الأقباط متحدون - من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة
  • ٠٧:٣٦
  • الخميس , ١٨ مايو ٢٠١٧
English version

من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة

سامية عياد

مع الكرازة

٥٤: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ١٨ مايو ٢٠١٧

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

18/5/2017
عرض/ سامية عياد

"اذكر من أين سقطت وتب ، واعمل الأعمال الأولى" هكذا يفتقدنا رب المجد يسوع المسيح بحب وعتاب لنراجع حياتنا بروح الاتضاع والحرص على خلاص النفس ..

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا يوضح لنا أن الله يهتم أولا بالقلب وبمقدار النمو فى المحبة ، ففقدان المحبة الأولى كانت نقطة عتاب راجع بها الله ملاك كنيسة أفسس ، فقد مدح الرب أتعابه واحتماله وصبره فى العمل والخدمة إلا أن كل هذه لم تكن مقبولة أمام الله مع ضعف المحبة الأولى ، والمحبة الأولى فى حياة كل شخص هى أساس الاجتهاد الروحى والنشاط والخدمة والتسبيح ، وعندما يفتقد الشخص المحبة الأولى لله تفقد أنشطته الروحية حرارتها الأولى ، فتبقى الصلاة ويبقى معها الكسل والفتور ، ويبقى الصوم ولكن يبقى معه عدم الحرص الروحى والممارسات النسكية ، وتبقى الخدمة ولكن دون رغبة فى العطاء ، وهكذا تتسرب الى حياتنا الخطية دون أن ندرى بسبب فقدان محبتنا الأولى لله .

لذلك يفتقدنا الله بحب وعتاب كما افتقد ملاك أفسس وينادينا بثلاثة أمور أولا : التذكر بمعنى الفحص والجدية التى يجب أن نهتم بها فى حياتنا الروحية ، ثانيا: التوبة والرجوع الى الله كما فعل الابن الضال ، فقد يدرك الشخص أخطائه لكنه لا يتوب عنها بل قد يلقى اللوم على الآخرين أو قد يقع فى يأس بسبب تكرار خطاياه ، ثالثا: الأعمال التى تظهر الرجوع لمحبة الله فالرب يسوع يقول "أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل" ، فكثيرون يكتفون بالمشاعر تجاه الله دون أن يصنعوا شيئا يغير من حياتهم ، لابد أن نتعلم من الوصية ومن حياة آبائنا القديسين ، فبطرس ترك سفينته ومضى وراء الرب ، وموسى الأسود ترك خطيته وعاش بين الآباء الرهبان .

علينا أن نجتهد فى حياتنا الروحية لنعود الى محبتنا الأولى لرب المجد ونذوق حلاوة العشرة معه ، علينا أن نغلب ضعفنا البشرى وأفكارنا الردية وكسلنا وتهاوننا ، ومن يغلب سيكون له مكافأة سماوية "من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة" ..