باحث يواجه "مغالطات زيدان": "صلاح الدين" كان حازمًا مع الخونة
فن | الوطن
٣٤:
٠٣
م +02:00 EET
السبت ١٣ مايو ٢٠١٧
بعد زوبعته عن شخصية صلاح الدين الأيوبي، انتفضت حسابات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، للدفاع عن صورة "صلاح الدين" القائد العظيم، ومن بين هؤلاء جاء الباحث علاء حمودة، الذي طالما خاض مواجهات ضد كتابات الدكتور يوسف زيدان وتوصيفه لها بأنها تتضمن "مغالطات"، فكتب على حسابي الشخصي: "الدكتور يوسف قرر يدخل في سيل من المغالطات التاريخية المتعلقة بحقبة حكم صلاح الدين".
وفند "حمودة" "مغالطات زيدان" بقوله: "صلاح الدين لما قاتل الشيعة.. ماحاربش الشيعة فقط.. ومكانش بيبص للأمور بمذهبية.. وكان قلق للغاية من الفتنة السنية الشيعية"..
وتابع: "الحقيقة أن صلاح الدين الأيوبي جاء مصر بطلب خاص من حاكمها الفاطمي الشيعي اللي استعان بحاكم الشام، نور الدين زنكي، ودي كانت البداية والمقدمة لمجيء صلاح الدين"، مضيفا: "اتعين صلاح الدين وزير للدولة الفاطمية، وهنا أرسل له نور الدين زنكي رسالة يطالبه فيها بتعديل الخطاب على المنابر والدعاء لخلفاء بني العباس في خطبة الجمعة، لكن صلاح الدين رفض الطلب دا بأدب.. ورجع الرسول لنور الدين زنكي وقال له إن دا حيتسبب في فتنة عظيمة واقتتال أهلي وماينفعش يتعمل".
وقال "حمودة": "المؤرخ أبو شامة المقدسي، الذي كان دمشقيا ويعد مؤرخ نور الدين زنكي، سجل لنا رفض صلاح الدين وقال في كتابه (الروضتين في أخبار الدولتين): فاعتذر صلاح الدين بالخوف من وثوب أهل مصر وامتناعهم عن الإجابة إلى ذلك، لميلهم إلى الفاطميين".
وتابع: " نور الدين زنكي أصر على طلبه.. فتجاهله صلاح الدين تماما.. لحد ما اتوفى الخليفة الفاطمي العاضد، اللي عهد بالحفاظ على ولاده لصلاح الدين الأيوبي.. لأنه لم يجد أكثر ثقة من صلاح الدين ليستودعه أبناءه ويوصيه بإكرامهم.. مع العلم إن صلاح الدين كان سني.. والعاضد كان شيعي علوي".
وأضاف "حمودة": "المؤرخ بهاء الدين بن شداد بيقول لنا عن موقف صلاح الدين من وفاة العاضد: (جلس السلطان للعزاء، وأغرب في الحزن والبكاء، وبلغ الغاية في إجمال أمره؛ والتوديع له إلى قبره)".
وعن علاقة صلاح الدين بالأزهر، قال "حمودة": "لأن صلاح الدين كان سني شافعي.. والأزهر شيعي علوي.. بدأ الأزهر يتحدى صلاح الدين في أمور كتير في إدارته للدولة.. فاجتمع بأرباب الأزهر ووضح لهم إن فيه خطر أوروبي، الحملات الصليبية، وإن دا مش وقت الفرقة المذهبية، وطبعا كانت الحروب الصليبية باسم الرب لرفع كلمة المسيح.. لا هي باسم الرب.. والمسيح بريء منها.. كانت مجرد حملات استعمارية من دول أجنبية.. لا أكتر ولا أقل.. بس تجارة الدين كانت رايجة وقتها في كل مكان".
وأوضح أن "الأزهر وقتها ماسمعش الكلام وفضل رجال الدين في التحدي دا وكانت خطبة الجمعة دي هي رمز سيادة الحاكم وشرعيته، فلما يبقى صلاح الدين في الحكم وانت بتدعي لخليفة ميت يبقى كده بتعمل بلبلة وارتباك هائلين وبتنزع الشرعية عن الحاكم.. هنا قرر صلاح الدين نقل خطبة الجمعة من الأزهر لجامع الحاكمي بالقاهرة.. وبكده.. اتهمش الأزهر.. وفقد قوته من غير ما يحرقه ولا يهدمه على رؤوس من فيه".
وقال: "شوية واجتمع أنصار السلطة الفاطمية مع بعض من رجال الأزهر وبعض المنتفعين اللي طمعانين في الحكم وقرروا يقودوا ثورة على صلاح الدين في وقت الخطر الأوروبي دا".
وأكد "حمودة" أن "اللي يقولك إنها كانت ثورة شيعة ضد صلاح الدين السني.. يبقى مابيقراش تاريخ.. لأن الثورة دي كان فيها سنة كتير.. ومن قادة الثورة دي كان فقيه وإمام سني شافعي.. زي صلاح الدين نفسه.. اسمه عمارة بن علي المذحجي.. الحكاية إذن مش حكاية سنة و شيعة.. حكاية كرسي ومنصب.. حتى إن الأخ (عمارة السني) دا من اللي مدحوا صلاح الدين ودعوا له.. فلما ما ادالوش منصب.. بقى بيتآمر عليه..".
وحكى "حمودة" أن المؤرخ "عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العكري الحنبلي" يقول "إن عمارة السني الشافعي بدأ يتواصل مع الفاطميين لإعادة دولتهم والثورة على صلاح الدين.. فبلغه أمرهم وكانوا ثمانية، فشنقهم في رمضان".
وأوضح أن "الأسوأ من كده.. إن الإخوة الثوار وقتها.. سنة وشيعة مع بعض.. راح فرق منهم تتواصل مع قادة الحملات الصليبية.. عشان يضمنوا لنفسهم مناصب لما تسقط دولة صلاح الدين، وكان صلاح الدين في منتهى الحزم والعنف والشراسة مع الخونة من كل المذاهب.. سنة أو شيعة..".
وضرب "حمودة" مثلا بقوله: "الأمر يشبه بالضبط إننا نمسك خلية تجسس إيرانية.. ونعدم أصحابها.. فيبقي مصر بتحارب الشيعة.. لا طبعا.. لا شيعة ولا سنة.. دي حرب".
وتساءل "حمودة": "يا ترى الدكتور يوسف بيمهد في عقول الشباب لفكرة صالحوا الخونة واتعاملوا معاهم بالحب؟"، مؤكدا أن "صلاح الدين لو كان تحامل على الشيعة في مصر مكانش قعد على كرسيه لحظة.. 70% من أهل مصر كانوا شيعة..
لو كان صاحب فتنة مذهبي بغيض زي البعض.. كانت مصر اتقسمت واتفتت..
الكلام دا مش كلامي بالمناسبة.. دا كلام الكتب اللي في المراجع دي".
وأورد "حمودة" أسماء المراجع التاريخية التي استند إليها في حكمه على فترة "صلاح الدين"، والتي من بينها: "1- ابن العماد: شذرات الذهب في أخبار من ذهب 6|387، 2 - "الروضتين في أخبار الدولتين" لأبو شامة المقدسي، 3 - موسوعة علماء العرب، 4 - سير أعلام النبلاء، للذهبي، 5- أبو المحاسن بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم بن شداد - النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية، 6- ابن تغرى بردى، جمال الدين أبي المحاسن يوسف (ت 874هـ/1469م): "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة "، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، القاهرة".
وطرح "حمودة" تساؤلات عن دور "زيدان" قائلا: "ممكن الدكتور زيدان يقول لنا عمل إيه فكريا في الحرب على الإرهاب؟ قدم إيه للقضية السورية والعراقية والليبية؟ قدم إيه من نتاج فكره للقضية الفسلطينية طيب"، ملمحا إلى قول "زيدان" "دا مش المسجد الاقصي الحقيقي سيبوه لإسرائيل؟".
وناشد "حمودة" الجمهور بقوله: "يا ريت اللي ييجي يبحث في التاريخ.. يبقى يبحث بنفسه يا جماعة.. وينوع المراجع ويشوف الآراء وعكسها.. مايخليش حد يبحث له".
وياريت اللي ييجي يكتب قصة يكتبها بنفسه.. ماينقلهاش من حد.. لو ناقل من حتة يعمل هامش ويكتب هو ناقل من مين".
الكلمات المتعلقة