اليوبيل الذهبي لحرب 5 يونيو 67 .. (1) مقدمة

د. ممدوح حليم
  تمر يوم 5 يونيو من هذا العام الذكرى الخمسين لحرب 5 يونيو عام 1967، تلك الحرب التي تعد علامة بارزة ونقطة تحول كبرى في تاريخ مصر الحديث. إن نتائج هذه الحرب السلبية على مصر ليس من السهل حصرها، وإجمالا يمكن القول يقينا إنها كانت بداية التدهور السريع والانكسار للإنسان المصري وللمشروع التقدمي في مصر على كافة الأصعدة. إن مصر قبل هذه الحرب كانت شيئا وبعدها أصبحت شيئا آخر اتسم بالتدهور والتراجع.
 
    حرب امتدت لستة أيام فقط، قضت على ما بناه المصريون عبر ما يزيد عن  150 عاما من مشروع نهضوي بدأ في عهد محمد علي، وصار هم  المصريون بعدها استرداد الأرض وإزالة آثار العدوان وبناء الجيش والمجهود الحربي بما في ذلك من تكلفة اقتصادية باهظة أثرت على الجوانب الأخرى من أركان الدولة والرفاهية فيها .
 
     لقد نجح المصريون في عبور قناة السويس فيما بعد واستطاعوا استرداد سيناء ليس بالحرب وحدها بل بالتفاوض وعقد المعاهدات ، إن القصة ليست ضياع الأرض واستردادها فقط بل في النتائج الجمة التي لحقت بالإنسان المصري واقتصاد بلده ومشروعه وكبريائه. لقد تلاحقت النتائج حتى بعد العبور واسترداد الأرض بما هو ليس في صالح مصر.
  
    سنحاول خلال حلقات متتالية تمتد حتى حلول ذكرى هذه الحرب دراسة تلك الحرب المؤسفة ، والتي لم يكن لها مبرر، دراسة من كافة جوانبها من حيث أسبابها إن وجدت وتصاعد الأحداث قبلها ونتائجها الجغرافية والسياسية والعسكرية وغيرها لنذكر من عاصروها صغارا وكبارا بها ، ولنعرف الأجيال الجديدة عقلية وسلوكيات رجال مصر وشعبها،  وأحداثا مرت مازالت تؤثر حتى الآن فينا وفي مكانتنا.