الأقباط متحدون - هل صلى الإرهابيون الجمعة بعد قتل أطفال المسيح؟!
  • ٠٧:١١
  • السبت , ٢٧ مايو ٢٠١٧
English version

هل صلى الإرهابيون الجمعة بعد قتل أطفال المسيح؟!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٥٦: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٢٧ مايو ٢٠١٧

حمدي رزق
حمدي رزق

قبل أن يولد بدر رمضان فى السماء وتُصفَّد شياطين الإنس والجن، والمسيحيون يتفننون فى تهنئة المسلمين مُحِبِّين مخلصين، تنفلت عصبة من شياطين الإرهاب الأسود وتقتل فينا أعز ما فينا، أعز الأحباب، أحباب الله، أطفالا كانوا فى طريقهم إلى دير فى فلاة، فرحين بيوم من أيام الله.

هل صلى الإرهابيون الجمعة بعد قتل أطفال المسيح؟!
أتقتلون أطفالا وتنتوون صياما، أتُزهقون أرواحا وتذهبون إلى صلاة وقيام، أتُهرقون دماء وتتنادون إلى اعتكاف، أتستحلون الدماء، التى حرّم الله إلا بالحق، فى شهر القرآن، أقرأتم القرآن وتدبرتم آياته؟! قبَّحكم الله.

الغدر والخسة والدناءة بلغت حد قتل أطفال أبرياء، وفى صبيحة يوم طيب مبارك، يوم جمعة، وفى مستهل شهر الصيام والصلاة والقيام، مَن اختار جمعة رمضان يعرف مقصده جيدا، ومَن افتتح الشهر الكريم بالإرهاب يعرف هدفه تماما، أقسموا ليَصْرِمُنَّها مُصبِحين ولا يستثنون، قتلوهم وهم فرحون، قتلوا الأطفال العزل فى طريقهم إلى الدير، رسالة بعلم الوصول، يا نحكمكم يا نقتلكم!!

عِدّ الجروح يا ألم، يوم تَنادَى الإرهابيون لحصار الكاتدرائية وتناولوا رموز الكنيسة بالفحش، وضربوا الحصار، تأكد تماماً أن الكنيسة مستهدفة، وأنها هدف ثابت فى مخطط هؤلاء، وأنهم يتحينون الفــرص بالعزل المسالمين.

ويوم 30 يونيو وانحياز المسيحيين فى قلب المصريين لإزاحة الاحتلال الإخوانى الجاثم فوق صدر البلاد، صار المسيحيون، شعباً وكنيسة، فى مرمى الانتقام والثأر عقابا، وطالت ألسنة الإخوان والتابعين ترمى الكنيسة والبابا والشعب المسيحى بما فى نفوسهم من حقد، وتدعو للثأر والانتقام وتتوعدهم فى يوم قريب.

ويوم فض رابعة، اجتاح الإرهابيون الكنائس بطول وعرض البلاد نسفاً وتفجيراً وتحريقاً، أعلنوها حرباً دينية على المسيحيين، حاصروا الكنائس وحرقوها، حرقوا قلوب المسيحيين وهم يرون أيقوناتهم تُحرق، وصلبانهم تُكسر، ومذابحهم تُهدم، وسط صياحات ملعونة تؤشر على عنوان مجرميها.

وتوالى التحرش الطائفى بالعائلات المسيحية تحت وطأة دعايات طائفية محرضة فى المنيا تحديدا، ليس ببعيد عن مخلفات الثأر الذى زرعه هؤلاء المجرمون فى نفوس خلاياهم النائمة، التى تستيقظ الآن وفى كل نجع وقرية لتثير فتناً طائفية، يجرى إخمادها تباعاً قبل أن تنفجر كحريق كبير يأتى على الأخضر واليابس.

قتل أطفال الدير نموذج ومثال على الحقد الدفين، لا يخرج عن كونه حلقة من حلقات الثأر، الذى يستبطنه الإخوان والتابعون للمسيحيين، عقاباً على خروجتهم الوطنية فى قلب المصريين، وتماهيهم مع ثورة المصريين على الإخوان والتابعين.

هم يعاقبون الشعب المصرى جميعا، وهناك ثأر مستبطن من المسيحيين خاصة، الموجة الإرهابية التى تضرب البلاد ليست عشوائية أو ارتجالية أو من بنات أفكار ذئاب منفردة مطلوقة على المجتمع، مَن يخطط لقتل أطفال فى مفتتح شهر الصوم، خطط للعملية جيدا وباحترافية، اختيار المكان والتوقيت والضحايا يشى بما هو أخطر.

الرسالة الإرهابية تقول: ها أنتم تعاقَبون على انحيازاتكم واختياراتكم، التى هى اختيار المصريين جميعا، ولكن ياما دقت على الرؤوس طبول، وليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التى يستهدف فيها الإرهاب المسيحيين شعبا وكنيسة، والمسيحيون صابرون يرددون فى صلواتهم كيرياليسون.. يا رب ارحم.
نقلا عن المصرى اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع