الأقباط متحدون - جدك وأبوجدك مسيحى!
  • ٠١:٥٧
  • الخميس , ٢٥ مايو ٢٠١٧
English version

جدك وأبوجدك مسيحى!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٥١: ٠٧ م +02:00 EET

الخميس ٢٥ مايو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

لن أتطرق لمقولات الأب مكارى يونان، لا حاجة لترديد مقولات بغيضة من قائلها، تقتات عليها منابر عقورة تروم فتنة وقودها الناس والحجارة. كَفَانى مسيحيون أجلاء مؤونة الرد على هرتلات الأب مكارى يونان بحق الإسلام، نفروا إلى تخطئته، ورفضوا تطاوله، وتبرأوا من تقولاته، طوبى للساعين إلى وأد الفتنة، لعن الله مَن أيقظها وعمل عليها، إنها من فعل شياطين الإنس الذين تخصصوا فى إخراج الشياطين فى ظلمة أنفسهم.

الدكتور سالم عبدالجليل نال عقاباً مجتمعياً قاسياً، وتطارده بلاغات بالازدراء جزاء وفاقا على ما اقترفه فى حق إخوتنا بالنَّيْل من عقيدتهم، وكذا نال الأب مكارى يونان العقاب نفسه، هناك صحوة ضمير وطنية لافتة، وهذا ما كان ينقصنا للجم هذه الأصوات النابحة على العقائد.

الدكتور سالم عبدالجليل اعتذر واعتزل الفضائيات وامتثل لغضبة أصحاب الضمائر، أنتظر اعتذار الأب مكارى يونان لعموم المسلمين، وامتثالا بمثابة درس فى الاحترام، إذا فعلها ساد الاحترام، ولم يقرب العقائد شيخ أو قسيس، عبرة للمتشددين، لا مكان لكم فى وطن يأكل فيه المسلمون والمسيحيون من طبق واحد.

المشيخة الأزهرية انتفضت مرتين، مرة عندما ألزمت رئيس جامعة الأزهر اعتذاراً مستحقاً لولوجه بحر الظلمات وتكفير إسلام بحيرى، واستقالته من منصبه بعد تصريحاته الحمقاء، وثانية عندما عابت واستنكرت ورفضت ما فاه به الدكتور سالم عبدالجليل بحق إخوتنا، وفى بيان جلى واضح لا لبس فيه، وتُعِدّ الآن قانوناً يجرم الكراهية أو المساس بالأديان، فى تحرك إيجابى أتمنى أن تشارك فيه الكنيسة، ليأتى القانون معبراً عن ضمير مصر الساكن فيها ليل نهار، بلد السماحة والمحبة.

يلزم تحرك مماثل من الكنيسة لجَبْل الأب مكارى يونان على الاعتذار، وبيان جلى واضح لا لبس فيه، ترفض ما فاه به فى معرض رده على الدكتور عبدالجليل، أعلم أنه رد فعل على فعل سابق عليه، ولكن هل قصرت المؤسسات الدينية (الأزهر والأوقاف) فى الرد، الذى بلغ حد الفصل والمنع من اعتلاء المنابر المسجدية والفضائية، وهل قصرت المنابر الإسلامية فى رفض التترى فى الازدراء؟ بعض البلاغات التى وصلت النائب العام من مسلمين هالهم إهانة عقيدة إخوتنا فى الوطن.

لماذا إذن التزمت الكنيسة الصمت على تقولات الأب مكارى يونان على الإسلام، أطلب تحركاً مماثلاً، جزاءً وفاقاً على تطرفه فى الرد على عبدالجليل بما يمس عقيدة المسلمين، ويصم دين الإسلام بالسيف والرمح، وغيره من أقوال كاذبة موهومة لا تُخلِّف سوى إحن ومحن نحن فى غنى عنها.

بيان للجم مثل هذه التفلتات من آباء الخدمة المنتسبين إليها ضرورة وطنية ودينية، وإعلان موقف الكنيسة من هذا الذى تحدث به الأب يونان، بمثابة إعلان رفض لكل مَن تسول له نفسه الخروج عن خط الكنيسة الوطنى والدينى، وغضبة لله وللوطن قبل أن تكون للبشر.

ليس هكذا تورد الإبل، الأب مكارى يونان يخاطب الدكتور سالم عبدالجليل بلغة متعالية لم تألفها الكنيسة المصرية ومجافية تماماً للسانها، ومستفزة، وتحرف الرد على عبدالجليل إلى الطعن بالسيف والرمح فى الإسلام.

مجدداً لن أذهب إلى إعادة تدوير العبارات الغبية، لسنا مَن يتبضع تدوير النفايات، ولكن أيها الأب كف عن الوطن شرورك، ولا تُخرج علينا شياطينك، فإذ تكايد عبدالجليل بقولك مستفزاً: جد وأبوجد عبدالجليل مسيحى، فأنا أقولها مُحِباً: جدك وأبوجدك مصرى، الله يرحم جدى وجدك رحلا فى سلام قبل أن تخرج علينا الشياطين فى ظلمة الليل الذى يغشى البلاد.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع