الأقباط متحدون | من يفك ختوم هذه الثورة ؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٧ | الأحد ٢٧ فبراير ٢٠١١ | ٢٠ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣١٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

من يفك ختوم هذه الثورة ؟

الأحد ٢٧ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم نسيم عبيد عوض 
     منذ ان قامت ثورة 25 يناير بهذا الكم الهائل من الإنجازات , وتأثيرها وتأثر العالم بها وحتى اليوم , فمازالت الأقدام تسعى الى ميدان التحرير , وثورات الشارع المصرى فى كل محافظات مصر مازالت مشتعلة حتى وقتنا هذا , وهناك إعتصامات , وإعتداءات تساوى ماكانت تفعلة أجهزة أمن النظام السابق , بل تعدتها الى قيام دبابات الجيش المعدة لحروب العدو على حدود بلدنا , الى قيامها بمهام الهدم والتدمير والقتل كغزوة حربية على أديرة الرهبان , والإعتداءات من البلطجية وعملاء الإرهاب مازالوا يروعون الشعب فى كل مكان , وبعد ثلاثين يوما من عمر الثورة , وبعد العدد الرهيب من شهدائها وبشاعة مقتلهم على ايدى الشرطة , فهل نستطيع القول أن  الثورة حققت أهدافها , الإجابة بالنفى المطلق , بل ان الثورة لابد ان تستمر وباعنف مما بدأت , لأنهم قطعوا جزءا من ذيل الثعبان , ولكنه مازال حيا , فالثعبان لا يموت لقطع جزء بسيط منه , لابد من سحق الرأس أولا , نحن كسرنا الأسوار والحواجز , ولكن القصر مازال عامرا, والذى قصدته انه رغم أن نتائج الثورة عظيمة بالنسبة لسجين الثلاثين عاما الماضية ,ولكنها لا تناسب الضحايا الذين سقطوا من أجلها ومازالوا يسقطون, وكذلك الخراب الذى حدث لإقتصاد مصر ومؤسساتها, نحن أعطينا الفساد 30 يوما ليرتب بيوته وجحوره ويهرب كل ماله ويفرم ويحرق كل المستندات التى تدينه , والموجود مرتب فى إعداد وتنظيم لمواجهة كل الإحتمالات , وعلى الرغم من كل ماتحقق فإن هناك ختوما سبعة لم تفك أختامها حتى اليوم بعضها سلبيا وأخرى إيجابية وبعضها قد تفك ختومه بعد أزمنة طويلة.

     وأول الختوم السبعة هو دولة شرم الشيخ , كان اول مطالب الثورة هو رحيل الرئيس وإسقاط النظام , والذى حدث ان مبارك لم يغير عنوان إقامته بعد الرحيل فهو مازال فى العنوان القديم وهو شرم الشيخ , يمارس فيه إتصالاته ومحادثاته وينعم بالحراسة والخدمات كرئيس للبلد , طائرات تذهب وتجئ بوفود من هنا وهناك , وخط مواصلات مابين القاهرة وشرم الشيخ مستمر بصفة يومية , وعن النظام فهو مازال قائما , ولأن تغيير بعض الوجوه لم يسقط النظام , فرئيس الوزراء ووزير الخارجية والداخلية وهم أقوى عناصر أية وزارة موجودين فى مناصبهم ولم يسقطوا من النظام , وهم بولائهم للرئيس القابع فى شرم الشيخ لأنهم معينين منه , ولم يحلفوا يمينا آخر منذ ذلك الوقت, حتى قيل ان وزير خارجية مصر أبو الغيط وهو أسوأ وزير خارجية فى تاريخ مصر مازال يحتفظ بولائه للرئيس المتنحى , ولا يستحى بقاء صورة مبارك فى مكتبه, وإتصاله التليفونى الدائم به. فهل نطالب بإنتقال الثوار الى شرم الشيخ ويكررون ماحدث فى الثورة الرومانية , وهو يستحق هذا لأن السلطة العسكرية الحاكمة مازالت تطلق حريته بكل أمان وهو الذى أهدر أمان هذا الشعب ثلاثين عاما, وسيظل الختم مختوما حتى تزول دولة شرم الشيخ بلا رجعة , وحتى يسقط كل النظام .

     الختم الثانى هم قادة الفساد والظلمة فى هذا البلد اولهم فتحى سرور وهو كان الشخص الثانى فى الدولة بعد حسنى مبارك , ورئيس المجلس التشريعى لأكثر من عشرين عاما , وبسلطاته داخل المجلس حطم آمال هذا الشعب ووقف ندا لطموحاته ورغباته , وكان أسوأ رموز النظام كله , أهان شرعية مصر وكان وجها قبيحا لكل المشرعين الشرفاء , بل ومن قبل تاريخه الطويل فى وزارة التربية والتعليم والتى أفسد مناهجها وتعليمها , حتى إنحطت الى مستوى مزرى , وثالث الدولة صفوت الشريف وزير الإعلام سابقا والذى أفسد الإعلام كله قبل ان يولى رئيسا لمجلس الشورى , وأمين عام الحزب الوطنى المحروق بمعرفة الشعب , أين هؤلاء ياسادة , هل رحلوا من مصر , ولماذا لا يتم القبض عليهم وإيداعهم السجون , وتقديمهم للمحاكمة ,على كل مافعلوة لمصر ولشعب مصر.ختم آخر لم يستطيع أحد الإقتراب منه , حتى وسائل الإعلام أغمضت عيونها عن هذا اللغز.

     اللغز الثالث هو جماعة الأخوان المسلمين , ليس من اجل محاولتهم ركوب موجة الثورة ولكن من أجل تمسك الولايات المتحدة الأمريكية بها , وكلنا سمعنا بالأمس هيلارى كلينتون وزيرة خارجية أميركا بتمسكها بالأخوان المسلمين , ومن قبلها الرئيس أوباما وأجهزة البيت الأبيض, وحتى إعلان البليونير الأميركى "جورج سوروس" انه ومن خلفة منظمته الدولية " مجموعة الأزمة " المحرك وراء الثورة فى مصر وانهم لا مانع لديهم أن  يتولى الأخوان المسلمين السلطة فى مصر , ومن عجب ان رئيس وزراء بريطانيا عند زيارته لمصر , تعجبت جماعة الأخوان انه حتى لم يلقى السلام عليهم فى تجاهل واضح , هل هناك صراع مابين أوروبا وأميركا على ورقة ألإخوان المسلمين , ختم آخر لم تفك ختومه بعد.

     الختم الرابع واللغز , كيف بلع قادة ثورة 25 يناير , وبعد سفك دماء الشباب البرئ والزهور اليانعة وقتلهم وسحلهم ببشاعة على أرض مصر , كيف رضى المصريين بالإقتصار على تعديل بعض بنود الدستور وليس تغييره الكلى , وتعيين أحد رموز الطائفية ونشر الفتنة المستشار طارق البشرى لرآسة اللجنة المكلفة بتعديل مواد الدستور, بل ان المدخل خاطئ من أساسة , فالطريق للإصلاح وبعد تولى المجلس العسكرى السلطة فى البلاد لمدة 6 شهور , والمعمول به فى كل الدول التى ثارت , ان تشكل حكومة إنتقالية لتسيير الإعمال لنفس مدة المجلس العسكرى , وتشكيل جماعة وطنية تأسيسية من كل الوجوه الجديدة الثورية وليس من أى رموز الماضى البغيض لوضع دستور جديد للبلاد , ثم يتم إنتخاب البرلمان فى ظل الدستور الجديد الذى حصل على موافقة إجماع الشعب بالإستفتاء , وتسير الأمور الطبيعية فى ظل الدستور الجديد بانتخاب الرئيس و بان الحزب الحاصل على الأغلبية يشكل الحكومة ,وكيف بلع الشعب هذا الطعم وقبل فقط تعديل بعض مواد الدستور , والأعجب من ذلك لقد جرونا ولمدة أسبوع كامل فى النقاش حول المادة الثانية ليتوهونا عن تغيير الدستور ككل , فهو مطلب أساسى اولا والمتضمن مطلبنا بإلغاء المادة الثانية  , فكل مواده لابد من تغييرها, فهل هناك خطة لتضييع الوقت حتى تهدأ النفوس وتنسى مطالبها , ولتعد العدة لهضم كل مطالب الثورة .

    الختم الخامس السلبى أيضا , خبر أدهشنى وأدهش كل شعب مصر , وقد يكون هناك خطأ ما فى نشرة , لأنه شئ لا يصدقه عقل , أو قد نكون نحن الأغبياء لا نفهم الحقيقة , وعنوان الخبر المنشور يقول بالحرف الواحد(( الكنائس ترفض المساس ب" المادة الثانية" ))ونص الخبر كما نشرته جريدة الوفد بقلم الصحفى عبد الوهاب شعبان"أكدت الكنائس المصرية احترامها للمادة الثانية من الدستور المصرى والخاصة ب" الشريعة الإسلامية" , ودشنت العديد من هذه الكنائس حملات للإبقاء عليها, وفى البيان الذى حصلت علي نسخة منه  بوابة الوفد  دعت فيه الطوائف المسيحية كافةالأوساط القبطية بعدم الحديث فى هذا الشأن . لا تتعجب أيها القارئ العزيز الخبر منشور ويمكنكم قرائته , وإذا فهمت معناه أو مغزاه برجاء إلاتصال بى وتعرفنى أيضا عما إذا كانت هذه الكنائس فى المملكة العربية أو فى قطر.

     الختم العجيب والمحير والإيجابى هو إنتشار الثورة كالنار فى الهشيم وبالتتابع فى دولة تونس , إيران  , مصر , الأردن , الجزائر , المغرب , اليمن , البحرين ثم أخيرا فى ليبيا , وأخبار اليوم أيضا فى العراق , واسمعوا هذا الخبر " نشطاء على الفيس بوك يدعون للإطاحة بأمير قطر وزوجته الأميرة موزه المسند , وطالبت الصفحة بالإصلاحات السياسية  الأصوات المعارضة لنظام الحكم فى قطر الى توفير المزيد من الرفاهية للشعب القطرى ,  وقد جذبت الصفحة حتى الآن أكثر من 4541 عضو حتى ساعة الخبر فى جريدة إيلاف بالأمس, وان الإحتجاج سيجرى يوم 16 مارس. وأيضا نشرت صحيفة القدس العربية خبر هو اللغز والمفاجأة , ان مئات الأشخاص وجهو دعوة على الفيسبوك ليوم غضب فى المملكة السعودية الشهر المقبل للمطالبة بحاكم منتخب وحريات أكبر للمرأة وإطلاق سراح السجناء السياسيين , وان يكون الحاكم وأعضاء مجلس الشورى منتخبين من قبل الشعب , وإستقلال القضاء وإلغاء المباحث السياسيةويكون الأمن فى خدمة الشعب بالكامل, وتكملة لهذه الأخبار بدأت الثورة فى موريتانيا , وفى السودان بدأت المظاهرات فى شوارع الخرطوم يوم 30 يناير , وهناك امرا خطيرا حدث فى هذه المظاهرة يشعل الثورة ويغليها ,وهو خطف البنات النشطاء من وسط المظاهرات وإغتصابهن لكسر شوكتهم بمعرفة أمن السلطة السودانية, والسؤال كم بقى من الدول العربية الإسلامية ولم تقم فيه ثورة , أليس هذا لغزا , كل الدول العربية ومعها إيران , هل هناك تفسير يمكن ان يلقى بصيص ضوء الآن على الأقل لما يحدث.

    الختم السابع والمبهر هو إخفاق منظمة القاعدة فى تفهم وصدمتها  لمايحدث فى الدول الإسلامية فهى التى كانت تدعوا بقيادة بن لادن و أيمن الظواهرى للجهاد المسلح ضد حكام هذه الدول , ولكن الشعوب قامت بثورتها بدون عنف من جانبها , والمهم بدون مطالب إسلامية , فكل هذه الدول لم يرفع فيها أية شعارات إسلامية , ولم يحدث أن طالبت بدولة دينية , بل العكس فالكل يطالب بدولة مدنية ديمقراطية , وحتى سحبوا أرجل الأخوان المسلمين ليشكلوا حزبا سياسيا , حتى يلحق بركاب الثورة ,كل هذا صدم ثوار القاعدة بل ستحطمهم كلية لأن مطلب الجهاد المسلح قد سقط فى الدول الإسلامية , وهى التى تسعى الآن للتحرر من الحكم الإسلامى لقادة الفساد فى بلادها فى ظل الشريعة,  وإذا رجعنا الى مطالب الثوار فى السعودية , وهى تعتبر لو تحققت , ستكون منعطف خطير وثورة ستقلب أوضاع دامت 17 قرنامن الزمان , وسينهار أمامها تنظيم القاعدة وكل التنظيمات الإرهابية الإسلامية فى العالم  , فهل الشعب الجالس فى الظلمة سيبصر نورا عظيما , الأيام بيننا والثورات مشتعلة , ونحن فى ترقب كيف  ومتى ستفتح هذه الختوم . الله موجود.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :