الأقباط متحدون - دفتر زيارة ترامب الأولى للشرق الأوسط (3)
  • ١٣:٢٠
  • الثلاثاء , ٢٣ مايو ٢٠١٧
English version

دفتر زيارة ترامب الأولى للشرق الأوسط (3)

مقالات مختارة | بقلم :جهاد عوده

٠٢: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٣ مايو ٢٠١٧

جهاد عوده
جهاد عوده

 وقعت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، السبت 20 مايو/أيار، اتفاقيات مشتركة بقيمة 280 مليار دولار. وبحسب “العربية”، فإن الاتفاقيات الموقعة، تهدف في معظمها إلى توطين عديد الصناعات، تنفيذاً لرؤية المملكة 2030، وتستحدث مئات آلاف الوظائف بين البلدين.

 
وأوردت القناة على لسان مسؤول أميركي في البيت الأبيض قوله إن البلدين ستوقعان على اتفاقية نوايا صفقات سلاح للرياض بقيمة 110 مليار دولار أميركي. وكانت شركة “ريثيون” الأميركية و”الشركة السعودية للصناعات العسكرية” السعودية، وقعتا اليوم مذكرة تفاهم، يهدف من خلالها الطرفان إلى تعزيز أواصر التعاون والشراكة فيما بينهما في المجالات الدفاعية والتكنولوجية.
 وتتضمن مذكرة التفاهم، التعاون في المجالات الرئيسية التي تتطلبها السوق مثل: أنظمة الدفاع الجوي؛ والأسلحة الذكية، وأنظمة C4I؛ والأمن السيبراني لمنصات وأنظمة الدفاع، وتطوير منظومة الدفاع في المملكة. وأعلن صندوق الاستثمارات العامة في السعودية (صندوق الثروة السيادي)، الأربعاء الماضي، إنشاء شركة صناعات عسكرية وطنية جديدة، تحمل اسم الشركة السعودية للصناعات العسكرية، من المستهدف أن تكون ضمن أكبر 25 شركة في العالم بحلول 2030. وقالت شركة النفط الوطنية “أرامكو” السعودية إنها وقعت اتفاقات قيمتها 50 مليار دولار مع شركات أميركية.
 
 وقال وزير الطاقة خالد الفالح إن الصفقات المبرمة مع جميع الشركات تتجاوز 200 مليار دولار. بعض الصفقات سبق الإعلان عنها من قبل وبعضها مذكرات تفاهم تتطلب مزيداً من المفاوضات كي تتبلور. وفيما يلي أبرز الصفقات المعلنة:
 
– قالت جنرال إلكتريك إنها وقعت صفقات قيمتها 15 مليار دولار مع السعودية تشمل سلعاً وخدمات من الشركة نفسها بنحو 7 مليارات دولار. الاتفاقات في مجالات شتى من الكهرباء والرعاية الصحية إلى النفط والغاز والتعدين وفي إطارها تقدم جنرال إلكتريك المساعدة في زيادة كفاءة توليد الكهرباء وتوفر التكنولوجيا الرقمية لعمليات أرامكو السعودية وتتعاون في البحث الطبي والتدريب.
 
 – اتفقت إكسون موبيل والشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) على دراسة مشروع بتروكيماويات محتمل في مقاطعة سان باتريشيو بولاية تكساس. ومن المتوقع اتخاذ قرار نهائي خلال 2018. يشمل المشروع وحدة لتكسير الإيثان طاقتها الإنتاجية 1.8 مليون طن من الإيثيلين سنوياً لتغذية وحدة لأحادي إيثيلين الجلايكول.
 
 – ستنشئ شركة رايثيون وحدة أعمال رايثيون العربية للمساعدة في تطوير قدرات الدفاع والفضاء والأمن السعودية. – ستدعم شركة لوكهيد مارتن التجميع النهائي لما يقدر بنحو 150 طائرة هليكوبتر بلاكهوك إس-70 متعددة المهام في السعودية.
 
 – ستساعد جنرال داينامكس في توطين تصميم وتصنيع ودعم العربات القتالية المدرعة.
 
– بدأت عملية التصميم والاختيار لمنصات حفر بحري في إطار استثمار قيمته 7 مليارات دولار على مدى 10 سنوات مع شركة روان، وذلك لتملك وتشغيل مثل تلك الحفارات.
 
 – خدمات ودراسات إضافية في مجال الحفارات النفطية في إطار توسيع نطاق مشروع مشترك مع نابورز. وسيشهد المشروع استثمار 9 مليارات دولار على مدى 10 سنوات ويخلق ما بين 4000 و5000 وظيفة سعودية جديدة.
 
 – مشروع مشترك جديد بين أرامكو السعودية وناشونال أويلويل فاركو لتصنيع منصات حفر بمواصفات عالية ومعدات في المملكة باستثمارات ستة مليارات دولار على مدى 10 سنوات.
 
 – وقعت شركة جاكوبز إنجنيرينج مذكرة تفاهم قيمتها 250 مليون دولار لتوطين التصميم والهندسة والتوريد والبناء وخدمات إدارة المشاريع لصناعة النفط والغاز. من المتوقع أن يخلق 300 وظيفة.
 
 – وقعت شركة ويذرفورد وقعت مذكرة تفاهم لمشاريع قيمتها مليارا دولار لتوطين سلع وخدمات حقول النفط.
 
 – وقعت شركة داو كيميكال اتفاقاً لبناء منشأة لإنتاج البوليمرات لتطبيقات الطلاء ومعالجة المياه ومذكرة تفاهم لدراسة جدوى استثمار مقترح في السيليكونات عالية الأداء.
 
 – وقعت شركة مكديرموت مذكرة تفاهم قيمتها 2.8 مليار دولار لتسليم مشاريع لتوطين السلع والخدمات بسلسلة إمدادات أرامكو السعودية.
 
 – وقعت شركة هانيويل مذكرة تفاهم قيمتها 3.6 مليار دولار لتسليم مشاريع لتوطين السلع والخدمات بسلسلة إمدادات أرامكو السعودية.
 
قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إن القمة السعودية الأمريكية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، شهد توقيع اتفاقيات وصفقات بين الرياض وواشنطن بلغت قيمتها أكثر من 350 مليار دولار، بحضور العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. وجاءت تصريحات تيلرسون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي، عادل الجبير، وأضاف وزير خارجة أمريكا أنه بالإضافة إلى المبيعات العسكرية الأمريكية للسعودية والتي بلغت قيمتها 110 مليارات دولارات، فإن الصفقات الأخرى التي أبرمت تمثلت باستثمارات تجارية تُقدر بـ250 مليار دولار، ما يوفر آلاف الوظائف في الولايات المتحدة.
وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون
 وتابع تيلرسون: “اليوم يعد يوماً تاريخياً للعلاقة الأمريكية السعودية. وتلك الشراكة النامية قائمة على الثقة في سعينا نحو أهداف مشتركة. وفي مركز شراكتنا تقع أهدافنا الأمنية المشتركة فأمن الأراضي الأمريكية يدعمه أمن الأراضي السعودية. ونؤمن بأن العلاقات الأمنية القوية أساسها علاقات اقتصادية قوية.”
 
وحول إيران، قال تيلرسون: ” نحن ننسق عن قرب جهودنا لمكافحة دعم إيران للمقاتلين الأجانب والمليشيات الموجودة في اليمن والعراق وسوريا،” وتطرق إلى فوز الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بولاية رئاسية ثانية، قائلاً: “ما أتمناه هو أن يستخدم روحاني فترة رئاسته الجديدة لإنهاء دعم إيران للإرهابيين وقوى زعزعة الاستقرار، كما نتمنى أن ينهي اختبارات الأسلحة الباليستية وأن يعيد حقوق الإنسان لشعب إيران،” مشدداً على أنه إن أراد روحاني تغيير علاقة دولته مع العالم، فلا بد أن يعمل على إنهاء حملة طهران بزعزعة الاستقرار في المنطقة.
 
ومن جانبه، أشاد الجبير بالقمة الأمريكية السعودية التي وصفها بأنها “تاريخية وغير مسبوقة”، مشيراً إلى أن الرؤية المشتركة للسعودية وأمريكا التي وقعها الملك سلمان وترامب تعد “نقطة تحول في العلاقات الاستراتيجية،” وتفتح “حقبة جديدة” من العلاقات الثنائية.
 
وأكد الجبير أن العاهل السعودي بحث مع ترامب “التدخلات الإيرانية”، مؤكداً أن طهران لا تستطيع التقدم أكثر بـ”سياستها المتطرفة،” واتهم إيران بتأسيس “حزب الله” اللبناني، التي وصفها بأنها “أكبر منظمة إرهابية” ودعم الحوثيين في اليمن ضد الرئيس المعترف به دولياً، منصور عبدربه هادي، والذي يدعمه التحالف العربي بقيادة السعودية. وحول انتخاب روحاني، أكد الجبير أن ذلك يعد شأناً داخلياً، وأن ما يهم المملكة هو أفعال النظام وليس الشخصيات، قائلاً: “إعادة انتخاب روحاني أمر داخلي ونحكم على إيران من خلال أفعالها.”
 
هذا وقد أعلنت الإدارة الأميركية الثلاثاء 16 مايو 2017 أن الرئيس دونالد ترامب سيلقي الأحد في الرياض خطاباً حول “رؤية سلمية للإسلام”، سيسعى من خلاله إلى التأكيد على التزام واشنطن تجاه شركائها من الدول المسلمة. وقال مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر في مؤتمر صحافي إن ترامب سيلقي خطاباً “حول ضرورة مواجهة الإيديولوجيات المتشددة” وحول “تطلعاته برؤية سلمية للإسلام”.  وأضاف المسؤول الأميركي أن ترامب سيلقي خطابه هذا أمام قادة “أكثر من 50 دولة مسلمة” والهدف منه “تجميع العالم الإسلامي ضد الأعداء المشتركين للحضارة وإبراز التزام الولايات المتحدة تجاه شركائنا المسلمين”.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
ويشارك ترامب بعدها بافتتاح مركز يهدف إلى “محاربة التشدد وللترويج للاعتدال” حسب المصدر نفسه.  ويبدأ الرئيس الأميركي السبت جولة في السعودية لينتقل بعدها إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية والفاتيكان وبروكسل (قمة الحلف الأطلسي) وصقلية (مجموعة السبع).  وكان ترامب وقع مرسوماً أثار ضجة كبيرة إذ حظر دخول رعايا سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة بشكل مؤقت وهي إيران وليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن، قبل أن يجمد القضاء تنفيذه.  يغادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الولايات المتحدة اليوم الجمعة 19 مايو للقيام برحلته الخارجية الأولى منذ توليه الحكم، في محاولة لتعزيز أجندة إدارته بشأن السياسة الخارجية.
 
 و وصل الملك سلمان بعد ظهر اليوم إلى العاصمة السعودية الرياض قادما من جدة استعدادا للزيارة. ورافقت ترامب خلال الزيارة السيدة الأولى ميلانيا ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون بالإضافة إلى أن جميع كبار المستشارين في البيت الأبيض سيكونون على متن الطائرة الرئاسية التي استغرقت رحلتها إلى الرياض نحو 12 ساعة متواصلة من الطيران.
 
ووصل ترامب إلى السعودية، يوم السبت ٢٠ أيار /مايو في زيارة استغرقت يومين، التقى خلالهما بداية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الرياض للمرة الأولى لعقد اجتماع قصير، تلاه مأدبة ملكية قبل اجراء محادثات ثنائية مع الملك وولي العهد وولي ولي العهد.  وحمل ترامب صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار، و ناقش القادة قضايا مثل سوريا وإيران والحرب الجارية في اليمن.
 
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي ماكماستر للصحفيين الأسبوع الماضي إن الرئيس سيشارك قبل المأدبة الملكية في مراسم التوقيع على العديد من الاتفاقات التي “ستزيد من توطيد التعاون الأمني والاقتصادي بين الولايات المتحدة والسعودية”. وفي اليوم التالي، يعقد ترامب اجتماعات ثنائية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي. وعقب ذلك سيعقد ترامب اجتماع غداء مع قادة من أكثر من 50 دولة إسلامية.
 
 وقالت مجلة “بوليتيكو” إن ترامب سيلقي خطابا حول الإسلام، قام بصياغته مستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر. وقال ماكماستر إن ترامب سينهي زيارته بافتتاح مركز جديد لمكافحة التطرف وسيشارك في ملتقى “مغردون” مع شباب من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية والخليج. ووصل العاهل السعودي مساء اليوم الجمعة إلى العاصمة الرياض قادما من مدينة جدة.
 
أشاد مستشار الأمن القومي البيت الأبيض، اتش آر مكماستر في مؤتمر صحافي له من واشنطن، بدور المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب. وشرح ماكماستر تفاصيل جولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الشرق لأوسط.  وسيلقي الرئيس ترمب في الرياض خطاباً حول “رؤية سلمية للإسلام”، يسعى من خلاله إلى التأكيد على التزام واشنطن تجاه شركائها من الدول المسلمة.
 
 وقال ماكماستر: “الهدف من الخطاب تجميع العالم الإسلامي ضد الأعداء المشتركين للحضارة، وإبراز التزام الولايات المتحدة تجاه شركائنا المسلمين”.  وأفاد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي سيوقع عدة اتفاقيات بشأن التعاون الاقتصادي والأمني بين بلاده والسعودية خلال زيارة للمملكة. وأضاف المسؤول الأميركي أن ترمب سيلقي خطابه هذا أمام قادة “أكثر من 50 دولة مسلمة” والهدف منه “تجميع العالم الإسلامي ضد الأعداء المشتركين للحضارة وإبراز التزام الولايات المتحدة تجاه شركائنا المسلمين” . ويشارك ترمب بعدها بافتتاح مركز يهدف الى “محاربة التشدد وللترويج للاعتدال” حسب المصدر نفسه. وتابع أن ترمب يريد أن يتواصل مع أتباع الديانات السماوية الثلاث خلال زيارته للشرق الأوسط.
 
كما أعلن ماكماستر أن الرئيس الأميركي سيزور مدينة بيت لحم في الضفة الغربية بعيد اجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين في القدس. وأوضح ماكماستر للصحافيين أنه خلال زيارته إلى الأراضي_الفلسطينية، سيعبر ترمب عن “الرغبة بتسهيل التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع، وسيحث القادة على اتخاذ خطوات تقود إلى السلام”.
 
قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إن القمم التي استضافتها الرياض خلال زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب، للمملكة يومي 20 و21 مايو/أيار الجاري هي حدث تاريخي. وكشف الوزير السعودي خلال مؤتمر صحفي عقده «الجبير» في الرياض،  الخميس، أنه يتم دراسة بناء مؤسسة أمنية تستطيع أن تتصدى لأي تحديات قد تظهر في المنطقة، دون تفاصيل عن تلك المؤسسة.
 
وأشار إلى أن السعودية تتفق مع رؤية الإدارة الأمريكية في التصدي لسياسات إيران العدوانية ودعمها للإرهاب. وعلى مدار يومي السبت والأحد المقبلين، تستضيف السعودية 4 قمم؛ 3 منها تجمع ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وقادة دول الخليج، وزعماء دول عربية وإسلامية، بجانب قمة تشاورية لدول مجلس التعاون الخليجي. وبيّن «الجبير» أن القمم الثلاث التي تنعقد بمشاركة ترامب» “حدث تاريخي يفتح صفحة جديدة في العلاقات بين أمريكا والدول العربية والإسلامية». وأكد أن القمم الثلاث ستنقل العلاقات بين أمريكا من جانب والسعودية ودول الخليج والعالم العربي والإسلامي من جانب آخر إلى أفق جديد.
عادل الجبير وزير الخارجية السعودي
  ولفت إلى أن القمة العربية الأمريكية الإسلامية هي تاريخية والأولى من نوعها، وستؤدي إلى فتح صفحة جديدة من الشراكة والتعاون بين الجانبين في مواجهة التطرف والإرهاب، وبناء شراكة تخدم الطرفين، وعزل من يدعي أن هناك عداوة بين الإسلام والغرب. وبين «الجبير» أن أحد أهم المؤشرات لأهمية هذه القمة هو مستوى تمثيل الدول المشاركة. وقال بهذا الصدد «نتوقع إلى الآن مشاركة 37 قائداً من ملوك ورؤساء و6 رؤساء حكومات (في القمة العربية الأمريكية الإسلامية). هذه أرقام غير مسبوقة في مثل تلك القمم الدولية، وهذا يؤشر على أهمية هذه القمة التاريخية». ولفت إلى أنه في نهاية القمة سيقوم القادة بإطلاق المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف، الذي سيقوم على جمع المعلومات اللازمة للحرب على الإرهاب. ولفت «الجبير» إلى أن القمة السعودية الأمريكية التي ستعقد خلال الزيارة بين ترامب والعاهل السعودي ستعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وبين أن السعودية تتفق مع رؤية الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بدور الولايات المتحدة في العالم، وبالقضاء على الإرهاب، وخصوصا (تنظيما) الدولة الإسلامية والقاعدة، وفي التصدي لسياسات إيران العدوانية ودعمها للإرهاب، وإعادة بناء العلاقات مع الحلفاء التقليدين.
 
وأردف «الجبير»: «كما نتفق مع أمريكا في قضايا سوريا والعراق واليمن ومواجهة القرصنة». وبين أنه سيكون هناك توقيع على اتفاقيات اقتصادية كبيرة خلال زيارة ترامب، كما سيُعقد منتدى لرجال الأعمال بين البلدين، وملتقى للمغردين سيحضره ترامب.
 
  ورداً على سؤال حول ما تتوقعه الرياض من «ترامب فيما يتعلق بإيران، قال «الجبير إن طهران «بعد الاتفاق النووي أصبحت أكثر عدائية؛ تُهرب سلاح للحوثيين، تتدخل في سوريا، وتشارك في التوتر في العراق، وتدعم الإرهاب، وتحاول تقويض الاستقرار في المنطقة». وبين أن ترامب أدرك هذه المسألة، وأشار بوضوح إلى أنه يتعاون مع حلفائه في هذه المسألة، ونحن نرحب بذلك. ودعا إيران إلى تغيير سياساتهم لكي نتعامل معهم. وأشار إلى أن إدارة ترامب تدرك أخطار السياسة التي تتبعها إيران، وملتزمة مع حلفائها في احتواء إيران ودفعها عن تصرفها العدائي. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات الإيرانية. 
 
وبين «الجبير» أن القمة الخليجية الأمريكية هي القمة الثالثة بين الجانبين (بعد قمة كامب ديفيد 2015، وقمة الرياض 2016).  وأوضح أن هذه القمة ستساهم في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين الخليجي والأمريكي، وهي مؤشر أن هناك علاقات استراتيجية تربط الطرفين.  وبين أن «هناك مبادرات عديدة يتم بحثها تتعلق بالتسليح والجانب الأمني والجانب الاقتصادي ومواجهة الإرهاب وتمويله». وردا على سؤال عما إذا كان هناك توجه لإعلان حلف عسكري إسلامي خلال الأيام المقبلة على غرار حلف الناتو من عدمه، قال «الجبير»: «هناك تحالف بين دول الخليج، وهناك قوة مشتركة اسمها درع الجزيرة، وهناك التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة التطرف والإرهاب».
 
وأردف: «هناك أحاديث عن تكثيف هذه الجهود لبناء مؤسسة أمنية في المنطقة تستطيع أن تتصدى لأي تحديات قد تظهر في المنطقة».  وتابع: «ولكن هذه الأفكار مطروحة تبحث من قبل الإخصائيين، وهناك أيضا فكرة القوة العربية المشتركة التي تصب في نفس السياق؛ فهناك إدراك لحاجة لمثل هذه التصرف، وهناك تشاور حول أفضل آلية لتحقيق ذلك، ولكن هناك تفكير في هذا المجال». ولفت إلى أن «هناك تحالف أيضا قائم بين مجلس التعاون والولايات المتحدة». وفيما يتعلق برؤية المملكة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قال «الجبير إنه يجب «التفكير خارج الأطر الاعتيادية، ويتطلب حله توجه جديد وشجاعة، ونعتقد أن ترامب بتوجهاته غير التقليدية البراجماتية والعملية يدرك أن هناك حاجة إلى توجه جديد”. وعن موقف بلاده من الأزمة السورية، قال وزير الخارجية السعودي: «موقفنا من سوريا واضح. نحن نؤمن بتنفيذ اتفاق جنيف1، وقرار مجلس الأمن 2254 وإقامة هيئة انتقالية لوضع دستور جديد ثم إقامة انتخابات”.
 
وردا على سؤال عما إذا كانت المملكة ستفرض زيا محددا على «ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأمريكي خلال زيارتها للمملكة، قال «الجبير: «عندما يأتي الزوار بشكل رسمي للمملكة لا نعطيهم قائمة بالزي المسموح بالمملكة هم يأتون، ونحن نرحب بهم كما هم”. تجدر الإشارة إلى أن زيارة «ترامب للسعودية هي أول زيارة خارجية له، منذ توليه منصبه في 20 يناير/كانون ثاني 2017.  وسيتوجه «ترامب، بعد الرياض إلى (إسرائيل) ثم إيطاليا؛ ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يبدأ زياراته الخارجية بزيارة دولة عربية أو إسلامية.‎
 
إذاً، فقد رُفعت الأعلام وانتشرت الصور؛ صور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بنظرته المتأملة وإلى جانبه الزعيم الأمريكي الجديد دونالد ترامب بملامحه الغاضبة. وبذلك تكون الرياض قد انهت استعداداتها الرسمية والأمنية على الأرض لاستقبالٍ ملكي لحدث لم يسبق للمملكة أن شهدت مثله من قبل. لكنها ستجد بلا ريب صعوبة في ما هو أهم: جعل الرئيس ترامب محافظاً على تركيزه، وهو المعروف بأنه يفقده بعد 30 ثانية من الحديث، هذا فضلاً عن أنه متقلب وحازم دون خبرة حقيقية بالساحة الدولية. وبغض النظر عن مدى واقعية الأرقام المليونية التي تم تداولها على الشبكات الاجتماعية عن تكاليف الاستقبال، فإن المحافظة على تركيز الرئيس الأمريكي خلال يومين متواليين و3 قمم والعشرات من رؤساء وزعماء الدول العربية والإسلامية، سيكون التحدي الأصعب أمام الرياض التي تعوّل كثيراً على “نباهة وحصافة” ترامب لوضع حد لـ”تمدد” جارتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة. لعل السعودية كانت تدرك هذا التحدي منذ اللحظات الأولى من فكرة زيارة ترامب للمملكة في أول رحلة له خارج الولايات المتحدة، لذلك كان المسؤولون في الرياض مشغولون حينها بإعداد “بريزنتيشن” تفصيلي عن سكان المملكة واستثماراتها في أميركا وخططها الطموحة، لتقديم كل ذلك للرئيس الأمريكي بهدف إقناعه بالموافقة على جعل السعودية أولى وجهاته الخارجية كرئيس بدلاً من المكسيك وكندا اللتين تبادلتا هذا الشرف منذ السبعينيات.
 
  نجحت السعودية في إقناع ترامب؛ لكنها في أثناء ذلك تخلت عن فكرة عرض الـ”برزينتيشن” الذي ضم في أحد تفصيلاته -بحسب نيويورك تايمز- صوراً لثلاثة قصور ليختار الرئيس الأمريكي أحدها ليكون مقر إقامته خلال الزيارة. القصور الثلاثة كانت: قصر الناصرية، وقصر الضيافة الذي يشبه فنادق ريتز كارلتون المعروفة بفخامتها وترفها الكبيرين، وكان أوباما قد أقام فيه أوباما خلال زيارته للمملكة، وقصر العوجا؛ مقر الإقامة الشخصي للعاهل السعودي الذي يقضي فيه عادة عطلة نهاية الأسبوع.  اختيار ترامب للرياض كأول وجهة خارجية له يعود في جزءٍ منه إلى أنَّ السعودية هي موطن أقدس موقعين في الإسلام، وفي جزءٍ آخر لأنَّه يأمل في تقوية التحالف العربي السُنّي ضد إيران التي يقودها الشيعة. وإدراكاً من السعودية للرسائل التي سترسلها زيارة الرئيس الأمريكي للجيران، فقد آثرت إلغاء الـ”برزينتيشن” المسهب قبل تقديمه للرئيس ربما لمعرفتهم بمشكلة عدم التركيز لديه. أما الآن وقد حانت ساعة الصفر لبدء زيارة ترامب في 19 مايو/أيار 2017، سيكون “تركيز الرئيس” التحدي الأكبر أمام الرياض التي أطلقت موقعاً خاصاً لهذا الحدث التاريخي تحت شعار “العزم يجمعنا”؛ خاصة أن أرض الحرمين قد أعدت برنامجاً صاخباً للرئيس يشمل 3 قمم (سعودية – وخليجية – وإسلامية) و55 زعيما وممثلا للدول المشاركة، والأهم من كل ذلك: 48 ساعة حوار ستفضي إلى “تغيير قواعد اللعبة” بحسب الموقع الرسمي لقمة الرياض.
 
القادة الأجانب الذين يحاولون التوصُّل إلى أفضل طريقةٍ للتعامل مع رئيسٍ أميركي ليس كأي رئيسٍ أميركي آخر عرفوه؛ هذا وقتٌ للتجربة بالنسبة لهم بحسب ما تقول نيويورك تايمز. فالسفارات في واشنطن تتبادل النصائح ويرسل السفراء البرقيات إلى رؤسائهم ووزرائهم في الديار يقترحون فيها طرقاً للتعامل مع الرئيس المُتقلِّب الذي لا يملك خبرةٍ حقيقية بالقضايا الدولية، ويُفضِّل الدبلوماسية الشخصية وإضفاء مسحةٍ من التباهي. فبعد أربعة أشهر من التفاعلات بين ترامب ونظرائه، يقول المسؤولون الأجانب ومستشاروهم في واشنطن إنَّ قواعد معينةً للتعامل مع ترامب قد ظهرت، وهي:
 
اجعلوا اللقاءات قصيرة، فلا يمكن الحديث لنصف ساعةٍ مع شخصٍ لا يدوم تركيزه لأكثر من 30 ثانية. لا تفترضوا أنَّه يعرف تاريخ البلاد أو نقاط الخلاف الرئيسية معها. اثنوا عليه للفوز الذي حققه عن طريق المجمع الانتخابي. اعقدوا مقارناتٍ بينه وبين أوباما تظهره بصورةٍ أفضل. لا تُعلِّقوا على أي شيءٍ قيل خلال الحملة الانتخابية. ابقوا على تواصلٍ منتظمٍ معه. ولا تذهبوا إليه بقائمةٍ من المطالب، بل اجلبوا معكم صفقةً من نوعٍ ما يمكن أن يُسمِّيها انتصاراً. بيتر ويستماكوت، السفير البريطاني السابق لدى الولايات المتحدة، قال لنيويورك تايمز: إذا كنتم تُحضِّرون أشخاصاً لمقابلة دونالد ترامب، فإنَّ النصائح ستكون:
 
أولاً، ضعوا في اعتباركم أنَّ هذا لا يزال رجلاً يُركِّز على الانتصارات. إنَّه يحب أن يحقِّق الانتصارات لأميركا ولنفسه من اللقاءات الثنائية.
 
ثانياً، إنَّه عاقِد صفقاتٍ وبراغماتي.
 
ثالثاً، إنَّ هذا رجلٌ لا يستمر تركيزه طويلاً. فبالتأكيد لن يرغب في الاستماع إلى زائرٍ يتحدَّث لنصف ساعةٍ.
 
ورغم عدم قدرته على التركيز، فإن ترامب كان متحاوراً نشطاً للغاية مع القادة الأجانب. فخلال المائة يوم الأولى له في الحكم: استضاف 16 لقاءً مع القادة الأجانب. أجرى 76 مكالمةً هاتفية مع 43 زعيماً. وخلال هذا الأسبوع فقط، استقبل في البيت الأبيض كلاً من ولي عهد أبوظبي، والرئيس التركي، والرئيس الكولومبي. وخلال الفترة ذاتها تحدَّث هاتفياً مع قادة مثل العاهل الأردني عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفيما مضى، كانت المكالمات الهاتفية تُجرى بعد كثيرٍ من المداولات وبأهدافٍ استراتيجية معينة. لكنَّ ترامب لديه استعداد أكبر كثيراً لاستخدام الهاتف دون إشعارٍ مُسبق كافٍ، أو حتى دون إشعارٍ تماماً. فقال دبلوماسيون إنَّه في حال رغب حليفٌ مثل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في التحدُّث معه، فإنَّه سيتصل بهم في غضون ساعاتٍ، أو حتى دقائق، دون حتى ان يُصرّ على معرفة الغرض.  وسيخضع نهجه هذا لاختبارٍ أكثر قوة هذا الأسبوع، إذ سيلتقي العشرات من قادة العالم خلال جولةٍ تشمل 5 محطاتٍ وتستمر 9 أيام. ربما سيكون تركيز ترامب سلبياً للقادة العرب أثناء قمة الرياض، لكن له إيجابياته أيضاً، فبالنسبة للرجل يُعَد التفاعل والتفاهم الشخصي أمراً مهماً.
لقاء الملك عبدالله ملك الأردن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
دينا قعوار، السفيرة الأردنية، التي حضرت لقاء الملك عبدالله مع ترامب شخصياً مرتين منذ تنصيبه، قالت لنيويورك تايمز إن ترامب “يرغب في أن يُشعر الأشخاص بالراحة فوراً. إنَّ الرئيس يستمع كثيراً”. ووصل الأمر لدرجة أنَّ ترامب برهن على استعداده للتخلّي عن معتقداتٍ راسخة لديه بعد الحديث مع قائدٍ أجنبي. فقد سافر الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن دون دعوةٍ من البيت الأبيض في الأيام الأولى للإدارة ليحث ترامب على عدم نقل السفارة الأميركية إلى القدس كما تعهَّد. وبعد أن جادل الملك بأنَّ ذلك من شأنه أن يثير رد فعلٍ عنيفٍ محتملٍ في العالم العربي، نحّى ترامب هذه الخطوة جانباً. ومثالٌ آخر على ذلك هو صداقته الجديدة الغريبة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. فعلى الرغم من أنَّ ترامب قضى سنواتٍ يصرخ بأنَّ الصينيين هم “العدو”، سار اللقاء مع بينغ في فلوريدا بصورةٍ جيدة للغاية لدرجة أنَّ ترامب أغدق في الثناء عليه، واصفاً إيَّاه بـ”الرجل الجيد للغاية”. وجلب بينغ معه خطة نظرية مدتها 100 يوم لتحسين العلاقات التجارية، فضلاً عن تعهُّدٍ بزيادة الضغط على كوريا الشمالية، مانِحاً ترامب إنجازين يتفاخر بهما. ومنذ ذلك الحين تخلّى الرئيس أو خفَّف من حدة شكواه بشأن الممارسات الصينية الاقتصادية وممارساتها المُتعلِّقة بالعملة.  أضف إلى ذلك أن العلاقات العائلية الجيدة بالنسبة لترامب تساعد على بناء علاقات دبلوماسية جيدة مع الدول. وصهره جاريد كوشنر له علاقات جيدة مع مسؤولين في السعودية والإمارات. وكدليل على تأثير العلاقات العائلية في رؤية ترامب، أكَّد نتنياهو على أنَّ علاقته بكوشنر تعود إلى فترة طفولته. واصطحب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ابنة الرئيس إيفانكا إلى أحد العروض المسرحية في شارع برودواي الشهير، عنوانه “Come From Away“، والذي يدور حول الكنديين الذين ساعدوا الأميركيين الذين تقطَّعت بهم السُبُل بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. ودعت أنغيلا ميركل إيفانكا إلى ألمانيا للمشاركة في منتدى حول ريادة الأعمال النسائية.  وفي النهاية، لا تحتاج الرياض الترويج للقصور التي قد يقيم فيها ترامب خلال زيارته، فقد سبق لولي ولي العهد أن لاقى حفاوة في واشنطن. وفي كل الحالات، سيبرهن السعوديون قدرتهم على إقامة حفل استقبالٍ ملكي للرئيس ترامب.
 
في عام 1974، أصبح ريتشارد نيكسون أول رئيسٍ أميركي يزور المملكة العربية السعودية وإسرائيل، بالإضافة إلى سوريا، في تحوُّلٍ كان يهدُف من خلاله إلى إحراز بعض الانتصارات في الخارج، بالإضافة إلى – وهو الأمر الأكثر وضوحاً – تحويل الانتباه بعيداً عن فضيحة ووترغيت المتفاقِمة داخل الولايات المتحدة. لقد كانت بمثابة رحلة طمأنةٍ بالنسبة للرئيس المحاصَر. روَّج فيها لعملية سلامٍ جديدة، وتحدَّث عن إعادة اصطفافٍ إقليمي لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط بعد حرب 1973. فاحتفى به القادة. واصطفَّت الحشود المُلوِّحة بالأعلام في الشوارع، حتى في دمشق، حسب ما ذكر تقرير لصحيفة “النيويوركر” الأميركية. لكنَّ الرحلة لم تُغيِّر مصيره. فبعد شهرين، استقال نيكسون.   وفي عُطلة هذا الأسبوع، سيحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهروب من اضطرابات رئاسته في جولةٍ إلى الشرق الأوسط. وسيتوقف، هو الآخر، في المملكة العربية السعودية وإسرائيل. ويتحدَّث أيضاً عن السلام في الشرق الأوسط، وعن اصطفافٍ إقليمي، لكن هذه المرة يجري الحديث عن تحالفٍ مُؤلَّف من إسرائيل والممالك السُنّية المُحافِظة المُتركِّزة في الدول الخليجية، بالإضافة إلى المصريين والأردنيين. ويُتوقَّع أن يُحتفى به كذلك. وستُقدِّم المنطقة الأكثر تقلُّباً في العالم فرصةً لترامب ليُحوِّل انتباهه بعيداً عن واشنطن مدة أسبوعٍ على الأقل، رغم أنَّ الكشف عن إفشائه معلوماتٍ استخباراتية سرية (قدَّمها أحد الحلفاء) إلى الروس سيظل على الأرجح يطارده.
 
  وفي وقت سابق قال الرئيس الأميركي إنه سيزور 3 دول في أول جولة خارجية له، من بينها السعودية وإسرائيل، في خطوة تنمّ عن نيته الخوض مباشرة في دبلوماسية الشرق الأوسط المعقدة. وأضاف ترامب أنه سيزور أيضاً الفاتيكان في أثناء رحلته إلى الشرق الأوسط التي أُضيفت إلى جولة يحضر خلالها اجتماعاً لحلف شمال الأطلسي ببروكسل في 25 مايو/أيار وآخر لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بصقلية في 26 مايو/أيار، وفق ما ذكر تقرير سابق لهاف بوست عربي.  ولدى ترامب، في أولى رحلاته الرئاسية الخارجية، طموحاتٌ غامِرة، ساذجة ومبالغ فيها على حدٍ سواء، مُحمَّلة برمزيةٍ دينية من الأديان الإبراهيمية الثلاثة. إذ سيزور مهد الإسلام؛ وموطن اليهودية؛ ومسقط رأس المسيح في بيت لحم؛ ثُمَّ بعد ذلك الفاتيكان. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت ماكماستر للصحفيين، الجمعة 12 مايو/أيار: “ما يسعى إليه الرئيس ترامب هو توحيد أتباع جميع الديانات حول رؤيةٍ مشتركة للسلام، والتقدُّم، والرخاء”. وقال مسؤولٌ رفيع في الإدارة إنَّ هدف ترامب هو “التأكُّد من عمل الأديان السماوية الثلاثة معاً”.
 
  ولا يُعَدُّ اختيار المملكة العربية السعودية كأول محطةٍ خارجية لترامب أمراً عادياً، وذلك بالنظر إلى موقفه من ذلك البلد خلال حملته الرئاسية. فقد شكا من أنَّ الولايات المتحدة تدعم المملكة بـ”نفقاتٍ هائلة”، و”أنَّنا لا نحصل على شيءٍ في المقابل”، وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاقية الدفاع مع السعودية، معتبراً إياها تصبّ في صالح الرياض فقط. وقال ترامب في مقابلة خاصة مع رويترز إن “السعودية لا تعامل الولايات المتحدة بعدالة لأن واشنطن تخسر كماً هائلاً من المال للدفاع عن المملكة”، وفق لتقرير سابق لهاف بوست.  وقد صرح البيت الأبيض بأنَّ السعودية تواصلت بعد فترةٍ قصيرة من الانتخابات مع جاريد كوشنر، وآخرين لم تُعلَن هوياتهم، لتُشجِّع ترامب على إجراء زيارةٍ مبكرة. وفي الرياض، التقى ترامب الملك سلمان، وعقد قمةً مع 6 من قادة دول الخليج، كما تناول العشاء مع عشراتٍ من المسؤولين البارزين في المنطقة. و بدأ في بناء تحالفه الجديد مع قادة الشرق الأوسط المحافظين أيضاً.
 
وقال ماكماستر: “سيبعث برسالةٍ قوية وموقَّرة، مفادها أنَّ الولايات المتحدة والعالم المُتحضِّر بأسره يتوقَّعون من الحلفاء المسلمين اتخاذ موقفٍ قوي ضد الأيديولوجية الإسلامية المُتطرِّفة، الأيديولوجية التي تعتمد على تفسيرٍ مُحرَّف من الدين من أجل تبرير الجرائم ضد الإنسانية جمعاء”.  وهذه هي الرسالة نفسها التي نقلها مِراراً الرئيسان جورج بوش الابن وباراك أوباما على مدار السنوات الـ16 الماضية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، التي نفَّذها تنظيم القاعدة. وانتهى المطاف بالرجلين مستاءين من نتائجها.  وفي أول زيارةٍ لأوباما إلى المملكة، حاول إقناع الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإظهار بادرة جادة للمساعدة في إحياء عملية السلام. واعتقد أيضاً أنَّ طاقمه توصَّل إلى اتفاقٍ تستقبل المملكة بموجبه كافة المعتقلين المتبقين في معتقل غوانتانامو. لكن وفقاً لبروس ريدل، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، ومجلس الأمن القومي الأميركي، ومؤلِّف أحد الكتب التي ستصدر قريباً عن العلاقات الأميركية السعودية، فقد رفض الملك ذلك.  وقال: “لقد كانت كارثة. فقد زار أوباما السعودية أكثر من أي رئيسٍ أميركي آخر. وباع مزيداً من الأسلحة، بقيمة 112 مليار دولار، كذلك إلى المملكة أكثر من أي رئيسٍ أميركي آخر. لكنَّه لم يُحقِّق في المقابل نتائج مهمة تُذكَر”. 
 
وكان فرانكلين روزفلت أول رئيسٍ أميركي يعقد قمةً مع ملكٍ سعودي عام 1945، بعد مؤتمر يالطا الذي عقده روزفلت مع رئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل والزعيم السوفييتي السابق جوزيف ستالين. والتقى الملك عبدالعزيز بن سعود، مؤسِّس الدولة السعودية الحديثة، على متن السفينة الحربية الأميركية “يو إس إس كوينسي” في قناة السويس. وبحث روزفلت خطط إقامة موطنٍ لليهود الأوروبيين في فلسطين. وعارض الملك تلك الفكرة بقوة. بيد أنَّ القائدين توصَّلا إلى اتفاقٍ ظلَّ قائماً على مدار العقود السبعة الماضية، وتعاقب خلاله 13 رئيساً أميركياً و5 ملوك سعوديين، لمبادلة الدعم العسكري الأميركي مقابل النفط السعودي.  وتفيد التقارير بأنَّ إدارة ترامب تتفق على صفقة أسلحة ضخمة تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار،
 
حيث قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، الجمعة 12 مايو/أيار 2017 إن الولايات المتحدة على وشك استكمال سلسلة من صفقات الأسلحة للسعودية تزيد قيمتها على 100 مليار دولار، وذلك قبل أسبوع من زيارة يعتزم الرئيس دونالد ترامب القيام بها للرياض.  وأوجد الملك سلمان بفعاليةٍ خطاً جديداً في سياسة المملكة عن طريق نجله، البالغ 31 عاماً، محمد بن سلمان، وهو وزير الدفاع، ونائب ولي العهد، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية واسع النفوذ الذي يُخطِّط لمستقبلٍ اقتصادي جديد في السعودية، وهي المناصب التي تجعل منه ثاني أقوى رجال المملكة. ويقول عددٌ من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين إنَّ بن سلمان يتَّخذ العديد من القرارات الرئيسية. فقد وجَّه الدعوة للتدخُّل في اليمن المجاور عام 2015. ويعتمد السعوديون على المقاتلات والعتاد الأميركي في شن حملتهم باليمن. وهذا الربيع، عيَّن الملك ابناً آخر له سفيراً جديداً للمملكة لدى الولايات المتحدة الأميركية.
وفي إسرائيل، سيكون ترامب على موعدٍ للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك لمناقشة أولى خطوات عملية السلام المُتجدِّدة. ويتمتع الرجلان بصلاتٍ وثيقة، جزئياً عن طريق عائلة كوشنر التي كانت مُنخرِطة منذ فترةٍ طويلة في القضايا الإسرائيلية. وخلال زيارةٍ له إلى الولايات المتحدة قبل عدة سنوات، مكث نتنياهو في منزل كوشنر، ونام في حجرة نوم جاريد. (وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، بقي جاريد، الذي كان مراهقاً آنذاك، في قبو المنزل خلال هذه الفترة). ورُغم كل الصلات، تفيد الصحافة الإسرائيلية بأنَّ نتنياهو غاضبٌ من ترامب، الذي لم يظهر سوى القليل من الإشارات على فهمه للتاريخ أو الدبلوماسية، بسبب ما قد يطلبه ترامب منه. ومن المُقرَّر كذلك أن يسافر ترامب إلى بيت لحم، مسقط رأس المسيح، التي تقع الآن ضمن الضفة الغربية، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان الرجلان قد التقيا في وقتٍ سابق من هذا الشهر في واشنطن حين عبَّر ترامب عن ثقته بقدرته على تحقيق السلام بين إسرائيل والعرب. وقال في مؤتمرٍ صحفي مشترك: “إنَّه شيءٌ أعتقد بصراحة أنَّه قد لا يكون صعباً كما اعتقد الناس”.
 
والأسبوع الماضي عبَّر عبَّاس عن استعداده للقاء نظيره الإسرائيلي، وعلى نحوٍ لافت للنظر دون شروطٍ مسبقة مثل وقف بناء المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية. وبينما يتحدَّث ترامب عن السلام في الشرق الأوسط باعتباره مجرد صفقةٍ أخرى يجب إجراؤها، تبقى القضايا الرئيسية، بما في ذلك وضعية القدس، التي يدَّعي كلٌ من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أنَّها عاصمةٌ له، شائكةً بالنسبة لترامب، تماماً كما كانت بالنسبة لكل رئيسٍ أميركي منذ ريتشارد نيكسون.
 
وقد يحظى ترامب بالاستقبال الأكثر فتوراً في الفاتيكان. فمنذ البداية أثنى ترامب على انتخاب البابا فرانسيس عام 2013. وكان قد غرَّد يوم عيد الميلاد عام 2013 قائلاً: “البابا الجديد هو رجلٌ متواضع، مثلي تماماً، وهو ما قد يفسّر سبب إعجابي الكبير للغاية به!”. غير أنَّ كلاً من الرئيس، الذي جنى المليارات من عمله في مجال العقارات، والبابا، الذي تجنَّب الإقامة في القصر البابوي ليعيش “حياةً عادية” في أحد بيوت الضيافة الخاصة برجال الدين، لديهما روى مختلفة بوضوح عن العالم. فخلال الحملة الرئاسية الأميركية غرَّد البابا قائلاً: “الشخص الذي يفكِّر فقط في بناء الجدران، أينما تكون، وليس في بناء الجسور، ليس مسيحياً”.
 
ووصف ترامب هذا التعليق بأنَّه “مخزٍ”. لقد كان البابا حصيفاً في إشارته ضمناً إلى الرئيس الأميركي الجديد دون تسميته. وفي فبراير/شباط، وبعد توقيع ترامب قراره التنفيذي الذي حظر دخول المهاجرين من 7 بلدانٍ ذات غالبية مسلمة، غرَّد البابا: “كم مرةٍ في الكتاب المقدس يطالبنا الرب بأن نرحب بالمهاجرين والأجانب، ويذكِّرنا بأنَّنا أيضاً أجانب!”. وقال البابا للصحفيين في طريقه عائداً من البرتغال السبت، 13 مايو/أيار، إنَّه سيكون صريحاً، لكن محترماً، مع الرئيس ترامب. وقال البابا: “لا أُصدر أحكاماً أبداً على شخصٍ دون أن أسمع منه”. وقال البابا فرانسيس خلال محادثاته مع قادة العالم إنَّه دوماً يبحث عن “الأبواب التي تكون مفتوحةً قليلاً على الأقل” من أجل بناء توافقٍ متبادل. وقال: “السلام حِرفة، شيءٌ تمارسه كل يوم”.  ولم يتوصَّل ترامب إلى سلامٍ أبداً من قبل. وعلى عكس ريتشارد نيكسون، لم يتفاوض أبداً بشأن اتفاقٍ دبلوماسي مهم. وربما تكون أجواء الشرق الأوسط أكثر ودية، لكنَّ يُستبعَد أن تُحقِّق الرحلة إنجازاتٍ كبيرة، أو أن تحل محل التحديات القوية التي سيوجهها ترامب حين يعود إلى البلاد. دارت عجلة العلاقات الأميركية-الخليجية مجددا وبشكل سريع بعد ثمانية أعوام من دوران بطيء أقرب الى الجمود في عهد الرئيس الاسبق باراك أوباما.
 
اعتبرت السعودية أن القمم الثلاث التي استضافتها الرياض، يومي 20 و21 مايو/أيار الجاري، خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستؤدي إلى “تغيير قواعد اللعبة” مع إيران. وتستضيف المملكة قمة تشاورية خليجية و3 قمم ستجمع ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وقادة دول الخليج وزعماء دول عربية وإسلامية.  وعلق الموقع الإلكتروني الرسمي للقمة العربية الإسلامية الأمريكية الذي دشنته الرياض، على قمم ترامب التي ستعقد على مدار يومين، قائلاً: “إن ساعة حوار تؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة”، وذلك في رسالة موجهة إلى إيران على ما يبدو. ويرى مراقبون أن أحد أبرز محاور قمم ترامب في المملكة سيكون مواجهة ما يصفه المسؤولون السعوديون بـ “تدخلات إيران” في شؤون المنطقة. 
 
واستضافت المملكة العربية السعودية قادة من مختلف دول العالم الإسلامي والعربي والولايات المتحدة الأمريكية للاجتماع في ما أسمته “الحدث التاريخي المهم”. وكتبت على الموقع الإلكتروني الرسمي لهذه القمة تقول: “برؤية واحدة – سوياً نحقق النجاح – لنجدّد التزامنا المشترك نحو الأمن العالمي والشراكات الاقتصادية الراسخة والعميقة والتعاون السياسي والثقافي البنّاء”.  وأضافت: ” من خلال عقد ثلاث قمم رئيسية: قمة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، قمة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية، سنعزز العلاقات التاريخية من خلال الجهود المشتركة من التسامح والتعاون، والأسس التي وضعت لانطلاقة جديدة واعدة بمستقبل مشرق للجميع”.
 
ومن الجدير بالذكر أن العلاقات السعودية الإيرانية تشهد أزمة حادة عقب إعلان الرياض، يوم 3 يناير/كانون الثاني 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في العاصمة الإيرانية وقنصليتها بمدينة مشهد شمالي إيران وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر مع 46 مداناً بالانتماء لـ “التنظيمات الإرهابية”.
 
  كما يخيم التوتر على العلاقات بين البلدين بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة والملفان اليمني والسوري، حيث تتهم السعودية إيران بدعم نظام الرئيس بشار الأسد بسوريا وتحالف مسلحي الحوثي باليمن.   وفي الوقت الذي تستعد فيه الرياض لاستقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في زيارته الخارجية الأولى كزعيم للولايات المتحدة، يلتقي ولي عهد ابو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، الرئيس واركانه في واشنطن الاثنين.  وقلب ترمب وقادة الخليج توقعات الكثيرين الذين راهنوا على توتر العلاقات أكثر في العهد الأميركي الجديد، وبحسب مصادر واشنطن فإن حملة هيلاري كلينتون كانت تعمل على التحذير من نجاح ترمب طوال موسم الانتخابات خصوصا خارج اميركا، وكذلك حاولت الماكينات الايرانية والاخوانية لعب دور في بث الشائعات من أجل إيهام الرأي العام العربي والخليجي أن نهج ترمب سيكون أكثر سوءا من المنهج الذي اتبعه أوباما حيال الدول العربية في السنوات الماضية. وقبل اجتماع ترمب وبن زايد اليوم الاثنين، اجتمع الرئيس الاميركي بولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، ومع لقاء بن زايد وترمب اليوم يكون الاخير قد اجتمع بقادة الدول العربية التي يصفها بالاعتدال، ويعمل لتشكيل تحالف لمحاربة الارهاب معها من أجل اكمال جسر التعاون العربي الاميركي، وذلك بحسب مستشار ترمب للسياسة الخارجية ابان الانتخابات وليد فارس. وسلط فارس الاضواء في اتصال مع “إيلاف”، على الدور الذي تلعبه الامارات في إعادة الدفء الى العلاقات الأميركية الخليجية، وانعكاس هذا الدور على مستقبل منطقة الشرق الاوسط برمتها.  واعتبر فارس “ان الزيارة الاميركية للشيخ محمد بن زايد، أحد كبار قادة الخليج سيكون لها أبعاد مهمة على صعيد التنسيق بين الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة لمحاربة الفكر المتطرف الذي كرست له قيادة الامارات جهدا كبيرا لمكافحته عن طريق مراكز الابحاث، والخطاب التجديدي المضاد للأيديولوجيا المتطرفة”.  واضاف: “البعد الثاني المهم الذي سيحظى بإهتمام ترمب وبن زايد يتجلى في مواجهة التدخل الايراني المتزايد في العراق وسوريا واليمن ولبنان وخطره على امن الخليج والدول العربية”. وأعاد مستشار ترمب التذكير باللائحة التي وضعتها الامارات للمنظمات الارهابية قائلا: “الامارات كانت سباقة في وضع لائحة شاملة بالمنظمات التكفيرية وتلك المرتبطة بالكيانات الارهابية المدعومة من ايران، وتعبر هذه اللائحة من أكثر اللوائح دقة في العالم”.
 
أكدت وسائل الاعلام الاميركية ان القمة التي جمعت صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة و دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الاميركية  في البيت الابيض فى البيان2017/05/15  أسست لمرحلة جديدة ونوعية من العلاقات التاريخية الاستراتيجية التي تربط بين البلدين لما تناولته من ناحية تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية والقضايا التي تشهدها الساحة الدولية وخاصة الحرب على الارهاب والازمات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط .
 
وركزت وسائل الاعلام الاميركية على أهمية هذه القمة التي تأتي قبل أيام من زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية والقمة الامريكية الاسلامية في الرياض. وقالت وكالة اسوشيتد برس الأميركية إن دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في البيت الأبيض لأول مرة منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة في يناير الماضي. ونقلت اشادة الرئيس الأميركي بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان . وتحت عنوان ” ترامب يرحب بمحمد بن زايد في البيت الأبيض ” نقلت صحيفة واشنطن تايمز قول ترامب خلال ترحيبه بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ” إنه لشرف لي أن التقي الشيخ محمد الذي تربطني به علاقات صداقة قديمة.
 
إنه شخص مميز وأكن له كل الاحترام لأنني أعرفه منذ مدة طويلة”. وأضاف ” إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يحب بلاده و يحب الولايات المتحدة وهذا أمر في غاية الأهمية بالنسبة لنا “.  ورأت الصحيفة أن ترامب أراد من جولته الى الشرق الاوسط أن يثبت أنه ليس عدوا للعالم الإسلامي ويؤكد على الحاجة الملحة لبناء شراكات قوية في الشرق الأوسط.. من جهة ثانية قالت شبكة ” فوكس نيوز ” الاميركية ان لقاء الرئيس ترامب وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يعد فرصة لاعادة ضبط الوضع في الشرق الأوسط . واضافت ان هذه اللقاءات جاءت في ظل اشتداد وتيرة الحرب على الارهاب . واكدت ان هذه الاحداث في المنطقة تجعل العلاقات بين الولايات المتحدة الاميركية ودولة الامارات ودول حليفة ذات أهمية كبيرة . وقالت الشبكة إن عقيدة الرئيس ترامب والتي تقتضي اتخاذ اجراء حاسم وسريع ضد الارهابيين أو الاعداء الذين يتجاوزون الخطوط الحمراء تلقى ترحيبا أكبر في المنطقة.
الشيخ محمد بن زايد
بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع فخامة دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وعددا من القضايا الإقليمية والدولية 14-5-2017. جاء ذلك خلال استقبال فخامة الرئيس الأميركي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق اليوم في البيت الأبيض بواشنطن. ورحب فخامة الرئيس الاميركي بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وقال “انه لشرف عظيم ان يكون معنا اليوم الشيخ محمد بن زايد .. شخص مميز.. انا احترمه وقد عرفته محبا لوطنه واعتقد انه يحب الولايات المتحدة الاميركية”.  ونقل سموه إلى الرئيس الأميركي خلال اللقاء تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتمنياته والشعب الإماراتي لفخامته والشعب الأمريكي الصديق دوام التقدم والاستقرار والازدهار. ومن جانبه حمل فخامة الرئيس الأميركي ترامب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحياته لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله راجياً لدولة الإمارات مزيداً من الرخاء والتقدم. وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون والصداقة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. وأكد الجانبان خلال اللقاء الذي حضره سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي حرص البلدين على مواصلة تعزيز وتطوير علاقات التعاون الوثيقة والمتميزة في ظل الاهتمام الذي توليه قيادتا البلدين لتطوير العلاقات الثنائية وبما يسهم في تحقيق المكاسب المتبادلة. وناقش صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اجتماعه مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض آفاق التعاون الاقتصادي وأهمية توسيع العلاقات التجارية الثنائية التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار والرخاء للشعبين الإماراتي والأميركي.
 
تجدر الإشارة إلى أن التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية المتحدة بلغ 19 مليار دولار في عام 2016 حيث تعد دولة الإمارات ثالث أكبر مستورد للسلع والخدمات الأمريكية على مستوى العالم. كما بحث الجانبان جملة من القضايا الإقليمية والدولية تركزت حول التدخلات الإقليمية المزعزعة للأمن في منطقة الشرق الاوسط والأزمة السورية ومسار الجهود الدولية الجارية في شأنها والقضية الليبية حيث أطلع سموه الرئيس الأمريكي على الخطوة التي اتخذتها الأطراف المعنية في ليبيا خلال اجتماعها الأخير في أبوظبي، وناقش الجانبان جهود المجتمع الدولي في محاربة العنف والتطرف والجماعات الإرهابية وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية علاقات تحالف وشراكة استراتيجية قديمة تستند إلى تاريخ طويل من الروابط العميقة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وغيرها، وتقوم على قاعدة صلبة من الاحترام المتبادَل والمصالح والقيم المشتركة.
 
وقال سموه: إن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة دائماً على تطويرعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية وتعزيزها ودفعها إلى الأمام، خاصة في ظل توافق وجهات النظر بين البلدين الصديقين حول القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها أمن الخليج العربي، وأزمات الشرق الأوسط، ومواجهة الإرهاب، ومهدِّدات الأمن والاستقرار على الساحة الدولية.  وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى رؤية البلدين حول ضرورة بناء موقف دولي قوي وفاعل في مواجهة الإرهاب والقوى الداعمة له، بصفته من أخطر التحديات التي تواجه الأمن والاستقرار والتنمية في العالم. وشدد سموه على ضرورة تقديم المساعدات وتوسيعها والتنسيق بين كافة الأطراف لمواجهة التحديات الإنسانية المتزايدة والناجمة عن الصراعات والنقص في الإمدادات الغذائية في كافة أرجاء المنطقة.  وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمبادرة الرئيس ترامب لتعزيز علاقات الولايات المتحدة مع شركائها الرئيسيين في المنطقة وإلى تبني الولايات المتحدة نهجاً أكثر حزماً وصرامةً لمواجهة الفكر المتطرف والعدواني، منوها سموه بالمبادرات الإماراتية المتعددة الساعية لمواجهة الفكر المتطرف، وتجفيف مصادر تمويل الإرهابيين وتعزيز قيم التسامح الديني والعرقي والتعايش الانساني.
 
كما أشار سموه إلى الدور الأميركي المهم والمحوري في قضايا منطقة الشرق الأوسط وملفاتها وأزماتها، خاصة في ظل المصالح الاستراتيجية المهمَّة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بالمنطقة، وحضورها المؤثر فيها على المستويات كافة.  وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن سعادته بتبادل الأفكار والرؤى مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول المنطقة، وكيفية التصدِّي لمصادر الاضطراب والخطر وعدم الاستقرار فيها، وضمان أمنها. مؤكداً استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة الكامل للعمل والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بما يعزِّز أمن منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، ويصبُّ في مصلحة شعوب المنطقة وتطلعاتها إلى التنمية والأمن والسلام، من منطلق التزام دولة الامارات العربية المتحدة الثابت تجاه دعم أركان الاستقرار والسلام والتنمية على المستويَين الإقليمي والعالمي. وأكد سموه أن الزيارة المرتقَبة لفخامة الرئيس دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية الشقيقة، ولقاءاته المقرَّرة مع القادة الخليجيين والعرب والمسلمين هناك، تؤكد أهمية منطقة الخليج العربي بشكل خاص، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، في السياسة الأمريكية، واهتمام الإدارة الأمريكية بأمن الخليج العربي، والتعاون مع المملكة العربية السعودية ودول “مجلس التعاون لدول الخليج العربية” في التصدِّي للمخاطر التي تهدِّد المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية للمصالح الأمريكية والعالمية. وأكد الجانبان في ختام لقائهما حرص البلدين على بذل المزيد من الجهود لاحتواء الأزمات التي تشهدها المنطقة والحد من تفاقم وتدهور الأوضاع الإنسانية فيها ودعم أسس أمنها واستقرارها.
 
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد دون في سجل الشرف للبيت الابيض الكلمة التالية “في البداية أودّ ان أعبر عن سعادتي بلقاء فخامة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في مستهل زيارتي للولايات المتحدة الامريكية التي تربطنا معها صداقة تاريخية وتعاون مشترك، ونتطلع الى العمل سويا مع أصدقائنا في البيت الابيض لتعزيز علاقاتنا الاستراتيجية والدفع بها قدما لصالح بلدينا وشعبينا الصديقين، كما نتطلع من زيارتنا الى تكثيف جهودنا المشتركة من أجل السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم… تمنياتنا الخالصة لفخامة الرئيس دونالد ترامب بالتوفيق والنجاح في قيادة الولايات المتحدة في مرحلة جديدة ودقيقة وللشعب الامريكي الصديق المزيد من التطور والازدهار”.
 
أكد ولي عهد أبوظبي توافق وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها أمن الخليج العربي، وأزمات الشرق الأوسط، ومواجهة الإرهاب”. وأكد استعداد الإمارات الكامل للعمل والتعاون مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بما يعزِّز أمن منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، ويصبُّ في مصلحة شعوب المنطقة وتطلعاتها إلى التنمية والأمن والسلام، من منطلق التزام دولة الإمارات الثابت تجاه دعم أركان الاستقرار والسلام والتنمية على المستويين الإقليمي والعالمي.   وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون والصداقة بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
 
وأكد الجانبان حرص البلدين على مواصلة تعزيز وتطوير علاقات التعاون الوثيقة والمتميزة في ظل الاهتمام الذي توليه قيادتا البلدين لتطوير العلاقات الثنائية، وبما يسهم في تحقيق المكاسب المتبادلة.  وناقش الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اجتماعه مع ترمب آفاق التعاون الاقتصادي وأهمية توسيع العلاقات التجارية الثنائية التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق الازدهار والرخاء للشعبين الإماراتي والأميركي.  تجدر الإشارة إلى أن التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات المتحدة بلغ 19 مليار دولار في عام 2016 ، حيث تعد دولة الإمارات ثالث أكبر مستورد للسلع والخدمات الأميركية على مستوى العالم.  وذكر الشيخ محمد بن راشد أن الزيارة المرتقَبة للرئيس الأميركي للسعودية ولقاءاته المقرَّرة مع القادة الخليجيين والعرب والمسلمين هناك، تؤكد أهمية منطقة الخليج العربي بشكل خاص، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، في السياسة الأميركية، واهتمام الإدارة الأميركية بأمن الخليج العربي، والتعاون مع السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في التصدِّي للمخاطر، التي تهدِّد المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية للمصالح الأميركية والعالمية.
 
أعلنت معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب تشكيل المجلس العالمي لشباب الإمارات في الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع سفارة الدولة في واشنطن .  يضم المجلس في عضويته / 14 / من الطلبة الإماراتيين المبتعثين للدراسة في جامعات الولايات المتحدة موزعين بين واشنطن وبوسطن ونيويورك ولوس أنجلوس وهيوستن وبنسلفانيا وكولورادو وفيرجينيا وكونتيكيت.  يهدف ” المجلس العالمي لشباب الإمارات ” إلى تعزيز مشاركة الشباب خارج الدولة في خدمة مجتمعهم وتمثيل الدولة على مستوى العالم والتفاعل مع الطلبة المبتعثين إضافة للعمل على مشروعات أخرى مختلفة.  وقالت معالي شما المزروعي – في تصريح لها بهذه المناسبة – إن اختيار أعضاء المجلس تم بالتنسيق مع سفارة دولة الإمارات في واشنطن التي قامت بدورها بالتواصل مع نخبة من طلبة الدولة المبتعثين في جامعات الولايات المتحدة ليكونوا بمثابة حلقة وصل تربطهم مع الشباب الإماراتي ومنصة تفاعلية لتبادل المعارف والخبرات. و أوضحت أن ” المجلس العالمي للشباب ” مبادرة تهدف لتفعيل دور الشباب الإماراتي وفسح المجال أمامهم أينما كانوا حول العالم للمشاركة والمساهمة بفاعلية في مسيرة التطور التي تشهدها الدولة. و نوهت إلى أن هذه المجالس ستكون بمثابة منصة تفاعلية تربط الشباب بمجتمعهم وتمكنهم من التوصل لحلول للتحديات التي تواجه المجتمع بشكل عام وجيل الشباب بشكل خاص مع الاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم في خدمة المواطن الإماراتي وسعادته.  و أضافت معاليها إن ” مجلس الإمارات للشباب ” أطلق الكثير من المبادرات التي عززت دور الشباب في المجتمع الإماراتي وبما يسهم في صقل قدراتهم وطاقاتهم ليكونوا قادة الغد القادرين على تحقيق رؤية قيادة الإمارات بالمساهمة بفاعلية في صناعة مستقبل الدولة الذي سيكون شبابها المحور الرئيس فيه لتحقيق الإنجازات الكبيرة والريادة للدولة وفي جميع المجالات.  من جانبه ثمن يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية الإعلان عن تشكيل المجلس في الولايات المتحدة ..مشيراً إلى أنه يجسد استمرارية لرؤية القيادة الثاقبة وعزيمتها في إشراك شبابها والمراهنة عليهم. و أعرب عن إيمانه بأن المجلس سيساهم في نقل أهم الممارسات والتجارب التي ستواكب السياسات المعنية بالشباب وتعمل على تطويرها والارتقاء بها من خلال أعضاء المجلس الأكفاء وعبر متابعة السفارة .. موضحا أن المجلس سينقل صورة مشرفة لشباب الإمارات إلى المجتمع الأمريكي سواء أكان بالمشاركة المجتمعية أو التبادل الثقافي.
 
كشف موقع “justsecurity” الأمريكي عن الانتهاكات المتورطة بها دولة الإمارات العربية المتحدة في حربها باليمن. وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته “عربي21″، إن الأمر لا يتعلق بالغارات الجوية الإماراتية فقط، إنما بحالات اختفاء قسري وسوء معاملة محتجزين في العمليات البرية، مشيرا إلى أن “هذه هي القوات التي ستكون رأس حربة في حال الاعتداء على ميناء الحديدة”. ويتحدث الموقع عن أن خطط استعادة ميناء “مفتاح البحر الأحمر” مثيرة للجدل؛ بسبب الآثار الإنسانية المحتملة على اليمن وحدوث مجاعة أكبر، لكنها عملية هجومية كبيرة يدرسها ترامب وإدارة البيت الأبيض. ويوضح الموقع أن المقابلات التي أجراها مع العديد من الخبراء، بالإضافة للمعلومات التي حصل عليها من أرض المعارك، تعطي صورة مثيرة للقلق عن الجيش الإماراتي في قدرته على التعامل مع ضربة قوية للقاعدة، فضلا عن تطلعات أبوظبي الشخصية والانتهاكات التي تقوم بها عند الاحتجاز. ويبين الموقع أن احتمالية توسيع العمليات البرية ليس نهاية السؤال للولايات المتحدة، التي قدمت الدعم للسعودية والإمارات في عملياتها ضد المجموعات المتمردة في البلاد، إنما تدخل غير مباشر للقوات الأمريكية في الحرب.  وتعد الإمارات شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في معركتها المنفصلة مع تنظيم القاعدة.
 
ويتابع الموقع: “عند إلقاء الضوء على الغارة الأمريكية – الإماراتية البرية في كانون الثاني/ يناير الماضي، فإننا نرى أن الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في ممارسات الاعتقال الذي تقوم بها أبوظبي، بالاعتماد على خطط الطوارئ التي يتم تنفيذها مع دولة الإمارات العربية المتحدة”. “وبناء على ما مضى، فإن الكشف عن إساءة معاملة المحتجزين من قبل الإمارات يجب أن يكون مصدر قلق خاص بالنسبة للولايات المتحدة والمؤيدين الدوليين، الأمر الذي يزيد من المخاطر القانونية للحكومات وممثليها، كما أنه يشرك الولايات المتحدة في ممارسات ضارة وخطيرة تجاه المواطنين اليمنين، والتي تأتي بنتائج عكسية”، بحسب الموقع.  ويقول إنه و”على وجه التحديد، فإن ما كشف عنه (من انتهاكات) سيدق أجراس الخطر للمسؤولين الأمريكيين الذين يعتمدون على معلومات المخابرات الإماراتية حول تنظيم القاعدة، وينبغي أن يساورهم القلق بشأن ما إذا كان قد تم الحصول على أي معلومة من هؤلاء المحتجزين”. وتعد الولايات المتحدة شريكة مع الإمارات في حربين مختلفتين في اليمن اليوم، إحداهما ضد الحوثيين، وهي جماعة متمردة شيعية أطاحت بالحكومة المعترف بها دوليا في حرب أهلية، وأخرى ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ويوضح الموقع أنه “في الحرب ضد الحوثيين المتحالفين مع الرئيس المخلوع علي صالح، تعد الإمارات شريكا رئيسيا في التحالف العربي الذي تقوده السعودية بطلب من الرئيس عبدربه هادي”. وتلعب الولايات المتحدة دورا هاما في هذا الصراع، ولكن بشكل غير مباشر، فهي “تقدم لأعضاء التحالف الأسلحة وخدمة إعادة التزويد بالوقود، فضلا عن المساعدة الاستخباراتية. وهناك اتهامات موثوقة بوجود “انتهاكات واسعة النطاق” للقانون الدولي لجميع أطراف هذا الصراع.
 
في الحرب الثانية، تشارك الولايات المتحدة بشكل مباشر في مكافحة القاعدة في جزيرة العرب. “وبدعم قليل من دول أخرى، عمل الجيش الأمريكي بشكل وثيق مع دولة الإمارات في مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. ورافقت القوات الإماراتية الجيش الأمريكي بغارة في كانون الثاني/ يناير، التي أفادت التقارير بأنها أسفرت عن مقتل أكثر من 20 مدنيا، من بينهم تسعة أطفال”. وفي نيسان/ أبريل 2016، وبفضل التشجيع القوي من الولايات المتحدة، استعادت القوات الخاصة الإماراتية والقوات اليمنية المدعومة من الإمارات السيطرة على مدينة المكلا الساحلية الهامة من القاعدة، التي احتلت المدينة، واستخدمتها منطلقا للعمليات منذ نيسان/ أبريل 2015. وتشمل قوات الإمارات في اليمن الحرس الرئاسي الإماراتي، وهي قوة النخبة التي لعبت دورا رئيسيا في استعادة عدن من الحوثيين. وأوضح بيتر ساليسبري، باحث أول في تشاتام هاوس، في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن “وحدة القوات الخاصة داخل الحرس الرئاسي الإماراتي أخذت زمام المبادرة في اليمن في دعم وترتيب المليشيات اليمنية لصالح الإمارات… ولها علاقات وثيقة جدا مع قوات الولايات المتحدة الخاصة الموجودة في اليمن”. واعتمدت الإمارات بشكل متزايد على بناء القوات المحلية داخل اليمن. ووفقا لرويترز، “يقول ضباط كبار من الإمارات إن قواتهم دربت أكثر من 11 ألف جندي يمني من حضرموت و14 ألفا من عدن وثلاث محافظات، وتدفع لهم أجورهم. ومع ذلك يصعب تحقيق الوحدة”.  ولا تعدّ هذه القوات مدربة تدريبا احترافيا، عند النظر في التحديات التي تواجه الحرس الرئاسي الإماراتي في المكلا. ويقول الموقع: “في عدن، ساعدت الإمارات في إنشاء مجموعة أخرى من المليشيات، وهي قوات الحزام الأمني، وتدريبها وتمويلها والإشراف عليها، والتي أصبحت متورطة في انهيار العلاقات بين الرئيس اليمني هادي والإمارات مؤخرا”. وذكرت وكالة أسوشيتيد برس أن قوات الحرس الأمني تضم “حوالي 15 ألف مقاتل جنوبي منتشرين في أربع مقاطعات، ويقودهم أساسا مسلحون متشددون يعرفون بالسلفيين”. وكانت القوات المسلحة الإماراتية والقوات المحلية المدعومة من الإمارات العربية المتحدة تعملان في المقام الأول في جنوبي البلاد، ولكنهما دفعتا مؤخرا إلى الشمال إلى محافظة تعز.  ويقول ضباط من الإمارات إن الوضع جعل من الصعب عليهم الزحف شمالا، بما يعزز ما حققوه من مكاسب إقليمية. ويضيفون أن الهجوم الجنوبي تباطأ منذ عبر حدود محافظة تعز. وقال ضابط بجيش الإمارات: “تعز جزء من الشمال، والجنوبيون لا يريدون القتال خارج حدودهم، وكان أخذهم إلى هناك تحديا كبيرا”. وتشير التقارير الأخيرة إلى أن القوات الإماراتية تساعد في توجيه “النشاط الزائد” ضد القاعدة، مع قوات النخبة الحضرمية المدعومة من أبوظبي في محافظة حضرموت، حيث تقوم بعمليات مداهمة وعمليات اعتقال.  وقوات النخبة الحضرمية هي مليشيا تم تجنيد أفرادها من السكان المحليين في محافظة حضرموت. وبحسب لجنة الخبراء المكلفة من مجلس الأمن الدولي، فقد اعترفت الإمارات بأن التحالف قدم “مساعدة عسكرية ومالية وتدريبية ومعلومات استخباراتية ومساعدات لوجستية وتدخلا جويا” لقوات النخبة الحضرمية.
 
وتفيد دراسة أجرتها هيئة المعونة الأمريكية بأن الإمارات تدفع لقوات النخبة الحضرمية “رواتب وتكاليف العمليات والتدريب والأسلحة”. وتشير تقارير أخرى إلى أن قوات الحضرمي تلقت تدريبا من الأردنيين، وتم تجهيزها وتمويلها من قبل السعوديين. وتقدم الإمارات دعما كبيرا لبعض القوى اليمنية في عدن وحضرموت وشبوة والمهرة، بما في ذلك الدعم الاستشاري والأسلحة والاستخبارات والمشورة الاستراتيجية. وعن الطريقة التي تدير فيها الإمارات المليشيات، يقول الموقع إنه “بعد أن تتمركز القوات اليمنية المحلية المدربة من قبل الإمارات في مواقع محددة، فإن المليشيا المحلية تدعو الإمارات لمتابعة الدعم – على سبيل المثال، إذا كانوا بحاجة إلى أسلحة أو نصيحة”. ثم تأتي قوات الإمارات، وتقيم الوضع، وتستجيب لاحتياجاتهم. و”عادة ما تقوم القوات اليمنية المحلية بإبلاغ الإمارات قبل أن تنتقل إلى مكان ما، مع قيام الإمارات في كثير من الأحيان بإعطائها المضي قدما، أو إصدار تعليمات لهم بالتباطؤ أو التراجع”. ويؤكد تقرير الأمم المتحدة مرارا أن القوات الإماراتية صاحبة السيطرة على الأرض في عدن، وعلى مقربة من المكلا في حضرموت.وأشار السفير الأمريكي السابق لدى اليمن أن قوات النخبة الحضرمية وغيرها، المدعومة من أبوظبي، لا تستجيب للرئيس اليمني هادي، وتقدم ولاءها للإمارات.
 
ويقول الموقع إنه قد “تتعرض الحكومة الأمريكية وبعض مسؤوليها لمشاكل قانونية؛ بسبب دعمهم شركاء عسكريين أجانب يشاركون في جرائم حرب باليمن”. وتثير الاتهامات الموثوقة حول إساءة معاملة المحتجزين وحالات الاختفاء القسري من قبل القوات المدعومة من الإمارات مخاوف خاصة للولايات المتحدة في هذا الصدد. وقال قائد عسكري كبير بالتحالف لرويترز إن قوات مدعومة من الإمارات ألقت القبض على عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن، وفي حين أن الغارة التي نفذت في كانون الثاني/ يناير كانت الأولى في عهد ترامب، والوحيدة منذ توليه منصبه، فإن قوات يمنية محلية دربتها الإمارات شنت أكثر من 250 هجوما داخل عدن وحولها.  وفي كانون الثاني/ يناير 2017، كشف فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في أحد التقارير الأكثر تفصيلا وتحديدا وبحثا دقيقا عن النزاع حتى الآن، أنه وثق خمسة حوادث اختفاء قسري. وجاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي عن حقوق الإنسان حول اليمن، الذي صدر في آذار/ مارس من هذا العام: “أفادت المنظمات غير الحكومية المحلية ووسائل الإعلام بأن الأفراد المرتبطين بحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) احتجزوا بشكل تعسفي في المكلا من قبل قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة”. ويشير التقرير الذي جاء تحت عنوان “الإعادة القسرية”، إلى أنه “في أيلول/ سبتمبر، ذكرت وسائل الإعلام أن قوات الحزام الأمني التي تدعمها الإمارات قامت بترحيل أكثر من 200 مهاجر، معظمهم من الإثيوبيين، من عدن”. وكانت منظمة العفو الدولية أبلغت عن حوادث احتجاز تعسفي في مطار عدن، الذي كان تحت سيطرة القوات المدعومة من دولة الإمارات، بما في ذلك قضية رجلين شوهدا آخر مرة في مطار عدن استجوبتهما السلطات اليمنية، ثم احتجزا في الحبس الانفرادي في مكان مجهول، دون الوصول إلى أسرهم أو المحامين، ما يثير المخاوف من احتمال تعرضهم للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة “. ولا تعد القوات المدعومة من الإمارات المجموعات الوحيدة التي انتهكت القانون بحالات الاختفاء القسري في اليمن، فالحوثيون متورطون في قضايا “واسعة النطاق ومنهجية” للاحتجاز التعسفي، والاختفاء القسري، والتعذيب، ولكن تصرفات الشركاء الأمريكيين تثير مخاوف خاصة من المشاركة الأمريكية والتواطؤ المحتمل.
 
من ناحيه اخرى قال السفير الأمريكي الجديد في إسرائيل ديفيد فريدمان، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يحمل معه خطة سلام، خلال زيارته إلى إسرائيل الأسبوع المقبل.  كما أكد أن نظرة ترامب للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، تختلف عن نظرة سلفه، باراك أوباما.  وقال فريدمان، الذي تسلم أمس مهامه الرسمية، إن ترامب سيصل إلى إسرائيل بدون “خطة دبلوماسية محددة او خارطة طريق”.   ومن المقرر أن يصل ترامب إلى إسرائيل في 22 من الشهر الجاري للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، قبل أن يلتقي في اليوم التالي في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.   وأضاف فريدمان في حديث لصحيفة “إسرائيل اليوم” نشرته على صدر صفحتها الأولى اليوم الأربعاء:” لقد أوضح الرئيس (ترامب) بأنه يريد أولا رؤية الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) يجلسان سويا وأن يتحدثا بدون شروط مسبقة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى سلام فالولايات المتحدة لن تملي عليهما كيف سيعيشان معا”.  وأشار فريدمان إلى أن انخراط الرئيس الأمريكي منذ بداية ولايته الرئاسية في الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي، يظهر “اهتمامه بدفع هذه العملية”.  ولفت فريدمان إلى أن مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، مختلفة تماما عن مواقف الرئيس السابق باراك أوباما. وقال السفير الأمريكي:” إذا ما نظرت إلى ما قاله (ترامب) عن المستوطنات حتى الآن، فإن موقفه يختلف كليا عن أوباما، فهو لم يقل إن المستوطنات عقبة في طريق السلام، ولم يقل إنه معني بتجميد الاستيطان، وإنما قال إنه معني بالتوصل إلى تفاهم مع الحكومة الإسرائيلية حول كيفية التعامل مع الاستيطان، واعتقد أن الظروف مختلفة كليا”.  ورأى فريدمان بأنه ينبغي على الأطراف نفسها “أن ترغب بالتوصل إلى اتفاق، وليس رئيس الولايات المتحدة، نحن فقط يمكننا المساعدة ولكن يتعين على الأطراف اتخاذ القرار، ونحن لن نجبر أحدا على فعل ما لا يريد”.  وأضاف:” اعتقد أنه (ترامب) يمكن أن يقود الأطراف للتوصل إلى اتفاق وستكون الأطراف راضية من النتائج”.  وكانت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية توقفت في شهر إبريل/نيسان 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى من السجون الإسرائيلية.   وبشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، أشار فريدمان إلى أن الرئيس الأمريكي “يتشاور بهذا الشأن”. وقال:” وظيفة الرئيس هي الاستماع إلى كل الآراء واتخاذ القرار بشأن ما هو صائب”. كما أعلن السفير الأمريكي، أنه ينوي زيارة الضفة الغربية، ولقاء المستوطنين الإسرائيليين هناك، دون تقديم مزيد من الإيضاحات.  واعتبر فريدمان ألا تعارض بين حقيقة كونه أمريكيا ويهوديا متدينا، في نفس الوقت، وقال:” تم اختياري لهذا المنصب لأن الرئيس يثق بي ويقدر التزامي “.  وكان تكليف الرئيس الأمريكي لفريدمان بهذا المنصب قد أثار الكثير من الجدل، نظرا للمواقف التي عبر عنها في الماضي ضد “مبدأ حل الدولتين، ودعم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية”.  واستهل فريدمان، وهو يهودي الديانة، وصوله إلى المنطقة بالتوجه مباشرة إلى حائط البراق، (يسميه اليهود الحائط المبكى)، في الجدار الغربي للمسجد الأقصى حيث أدى الصلاة.
 
شدد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على استحالة حل مشاكل الشرق الأوسط الأكثر تعقيدا إلا على أساس جماعي، مؤكدا أن تشكيل حلف جديد على غرار حلف “الناتو” لن يساعد في ذلك.  وقال لافروف في تصريحات اليوم الخميس، بشأن ما يتردد في بعض وسائل الإعلام من أن الولايات المتحدة تفكر في تأسيس حلف على غرار “الناتو” في الخليج العربي: “لأن روسيا تنظر بسلبية تجاه حل المشاكل من خلال تكتلات عسكرية ضيقة”، مضيفا: “يتعين حل النزاعات في الشرق الأوسط بمشاركة جميع اللاعبين، دون أي محاولة لعزل أي طرف”.
وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنه من المخطط توسيع نظام وقف التصعيد القائم في المناطق الأربع في سوريا ليشمل باقي الأراضي السورية. وقال لافروف خلال مقابلة مع القناة الأولى الروسية: “نحن توافقنا مع تركيا وإيران ونظام الرئيس السوري (بشار) الأسد والمعارضة المسلحة، خلال اجتماع أستانا قبل أيام على مذكرة لتطوير هذه المبادرة (مناطق أمنية اقترحها الرئيس دونالد ترامب سابقا) التي أسست مثل هذه المناطق الأربع في سوريا بداية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه التجربة ستعمم على جميع الأراضي السورية”.  وفي نفس السياق، أكد لافروف أن لدى روسيا والولايات فهما مشتركا حول مبادئ التسوية في سوريا، مشيرا إلى أن الوضع في سوريا كان “المحور الرئيسي للاجتماعات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته، ريكس تيلرسون، في الـ10 من مايو في واشنطن”. وقال وزير الخارجية الروسي: “الحديث يدور عن أن لكل بلد من بلدينا، جنبا إلى جنب مع اللاعبين الرئيسيين الآخرين في الشرق الأوسط، مثل تركيا وإيران ودول الخليج، التأثير على مختلف الأطراف السورية لحثها على التعامل بإخلاص في تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى التفاوض وصياغة دستور جديد، والتحضير للانتخابات”.. “وفي هذه المسألة لدينا تفاهم مع الأمريكيين”.
 
ظهرت محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في واشنطن استمرار الخلاف إزاء مصير بشار الأسد، بين تمسُّك إدارة الرئيس دونالد ترمب بـ«قطع رأس» النظام السوري ونحو 20 من مساعديه، وتحذير موسكو من «تكرار نموذجي العراق وليبيا». وأبلغت مصادر دبلوماسية غربية «الشرق الأوسط»، أمس، أن إدارة ترمب «اتخذت موقفاً واضحاً من الأسد بعد توافر أدلة كافية لدى أجهزة الاستخبارات في واشنطن ولندن وباريس على أن النظام مسؤول بنسبة مائة في المائة عن الهجوم الكيماوي على خان شيخون، عبر قصف الطيران على مدنيين في ريف إدلب». وأشارت المصادر إلى أن إدارة ترمب أبلغت لافروف خلال محادثاته في واشنطن قبل أيام «ثلاثة لاءات، هي: لا سلام مع الأسد، لا استقرار مع الأسد، لا إعادة إعمار مع الأسد». لكنها أبدت مرونة إزاء «كيفية خروج الأسد وتوقيته بحيث تتولاهما موسكو، بما في ذلك احتمال استقباله في روسيا مقابل تعهد واشنطن عدم ملاحقته (الأسد) من المحكمة الجنائية الدولية». في المقابل، كرر لافروف موقف بلاده، معتبراً أن «خروج الأسد من الحكم سيؤدي إلى انهيار النظام وتكرار فوضى العراق وليبيا في سوريا». وقالت المصادر إن الجانب الأميركي أبلغ لافروف بأن «المطلوب خروج نحو 20 مسؤولاً في النظام السوري مع بقاء الجيش وأجهزة الأمن، وأنه لا مانع بتولي شخصية علوية دوراً رئيسياً في النظام الجديد»، مشيرة إلى أن واشنطن «تطالب فقط بقطع رأس النظام وخروجه من سوريا لعدم تكرار نموذج اليمن لدى بقاء علي عبد الله صالح والدور السلبي الذي لعبه».
 
وأكدت جولة المحادثات الثانية بين إدارة ترمب ولافروف رفض واشنطن لعب دور جوهري في عملية مفاوضات جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة، وفي آستانة مقابل التمسك بحصول «صفقة أميركية – روسية حول سوريا تكون مدخلاً للعلاقات بين الجانبين»، وقد يؤدي تطورها إلى تفاهم إضافي حول أوكرانيا.  وأبلغت واشنطن لافروف باستمرار مراقبتها نتائج تطبيق اتفاق آستانة والقلق من دور إيران واعتبارها ضامناً، مع روسيا وتركيا، للاتفاق الذي يشمل أربع مناطق لـ«تخفيف التصعيد»، هي إدلب وريف حمص وغوطة دمشق ودرعا.  وقالت المصادر إن درعا قد تكون المنطقة الأنسب لبدء تنفيذ تفاهم بين واشنطن وموسكو لـ«تخفيف التصعيد»، عبر وقف القصف على ريف درعا قرب حدود الأردن والسماح بمجالس محلية ومساعدات إنسانية، باعتبار أن هذه المنطقة «ليست تحت نفوذ إيران». وقال مسؤول غربي إن الحملة التي شنها النظام وإيران و«حزب الله» وإرسال طائرة استطلاع إلى حدود الأردن، جاءا بسبب «قلق النظام وحلفائه من تنفيذ التهدئة في جنوب سوريا بتعاون أميركي – روسي».

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع