الأقباط متحدون - رسالة إلى الأقباط القديسين
  • ٢٣:١٩
  • الاثنين , ٢٢ مايو ٢٠١٧
English version

رسالة إلى الأقباط القديسين

جو بيار روفايل

مساحة رأي

٠٩: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ٢٢ مايو ٢٠١٧

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جو بيار روفايل – الكنيسة المارونية. لبنان
من "جو" عبد ربنا يسوع المسيح إلى أقباط مصر القديسين. ها أنتم اليوم في مستهلّ الألفيّة الثالثة لمجيئ مخلّصنا تعانون من الاضطهاد ذاته الذي عانى منه آباؤنا القديسون منذ مطلع الألفيّة الأولى في أقطار الأرض كلّها. ألا تذكّروا يا أحبائي أنّ هذا قيّمٌ عند الله فهكذا اضطهدوا إلهنا من قبلكم. وإياكم أن تغفلوا للحظةٍ واحدة أنّنا تعمّدنا بالمسيح وبروحه القدوس. ذلك يعني أنّ أجسادنا ماتت معه بموته ثمّ أقامنا معه أيضاً بقيامته من الموت. إذاً أفنخشى الموت ونحن أموات؟ أم نخشاه ونحن أحياء مع المسيح في ملكوته ونحن نعرف تماماً أنّه إذا كان المسيح معنا فمن علينا؟ لا تخافوا من الذي يقتل الجسد ثمّ لا يستطيع شيئاً. بل افرحوا واحزنوا. إفرحوا لأنّ الله لم يقل لكم أنّ أسماءكم ستُكتب في ملكوته بل قال لكم إنّ أسماءكم كُتبت في ملكوته، أي أنّ الأمر قد تمّ. هذا وعده لنا ونحن نعرف أنّ الله صادقٌ في وعده. ولكن أيضاً احزنوا وصلّوا لمضطهديكم تماماً كما حزن المسيح على يهوذا الاسخريوطي ذاك الذي أسلمه. فليكن فرحكم كاملاً فيما بينكم لأنّه مع كلّ شهيدٍ يسقط بينكم في سبيل االمسيح يُنبتُ الله في المكان عينه مئات الأضعاف من المؤمنين ومن غير المؤمنين الذين ينضمّون إليكم ليشهروا إيمانهن بالمسيح ربّنا، ويسقي ترابهم بدم هذا الشهيد نفسه لينموا جميعهم بالنعمة.

 فلا يفوتنّكم أبداً أنّ رأس بولس تدحرج على تربة روما، ليس بعيداً من موقع صلب بطرس رأساً على عقب. كلّ ذلك في زمن الأمبراطورية الرومانية العظيمة. فأين اليوم عظمتها بعد أن اندثرت وتلاشت من عظمة بولس وحده أو بطرس وحده؟ هكذا أنتم، أبناء الأمبراطورية الروحيّة القبطيّة القائمة على شهدائها منذ نشأتها والمستمرّة بالمسيح حتى يوم مجيئه الثاني المنتظر. إفرحوا يا أخوتي بالله لأنّ الله اختاركم لتشهدوا له بالحق وهذا أبعد ما يصبو إليه المؤمنون.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع