إيكو.. قلبي وأنا
ماجدة سيدهم
الاثنين ٢٢ مايو ٢٠١٧
بقلم – ماجدة سيدهم
العرض ..تصاعد إيقاع الأرق والنهجان .. تصبب الكثير ملح الارتباك عن سائر الاهتمامات ..فيما مراوغة الوجد على وسائد الترقب تعلن اسم المريض بالعشق حتى بلوغ حمى الهذيان ..حالة متأخرة .. هكذا كتب في بطاقة الفحص ..
بادرني الطبيب منزعجا : كيف تحمل عيناك كل هذا السهد واللمعان في آن واحد ..! وكيف لك تحتملين تراكم كل هذا العشق وإلى البوح حتى الآن لا تلجأين ..ياله من إهمال شديد وتقصير مشهود لدي العاشقين ..
استريحي هنا من فضلك ..هدوووء ..بعض من ضبط التنفس الأعمق .. سأريك الآن كيف ازدهر فيك الوجع وكيف يخبء القلب تفاصيل اللعنة ليصبح النبض هكذا مصابا بملء السر والهوس الخطير ..
«لا بأس ..قلت في نفسي ..بعض من الهدوء ..ظبط التنفس ..و...واحتفظ بحرارة أنفاسك في خلايا امتداد الولع بك.. يا إلهي ما الذي يحدث ..وكيف لك لتتسلل لحتى امتلأ الهواء بعطرك هذا الآسر ..ثم هكذا تتمدد وتهطل في الروح بحضورك الطاغي ومن رئتيّ تشد انفاسي مني ...واتوجع « أيها المتعب المحبوب ..كف عني قليلا ..أكاد اختنق فيك ومنك وبك ..»
ويلتفت الطبيب : أتهذين ..ومع من تتحدثين . ..هل مسك جنى الآن ..!
:نعم ..يلازمني جني أسمر ويشقيني سحر وردي ..وما صدقني الطبيب ..
. تنزلق أداة الفحص قليلا ..يطلعني الطبيب موجات البوح ..ملت برأسي قليلا كي أرى كم فعلت فوضاك في فوضى روحي .. يالها من رجفة محمومة في الروح غائرة فيما يحمل ارتطام الدفق ايقاعا مهيبا لفوضى العشق الماجن في الشريان....ما اروع تخريبك في شلال دمي ..
..شاشة الإيكو تكاد تعلن هوية جاذبية التعب لموسيقا أوكورديون .. تدفعني كل الوقت للعب .. للرقص على أبيض مسرتك المحشوة بالرقة والشفاء فيما يشير الطبيب لي : عجبا لأمرك ..رغم اختلال وتضاعف كميات الضخ لكن جدار البطين يفور بالوهج والحيوية ...
أدركت حينها كم تصنع جياد ضحكاتك من صخب مروع في صمامات تنادي بالحنين للتشابك معك كل الحين .... أراها أمامي الآن بشاشة الفحص
..
: عذرا هنا ليس بجيد ...لا بأس..هدوووء ..سنسحب بعضا من روح الوريد لنري من أين يتطاير الشغف بعطر نوفمبر وموسيقا اللقاء الأول ..لا تنزعجي..بضعة سنتيمترات من سلم الحرف الأول ونسحب ال سي ..دو..ري ..مي ..فا ..
: دكتور مهلا لن تفلح ..فلن يخرج التفتح مني ..
غاضبا : لا تنزعجي فأنت مكتملة اللعنة وبالوهج مصابة بالتمام وكل خلايا الجنون فيك محتقنة جدا بل وقابلة للتكاثر المضيء...وماينسكب من اشعارك يلون البحر بايقاعات هوس البرتقالي بالأزرق ...مريضة أنت جدا جدا ......جدا..
انتهى الفحص .. اعتدل جلستي وأعود لأرتديك ياوجعي من جديد ..
فيما يطلعي الطبيب الدواء :التخفيف من ثقل الصمت يفيد جدا ..الانزلاق في التهام مسافة المبادارات أيضا صحي جدا .. كميات هائلة ومتكررة من التجاوزات العفوية أمر محبوب..وكذا جرعات مكثفة من عقار المفاجآت الماكرة ..هذا داعم جدا لعضلة الوهج المفرح
أما التدحرج على العشب الرطب ينصح به علاجيا في كل أبحاث المولعين بالهوس الحميم . .
* لا تهتمي برشاقة المواعيد فكلها متخمة باقراص الانتظار والتجاوز للناسكين بالوجد ...
:.دكتور. ماذا حل بي ..وهل حالتى خطيرة ..؟
: لا أخفي عليك .. قبلا كان قلبك مصابا بالتصحر الأمرض ..فيما الآن تجاوزت سلم الأمل في الشفاء منه.. أنت مطعونة ..منتحرة ..مقتولة .. مسمومة ..راقصة ..مفتونة ..مجنونة .. مجدلية بنزف ملائكي مختوم ببريق الوجع الشافي ..من الآن يا ابنتي أنت بين يدي رحمة التعافي بالانشطار القويم ..باقي لك من العمر ملء الالتحام الأبدي ..ربما.. ربما يكفي للانصهار فيه أكثر وأكثر وأكثر ..
غادرت أهذي : يالوجع قلبي .. مصابةبك ..مفتونة بك ....وماحيلتي من دواء ...وجرعات الأبدية كلها لاتكفي لأحيا فيك وفيك أموت عشقا .. ما امرضنى بحبك أنت انت بعينك يا أنت ..