مصر ورعب موردي الغاز.. حقل "عملاق" وآخر "أدهش الجميع"
أخبار مصرية | سكاي نيوز عربية
الخميس ١١ مايو ٢٠١٧
تجري مصر محادثات مع موردي الغاز الطبيعي المسال لتأجيل شحنات متعاقد عليها لهذا العام، وتهدف لخفض المشتريات في 2018 مع ارتفاع كبير في إنتاج الغاز المحلي، وهوما قلص الطلب على الغاز المستورد الأعلى تكلفة.
ولا تبدو رغبة مصر في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بنهاية 2018 مبشرة بخير للتجار الذين عليهم تحويل كميات من الغاز الطبيعي المسال إلى أنحاء أخرى، وسط القلق من تأثير ذلك على أسعار الغاز العالمية إذا لم يتم إيجاد أسواق بديلة لمصر.
وتعد مصر ثامن أكبر مستورد في العالم للغاز الطبيعي المسال.
ويقول محللون وتجار ومصادر في القطاع إن الشركة المستوردة، وهي المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيغاس) التي تديرها الحكومة، تريد تأجيل عشرات الشحنات من الغاز الطبيعي المسال التي تم التعاقد عليها لهذا العام.
وخفضت إيغاس أيضا خطط مشتريات الغاز الطبيعي المسال لعام 2018من 70 شحنة إلى 30 شحنة، بحسب ما قاله مصدر مصري في القطاع في إشارة إلى انسحاب أحد المستوردين الأسرع نموا للغاز الطبيعي المسال من الساحة العالمية.
وقال وزير البترول المصري، طارق الملا، لرويترز إن مصر ستؤجل بالقطع شحنات، لكنه لم يذكر أرقاما محددة.
وكشف تيدي كوت، كبير محللي أسواق الطاقة لدى "إي.دي.إف" إنه مع تباطؤ نمو الطلب بين دول آسيوية مستهلكة للغاز مثل اليابان، يشكل القادمون الجدد بقيادة مصر 86 في المئة من صافي النمو منذ منتصف 2014.
وتابع "هذا اضطراب في الطلب لا يتجاوز فقط فوكوشيما من حيث النطاق وإنما أيضا من حيث السرعة"، في إشارة إلى كارثة المفاعل النووي في اليابان في عام 2011 وما نتج عنها من إغلاق لمفاعل اتنووية، وهو ما ساهم في انتشال الغاز الطبيعي المسال من هبوطه الأخير.
ومن المنتظر أن يقفز الإنتاج العالمي من الغاز الطبيعي المسال بنحو الثلث ليصل إلى 452 مليون طن بحلول 2020. ومع انخفاض الأسعار الفورية في آسيا 72 في المئة منذ أوائل 2014 فإن إضافة أسواق جديدة لامتصاص التخمة تعد عاملا مهما لوقف الهبوط.
وفي خضم الجهود المبذولة لإحياء الاقتصاد المصري، تأتي سلسلة من الاكتشافات لتشكل دعما محتملا للحكومة في الوقت الذي تنفذ فيه إصلاحات اقتصادية حساسة سياسيا وتكافح لكبح التضخم الذي قفز لأعلى مستوياته في 30 عاما.
حقل نورس هو الذي أدهش الجميع
وقال آدم بولارد، كبير محللي النفط والغاز لشمال أفريقيا لدىوود ماكينزي، "بدأت الاختبارات التي تجريها بي.بي في غرب الدلتا مبكرة عن موعدها، ويحرز حقل ظُهر العملاق لإيني تقدما سريعا على المسار صوب باكورة إنتاجه من الغاز في وقت لاحق هذا العام، لكن الإنتاج من حقل نورس هو الذي أدهش الجميع هذا العام".
وأضاف بولارد أن حقل نورس لإيني ينتج 900 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا، ليصبح بذلك أكبر حقل منتج للغاز في مصر منذ بداية تشغيله في أواخر 2015.
وبدأ الإنتاج من حقلين لبي.بي في مشروع شمال الإسكندرية بغرب الدلتا، وهما تورس وليبرا قبل الموعد المحدد بثمانية أشهر. ومن المنتظر أن تدعم حقول الغاز في شمال الإسكندرية الإنتاج أيضا.
تأجيلات
قال تاجر للغاز الطبيعي المسال "المحادثات مع مصر حول تأجيل شحنات مستمرة.. وهناك أيضا محادثات بين التجار والمنتجين بشأن الأماكن التي سيتم تحويل الشحنات إليها".
وأظهرت بيانات لرويترز أن مصر، التي كانت في الماضي من بين أكبر عشرة مصدرين للغاز الطبيعي المسال في العالم ويبلغ تعداد سكانها 92 مليون نسمة، استهلكت نحو 12.5 مليون طن منذ بدأت الاستيراد في 2015.
وقالت مصادر تجارية إن إيغاس أجلت بالفعل هذا العام ما بين 10و15 شحنة. ويشير حجم وسرعة هذا التحول إلى أن الحكومة ربما تقلص كثيرا اعتمادها على الغاز المستورد، لكن استدامة ذلك ستعتمد على الطلب المحلي.