رسالتي إلى الشيخ سالم عبد الجليل
د. ماجد عزت اسرائيل
الخميس ١١ مايو ٢٠١٧
د.ماجد عزت إسرائيل
فى يوم الثلاثاء الموافق 9 مايو 2017م وفى مساء ذات اليوم ،ومن خلال حلقة تلفزيونية تناقش التوبة فى برنامج بعنوان“المسلمون يتساءلون” المذاع على قناة المحور الفضائية - يملك هذه القناة الفضائية الدكتور حسن راتب - والذى يقدمه "الشيخ سالم عبدالجليل" مستشار المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والوكيل السابق لوزارة الأوقاف، حيث قال" أن عقيدة اليهود والنصارى عقيدة فاسدة وضالة، لكن لهم عندنا التعايش والمحبّة والمعاملة الحسنة"،ولم يكتفى بذلك فواصل حديثه فى حلقته قائلاً “والله المشايخ اللي بيطلعوا يقولوا للمسيحيين إنت مؤمنين ضللوهم وما خدموهم، هيفرحوهم دلوقتي ويوم القيامة سيقف هؤلاء على الصراط وهيقولوا يا رب فلان ده قال لنا إنتم مؤمنين ضللنا، جايز لو كان قال لنا لأ إنتم غلط كنا فكرنا”.
ولم يكتفى الشيخ سالم عبد الجليل بما قاله،بل حاول إرسال رسالة للشيوخ الآخرين حيث ذكر قائلاً: " انتبهوا يا مشايخ اللهم بلّغت اللهمّ فاشهد، يا يهود ويا نصارى إنتم طيبين وبشر وهنعاملكم كويس لكن الفكر اللي إنتم عليه والعقيدة اللي إنتم عليها عقيدة فاسدة، ارجعوا لربكم. إنتم أخواتنا ونعيش مع بعض في هذا العالم حتى لو خارج أوطاننا مش بس في الوطن، لكم عندنا المعاملة الحسنة، لكن من حيث العقيدة لازم تعرف كويس إنه لأ، علشان ماتجيش تقول ماحدش قالي،أصل المشايخ قالوا إنتم صح إنتم مؤمنين". وواصل خطابه التكفيرى ضد المسيحيين قائلا: “لما هييجي يوم القيامة اللي كانوا مؤمنين بالمسيحية إيمان صحيح قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولما بُعث النبي كفروا، هيتقال لهم إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرًا لما ذكّروا بالرسول محمد كانوا بيزدادوا كفرًا، لن تقبل توبتهم، وعند الحشرجة ينتظرون عيسى الله ليخلصهم فإذا بهم يدركون، مش هيلاقوا سيدنا عيسى مش هيلاقوا غير ملائكة العذاب وملائكة الموت، ساعتها هيبقى عايز يرجع، هيقولوا له خلاص ماعدش ينفع، لن تقبل توبتهم فهؤلاء هم الضالون”.هذا هو نص خطاب العالم الجليل الشيخ سالم عبد الجليل حسب قناة المحور الفضائية والدوريات(الجرائد والمجلات) وغيرها من وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
فضيلة الشيخ سالم عبد الجليل ربما اعتقد أن فضيلتكم لم تعيش فى مصر، لأنك لم تعرف من هم مسيحيوا مصر الذى حرقت لهم نحو 104 دير وكنيسة ومؤسسة خدمية فى أغسطس 2013 م،بالإضافة إلى عمليات النهب والسلب للمحلات والشركات والمحلات التجارية،وأيضًا مسلسل خطف البنات المستمر كل يوم، وراح المئات من الشهدء المسيحيين فى ماسبيرو 2011م،وتهم إزدراء الأديان للمسيحيين منهم أطفال،وفى آخر العالم الماضى ديسمبر 2016 م ،تفجير الكنيسة البطرسية وهى التى راح ضحاياه نحو 30 شهيداً بالإضافة إلى أكثر من 60 حالةمن الأصابات المزمنة،وفى إبريل 2017م وفى أحد الشعانين (الزعف) تتعرض كنيستى مارجرجس بطنطا ومار مرقس بالإسكندرية للتفجيرات التى راح ضحاياه نحو أكثر من 50 شهيداً بالإضافة إلى الأصابات المزمنة،علاوة أيضًا على الخطف للسيدات المستمر،وتهجير نحو 200 أسرة مسيحية من العريش،وتشريد آخرون وقتل البعض منهم ،كل هذا يتعرض له مسيحيوا مصر، ولم يتلفظ بلفظ واحد، ولم يلجئوا إلى أى جهة خارج ،وفى كل ساعة وكل يوم يصلوا من أجل مصر أن تبقى من أجل المواطنة والتعايش السلمى بين الجميع، بل هؤلاء الكفار والمسيحية الفاسدة فى نظرك فضيلة الشيخ لقد علمهم معلمهم الإلهى "يسوع المسيح" كيف يحبوا أعداءهم حيما ذكر قائلاً: وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، آية (مت 5: 44).
فضيلة الشيخ سالم عبد الجليل،الديانة الفاسدة فى نظرك تعلم كل يوم أبنائها المحبة ورسائل السلام، وكيف أن الإنسان يحترم الآخر أى كان جنسه أو نوعه أو دينه،وتؤمن أنه بدون محبتك لأخيك وشريكك فى الوطن لا يمكن أن تحب الله حيث ورد بالكتاب المقدس قائلاً: "إذا كنت لا تحب أخاك الذي تراه ، فكيف تحب الله الذي لا تراه " ( 1يو 20:4 ).
فضيلة الشيخ سالم عبد الجليل، الديانة الفاسدة فى نظر فضيلتكم، كل يوم تفتح أديرتها وكنائسها لتصلى من أجل الرئيس والوزراء والجند والمرضى بكل مرض، والمسافرين والمسجونين،ومن أجل نيل مصر،ومن أجل سلام المدن فى بلدنا الحبيب مصر،ومن أجل سلام العالمم، الصلاة هنا عزيزى من أجل الجميع وليس المسيحيين فقط.
فضيلة الشيخ سالم عبد الجليل، هل فضيلتكم نسيت أن أصحاب الديانة الفاسدة المسيحيين هم أصل الأمة المصرية، وأن مصر هى بلدهم الأصلية،وهم أصل السكان، وأن أديرتهم وكنائسهم تعلم المحبة والسلام منذ الآف السنيين، فهنا عزيزى لايصح أن تقول لأصحاب الدار أنتم أصحاب ديانة فاسدة حسب قولك عنما ذكرت قائلاً" لكن لهم التعايش والمحبّة والمعاملة الحسنة" أنت لاتوزع العطايا مانح العطايا الله وحدة ،المسيحى مواطن مصرى،ويجب أن يعامل طبقاً للدستور المصرى.
فضيلة الشيخ سالم عبد الجليل، هل هذا الخطاب يدعو للمحبة والسلام بين أبناء الوطن الواحد،هل يدعم الوحدة ويحقق طريق المواطنة،التى ينادى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالتأكيد لا يسعى خطابك لهذا السؤال ماذا تريد من المسيحيين؟ هل فى تعاليمك ودروسك على قناة المحور لم تجد إلا هذا الموضوع لتقدمه؟ هل بعد ترك منصبك فقدت الشو الأعلامى فتناولت هذا الموضوع ؟ماذا فعل المسيحيين لك لتقول على عقيدتهم أنها فاسدة ؟ أنا وأثق بالرغم ما فعلته ضد أصحاب الديانة الفاسدة ، سوف يصلى لك أصحابها من أجل سلامتك أنت وأسرتك.
هنا أيضًا ينبغى أن نسجل موقف الدكتور "مختار جمعة"،وزير الأوقاف، حيث علق قائلاً إن تصريحات الشيخ سالم عبدالجليل حول تكفير الأقباط جعلته يشعر بأنه في قمة الأسى والانزعاج، مؤكدًا أن الشيخ عبدالجليل إن لم يعتذر عن تصريحاته فإنه لن يصعد أي منبر أو مسجد. وأضاف ، خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج "كل يوم"،مع الأعلامى عمرو أديب، المذاع على فضائية "on-e"، يوم الثلاثاء الموافق 9 مايو 2017 م ،أن الشيخ سالم عبدالجليل ليس له علاقة بالأوقاف من قريب أو من بعيد، مضيفًا: "الشيخ سالم عبدالجليل يثير الفتنة بين أبناء الوطن الواحد ويجب على القنوات الفضائية ألا تستضيفه ويتم التعتيم عليه حتى يفكر مليون مرة من يبحثون عن الظهور ويغلق عليه الباب". ومن جانبه قدمت قناة المحور اعتذار عما قدمه الشيخ سالم ،وانهت التعاقد معه فى برامجها.
وهنا نشير إلى موقف منظمة الإتحاد المصرى لحقوق الانسان برئاسة المستشار نجيب جبرائيل الذى تقدم بلاغ للنائب العام رقم 5714 لسنة 2017 بلاغات النائب العام،وممهر بالعديد من التوقيعات من أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين، يطلب من المستشار النائب العام أحالة الشيخ سالم عبد الجليل للمحاكمة العاجلة،بتهمة إزدراء الأديان،وتهديد الوحدة الوطنية،وتقويض السلام الاجتماعي والتحريض على قتل المسيحيين ومناهضة الدولة المصرية "،وهنا السؤال الذى يطرح نفسه هل سيتم تقديمه للمحاكمة؟ أم سيقدم اعتذار عما قاله فى حق المسيحيين أصحاب الديانة الفاسدة ؟مع إلغاء برنامجه ومنعه من صعود المنبر، هذا ما سوف تجيب عنة الأيام القادمة.