الأقباط متحدون | رسالة إلى فضيلة الشسخ أحمد الطيب (2) من ثمار الماده الثانيه
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٤٠ | الأحد ٢٧ فبراير ٢٠١١ | ٢٠ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣١٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

رسالة إلى فضيلة الشسخ أحمد الطيب (2) من ثمار الماده الثانيه

الأحد ٢٧ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: حنا حنا
قضت محكمة أمن الدوله العليا بقنا ببراءة المتهمين قرشى أبو الحجاج وهنداوى سيد.  وكانت قد قضت فى حكم سابق بإعدام محمد أحمد حسين وشهرته همام الكمونى.  والثلاثه كانوا مشتركين فى نشاط إجرامى واحد وهو قتل سته من الشباب الذى كان قد خرج لتوه من صلاة عيد الميلاد المبارك وآخر مسلم كان حارسا للمكان.

كان المتهم الاول همام الكمونى والمتهمان الآخران هم الذين اطلقوا النار على الشباب فى عمر الزهور ثم افتعلوا موضوع جرجس بارومى حتى يبرروا الجريمه.  أما السبب الحقيقى للجريمه فلم يعرف حتى الآن.  من الذى حرض؟  من أين وكيف حصل الثلاثه على الاسلحه الميرى؟  هذه الاسئله لم تجد لها إجابه حتى الآن.

فمثلا عزفنا أسرار جريمة رأس السنه الميلاديه بالاسكندريه أمام كنيسة القديسين وأنها مدبره من العادلى الذى تعود الاجرام ولم يكن له اسلوب للتفاهم سوى أسلوب الجريمه.  ولكن جريمة نجع حمادى لم يعرف أسبابها ومحرضها حتى الآن وإن كان هناك أصابع اتهام إلى العديد من المسئولين آنئذ منهم د. فتحى سرور الذى ادعى كذبا أن الفتاه المدعى أنه اعتدى عليها ماتت.  ولما عرفت الحقيقه وأنها لم تمت أصلح من عبارته بصورة ساذجه ومضحكه بأن قال ماتت أدبيا.  معنى ذلك أنها لن تصلح لانتخابها رئيسا للجمهوريه مثلا لانها "ماتت أدبيا".  هذا القول الساذج يخفى وراءه حقيقه مره لا بد للأيام أن تكشف حقيقتها.

المهم حصل الكمونى عل حكم بالاعدام لأنه قتل شابا مسلما, وطبعا يكفى أن يكون هناك ضحية واحده أمام ضحيه واحده وهو الحارس المسلم وأمامه الجانى  المسلم.  أما باقى الضحايا فلا يجوز أن يضحى بمسلم آخر والمسلمون يحتاجون أن يتكاثروا لا يتقلصوا.  هذه النتيجه المره والاليمه التى تهدر العداله والعدل والقيم سببها الماده  الثانيه إذ أنه لا يجوز أخذ مسلم "بكافر".

كنا نفهم هذا المنطق وهذه الروح وهذه الاخلاق فيما قبل الخامس والعشرين من يناير, ولكن ونحن بصدد بناء دوله جديده مبنيه على قيم مثاليه فهذا يحجب عنا روح الامل التى كنا نتطلع إليها من أجل عالم أفضل ووطن أفضل.

فضيلة الشيخ الطيب:

إننى وإن كنت مسيحيا إلا أن ثقافتى الاسلاميه تشجعنى على أن أجتهد فى الاسلام وأعمل العقل والمنطق.  فقد حفظت جزء عم وتبارك وقد سمع وأنا فى السابعه من عمرى.  كما أن ثقافتى فى الاسلام تساعدنى على أن اجتهد وإعمل الفكر والمنطق.

الاسلام يا سيدى دين ودنيا.  فى أمور الدين لا مجال للاجتهاد فالصوم والصلاه والزكاه والحج جميعها نصوص آمره لا اجتهاد فيها.

أما الاسلام كدنيا فيتعين أن ندرك أنه يخضع للاجتهاد ومواكبة روح العصر والتطور الانسانى.  فمثلا رأينا أن الجانى الذى ارتكب جناية قتل مع سبق الاصرار والترصد سواء كان فاعلا أصليا أو شريكا, قد برئ.  هذه البراءه ياسيدى لا شك تساعد على نمو الجريمه وتفشيها بين المواطنين.  إن القاتل إذا برئ بسبب مبدأ يزمع أنه دينى لن يتردد فى أن يرتكب جريمته مرة أخرى ومرات.  وإذا كان قد ارتكب هذه المره جريمته مع "كافر" كما تصورون وتتصورون فإنه فى المرات القادمه سيكون له نفس نزعة الجريمه مع الابرياء.  كما أن نزعة الجريمه سوف تتطور لديه لتصبح عاده وشهوة دم لا تلبث ألا تفرق بين مسلم ومسيحى.  وبذلك يا سيدى تجنى عليه الدوله أو الحكم بالبراءه.  علما بأن رسالة الدوله هى قطع الجريمه وليس نشرها ولو بحسن نيه.

فمثلا هناك مثال حديث فقد ارتكب شاب مسلم جريمة قتل لشاب مسيحي.  الدافع الرئيسى أنه قد اعتقد أنه سوف لا يعاقب أو سوف يعاقب بعقوبه مخففه.  كانت النتيجه أنه وقع تحت يد قاض عادل فحكم عليه بالاعدام.  إن هذا الجانى ضحية المفهوم العتيق والبالى والذى تتبناه الدوله, وأقولها بكل ثقه وصراحه "بجهلها".

الاسلام يا سيدى _ومن حقى أن اجتهد- كدنيا لا بد وأن يتطور مع تقدم العلم والحضاره والقيم الانسانيه. لقد شاهدتم طبعا جلد الفتاه فى السودان خمسين جلده, ولا شك أنك قد استهجنت واستاءت لهذا العقاب غير الانسانى رغم أن الحكومه السودانيه كانت تتطبق الحد.  ذلك أن الاسلام كدنيا يتعين أن يتطور وتكون القيم القانونيه والعقوبات القانونيه متمشيه مع العصر.  وهذا لا يضر الاسلام كدين بل على العكس يرتقى بالمسلمين كحملة مشعل الاسلام.  وأعتقد أنكم توافقونى الرأى إذا قلت لكم أن المسلمين أساءوا إلى الاسلام فى كل بقاع العالم.  ذلك أنهم يريدون تطبيق إسلام الجاهليه فى عصر يقتضى التطور والتقدم ومواكبة العلوم الانساينه وحقوق الانسان.

لقد هاج وماج الاخوه المسلمون فى قرية الحريديه مركز طهطا محافظة سوهاج بسبب ما يزمع من أن المسيحيين سوف يرفعوا صليبا على مبنى كنيسه فى القريه.  متى كان المصريون الذين كانوا يحترمون الجامع والكنيسه كبيوت عباده, أقول متى كانوا يثورون على مثل هذه الرموز المقدسه؟  إن  العهد البائد كان يثير هذه الفتن كتطبيق لمبدأ فرق تسد.  ولكن ذهبت الحكومه والحكم والفساد فكيف نبقى هلى قيم الفساد والفرقه والفتن؟  لماذ لا نعود إلى الزمن الجميل الذى كانت تحترم فيه كل الاديان وكل العبادات؟

سيدى ... من المبادئ الساميه عالميا ولا يتناطح فيها عنزان هو مبدأ "العداله عمياء".  أى أنها لا تفرق بين رجل وامرأه وطنى أو أجنبى كبير أو صغير, رجل دين أو بلا دين, الذى يحكم أى نزاع بين شخصين أو بين الدوله ومتهم هو القانون ولا شئ غير القانون.  فإذا كان القاضى يحكم بمعيارين وينظر إذا كان القاتل مسلما فلا يحكم عليه بالاعدام لانه قتل مسيحيا, هذا الامر يترتب عليه نتائج خطيره تمتد إلى ما هو أبعد من الحكم.

إن القاضى الذى يطبق القانون بمعيارين يخالف ضميره.  وإذا خالف القاضى ضميره فى قضيه واحده فإن ضميره سوف يغفو فى قضية أخرى وأخرى وهكذا يضيع القضاء وتضيع العداله.  وهذا ما حدث فعلا فى الايام الاخيره.  ولا شك أن دوله تضيع فيها العداله هى شيه دوله بل هى ليست دوله على الاطلاق.

ثم ماذا يكون الحكم لو كان المتهم اسمه كمال أمين خليل والمجنى عليه اسمه سامى سليم سليمان.  هذه الاسماء مشتركه فإذا افترض القاضى أن الجانى مسيحى بينما هو مسلم قضى عليه بالاعدام على عكس ما تمليه الماده الثانيه لان المجنى عليه مسيحى, وإذا كان الجانى مسيحى والمجنى عليه مسلم سيكون القاضى فى حيره وربما يحكم بالسجن على القاتل المسيحى لا لشئ إلا لاعتقاده أنه مسلم رغم أن الماده الثانيه والقانون يدفعانه ألا يصدر مثل هذا الحكم.
قد تقول لى أن قداسة البابا قد وافق على الماده الثانيه, وأقول لك إن أقوال قداسة الباب تلزمنى فى المسائل الدينيه فقط, أما فى المسائل السياسيه فكلانا مواطن ويكن أن نختلف فى الرأى.

سيدى ... كما سبق القول لقد قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير من أجل دوله ديمقراطيه والدوله الديمقراطيه دوله مدنيه فلماذا تتشبثون بوأد العداله والديمقراطيه تحت ستار الدين؟
سيدى الا تذكر قول رسول الاسلام "لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحده"؟
مهما يكن من أمر ياسيدى أقولها لكم واضحة صريحه مدويه:
"إننا لن نقبل أن نكون مواطنين من الدرجه الثانيه".
وأرجو التكرم بقبول فائق الاكرام والاجلال والتقدير والاحترام.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :