حوار الدكتورة مني أبو سنة
أكدت الأستاذة الدكتورة مني أبوسنة، أستاذ الأدب الانجليزي بجامعة عين شمس، أن انتقال فكر أبن رشد للعالم الغربي وتأسيس "الرشدية اللاتينية" أدي إلى الفحص الحر ولظهور تجديد للفكر الديني الذي تبناه مارتن لوثر بعد ذلك.
وأضافت أبوسنة، أن الإجماع الديني من أعمدة الأساسية لأي مؤسسة دينية ولا يوجد مؤسسة دينية بها تنوع، وهذه المؤسسات تعتبر نفسها تمتلك الحقيقة المطلقة ولا تقبل النقد.
وتساءلت أستاذ الأدب الانجليزي، هل كان لأوروبا أن تزيد من هذه القطيعة بعدما استفادت من فلسفة ابن رشد وأبعدته عن العالم الإسلامي الذي نشئ فيه.
وأوضحت أن العلمانية التي يقصدها البابا فرنسيس أن لا تهيمن المؤسسة الدينية على حياة الفرد المؤمن هيمنه دينية واجتماعية، بحيث لا يكون الفرد خاضع لفتاوى أو أمور دينية، وأن يكون فهمه للدين فهم حر وأن المؤسسات الدينية مؤسسات روحية فقط وليست اجتماعية.
قال الأستاذ الدكتور مراد وهبه، أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بجامعة عين شمس، إن زيارة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، حدثت بعد عدة مذابح للأقباط فى العريش وطنطا والإسكندرية ومحاولة تشريد الأقباط كجزء من مخطط تشريد المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، في هذا الإطار يمكن أن ننظر إلي الأبعاد السياسية والدينية لهذه الزيارة التاريخية لبابا روما.
وتابع وهبه، خلال برنامج كلام في الفلسفة والعلم والسياسة المذاع على موقع الأقباط متحدون، أن اللقاءات مع شيخ الأزهر لها مغزي هو محاولة تداخل العالم المسيحي مع العالم الإسلامي لأنه هناك شبه قطيعة بدأت في القرن الحادي عشر مع ظهور أبوحامد الغزالي عندما ألف كتابه "تهافت الفلاسفة" فى الفقرة الأولي من الكتاب يقول "أن الفلاسفة المسلمين ملحدون لأنهم تأثروا بالفلسفة اليونانية الوثانية" ومعني ذلك بدأ الغزالي أن يعزل العالم الأوروبي عن العالم الإسلامي.
وأضاف، أن قيمة الغزالي أنه احدث تيار كاره لأوروبا، واستطاع أن يهيمن بفكره علي المشرق العربي، وبالتالي وجد أبن رشد خطورة في أن ينتقل هذه الفكر إلي المغرب العربي وتصد بعنف لأفكار الغزالي، انتهت إلي حرق مؤلفات أبن رشد وتكفيره، والغريب أن في نهاية القرن الثاني عشر انتقل فكر أبن رشد إلي أوروبا بناء علي ترجمة مؤلفاته لتكون مجموعات تعرف باسم "الرشدية اللاتينية" نسبة إلي أبن رشد ولغة أوروبا اللاتينية، دفعت تلك المجموعات إلي قراءة النصوص الدينية بعقلانية، وكانت ضد التكفير في العصور الوسطي، ورغم الصعوبات التى قابلت تلك المجموعات إلي أنها أدت إلي وجود إصلاح ديني بأوروبا.
وأوضح أستاذ ورئيس قسم الفلسفة، أن من نتائج زيارة بابا روما لمصر أن يكون أبن رشد هو العامل المشترك بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، وأن تتفق المؤسستان على ثلاثة بنود هم: إعمال العقل في النص الديني، والخروج عن ما يسمي "الإجماع" لان كل واحد لديه فهم للنص الديني وبناء عليه لا يكفر، وأن ننسف التفكير وازدراء الأديان التي هي وسيلة للتكفير، والبند الثالث هو أن لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة.
وشدد أن هناك صراع خفي بين الإرهاب الإسلامي وتشريد المسيحيين في الشرق الأوسط، بحيث يطرد كل المسيحيين بمنطقة الشرق الأوسط وتبدأ الخلافة الإسلامية من هذه المنطقة ومن ثم تنتقل إلي كوكب الأرض، وأكد، أن البابا تواضروس علي قناعة بهذه المساءلة وأن من حقه أن يكشف عن أبعاد المخطط في لقاءاته مع قادة العالم الغربي، وفى وتورط بعض الأنظمة الغربية مع الإرهاب الإسلامي لتنفيذ هذه المخطط.