"الوطن" في الأغنيتين الروسية والعربية
منوعات | روسيا اليوم
الثلاثاء ١٦ مايو ٢٠١٧
احتفلت روسيا قبل أيام، في 9 مايو، بذكرى انتصار البلاد في الحرب العالمية الثانية، التي أُقحم فيها الاتحاد السوفيتي بعد عامين من اندلاعها، وتحمل في روسيا اسم الحرب الوطنية العظمى.
ولكن ترى كم هي الأغاني العربية التي تتغنى بحب الوطن بألحان عذبة وصوت هادئ مثل أغنية "لبنان يا قطعة سما" لقديس الطرب وديع الصافي، أو "أصبح عندي الآن بندقية" لسيدة الغناء العربي أم كلثوم أو "يا حبيبتي يا مصر" و"أم الصابرين" للفنانة الكبيرة شادية.. أو أغنية "وتعيشي يا ضحكة مصر" من فيلم "أغنية على الممر" ؟
أما الأغنية الوطنية الروسية.. فعلى الرغم من أن فيها ما يحاكي المارش العسكري في إيقاعه، ولكن لا يمكن القول إن هذا النمط من الأغاني هو أول ما يتبادر إلى الذهن حين تسمع.. "أغنية وطنية روسية". فهناك الكثير والكثير من الأغاني الوطنية وتحمل في الوقت ذاته أسمى معاني الجمال أبدعها فنانون روس، وهي أغانٍ سلسة تحاكي معاني إنسانية رفيعة تتحدث عن حب الأرض والوفاء للرفيق.. والرفيق هنا لا تحمل المعنى الذي قد يتبادر إلى الأذهان والمترسب في الذاكرة المتعلقة بالحقبة الشيوعية - السوفيتية.
يصعب حصد هذه الأغاني ولكن على سبيل المثال يمكن رصد أغنيتين روسيتين وطنيتين بأداء فنانين من جيلين مختلفين في تسجيليّ فيديو أدناه..
الأولى بعنوان "عاد من المعركة" وهي للفنان الروسي الراحل فلاديمير فيسوتسكي الذي يعتبر ظاهرة فريدة من نوعها على الساحة الفنية الروسية، إذ لا تزال أشعاره وأغانيه تحظى بانتشار واسع حتى في صفوف الشباب.. والثانية هي أغنية "الحصان" لفرقة "لوبيه" ومؤسسها الفنان نيقولاي راستورغويف الذي يقدم الفنانة بيلاغيا للجمهور بأغلى ما يمكن أن توصف به امرأة.. إذ وصفها بالأم التي رُزقت بطفلها حديثاً.
ما سيرد أدناه هي محاولة لترجمة معاني كلمات الأغنيتين الشهريتين.. وهي محاولة متواضعة، إذ أن الأمر بحاجة إلى مَلَكة لا يدعي كاتب هذه السطور أنه يتمتع بها..
لماذا لم يعد كل شيء كما كان؟ يبدو وكأن شيئاً لم يتغير
نفس السماء.. كما هي زرقاء
نفس الغابة ونفس الهواء والماء لم يتغير
ولكنه لم يعد من المعركة
أنا في حيرة الآن.. من كان فينا على حق؟
في حواراتنا الصاخبة في ليالٍ طويلة
الآن فقط صرت أفتقده
عندما لم يعد من المعركة
كان يصمت في الوقت الخاطئ ويغرد خارج السرب
وكان دائماً يتحدث عن شيء آخر
كان يحرمني النوم وكان يستيقظ مع شروق الشمس
وبالأمس هو لم يعد من المعركة
نعم ثمة فراغ الآن.. ولكن ليس هذا هو المهم
فجأة اكتشفت أننا كنا اثنين
بالنسبة لي.. وكأن الرياح أخمدت حريقاً
حينما لم يعد من المعركة
الربيع.. وكأنه تحرر أخيراً من أسره
وبزلة لسان ناديته..
يا صديقي.. اترك لي سجائر. والرد.. الرد صمت
إنه لم يعد في الأمس من المعركة
أمواتنا لن يتركونا في المأساة
من سقطوا منا كالحراس
ترى السماء في الغابة.. كما في الماء
والأشجار السماوية.. واقفة
كان يكفينا مخبأ تحت الأرض
والزمن كان يمر لنا نحن الاثنين
أما الآن فليس لي معين.. ولكن يبدو لي..
إنه أنا من لم يعد من المعركة...
***
أغنية "الحصان"
سأخرج ليلا مع حصاني إلى الحقل
في ليلة مظلمة سنسير بسكون
سنمشي وحصاني سوية في الحقل
سنمشي وحصاني سوية في الحقل
سنمشي وحصاني سوية في الحقل
سنمشي وحصاني سوية في الحقل
ليلة تبدو فيها النجوم من حقلي كثيرة
ولا أرى أحدا على مرمى بصري
فقط أنا وحصاني نمشي سوية في الحقل
فقط أنا وحصاني نمشي سوية في الحقل
فقط أنا وحصاني نمشي سوية في الحقل
فقط أنا وحصاني نمشي سوية في الحقل
***
سأمتطي حصاني
خذني بعيداً في حقلي
في حقولي الشاسعة
في حقولي الشاسعة
وأمهلني قليلاً لأرى
أين تلد الحقول الفجر
يا لون التوت البري
أحمر كالشفق
هل هذا المكان حقيقة أم حلم
يا لون التوت البري.. أحمر كالشفق
هل هذا المكان حقيقة أم هو حلم
***
حقلي يا حقلي ويا ينابيعي
أنوار القرى البعيدة
أيها القمح الذهبي
أيها الكتان المجعد
أعشقك يا روسيا.. أعشقك
أيها القمح الذهبي
أيها الكتان المجعد
أعشقك يا روسيا.. كم أعشقك
***
هي سنة طيبة وخير وافر
كل شيء سيمر كما مر ما قبله
غني أيها القمح الذهبي
غني أيها الكتان المجعد
غني عن مدى حبي لروسيا
غني أيها القمح الذهبي
غني أيها الكتان المجعد
أنا وحصاني نمشي سوية في حقلي