايوجد شخص فى أى زمان أو مكان لم يمر بحالة منها كما أنه يؤكد على أن الإنسان عندما يقع فى الحب خاصة لو كان حقيقى بيتغاضى عن العادات والتقاليد ولا يصغى سوى لصوت روحه التى تؤكد له أن هذا الحبيب هو سر سعادته وغالبا ما يكون هكذا بالفعل ولكنى عندما قرأت تلك الرواية مرة اخرى وجدت نفسى أقربلشخصية أبو راسين هذا الشاب الذى وهبه الله شكل ملخبط برأس كبير على جسد طفل
ولكنه عندما وقع فى الحب فعل كل ما بوسعه ليثبت لحبيبته أن الإنسان ليس بشكله إنما بسلوكه وإخلاصه ورغبته فى إسعاد حبيبه حتى وقعت فى حبه بالفعل وأنا عندما شبهت نفسى به لم أكن أقصد أنه شخص سيىء وإنما العكس فهو إنسان صادق فى حبه ومشاعره ومقدر حجم التضحية التى ضحى بها الأخر عندما قرر أن يرتبط بإنسان شكله "مش حلو " لأن الإرتباط فى حذ ذاته يبدو تضحية لأنه يتطلب من كل طرف أن يكون الأب والإبن والحبيب والزوج فما بالك لو لم يكن الشكل ليس على ما يرام.
كل كتاباتك ونصائحك للشباب تبث فيها الروح والطاقة الإيجابية .. ألا ترى أن هذا البوست يقول العكس ؟
أى كاتب مهما كانت طبيعة كتاباته فلابد من فترة لأخرى أن يقدم شيئا ينطوى على شىء من الحزن ولكن من فهم أن هذا البوست يبث طاقة سلبية أو إحباط فهو مخطىء لأنه الحقيقة أنه يقول العكس تماما فأنا عندما كتبته كنت أقصد أن أقول للناس أن الحب هو أهم شىء فى الحياة كما أنه لايرتبط لابشكل ولا أمكانيات ولا ماديات بقدر ما هو مرتبط بالتوافق بين الروحين لأن الشكل مهما كان جميل سيضيع هذا الجمال مع الزمن أما الروح فهى التى ستبقى لأخر العمر فالله سبحانه وتعالى لم يخلق الحب للجميلة والوسيم فقط أنما خلقه سند ومعين للنفس البشرية .
ترى لماذا لمس هذا البوست عدد كبير من الشباب ؟
لإنى فعلا عندما كتبته لم أكن أقصد نفسى فقط ولكنى كنت أقصد أى فتاة أو شاب متصورين أن الشكل الحلو هو السبب الأول للحب فالحب ليس له علاقة بالشكل وإلا ما إستطاع دكتور طه حسين أن يتزوج من سوزان تلك الفتاة الفرنسية الجميلة ويكمل معها حياته ولو كانت حسبتها بالشكل لما تزوجت رجل كفيف لن يستطيع أن يراها أو يمدح جمالها وقد كانت تلك الفتاة من أهم أسباب نجاحه فى الحياة .
معنى هذا أن الروح هى التى تمنح الجمال وليس العكس ؟
بالتأكيد فطبيعة الشخصية وهدوء الروح وحب الخير للأخرين هى التى تمنح الجمال وليس الشكل كما أنها تمنح جمالا مستمرا لايتأثر بالزمن والأهم أنك تكون محافظ على توازنك النفسى فهذا أيضا من شأنه أن يمنح الإنسان جمال وشباب لاينضب بدليل عمرو دياب وليلى علوى وعصام الحضرى فأنا أظن أن هؤلاء الثلاثة تحديدا لديهم هذا التوازن .
كل كلامك يؤكد على أن أى شاب أو فتاه لديه مشكله فى شكله أو وزنه عليه اليقين بأنه شخص عادى من حقه يحب ويعيش حياة سعيدة ؟
بالتأكيد شرط أن يكون متصالح مع نفسه لأن ربنا عندما خلق البشر لم يضع مفهوم أو كتالوج للشكل المثالى كما أنه لم يضع شرطا للحب والله سبحانه وتعالى عندما يأخذ شيئا يعوضه بشىء أخر فأنا مثلا فترة مرضى وعدم قدرتى على الحركة من السرير لمدة سنة ونصف كانت سبب إنطلاقى فى الحياة ودراستى للتنمية البشرية حتى أصبحت محاضرا بها المهم أن يثق كل واحد فينا ان الله منحه شيئا خاصا به لم يعطيه لأخر .
نقلا عن الشباب