مور فيليكسينوس يوحنا دولبانى اب الروحانية السريانية في القرن العشرين
نادر محمد
الاربعاء ٢٤ مايو ٢٠١٧
نادر محمد
بدعوة من البروفيسور مارتن تامكه (Martin Tamcke) ألقى الدكتور اهو شيمون كاشو (Aho Shemunkasho) المدرس اللاهوت السرياني بجامعة زالتسبورج (Salzburg) بالنمسا محاضرة عن سيرة واعمال القديس فيليكسينوس يوحنا دولبانى
Mor Philoxenos Yuhanon Dolobani في إطار البرنامج الثقافي لمعهد اللاهوت المسكوني بجامعة جوتنجن بألمانيا.
مور فيليكسينوس يوحنا دولبانى مطران ماردين بتركيا وضواحيها للسريان الأرثوذكسي هو أشهر علماء الكنيسة السريانية فى العصر الحديث. ولد 27 سبتمبر عام 1885 م وكان ابنا وحيدا لأسرته معه اخته لذلك عارضوا ان يكون راهبا فيما بعد. وتربي منذ الصغر تربية مسيحية علي يد المعلمين مار جبريال ومار ايليا حيث تعلم منهما الالحان والليتورجيا والنغمات واللغة السريانية فجذبته الحياة الرهبانية فاعتزل العالم سنة 1907، وكان جيرانه من المسلمين لا يحرقون خشب الاشجار النامية بجوار الاضرحة في الشتاء حيث كانوا يعتبرونها مقدسة لأنها تحيط اجساد اولياءهم مما اضاف لديه بعدا اخلاقيا وروحانيا عميقا والتحق بدير السيدة العذراء المعروف بالناطف 1907، ورسم كاهنا سنة 1918 ، وقام بتعميد مائتين وخمسين شخص من الارمن ورسم كهنة لخدمة الشعب المسيحي الارمني لقتل العثمانيين لقتل جميع رجال الدين المسيحي الارمن في مذابح العثمانيين الشهيرة ضدهم ، كان له طبيعة متسامحة مع الطوائف الأخرى وكان لا يفرق بين السريان الشرقيين والغربيين ، وكان يسمح للسريان الشرقيين بعمل القداس بحسب طقسهم وسافر الي القدس زيارة رعوية بصحبة البطريرك الياس الثالث حيث بدء السفر من دير الزعفران ومروا علي ديار بكر، تور عابدين، حلب، زيدل، القريتين, اديسا واستمروا في السفر حتي وصلوا إلي القدس. وفي سنة 1933 تنيح البطرك الياس الثالث في الهند اثناء قيامه برحلة رعوية لمسيحي الهند فرسم بعده البطريرك افرام الاول برسوم والذي قام بنقل المقر البطريركي الي مدينة حمص بسوريا فغضب المسيحيون المقيمون بمنطقة ماردين وارادوا رسم مور فيليكسينوس يوحنا دولبانى بطريركا مضادا للبطرك المنتخب بحمص لكنه رفض، ثم رسم مطران عام 1947 بعد حوالي 40 عاماً من رهبنته عام 1908 م فى دير الزعفران. كان نيافة المطران عالم عظيم وشاعر سرياني كبير وألف حوالي 70 كتاب وقام بالعديد من الترجمات من السريانية للعربية وللتركية للشعب السرياني المنتقل لإسطنبول لعدم إجادتهم للغة السريانية. تضمنت كتابات نيافة المطران سير البطاركة السريان وسير رؤساء أديرة الزعفران ومور جبريال.
قام نيافته بطباعة الكتب وأصدر مجلة دينية اسمها الحكمة صدرت عام 1913 كما قام بكتابة كتالوجات للمخطوطات السريانية القديمة بدير مار مرقص بالقدس ودير الزعفران وباقي الاديرة والكنائس السريانية كما ألف كتاب لقواعد وتعليم اللغة السريانية من جزئيين وزاد على ذلك بعمل كتاب تعليمي للغة السريانية يحتوي على نصوص سريانية وترجمتها للقراءة، ونشر سيرته الذاتية بنفسه والتي صدرت بعد نياحته سنة 2007 في السويد، وتضمنت إصدارات نيافته العديد من النصوص التي نشرها لأول مرة. ترجم إلى اللغة السريانية كتاب (البطريرك برسوم) عن تاريخ الأدب السرياني وكذلك ترجم مسرحية ثيودورا للكاتب باولوزا بهنام (1916-1969) ولكن يوجد كتابات أخرى لنيافته غير منشورة حتى الآن. تلقى أعماله العلمية الاعتراف والإحترام من الجميع. كان يعتاد نيافته عن سؤال من يقابله عن الأشياء الطيبة التي يفعلها ويوصيهم بعدم الكذب والكلام الطيب والتفكير فى الله. كان نيافته يحب الجميع ويساعد الفقراء. دفن فى دير الزعفران. تنبأ بوفاته قبلها بأسبوع بعد نشر أخر مقال له فى مجلة الحكمة وقال "لا أحب كسر الموت لقلمي لأن الكنيسة وشبابنا يحتاجون قلمي ولكنها إرادة الله التي لابد أن تتم". وبذلك استحق لقب اب الروحانية للكنيسة الارثوذكسية حيث كانت الاديرة فارغة بعد الحرب العالمية الاولي لما قام به العثمانيون من مجازر ضد السريان فأعاد هو الرهبنة والحياة الرهبانية ورسم الاساقفة والقسوس واهتم بالتعليم الكنسي ورعايته الايتام بالإضافة الي عمله بالترجمة في اللغات العربية والسريانية والتركية فأحدث نهضة فكرية بالكنيسة.