الأقباط متحدون - الحلاق القبطي ليس ترابيني
  • ٠٤:٠٩
  • الجمعة , ١٢ مايو ٢٠١٧
English version

الحلاق القبطي ليس ترابيني

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٨: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ١٢ مايو ٢٠١٧

الشهيد نبيل صابر فوزي
الشهيد نبيل صابر فوزي

د. مينا ملاك عازر
قتلوا الشهيد القبطي العائد هرباً من نار فشل وكذب الدولة المصرية التي أكدت دعمها لمن ليسوا مهجرين قصرياً، ولكن تاركين بيوتهم من باب التنزه والتمتع برؤية أثار مصر في شتى بقاعها، قتلوا نبيل النبيل الذي لم يستطع أن يعش عالة على أحد، فقرر العودة وفتح محله ظناً أن الأمن صادق بأنه طهر العريش ويمكن العيش فيها للأقباط، قتلوا صابر لأنه صدق الوزيرة بأن العودة ستكون في خلال ثلاثة أشهر على الأكثر، فعاد وسفك دمه في يوم سفك دم جده مار مرقس وكأنه كتب على المصريين أن يسفك دمهم إما على يد الدولة أو بسبب تخاذلها وضعفها وعدم سيطرتها أمنياً.

لا ينتمي نبيل الحلاق المصري لقبيلة الترابين لتثأر له، وتقبض على قاتليه أو أتقتص منهم بقتلهم، لكنه فقط يحمل بطاقة مصرية لدولة شبه دولة بشهادة رئيسها، فقتلوه بدم بارد وبهدوء وبوضوح أمام الجميع في غفلة من الأجهزة الأمنية التي نجحت في تأمين زيارة بابا روما، وهو أمر لو تعلمون مهم، وفشلت في تأمين كنائس الأقباط في أحد السعف وفي إعادة أقباط العريش لبيوتهم ومنازلهم وتأمين العيش الكريم لهم.

الحلاق القبطي ليس ترابيني، لذا لم تتأهب أي قبيلة سيناوية للقصاص له، ولن تتحرك أي جهة لتنتقم له، ليس لأنه قبطي لكنه لأنه اتكأ على ذراع ضعيف، الترابيون اقتصوا وهاجوا وقاموا قومة رجل واحد، وقبضوا على زعيم التنظيم وقتلوا من رجال التنظيم عدد ليس بقليل، اقتصوا قبضوا على بعض منهم مشطوا السوق باحثين على من قتلوا أحد أبناء القبيلة، فعاد التنظيم عما فعله، وحاول مهادنتهم لكن أحد لم يفعل لقتل أكثر من ثماني أقباط فقط اكتفوا بتهجيرهم ونفي تهجيرهم القصري بمسميات واهنة وواهية، لم يمشطوا ولم يقبضوا ولم يعرفوا أن الوطن كله خط أحمر.

حدثتكم من قبل على دولة الترابين، منذ أكثر من سنتين، وعدت وكررت الحديث عنها في حرب السجائر في مقال لي، وفي برنامج لسعات، لكن الدولة لم تختشي، أخذت تماطل وتناقش أمور لا جدوى ولا طائل منها، وكادت تحتفل بضيافة باقي محافظات مصر بالمهجرين، حتى نسيت ضرورة عودتهم وضرورة توفير العيش الكريم المحترم الذي يكفل آدميتهم وإنسانيتهم ومصريتهم، فعاد الشهيد ليلقى ربه داعياً على المقصرين والمتواطئين، ومصلياً للإرهابيين بأن يسامحهم الله كعادة مسيحيو مصر.

هل تقتدي الدولة بترابين سيناء؟ وتستعيد حق شهداء كثيرين أقباط سقطوا في العريش ورفح وغيرها أم ستستمر في خطها السائرة عليه إلى أن تصل لتلق رب كريم يحاسبها.

المختصر المفيد الترابين ليسوا مثل أعلى للدولة المصرية، فهم أيضاً خارجين على القانون بحيازتهم السلاح، لكنهم مثل في أنهم لا يتركوا دمائهم تسيل هدر.