لكل حدث حديث .. ولكل شيء زمان ..!
نبيل المقدس
الثلاثاء ٢٣ مايو ٢٠١٧
نبيل المقدس
عندما وجه رئيس احدي الصحف القومية للرئيس السيسي سؤالا , عن إحتمالية ترشيح نفسه فترة ثانية للرئاسة .. كان رده حكيما ومتواضعا كعادتة التي اتصف بها حيث قال " لكل حدث حديث ". . تذكرت ما قاله الوحي في سفر الجامعة أصحاح 3 : 1 – 2 كُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ
الإنسان بطبعه الخوف من المستقبل .. و يقلق إذا قابلته مشكلة , فهو يريد حلها بسرعة، خوفا من ما يخفيه له المستقبل .. حتي إنه يضطرب عندما يعجز في حل هذه المشكلة ، وهذا ما يجعله متعجلا مما يسبب له هَمْ وإضطربات نفسية كثيرة. ومن هذه الأيات السابقة نجد أن الوحي يعطي نصائح عظيمة لكل إنسان يكون قلقا ومتعجلا لمعرفة نهاية موضوع ما .. فنجده يسطر للإنسان هذه الكلمات المجدية " لكل شيء زمان , ولكل أمر تحت السماء وقت " هذه الكلمات في تصوري إتخذها الرئيس السيسي في ردهِ علي سؤال رؤساء تحرير الصحف القومية ,لكن بكلمات أخري تعطي نفس المعني تقريبا وهي" لكل حادث حديث" . وهذا يعني أنه لا يُوجد شيء يحدث بالصدفة في هذه الحياة .. فالكل مُحدد و مُعيَن من قبل الله... وأن لكل حدث يكون هناك كلام يناسبه .. فالإنسان لا يعرف نهاية عمره.
السؤال الذي تم إلقائه علي الرئيس السيسي عن ترشيحه لفترة ثانية مِن قِبل رؤساء تحرير الصحف , يُعتبر أول مرة في تاريخ مصر يُوجه لرئيس دولة مصر .. مما يدل علي أن الشعب بدأ يمارس حقه في ممارسة الديموقراطية .. والمعروف ان أغلب الشعب المصري كعادته عدوا لرئيسه الذي إنتخبه أو لم ينتخبه علي مر الأزمان مهما كان الرئيس له من إنجازات فهو دائما في محط رفض .. لكن الرفض الذي يقابله الرئيس السيسي حاد عن مساره الديموقراطي , فقد صاحبه كلمات جارحة وإستهزاء والتصغير من أعماله , فهم يقتربون و يقبلون الرئيس الذي يطعمهم ويشربهم وهذا هو للأسف مقياس الرئيس الجيد بالنسبة لهم .
اتذكر عندما كنت صبي صغير وقبل ما تقوم ثورة 52 .. كنت أري والدي يقرأ الصحف يوميا قبل ذهابه إلي عمله , ليس لكي يقرأ في السياسة .. لكن كان الهدف الأول هو البحث عن وظائف خالية .. او عن أعمال مسائية " بعد الظهر " لكي يزيد من دخله الشهري . وأتذكر كم من المرات كان يُوصّي والدتي لتجهز له بدلة " المقابلات " .. و الغريب في هذا الوقت أن ثقافة عمل مقابلة " meeting " عند التقدم لوظيفة ما كانت عادية جدا , بل كان المتقدم للمقابلة يفتخر ويتباهي بها. أما الأن أصبحت المقابلة لمقدم الوظيفة أو العمل عملية شكلية بحتة .. فإجتياز المقابلة هي عملية مَسخرة لأن الوظيفة الشاغرة قد تم حجزها لشخص معين تم التوصية عليه من قِبل كبار الدولة.
قبل ما يبدأ الرئيس السيسي عمله , أفصح لنا أن حالة مصر في موقف لا يُحسد عليه , من فوضي هدامة , وإقتصاد متدهور , وحالة إجتماعية منحدرة , وحالة زراعية في ذبول , وجميع المؤسسات الأخري في إنحدار . الرئيس السيسي تبوء الرئاسة ليس لعظمتها .. لكن لإحداث ثورة فيها , في جميع المجالات .. وافصح عن خطته صراحة , وطلب من الشعب ان يتحملوا تداعيات هذه الثورة , وان هذا شرط لتكملة المشوار . اتي السيسي في وقت عَمّ فيه الإرهاب , مما يسبب في تعطيل عملية التنمية التي خطط لها الرئيس .. لكن إتخذ الرئيس المسيرة في الطريقين علي التوازي , وهما القضاء علي الإرهاب والتنمبة معا .
لا شك ان العملية الجراحية التي يقوم بها السيسي في إعادة مصر إلي مكانتها , كانت صعبة علي الشعب , والكثير منهم لا يدرك ان هذه الصعاب سوف يليه اليسر والرفاهية .. لاشك أن أغلب الشعب الذي لا يقبل هذه الطريقة في العلاج لم يستطع أن يقاوم أو يتكييف مع الوضع الجديد الذي صرح به الرئيس في إحدي المناسبات , أن كل دولار يأتي من الخارج ليس للأكل والشرب , لكن فقط لبناء البنية التحتية , لكي تستطيع مصر ان تتسع للمشروعات التي سوف يتم إقامتها علي اراضيها .
وبقدر كل هذه الأعمال التي تمت والتي ما تزال تتم حسب الخطة التي تواجه صعوبات كثيرة من إرهاب خارجي وإرهاب داخلي , نجد أغلب الشعب لم يشعر يها , والبعض منهم يطالبونه من خلال التواصل الإجتماعي بالرحيل .. ويا ليتهم يتبنون علي الأقل شخصية بديل يتخذونها " أيقونة " في هذه الفترة .. لتجهيزه و تلميعه لخوض الإنتخابات القادمة , ولا ننكر ان قوي الشر متجمعة في كيان واحد تعمل علي تصغيير كل ما يتم من إنجازات عظيمة أشاد بها العالم .
له حق ان يرد الرئيس علي سؤال رؤساء الصحف أن لكل حدث حديث .. فلكل شيء زمان له , فهذا ليس وقته , كما أن الرئيس يعرف تماما رأي الشعب نحوه .. فهو علي ثقة أنه سوف يرجع ثقة الشعب به , بل ستزداد هذه الثقة بعدما يلمس الشعب الإنجازات التي ستاخذ البلد إلي مشارف الدول المتقدمة .. فربما بعد ذلك ترشيح نفسه ومعه الورقة الرابحة.
بحثت عن اشخاص لهم المقدرة في تجميع الدول العربية حول مصر في وقت وجيز بعد إن كانت العلاقات متفككة إيبان ثورة 30 يونيو فلم أجد .. بحثت عن شخص من بين الأحزاب له الإمكانيات في تنفيذ المشروعات الضخمة فلم أجد .. بحثت عن شخصية تستطيع أن تسلح بلده بهذه الأـسلحة الثقيلة المتنوعة لكي يحمي البلد , فلم أجد. بحثت عن من له القبول لإستقطاب شركات عالمية لها ثقل في البحث و التنقيب عن الغاز في أعماق البحار ولم اجد . مَنْ له الجرأة في تعديل الإقتصاد بتعويم الجنيه شهد لها جميع مراكز الإقتصاد والأموال العالمية , بانها ناجحة.؟؟ مَنْ له الجرأة في المناداة بتجديد الخطاب الديني ؟؟؟ من يستطيع ان يجتمع كل فترة واخري بالشباب لكي يخرج منهم مسئولين شباب لكي يقودوا مصر في المستقبل .؟؟ الكثير والكثير لو سردتها لا يكفيني الوقت أو حيز النشر.. !
هل من المعقول أن يأتينا رئيس دولة مصر العريقة ذات أقدم هوية بشخص خرج علي أعناق مجموعة أغلبها إرهابية وفاسدين رافع ذراعيه الإثنين ويحرك صوابعه بطريقة نجسة وقذرة موجهة للرئيس إيبان خبر تسليم الجزيرتين تيران وصنافير للسعودية ؟؟ . هل هو هذا البديل للرئيس السيسي الذي لم يتفوه بكلمة غير مناسبة وغير لائقة لأعدائه. ؟؟
فعلا لكل حدث حديث ياريس ... وكل شيء له زمان ....!!!